بقلم أم فاطمة "مكة"
سهام بجانبها وابتسمت قائلة طمنينى عليك أنت يا حبيبتى
احوالك مش عجبانى ووشك اصفر كده متيجى نطمن من دكتور يمكن عندك ضعف ولا حاجة ويديك مقويات
فارتبكت ريم بقولها لا دكتور لا لا
تعجبت من رفضها بهذا الشكل ودخل الشك فى قلبها فهى أيضا مرت بتلك الحالة فى شبابها وخشيت أن تكون إبنتها تمر بما عانت به هى الأخرى
حاولت ريم الثبات أمام والدتها ولكنها ودت أن لو ارتمت فى أحضانها تبكى مرارا لعلها تخفف الثقل الذى فى قلبها
ولكنها خشيت عليها فهى مريضة قلب وخبر مثل هذا قد يطيح بحياتها
فغيرت نوع الحديث بقولها إلا صحيح
يا مامى خلاص مكة هتجوز الاسبوع الجى
فطنت ريم لأفعال ركان وايقنت من نظرة مكة له إنهم عاشقان ولكن كل منهما فى اتجاه عكس الآخر
ريم يا حبيبتى يا مكة هتوحشنى جدا
سهام أنت كمان اتعلقتى بيها يا ريم
سهام فعلا يا بنتى وماشاء الله أنت كمان بدئتى تكونى زيها بس أنا كمان نفسى تعيشى سنك بدل الحجاب اللى مكبرك ده ومقيدك
ريم بالعكس يا ماما ده مريحنى جدا وندمت إنى ملبستهوش من زمان
سهام بتعجب للدرجاتى
ريم اه ده ستر ونعمة وطاعة لله
ريم لا فرض طبعا والدليل قوله تعالى زى مسمعت من مكة
قوله تعالى ﷻ وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن
لمس قلب سهام الآية فلمعت عينيها بالبكاء
فاحتضنتها ريم يا حبيبتى يا مامى
ثم ابتعدت عنها سهام برفق وتابعت
سهام عايزاك تاخدى مكة وتروحى تلفى معاها على المحلات تشترى اللى هى عايزاه وميهمكيش الفلوس خدى الفيزا بتاعتى
لازم يا بنتى نساعدها دى عروسة وتستاهل الخير
ريم حاضر يا مامى
يمكن تقدر تكلم معاك أنت من غير كسوف
ريم حاضر
فقبلتها والدتها ثم ذهبت لغرفتها للراحة
أما ريم فذهبت لغرفة مكة فوجدتها كحالها لا تكف عن البكاء
فحاولتةمداعبتها بقولها تقدرى تقوليلى دى دموع اللى بيقولوا عليها دموع الفرح يا عروسة
فمسحت مكة دموعها قائلة اه اه
أنت عاملة ايه طمنينى عليك
ريم أول مرة اشوف مجروح بيطمن على مجروح قلب زيه
مكة بإرتباك قصدك ايه
ريم قصدى أنت فهماه كويس أنت مش بتحبى ايمن وبتحبى ركان
وهو كمان بيحبك وأنا متأكدة من كده
وقفت مكة وتاهت نظراتها وتلعثمت كلماتها أنت بتقولى إيه
ريم بقول اللى بتحولوا تخبوه ومعذبين نفسكم بيه
مكة إظاهر إن العڈاب اتكتب عليه طول عمرى
ريم ليه من حقك ترفضى ايمن ليه وفقتى عليه بدال مش بتحبيه
مكة عشان اتخلص من عڈاب حبى لشخص مش عايزنى
ريم ركان كل تصرفاته بتقول إنه بيحبك
مكة وايه الفايدة من غير ميكلم
أنا مقدرة ظروفه غير كمان خطوبته من بنت المحافظ فالأمر بينا مستحيل فخلينى أريحه من تأنيب الضمير وابعد عنه عشان ينسانى ويشوف حياته
ريم بس أنت كده بتلهكى نفسك
مكة واعمل ايه
ريم أنا لازم اكلم ركان يشوف حل
مكة استحلفك بالله بلاش أنا عمرى مفرضت نفسى على حد
ريم شخصيتك غريبة اوى يا مكة
ثم تابعت
تعرفى أن مامى هتلبس الحجاب
مكة بفرحة بجد اللهم بارك
ريم وتعرفى كمان إنها بعتتنى عشان اخدك وننزل نشترى اى حاجة تحتاجيها من مستلزماتك كعروسة
هزت مكة رأسها بحزن لا أنا مش عايزة حاجة
ريم ازاى بدال وفقتى تجوزى لازم تجهزى نفسك بشوية حجات
يلا ألبسى ننزل نشترى
مكة صدقينى مش عايزة
ريم معلش عشان خاطرى وخلينا نخرج نشم هوا بعيد عن البيت شوية
ومع إلحاح ريم وافقت مكة على الخروج معها
انتظر اياد وبعضا من أصحابه خروج حاتم من الملهى الليلى
وعندما خرج أمامهم يترنح جراء شرب الخمر وي
توجه إلى سيارته مع آذان الفجر حاوطه الشباب
فارتجف خوفا قائلا انتم مين وعايزين ايه
إياد عايزينك انت يا سيد الرجالة تشرفنا شوية
إرتعد حاتم خوفا قائلا خدوا كل اللى انتوا عايزينه وسبونى الله يخليكم
إياد وأنت ليه مسبتش بنات الناس فى حلها
ثم أشار إلى أصدقائه ليحملوه
فحملوه إلى سيارتهم وتوجهوا به إلى أحد المخازن
وعندما وصلوا سكب عليه اياد دلوا من الماء البارد
فانتفض حاتم مڤزوعا وفاق من سكره
حاتم بصوت حاد انتم مين يا ولاد
هتروحوا فى ستين داهية لو مستونى بس بإى
أذى انتم مش عارفين أنا مين وابن مين
إياد بسخرية لا عارفين يا حيلتها وميهمناش
إحنا ميهمناش إلا حاجة واحدة لو عملتها هتطلع من هنا سليم
نشفت دماغك قول على نفسك يا رحمن يا رحيم ومش هتنفع راجل تانى لا مؤخذة
حاتم پخوف مرتعدا انتم عايزين ايه
إياد عايزينك تستر على بنت الناس اللى ضحكت عليها ودلوقتى شايلة منك وحامل
حاتم أنهى فيهم قصدى هى مين دى
ثم نفى قائلا
مين قلكم كده أنا معملتش حاجة ده كدب وافترى
وحتى لو عملت انتم مالكم بيه
إياد لا مالنا
كتير
والبنت بنت اللواء مجدى الزيات
حاتم ريم
إياد ما أنت أهو عارفها وعارف اللى عملته معاها يا عرة الرجالة
حاتم عملت بمزاجها ويستحيل أجوز وحدة فرطت فى نفسها بالساهل
فصفعه إياد على وجهه بقوة ما أنت السبب وغريت بيها وأنت تتحمل المسئولية
حاتم ايدك لو اتمدت عليه تانى بإشارة منى هتروح ورا الشمس ومش هجوزها
إياد بټهديد مش لو طلعت من هنا الأول ابقى ورينا رجولتك
وخلاص مش عايز تجوزها هنزفك للڼار دلوقتى
ثم أشار إياد لإحدى رجالة بملىء برميل من البنزين ثم أشعلوا به الڼار
إياد يلا حطوه فيه خلينا نشوف ابو قصة وهو بيسيح زى مبيسيح البنات
تابع ركان مهمته التى كلف بها من رئيسه فى العمل
وذهب عدة مرات إلى فاروق البدرى يطلب منه المال ويعطيه حتى طلب منه العمل
فاروق بغلظة فى القول أنا شكلى عودتك على العادة السودة دى يلا غور يلا من قدامى مش هديك جنى تانى
ما أنت زى الطور قدامى أهو روح اشتغل بلقمتك أحسن من شغل الشحاتة ده وخلى عندك ډم
ركان تفتكر إنى مدورتش يا بيه دورت كتير وملقتش أنا مستعد اشتغل ايتها حاجة بس ألاقى
شغلنى أنت عندك يا بيه اى حاجة امشى فيها سايس لعربيتك اراعى الجنينة خدام تحت رجليك
ينوبك ثواب كبير يا بيه
فاروق بس بس صدعتنى
وماشى هشغلك بدل قلة القيمة دى بس لو شوفت منك غلطة هخسف بيك الأرض أنت فاهم
ركان فاهم يا بيه
فاروق طيب عدى عليه بكرة الساعة خمسة
فاروق طيب يلا غور من قدامى السعادى
فغادر ركان
وعاد لمنزله منكسرا ليصعق عندما يرى
يا
الحلقة الرابعة والعشرون
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
أحيانا يغلق الله سبحانه وتعالى أمامنا بابا لكي يفتح لنا بابا آخر أفضل منه ولكن معظم الناس يضيع تركيزهم ووقتهم وطاقتهم في النظر إلى الباب الذي أغلق بدلا من باب الأمل الذي انفتح أمامهم على مصراعيه
أشار إياد لإحدى رجالة بملىء برميل من البنزين ثم أشعلوا به الڼار
إياد يلا حطوه فيه خلينا نشوف ابو قصة وهو بيسيح زى مبيسيح البنات
فارتعد حاتم خوفا وصړخ لا لا خلاص هعمل كل اللى انتوا عايزينه
إياد بسخرية كده تعجبنى
بس مش كان من الأول بدل متعصبنى
ثم تابع إياد
هاتوا وصل الأمانه يا رجالة
والورقة اللى هيمضى عليها
حاتم ودول ايه
إياد ده زيادة تأكيد عشان عارفينك عيل وممكن تطلع من هنا متنفذش اللى اتفقنا عليه
حاتم عيب أنا كلمتى سيف متقلقش
إياد أنت العيب نفسه يا عرة الرجالة بس عشان اطمن أكتر ولازم أتأكد بنفسى
اتفضل إمضى
حاتم بس
إياد هو إحنا فينا من بس
خلاص شلوه للبرميل
حاتم لا خلاص همضى
إياد كده تعجبنى
الورقة الأولى دى ورقة فيها إنك غررت بالمسكينة وحامل منك وإقرار إنك هتجوزها
والورقة دى هتتبعت لأبوك سيادة السفير لو منقذتش وعدك
حاتم لا لا هنفذ
إياد الورقة التانية وصل أمانة 2مليون جنيه
حاتم بذهول كام ٢مليون ليه
إياد مش عايز بلاش البرميل لسه مستنيك
حاتم لا خلاص همضى
فمضى حاتم رغما عنه بسبب الخۏف
حاتم خلاص أنا كده عملت كل اللى انتوا عايزينه ممكن دلوقتى تسبونى أروح
إياد طبعا يا ابن السفير اللى مستقوى بيه
بس خلى بالك اى حركة ندالة مش هنحتاج نخطفك تانى هى رصاصة واحدة طايشة نخلص منك ومن أمثالك فى ساعتها
حاتم لا هجوزها وامرى لله
إياد طيب طلع موبايلك
حاتم ليه
إياد هتتصل بيه وتقولها تقبلى تجوزينى
وتحدد معاها معاد بكرة على طول تقابل ابوها وتحدد معاد الفرح بأقصى سرعة بحجة إنك هتسافر لوالدك بعد الدراسة ولازم تكون هى تكون معاك
حاتم بسخرية وابتسامة من جانبى فمه تقبل !!
هى كانت تحلم بواحد زيى
إياد بنفور أنت نكرة ولا تسوى ولولا إنها
حامل مكنتش عايزة تشوفك اصلا
اتصل حاتم بالفعل ب ريم وعندما رأت اسمه على الشاشة ابتسمت پألم فقد فقدت شغف الحب بما فعل بها ولم يكن يحتل فى قلبها مكانة
ريم بوهن الو
حاتم بنفور ازيك !
ريم الحمد لله
حاتم بقولك بكرة هاجى وامرى لله أتقدملك ونجوز
ريم بكسرة نفس امرك لله حسبى الله ونعم الوكيل
فنكزه إياد حتى اوجعه قائلا اكلم معاها عدل
حاتم خلاص أنا عملت اللى عليه زى ما انتوا عايزين
ثم أغلق الخط
فبكت ريم بسبب شدة القهر والذل التى تشعر به
وسبحان الله على الفرق الشديد بمن تعز نفسها حتى يأتيها من يدق بابها بالحلال ومن ترخص نفسها حتى تسعى إليه هى ويقابلها بهذا الخذلان
حاولت ريم السيطرة على أعصابها بعض الشىء لكى تمهد لوالدتها أمر حاتم لتحدد مع والداها موعد وصوله