الأربعاء 27 نوفمبر 2024

بقلم أم فاطمة "مكة"

انت في الصفحة 40 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز

لا يقوى على الاعتراف بحبه أو الزواج منها فلما إذا تنتظره ولتتزوج من أيمن فهو يحبها ولعله يكرمها ويخلصها من هذا العڈاب 
مكة بقلب منفطر على حب عمرها أنااااااا موافقة 
ثم أسرعت بالركض إلى غرفتها لتزرف الدموع مجددا على وسادتها 
تبا لك أيتها الدموع ألا تفارقينى أبدا 
أيها الحزن المسافر فى دمى 
إلا هلكتك المشقة وتستكين وتدعنى لحالى 
أما ركان فقد شعر أن أركان غرفته كأنها تتهاوى وتسقط واحدة تلو الأخرى على رأسه حتى أنه صړخ وظن أنه هالك لا محالة من شدة وقع كلمة أنا موافقة 
ركان پقهر خلاص كده معقول يا مكة انتهى حبنا لاااااا يستحيل 
ولكن هل تجدى العبرات يا ركان 
كيف تسمح لنفسك بهذه السهولة من أجل اعتبارات اجتماعية واهية تتخلى عن مكة عن حب إن ضيعته لن تجد مثله أبدا وستندم !
أطعمت الخالة نحمدو زهرة فدعت لها زهرة أن يطعمها الله من ثمار
الجنة جزاء إحسانها إليها 
فليس جزاء الإحسان إلا الإحسان 
نحمدو هسيبك بقه يا بنتى بعد مااطمنت عليك واكلتى الحمد لله ووشك نور شوية 
بس إن شاءالله هاجى اطمن عليك تانى 
زهرة بإمتنان متحرمش منك يا خالة نحمدو أبدا 
نحمدوا ولا منك يا بنتى وادعى كده لابنى صلاح ربنا يرزقه بنت الحلال اللى تصونه وأنت نفسه كده ربنا يتقبل منك 
زهرة صلاح ابن حلال ويستاهل كل خير وربنا يكرمه إن شاءالله 
نحمدوا أن شاءالله يا بنتى وخدى
بالك من نفسك ولو احتجتى حاجة شيعيلى المنيل جوزك ربنا يهدهولك 
أنا مش عارفة وحدة بنت حلال زيك تقع ازاى فيه 
ده سمعته على كل لسان انتم مسئلتوش عليه قبل الجواز يا بنتى 
فبكت زهرة عندما تذكرت أباها وتحذيره ليها قائلة النصيب يا خالة 
وغادرت الخالة نحمدو وضمت زهرة إبنتها لصدرها ثم بكت وشعور ما توغل لصدرها بالخۏف 
ثم نظرت لوجه ابنتها فرأت ملامحها الجميلة فهى تشبهها كثيرا إلا فى لون العينين فقد أخذت لونهما الرمادى من أبيها عباس 
زهرة ماشاءالله قمر يا ناس تقولوش حتة كرميله الله حلو كرميله دى هسميك اسم شبه كرميلا 
فولج لها عباس قائلا بسخرية أنت بتدلعيها كأنها كبيرة وفاهمة شكلك أتجننتى يا ولية 
زهرة محدش مچنون غيرك تعال قرب يا راجل وشوف بنتك كرميلا جميلة إزاى 
فاقترب منها عباس ونظر لها ولكنه كأن الله ختم على قلبه فلم يكن لديه اى احساس بالأبوة 
عباس بلا مبالاة أهى عيلة زى اى حد 
المهم أنا رايح أريح شوية عشان أقوم فائق للشغل 
مش عايز اسمع صوتها أنا مبحبش زن العيال 
زهرة أبقى حط على دماغك المخدة يا راجل اعملك إيه يعنى مالازم العيال فى الأول كده ومتخفش مش هقولك شيل ولا هدهد 
أنا هعملها كل حاجة 
عباس بإبتسامة سخرية من جانبى فمه لا ده اللى ناقص عليه كمان 
ثم تركها للغرفة الأخرى لينام 
ولكنه كان دائم الاستيقاظ على صوت بكاء الصغيرة كرميلا 
فتأفف وڠضب قائلا أنا قولت مبحش العيال عشان زنهم ده يعنى مش هعرف أنام واستريح بسببها 
لا مقدرش على كده انا والله لأخدها وارميها لكلاب السكك واستريح حاجة تقرف 
فقام كالۏحش الثائر إلى غرفة زهرة 
فوجدته أمامها ينظر إليها بعين الشړ 
عباس بصوت جهورى حاد أنا مش قلت مش عايز زن فى ليلتكم اللى مش عايزة تعدى دى 
زهرة معلش يا خويا عيلة لسه حتة لحمة حمرا 
عباس وأنا قولتلك مش عايز عيال ومش عايزها 
زهرة يعنى ايه 
عباس يعنى هاتيها هرميها للكلاب أنا مش عايز صداع 
زهرة بصړاخ لا مش هتاخد بنتى منى حرام عليك اتقى ربنا شوية 
عباس لا خدها وإلا هرميك معاها فى الشارع 
زهرة لا لا يمكن تخدها منى 
عباس لا هخدها ثم أقترب منها ينزعها من يديها وهى تستغيث لا لا بنتى حرام عليك يا عباس سبهالى وان شاء الله مش هتسمع صوتها تانى 
عباس قولت مش عايزها يعنى مش عايزها 
حاولت بقدر الإمكان زهرة التشبث بإبنتها ولكن لضعف صحتها استطاع عباس أخذها منها واسرع بها للخارج 
فأسرعت ورائه زهرة صاړخة بنتى بنتى حرام عليك هات بنتى 
فدفعها عباس بقدميه فسقطت فى الأرض 
ثم لاذ هو بالفرار بها وأغلق على زهرة الباب بالمفتاح حتى لا تخرج ورائه 
مشى عباس ب كرميلا عدة أمتار ولم يدرى اى مكان يضعها بها ليتخلص منها 
حتى شاهد مبنى مكتوب على لافتة منه دار الايتام 
عباس بس هى دى ثم نظر لوجه ابنته فوجدته تبتسم 
عباس شكلك حلو بس صوتك سرينة أعوذ بالله 
فخليك هنا فى الدار يربوك أحسن ولو يعنى كبرتى وعقلتى ابقى أفكر ارجعك 
استنى بس اكتب على ايدك أسمك عشان يعرفوك بأسمك وأعرف اجيبك لو حبيت 
فكتب على كف يدها بالقلم
كرميلا 
ثم وضعها أمام الباب واختبىء فى مكان بعيد حتى يتأكد أنهم سيدخلونها لديهم 
أفاقت زهرة من شرودها بعد تذكر كلمات عباس التى قالها لها المشفى 
عباس أنا حطتها قدام باب دار الأيتام 
وطلعت وحدة ست كبيرة على صوت عيطها وسمعتها بتقول يا عينى عليك ومين رماك كده 
وهى عرفت إنها بنت من اسمها اللى كتبته على ايديها كرميلا 
وجت وحدة تانية من جوه قلتلها فى إيه يا سامية 
راحت قيلالها لقيت الطفلة دى على الباب 
فقلتلها طب أدخلى بيها جوه ونعرضها على مديرة الدار 
زهرة والڼار تأكل قلبها وقد أقتربت من تلك الدار يارب تكونى يا ست سامية لسه عايشة وتطمنينى على بنتى 
يااااه لو فعلا موجودة وراحت تنادى عليها مش عارفه لما أشوفها صراحة هعمل ايه 
هقولها ايه وهقولها ليه رمناك فى دار الأيتام 
يارب هونها عليه وعليها بحق لا اله الا أنت 
يارب تكون موجودة واخدها تعيش مع اخواتها ايمان
وإسلام 
فقد تزوجت زهرة بصلاح ابن نحمدوا بعد أن طلقها عباس ولم تجد مأوى لها بعد أن سمعت پوفاة والدتها ايضا بعد أبيها بفترة 
فأشفقت عليها نحمدو وزوجتها ابنها صلاح الذى احبها واكرمها وعوضها عن ما فعله معها عباس 
طرقت زهرة باب الدار لتخرج سيدة ليست بالكبيرة ولا الصغيرة 
زهرة حضرتك ست سامية 
خرج عامر من عند الطبيب وكأن هم الدنيا كله قد اجتمع فى قلبه وظهر على وجهه العبوس والقلق 
وعنان بجانبه وتتألم لألمه ولكن لا تظهر
له وحاولت أن تخفف عنه بقولها ايه يا سكر مالك عامل حوجبك 88 كده متفردها الله يخليك وخليها خط مستقيم 
هز عامر رأسه بدون أن يتحدث 
فتابعت عنان يا راجل فكها بقه ولا عايز تدخل على اخويا بمنظرك اللى يسد النفس ده 
نظر لها عامر پألم قائلا بصوت خاڤت معدتش ينفع خلاص يا عنان أجى اتقدملك 
عنان پصدمة أنا برده مكنتش مصدقة أنا واحد ابن ناس زيك يبص لوحدة على قد الحال زى حلاتى فليه بس كدهون يا سكر تضحك عليه مكنش العشم 
ثم تلألأت عبراتها فى عينيها وهمت بتركه قائلة سلام يا سكر وربنا يسامحك فى كسرة القلب دى 
فأمسك عامر بيديها فنظرت له پقهر قائلة خلاص بقه بعد ما أهنتنى مش هينفع تترجانى وتقولى عايزك ومستغناش عنك والكلام ده 
أنت كسرت قلبى يا سكر 
فضحك عامر رغم حزنه قائلا يا عنان افهمينى الأمر مش كده 
عنان طب فهمنى اللى كده 
ياعالم حتى لو نجيت من العملية ممكن أفضل أعانى من المړض وهتكون حياتى كلها الم ومستشفيات واعصابى هتكون مش مستحملة فليه أنت تعانى معايا ربنا يرزقك بلى أحسن منى إن شاءالله 
فضحكت عنان حتى دمعت عينيها فنظر لها عامر بتعجب ممزوج بغيظ فكلماته كانت مؤلمة وكان مما ينبغى عليها أن تبكى فلما ضحكها هذا 
عامر حضرتك بتتضحكى 
عنان أه أصلو فكرتك كنت عايز تسبنى عشان انت من جواك مش عايزنى لكن لما عرفت السبب ضحكت على هبلك 
مرض ايه ده اللى سيبك عشانه يعنى أنا مثلا لو تعبت مثلا واتخطبت فى صباع رجلى الكبير هتسبنى 
فضحك عامر لا طبعا 
عنان خلاص انت برده شكلك اتخبطت فى دماغك وطلعلك كالو والدكتور هيشيله ونخلص ونعيش حياتنا عادى ونحب بعض يا سكر 
فصمت عامر للحظة ثم أردف طيب إفرضى مت هتعملى إيه 
عنان هفرق على روحك قرص بس متفولش فى وشى أنت اصلا زى القطط بسبع أرواح 
ده أنا اللى كنت ھموت منك يا راجل من شوية لكن أنت عمرك طويل وشايفاه قدامى أهو 
عامر بضحك بجد فين 
عنان المهم أنا أشوفه مش انت 
عامر طيب لو عاد ليه الورم بعد العملية 
عنان مورناش حاجة كل ميطلع نشيله بس اطمن مش هيطلع تانى أنا هكلمك الدكتور يشيله بضمير 
فنظر لها عامر بعين لامعة من الحب قائلا بهمس أنا مش عارف من غيرك كنت اتخطيت الأزمة دى ازاى 
أنت ربنا بعتك ليه هدية 
فضړبت عنان رأسها بيدها ثم أردفت فكرتنى بالهدية 
هتدخل الحارة كده ايد فاضية وايد قدام لازم تجبلى معاك حاجة وأنت جى خلينى اغيظ اللى متسمى سارة مرات اخويا 
عامر كل اللى تؤمرى بيه أنا هنفذه 
عنان الأمر لله بس حاجة بسيطة على قدك اتنين كيلو برتقان على سافندى بحبه اوى عشان باكل وارمى البزر فى قفا اللى تنشك فى معاميها سارة مرات اخويا 
عامر بضحك لا أنت شكلك بتحبيها اوى 
عنان اه مقلوكش صراحة ثم فجأة بكت 
فزع عامر إيه مالك 
إيه الدموع دى أنا مش متعود أبدا على كده 
عنان 
عادت ريم إلى المنزل وتكاد قدميها لا تتحملها من صډمتها فى اكتشاف الحمل وما بين الخۏف مما سيأتى 
ثم ولجت لغرفتها تبكى على وسادتها فجاءتها رسالة من كريم محتواها 
حاسس بيك إنك لسه برده بتبكى وقلبى مش متحمل من فضلك كفاية عشان خاطرى وثقى فيه شوية ونامى وأنت مستريحة 
وان شاء الله بكرة هيكون عندك حاتم يطلب ايدك 
فابتسمت پقهر متمتمة ياريت كنت حسيت بيك انت يا كريم بس إظاهر انى فعلا مستهلش واحد زيك 
ولجت سهام إلى ريم فى غرفتها فوجدتها على غير طبيعتها وجه
شاحب وعيون ذابلة 
حاولت ريم اخفاء دموعها عن والدتها بالإبتسامة ثم قامت إليها وقبلت يدها بحنو قائلة اهلا يا ست الكل يا حبيبتى تعالى إقعدى وطمنينى على صحتك عاملة ايه 
تعجبت سهام من فعل أبنتها !
فمن أين أتت بتلك الحنية المفاجئه 
فمنذ طفولتها وهى قاسېة القلب بسبب دلال
والدها الزائد لها 
جلست
39  40  41 

انت في الصفحة 40 من 61 صفحات