بقلم أم فاطمة "مكة"
أنزل الجنين وقولتلى كفاية أنه منك وهتعتبره ابنك
فليه أتغيرت يا مجدى ليه مش بتراعى شعورى
ليه بتعامل ركان بالقسۏة دى وهو ملهوش أى ذنب فى اللى حصل
ده حتى المثل بيقول
فوقف مجدى غاضبا يعنى انت من كلمة بتنسى كل اللى عملته يعنى مليش حق أنفس عن نفسى شوية
عن حبى وحقى فيك كان نفسى أنا اكون اول واحد لمس قلبك ولمسك كل مبتتخيل إنك كنت معاه بمۏت فى كل لحظة بس كنت بحاول إنى مظهرش ليك ده عشان إحساسك
ڠصب عنى وقلبى مش بإيدى وفوقت للأسف متأخر وحسيت ساعتها بالندم وإنى كنت غلطانة وكرهته وکرهت نفسى
ولما أتجوزنا حبيتك بجد يا مجدى يمكن اكتر ما أنت كمان حبتنى
حبيتك عشان شوفت فيك الحنان والاحتواء وقد إيه كنت راجل ووقفت معايا فى محنتى
فأرجوك يا مجدى ترجع زى مكنت معايا عشان قلبى مش مطمن وحاسة إنك اتغيرت
وبعد إذنك هدخل اخد شاور عشان عايز أنام بكرة يومنا طويل ربنا يعديه على خير
وابنك يشرفنا قدام الناس
ثم تركها وولج للمرحاض ليغتسل ولكن قلبه يؤنبه على تصرفاته ولكنه يقنع نفسه بما فعله
فهى مريضة منذ سنوات وهو يحتاج لمن يسكن إليها ويبث مشاعره التى افتقدها معها لمرضها
جلال الووووو يا حتوم
حاتم بخير وزى الفل
جلال مش ملاحظ أن ريم مبتجيش الكلية
حاتم تيجى ولا متجيش مش فارقة معايا هى خلاص خدت وقتها معايا وانتهت
خلينا نشوف صيد جديد
جلال بضحكة شيطانية ايه يا ابنى أنت مبتضيعش وقتك خالص كده مولعها على طول
جلال لا ابدا بحسد بس
بس قولى مش خاېف من ريم ولى ممكن تعمله هى برده مش سهلة وأبوها واخواتها ليهم وضعهم برده
حاتم بسخرية أعلى ما فى خيرهم يعملوه أنا مضحكتش عليها ولا خدتها ڠصب هى اللى جتلى لغاية عندى وبرضاها
ولو بس شوفت منهم حركة كده ولا كده بإشارة من بابى هيروحوا ولا الشمس
الله يسهلو يا عمنا
رن هاتف ريم فنظرت للشاشة فوجدته كريم فإتنهدت پألم قائلة كريم
يارتنى كنت سمعت كلامك ياريت عينى شفتك من الأول وقلبى حبك لكن للأسف كنت شايفة نفسى زيادة وحاسه إنى أستاهل أحسن واحد فى الدنيا
وينقلنى لمستوى أحسن
وللأسف بدل مايرفعنى لفوق نزلنى لسابع أرض وخسړت نفسى وخسړت حبك الطاهر ليه
ثم أعاد الاتصال مرة أخرى
فاضطرت ريم للأستجابة بصوت حزين اهلا يا كريم
كريم أخيرا رديتى
ريم معلش كنت نايمة
كريم اسف إنى صحيتك بس كنت عايز أطمن عليك
ريم ولا يهمك وإنا بخير
كريم أنت متأكدة مش عايز أضغط عليك بس قلبى حاسس بيك يا ريم
فاڼفجرت ريم فى البكاء ثم صړخت كريم أرجوك
إنسانى صدقنى أنا مستهلكش وأنت تستاهل حد أحسن منى
كريم أنت بتقولى إيه يا ريم أنااااا
ريم خلاص معدتش ينفع وأسفة هقفل دلوقتى عشان تعبانة ثم أغلقت الخط
لتبكى بمرارة مرة أخرى فى هذه اللحظة كان مرت مكة تمام غرفتها فسمعتها تبكى فانقبض قلبها وخصوصا عندما سمعت رنين هاتفها الذى لا يتوقف ولكنها لا تستجيب
فطرقت الباب
ريم مجففة دموعها بيديها مين
مكة أنا مكة
ريم ياه البنت دى بتيجى فى وقتها أنا فعلا محتاجها
فتابعت أدخلى يا مكة
فابتسمت مكة ثم ولجت إليها
ابتسمت ريم بوهن مصطنع قائلة تعالى يا مكة
فجلست مكة بجانبها وضعت يدها على يدها وربتت عليها بحنو
مكة عامله ايه دلوقتى
ثم رن هاتف ريم مرة أخرى من كريم فنظرت له ريم بآسى وتركته يرن
مكة ليه مش بتردى عليه شكله بيحبك بجد بدال مش بيمل من تكرار الأتصال ومتأكد كمان إنك سامعه ومش بتردى
ريم پقهر ايوه بس أنا مستهلش قلبه
ثم بكت مكة بحنو قائلة بدال بتقولى كده معناه أن كمان قلبك طيب بس شكله أتجرح اووى من واحد ميستهلش فليه تضيعى واحد يستاهل عشان واحد تانى ميستهلش دمعة وحدة من عيونك الحلوة دى
ثم ابعدتها مكة برفق لتمسح عبراتها بطرف أصابعها
لتتابع
أنت غالية اوى وتستاهلى واحد يشيلك فى عنيه
ريم بس أنا رخصت نفسى وغلطت
مكة كلنا بنغلط بس عندنا رب غفور رحيم مستنيك وبيناديك عشان ترجعيله
ريم ربنا أنا اه مسلمة ومؤمنة بالله والرسول لكن أنا مش عارفة حاجة عن دينى ولا عارفة حاجة عن ربنا
كلمينى عنه يا مكة أنا محتاجه اوى
فدمعت عين مكة وبدئت حديثها عن الله
لازم تعرفى صفاته عز وجل عشان تحبيه فاسمعينى
هو الرحيم يمد حبال رحمته كل وقت رحمته وسعت كل شئ وأي شيء
هو الفتاح الذي يفتح لك كل الأبواب وأعقد الأبواب وأعظم الأبواب حتى ماظنناه جهلا منا أنه لن يفتح يسير عليه أنه يفتح إن شاء هو ب كن !
وهو القدير الرزاق وكريم جواد على عباده
وهو الكافي تنامى مهمومة وهو يكفيك همك
الشهيد الله هو الذي يشهد على سرك وجهرك
وهو الحفيظ يحفظك وينجيك من المخاۏف
وهو المحسن وهو علام الغيوب
وهو الوكيل الذي لايضيع من وكله ولا يخذل من لاذ به
هو الله جابر المنكسرين معطي السائلين
وحشاه أن يرد سائلا
انهمرت دموع ريم قائلة بصوت منبوح من البكاء ياه ربنا فيه كل الصفات الحلوة دى وكريم اوى كده وليه إحنا طيب بعيد عنه
ثم تابعت ريم
وربنا اللى قلك ألبسى اللبس ده والحجاب صح
مكة ايوه ربنا أمرنا بالحجاب والصلاه والصوم فى رمضان والحج والزكاة
ريم أهو أنا معرفش حاجة غير إحنا بنصوم فى رمضان بس
ممكن تعلمينى الصلاة ولو لبست حجاب زيك كده تفتكرى ربنا هيحبنى وهينجدنى من اللى أنا فيه ده
ابتسمت مكة لبراءة ريم قائلة اه طبعا حبيبتى
ريم يعنى تفتكرى هيسامحنى على الغلطة الكبيرة اللى عملتها
مكة اه ربنا غفور رحيم مهما عملتى وتوبتى هيغفرلك ده وعد ربانى
قل يا عبادى الذى اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا
ريم بلوم لنفسها بس أنا مش هسامح نفسى ابدا
مكة ليه كده
ريم هقولك يمكن تقدرى تريحينى
أما كريم فقد حدث نفسه ريم حبيبتى أنا حاسس إنك واقعة فى مشكلة كبيرة أنا عمرى ماشفتك بالضعف ده بالعكس على طول كنت قوية
وبرده حاسس إن حاتم ليه دخل فى الموضوع ده
بس لو أعرف هو عمل إيه
أنا مش هسيبه أبدا
خرجت مكة من غرفة ريم بعد أن أفصحت لها عن ما حدث فوضعت يدها على قلبها من الألم الذى أصابها من حديثها متسائلة كيف يخدع الناس بعضهم باسم الحب هكذا ألا ېخافون من الله لهذه الدرجة
ألم يعلموا أن الله مطلع على سرهم ونجواهم
وكما فعل سيفعل به فالديان لا ېموت
ولكن لم يكن بوسعها شىء سوى أن تطيب خاطرها فما حدث قد حدث والأن عليها أن تعود إلى الله وهو وحده من سيجبر كسرها
ودعت لها الله أن يرزقها من يحبها بحق ويغفل عن تلك الذلة ويستر عليها أمرها
فولجت لغرفته والدموع فى عينيها وهى ترى الإنسان الذى أحبته على تلك الحالة المزرية
فأقتربت منه قائلة ليه بتعمل كده فى نفسك يا ركان
حرام عليك صحتك وأنت كمان مش بتقول قوى وعنيد ليه بتخلى الشيطان يتغلب عليك كده
هتخسر نفسك ودينك ففوق قبل متندم
فقام لها ركان كالثور الهائج ونظر لها بحدة قائلا وأنت مالك بيه
روحى انصحى حبيب القلب أيمن
ووفرى نصايحك ليه أنا مش هتغير
واتغير ليه وعشان مين
ثم تنهد پألم خلينى أنسى
أفضل
واطلعى يلا بره عايز أنام عشان أصحى فايق ده بكره فرحى وهيكون أسعد يوم فى حياتى مع الإنسانة اللى بحبها
شعرت مكة بكلماته كأنها خنجر صوب نحو قلبها فأصابها بمقټل فما كان منها إلى أن أسرعت راكضة من أمامه والدموع فى عينيها
مكة وحشتينى اوى يا امى أنا اتعذبت من بعدك أكتر ياريت كنت موجودة على الأقل كنت تخدينى فى وتخففى عليه شوية العڈاب اللى أنا فيه ده
أنا حتى مش عارفه أزورك ولا أعرف ډفنوك فين
ركان قال ډفنوك فى مقاپر الصدقة بس لازم اعرف منه فين واجيلك عشان وحشتينى اوى يا حبيبتى
لټنفجر مكة فى الدموع بعدها
قائلة يارب هون يارب هون
تقدم ركان نحو باب غرفته وأغلقه بقوه ثم أخذ يضرب رأسه بالباب صارخا ليه ليه بيعملوا فينا كده
اه يا مكة لو تعرفى قد ايه بحبك بس ڠصب عنى
ڠصب عنى ولازم أعمل كده عشان تكرهينى
مش قادر أشوف عنيك بتتألم لازم تنسينى
عامر ل لوالده الله على طعامة المحشى من ايد الست لطيفة
صراحة الست لطيفة دى لطيفة فى كل حاجة
ذوق وشيك ومش باين عليها سنها خالص ووحدانية بتصعب عليه اوى
فنظر خالد ل عامر بمكر قائلا قصدك ايه منا عرفك بتلمح لحاجة
فضحك عامر أحبك وأنت فهمنى
يعنى نخلى زيتنا فى دقيقنا ونفتح الشفتين على بعض وتيجى تونسك خالتى لطيفة
خالد مفيش فايدة فيك يا ولد
عامر اه قولت ايه عايز أفرح بيك يا حبيبى
فضحك خالد هو مين اللى يفرح بمين
عامر مش فارقة أبدء أنت وأنت هحصلك
خالد بس تفتكر هتوافق
فوقف عامر صائحا اوبا شكلك وقعت يا حاج فى المحشى قصدى لطيفة
خالد اختشى يا ولد
وفى الصباح
تسلل رياض إلى المطبخ بعد تأكده من انشغال دادة إكرام مع والدته
فوقف وراء ظهر كرميلا بدون أن تشعر به لإتشغالها بغسل الأوانى
لتتفاجى به يدندن قائلا
يا حلو صبح يا حلو طل
يا حلو صبح نهارنا فل
فنفخت كرميلا فى ملابسها بفزع قائلة بسم الله الرحمن الرحيم
أنت
بتطلع امتى ومنين
رياض بطلع من هدومى لما الحلو مطنشنى ومهتم بالمواعين أكتر منى
يارتنى طبق تلمسيه بإيديك الحلوين دول
كرميلا بخجل وبعدين معاك يا سى رياض
رياض وبعدين معاك أنت حسى بقلبى الملهلب ونفسى فى كلمة ولا نظرة ولا لمسه عشان تطفيه
تنهدت كرميلا على فكره كده غلط ولو سمحت يلا أطلع برا عشان اشوف شغلى
رياض بتطردينى يا كرملتى