صرخات انثي الفصل الرابع بقلم آية محمد رفعت
البيت..مايسان سابتني مش عارفة هتكون راحت فين دور عليها وشوفها فين أنا عايزة بنتي يا عمران!
أجابها سريعا وملامح الخۏف مرسومة على معالمه تأثرا بسماع والدته بتلك الحالة
_متقلقيش يا حبيبتي مايا هنا معايا في الشركة.
وصل إليه أنفاسها التي عادت تنتظم بعد عناء وبصوت مهزوز قالت
_بجد يا عمران ولا بتضحك عليا.. طيب سمعني صوتها.
شفق عليها يعلم جيدا ماذا تعنى مايسان لوالدته فحمل سماعة الهاتف اللاسلكي وأجابه بهدوء
_حاضر خليك معايا.
ودلف من الباب الجانبي لغرفة الاجتماعات فوجدها مازالت تجلس محلها تراجع أوراقها قدم لها عمران الهاتف قائلا بثبات
التقطت منه الهاتف تجيب ببسمة ساحرة
_صباح الخير يا ديدا.
انكمشت تعابيرها وهي تستمع إليها وخاصة من مراقبة عمران لها وكأنه يحاول تحليل تلك الاحداث فقالت بتلعثم
_لأ أنا بس كنت بجمع الهدوم اللي مش محتاجاها وزاحمة الدولاب عندي لكن أنا هسيبك وأروح فين ده أنا حتى كنت هرجع بدري النهاردة عشان أروح معاك الجمعية.
أتاها صوته المتلهف يخبرها
_سيبي اللي في إيدك وتعالي حالا أنا من الخضة مش قادرة أتلم على أعصابي وشكلي كده هعاقبك على اللي عملتيه ده.
رددت بمزح رغم تجمع الدمعات بمقلتيها
وأغلقت الهاتف ثم قدمته لعمران وانحنت تجمع متعلقاتها تحت نظراته المتفرسة فقطع صمته حينما قال
_إمبارح كان معاك جواز سفرك وفريدة هانم بتقول إنك كنت محضرة شنطتك.
رتبت الأوراق بمجلد واحد قائلة ببرود
_وده يخصك في أيه
مال بجسده ليستند على جسد الطاولة الزجاجية
_يعني أيه يخصني في أيه انتي ناسية إنك مراتي
ضحكت ساخرة وتجاهلت التطلع إليه
_لا مش ناسية بس اللي فاكراه إنك مش معترف بجوازنا وبتحاول بكافة الطرق تنهي العلاقة دي.
_أنا حياتي مش هتتوقف على العلاقة السامة دي يا عمران أنا عايزة أكمل حياتي مع الشخص اللي يقدرني ويحبني من قلبه.
وفتحت الباب الزجاجي وقبل أن تغادر منحته ابتسامة رقيقة وهي تخبره
_متقلقش لما أرتبط بانسان تاني مش هنسى إنك كنت صديق طفولتي وهكونلك الصديقة دايما حتى لو أنت كنت رافض الاعتراف بده.
واستكملت بتسلية
_المواقف اللي بنتعرضلها في حياتنا هي اللي بتورينا احتياجنا بيكون لمين
_مع السلامة يا عمران .
وتركته مقيدا محله يتطلع للباب الذي يتراقص من خلفها لشدة دفعها له شعر بالاختناق يجوبه من حديثها الذي أيقظ غضبه وحنقه الشديد مجرد تخيله أنها برفقة رجلا أخرا غيره جعلت الډماء تتصاعد بأوردته بشراسة.
حرر عمران جرفاته پاختناق فعاد لمكتبه يجذب مفتاح سيارته وغادر وهو لا يعلم لأي وجهة سينطلق!
منحها ابتسامة صغيرة رغم ثبات نظراته ليخطفها لعجلة القيادة المركونة على الرصيف رفع حاجبه بتمعن اتبع نبرته _الظاهر إنك كالعادة محتاجة مساعدة.
رفعت كتفيها بقلة حيلة
_الظروف اللي بتعمل فيا كده لكن أنا بسكوتة وقلبي أبيض والله متحملش كل اللي بيحصلي في حياتي ده.
قهقه ضاحكا وهو ينزع عنه جاكيته الأسود وأشمر عن ساعديه ليجذب من صندوق سيارته المعدات اللازمة ليبدل عجلة سيارتها رفع آدهم السيارة باستخدام الحامل ومن ثم شرع بتبديلها بأخرى كان يحملها بسيارته.
راقبته شمس باهتمام وهو يعيد ربطها وقالت بحرج حينما وجدته ينظف يده المتسخة بالمناديل بصعوبة
_كان نفسي أساعد بس للأسف مينفعش فستاني هيتوسخ.
ابتسم وهو يراقبها تشير لفستانها وكأنه جوهرة ثمينة وتنحنح وهو يلقي منديله
_ولا يهمك أنا خلاص خلصت هلم الحاجة بس.
رددت