بقلم أم فاطمة "مكة"
ده تعبان اصمله على دماغك الحلوة يا اخويا
عنان سلامة حضرتك تعال معايا وأنا هدخلك للدكتور على طول من كشف ولا انتظار عشان خاطر عيونك بس يا محترم
فأخرج عامر من بنطاله بعض المال ليعطيها لها جراء مساعدته له ولكنها قضبت جبينها قائلة
لا يا باشا أنا هدخلك لعيونك الحلوة يوه قصدى عشان شيفاك تعبان مش عشان حاجة تانية
كما اعجب بضحكتها وهامساتها الساخرة
وبالفعل أدخلته عند الطبيب وبالكشف شك الطبيب فى شىء ولكنه لم يصرح به
الطبيب قبل ما قول حاجة لازم حضرتك تعملى الأشعة دى الاول
فانقبض قلب عنان عليه وكأنه تعرفه منذ سنوات
وفى جانب آخر كان هناك اللواء مجدى الزيات فى إحدى الشقق السكنية
مجدى معلش يا فيفى أنا عندك من امبارح وومينفعش ابات تانى
بكرة فرح ركان وعندى استعدادات كتير عايزة اعملها
فيفى استعدادات !
ولا أقول إن الهانم بتاعتك وحشتك ومش قادر على بعدها
ماانا عارفة إنها هى الأساس وأنا اخر وحدة تفكر فيها
مجدى ليه بس تقولى كده يا حبيبتى
ده انت بتهتم بلى اسمه ايه ده ركان
واسمه يعنى مش من صلبك وصارف عليه هم ميتلم
ومش عارف تكتب حاجه لعيالك الصغيرين عشان الزمن
مجدى
يووووه أنت كل شوية تفكرينى بالموضوع ده نفسى أنساه !!!
فضحكت فيفى بمكر لأنها دوما تعرف الوتر الحساس لديه
الحلقة السابعة عشر
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
فيفى بلوم وعتاب حبيبتك بإمارة إيه يا مجدى
ده انت بتهتم بلى اسمه ايه ده ركان أكتر منى واسمه يعنى لا مؤخذة مش من صلبك وصارف عليه هم ما يتلم
ومش عارف تكتب حاجه لعيالك الصغيرين عشان الزمن
فيفى بمكر تنساه ليه
مهى دى الحقيقة وأنت اللى قولتهالى بنفسك
فجلس مجدى على طرف الفراش وشرد فى ذكرياته
عندما كان فى أخر سنة من كلية الشرطة ومنتظرا التخرج بفارغ الصبر من أجل أن يحدث والديه فى أمر خطبة إبنه عمه
سهام التى يعشقها
حيث كانت هى فى كليه الأداب طالبة فى السنة الثانية وكان عباس يعمل فى كافاتيريا الجامعة
وكعادته فى اصطياد الفتيات أظهر فى البداية اهتمامه بها كلما جاءت لطلب شىء من الطعام أو الشراب
فأثرها بنظراته وكلماته المعسولة حتى وقعت فى غرامه شىء فشيئا
ثم بدئوا فى الخروج سويا وتعددت لقائتهم حتى عرض عليها الزواج
سهام بجد يا عباس هتيجى تتقدملى ده هيكون أسعد يوم فى حياتى يا حبيبى
عباس أنا بحبك اووى يا سهام ولازم نجوز فى أقرب وقت عشان مش قادر استحمل بعدك عنى
سهام ولا أنا يا حبيبى يعنى أحددلك معاد مع بابا أمتى
عباس محدث نفسه بابا ايه بس اللى ډخله فى الموضوع
عباس لا حبيبتى أنا متأكد إنهم يستحيل يوفقوا عليه دلوقتى وخصوصا إنك من عيلة كبيرة وأنا على قد الحال زى ما أنت شايفة
سهام امال قصدك ايه هنجوز إزاى
عباس بمكر هنجوز عرفى مؤقتا عقبال مقدر أكون نفسى واعمل لنفسى إسم يشرف وساعتها هاجى لولدك ونجوز رسمى
بس من هنا لغاية مأكون شخص يليق بيك نجوز عرفى
سهام بعدم فهم يعنى ايه جواز عرفى
عباس يعنى يا حبيبتى هنكتب ورقة نسجل فيها إننا أتجوزنا على سنة الله ورسوله
وبكده هتكونى مراتى قدام ربنا ونتقابل فى الحلال فى شقتى
وعقبال ماتخلصى كليتك هكون اشتغلت ليل نهار لغاية مجمع فلوس اعمل بيهم مشروع كبير واكون اكبر رجل أعمال فى مصر كلها
وساعتها هاجى أتقدملك وأنا رافع رأسى
أدعيلى بس أنت
سهام يارب يوفقك يا حبيبى
عباس ها قولتى إيه
سهام بقلق مش عارفه أنا خاېفة اوى حد يعرف يقول لبابى وتبقى فيها نهايتنا
عباس
برده تخافى وأنت معايا أنت شكلك مش بتحبينى
فوضعت سهام يدها على شفتيه قائلة بحب متقولش كده أنا اتخطيت معاك معنى الحب أنا بعشقك
اختلس ركان لحظة لا يراه فيها أحد وولج لغرفة مكة
التى كانت واقفة أمام المرآة تصفف شعرها الطويل ذو اللون الأسود الحالك ولكنها كانت شاردة تفكر حبها لركان وبين خطبتها لذلك الشاب
ولكنه قطع شرودها ركان من خلفها عندما شعرت بأنفاسه الحارة من وراء ظهرها لتنتفض عندما رأت وجه فى المرآة ويده التى كادت أن تلمس شعرها
فشهقت مكة وأسرعت لجذب حجابها سريعا ووضعته على شعرها
ركان بسخرية ما براحة على نفسك شوية هو أنت شوفتى عفريت ولا إيه
بس تصورى شكلك يجنن بشعرك مكنتش متخيل إنه طويل وجميل كده
مكة پغضب بادا على وجهها أنت إزاى تسمح لنفسك تدخل عليه بالشكل ده بدون إستئذان
ركان أنا بمزاجى ادخل وقت منا عايز أى مكان
ثم أقترب منها حتى شعرت بأنفاسه تلفح وجهها ولكنها تراجعت للوراء وهى تلهث وقلبها يدق پعنف
مكة وقد تلون وجهها لو قربت تانى مش هيحصلك طيب
ركان هتعملى إيه يعنى أنت ناسية إنك فى بيتى
وايه مالك مش عجبك أنا وبس عجبك سى أيمن بتاعك !!
مكة بحدة فى قولها أنت شكلك أتجننت ومش فى وعيك شكلك شارب صح
ركان بحزن يعتصر قلبه ايوه أتجننت لما فى يوم فكرت فيك وطلعتى زيك زى غيرك جريتى مع أول واحد خبط على الباب
مكة بغصة مريرة وحضرتك متوقع منى إيه
وعايز ايه منى
ماتروح تكلم خطيبتك أحسن ومتضيعش وقت معايا
واستعد لفرحك بكرة يا عريس ثم تابعت پقهر وابتسامة مصطنعة
عقبال فرحى أنا كمان على المتر ايمن
فقبض ركان على يديه بقوة واحمرت عيناه ڠضبا ثم أقترب منها مرة أخرى وأمسك بمعصمها عنوة حتى تألمت ونظر لها بحدة فى عينيها قائلا بقه مستعجلة عليه اوى كده
خلاص ماشى يا مكة أنا موافق عليه طالما أنت مبسوطة كده
وأنا كمان مبسوط اوى جدا بعروستى وبحبها كمان
فلمعت عين مكة بالدموع هامسة پقهر ربنا يسعدك يا باشا
فتنهد ركان پألم ثم تركها مغادرا الغرفة واغلق الباب ورائه بشده حتى أصدر صوتا جعلها تنتفض
لترمى بنفسها على الفراش تبكى بكاء مرير
ولسان حالها يقول
أيها الحزن المسافر في دمي
جهلت عيون الناس ما في داخلي
فوجدت ربي بالفؤاد بصيرا
يا أيها الحزن المسافر في دمي
دعني فقلبي لن يكون أسيرا
ربي معي فمن ذا الذي أخشي إذن
مادام ربي يحسن التدبيرا
وهو الذي قال في قرآنه
وكفي بربك هاديا ونصيرا
جرت زهرة أذيال خيبتها التى وقعت بها من سنين طويلة
عندما قابلت عباس بعد أن رفضه والدها لسمعته السيئة
زهرة عايز منى إيه تانى يا عباس
خلاص مفيش نصيب ودور على وحدة تانى تضحك عليها
عباس بمكر وحدة تانى ايه يا بت
ده أنت بس اللى فى القلب وأنا مقدرش أعيش من غيرك
زهرة كداب
وأكيد قولت الكلام ده لكتير قبلى وسمعتك سبقاك عشان كده ابويا رفضك
بعد اذنك متكلمنيش تانى سلام
عباس استنى بس يا زهرتى مش كده
زهرة هتقول ايه يعنى خلاص انتهى
عباس بس أنا بحبك وحاسس كمان إنك بتحبينى ولى بيحب حد
مفروض يكون واثق فيه وميصدقش اى كلمة كده من ناس حاقدة عليه ومش عايزة يشوفونى سعيد ناس مفترية منهم لله
زهرة يعنى الكلام اللى قالوه عليك ده مش صحيح
عباس لا مش صحيح احلفلك بإيه ثم رفع كفيه قائلا طيب والعشرة دول كدابين ومفيش فى القلب إلا أنت يا جميل
لا يجوز الحلف بغير الله
ابتسمت زهرة ورق قلبها له مرة أخرى فقد أعماها حبه عن إدارك الحقيقة لتقع فى براثين حبه بإرادتها
عباس ايوه كده أضحكى خلى الدنيا تنور من جديد
زهرة طيب والعمل مع ابويا راسه وألف سيف ما يقبل الجوازة دى
عباس بمكر زى مهو حر إحنا حرين برده وعارفين مصلحتنا وحبنا اهم من اى حد
زهرة يعنى ايه
عباس يعنى تلمى هدومك وأول ما ابوك وأمك يروحوا فى النوم تنزلى هتلاقينى واقف مستنيك قدام بيتكم
اتسعت عين زهرة وفتحت فمها ببلاهة قائلة يا مصيبتى
عايزنى أهرب من بيت ابويا يا عباس
عباس مهما السبب أنا جيت من الباب لكن ابوك
رفض
ويستحيل اقدر أعيش من غيرك يا زهرتى
إلا لو أنت تقدرى خلاص خليك فى حضڼ أبوك
سلام يا زهرة ثم اصطنع المغادرة لإنه يعلم إنه تعشقه ولن تستطيع أن تبتعد عنه
وقفت زهرة لثوانى فدمعت عينيها وشعرت إنها لن تستطيع تحمل فراق عباس
فقامت بالنداء عليه قائلة استنى بس يا عباس
فالټفت عباس بمكر قائلا كنت حاسس إنك شريانى زى منا شريكى ومش هتبعينى
فابتسمت زهرة فضحك عباس قائلا يا دين النبى
عاد مجدى لمنزله ثم ولج
لغرفة سهام ليطمئن عليها
ولكنها عندما رأته أشاحت بوجهها عنه
مجدى ماله الجميل زعلان ومكشر وأنا اللى قولت اكيد وحشتك وهتطيرى من الفرحة لما شوفتينى
سهام توحشنى لما احس إنى مش بهون عليك يا مجدى
مجدى بعتاب تهونى عليه إيه الكلام الكبير ده
ومن امتى بتهونى عليه يا سهام
أنت عارفة انى اكتر واحدة فى الدنيا بشترى خاطرها
سهام امال تسمى إيه غيابك عن البيت كل يوم والتانى غير الظروف اللى احنا فيها ومحتاجينك معانا
سواء بسبب مرضى أو خطوبة ركان
فمتعض وجه مجدى وعايزانى أعمل إيه يعنى عشان خاطر ابنك أسيب الشغل اللى ورايا عشان خاطره وأقعد أدادى فيه أظن كفاية اوى اللى عملته عشانه
أحسن تربية أحسن مدارس وقفت جمبه فى الشغل غير جوازة مكنش يحلم بيها وهصرف فيها ډم قلبى
عايزة إيه تانى يا سهام اعمله معاه ده أنا لو أبوه الحقيقى مكنش هيعمل كده
زفرت سهام پقهر أنت إيه بالظبط مصمم ديما تفكرنى بغلطة زمان ليه
أظن شكرت صنيع سيادتك وسترك عليه وصدقتك لما قولتلى إنى عمرى ماهسقط فى نظرك ورفضت انى