الخميس 26 ديسمبر 2024

جوهره بين الأغلال

انت في الصفحة 17 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز

يعرفه أم تصمت فهي أخذت القرار بالموافقة على تلك التجارة ولا يجوز الندم بعد فوات الأوان فقالت بأعتراض
مستحيل اللي أنت بتقوله 
هز رأسه بالنفي وتفوه
لا حقيقة وأنا مش عارف أعمل إيه لقيت نفسي بفك فيك أنا خاېف من حاجة معينة إن سنان يكون وراء كل حاجة
شبكت يديها لبعضها البعض قائلة بتأكيد بعد ما كست ملامح وجهها بالحزن والصدمة
أنت صح
رده عليها جعلها تصمت فلم تجد كلمات تبوح به حقا هو محق لفعلته وحديثه هي المذنبة وليست ضحېة
يبقي تساعديني حق أختك اللي هتجبهولنا جوهرة البداية من عندها مش ده اللي أحنا عايزينه
عضت على شفتيها السفلي تحاول كتمان عبراتها حتى لا تظهر له مرة أخرى وقالت بصړاخ
لا أنت فاهم غلط
فاهم غلط
بلعت ريقها بتوتر قبل أن تبوح
هحكيلك كل حاجة بس
والله مكنتش أعرف أي حاجة من اللي حصلت مع أختي وجوهرة
بعد فترة من الوقت نظرت مرام إلي المال الموضوع في ظرف تلك الفلوس أدت إلي بيع أختها أصبح البيع بكل سهولة بسبب جلب المال کرهت نفسها في تلك اللحظة لم تشعر بنفسها غير وهي تلقي المال على الأرض باندفاع ثم خفت وجهها بين راحتي يديها هاربة في بحر دموع لم تعي بالواقع إلا على صوت أصيل يقول
حد يرمي النعمة كده مش ده كان مقابل اللي عملتيه عشان تنقذي حبيب القلب وأختك تدفع التمن
هزت رأسها بحركة دائرية بنفي تام قائلة
مش عايزة الفلوس دي عدو الإنسان عمرها ما كانت نعمة صدقني
لعب معها بطريقتها وكزها بخفه في صدرها قائلا بعدم رضا
الفلوس دي اللي فضلتيه عشان منعرفش الحقيقة
صاحت فيه عاليا
قولي عايز إيه بدل ما أنت بتقتلني بكلامك
ابتسم بسخرية قبل أن يقول
هيكون إيه نقطة ضعفه
أومأت رأسها بالموافقة باستسلام ليس في يدها شيء غير هذا ردت عليه پبكاء
طليقته وابنه
حرك مقود السيارة ليصل إلي مكانهما هنا فهمت سر إصراره أنها يذهب إلي طليقته ظنت أنه يفعل فيها شيء سيء لكنها كانت حمقاء من الصعب أن يفعل ذلك دون استفادة فقالت
أنت عايز إيه من طليقته
مسح على رأسه قائلا
كبري دماغك منى عقبال ما نوصل أنا لازم أوصل لجوهرة دي في خطړ وبسببك 
تأففت من الضيق تعرف طباعه جيدا الكلام ليس له فائدة معه مقتنع بشيء لا
يجوز تغيره مهما يكن استسلمت له في النهاية أرادت توضيح فعلتها قائلة
يوه أنت مصمم ليه إن أعرف اللي كان هيحصل لجوهرة أنا كان أخري هياخد أعضاء من أبوها ولما قولت لك خليها تبلغ عشان كنت فوقت
ضړب كفا على الآخر لم يعجبه حديثها هو يعتقد أنها لا تفكر غير في المال بينما هي تفكر في تصليح كل شي وهتف
يا بنت أخرسي عقبال ما نوصل
استقرت السيارة أمام بيت حنان باغت حين رأي جميع الحارة يقفون أمام البيت يهتفون بكلام يهين حنان رمقها بنظرات غير راضية قائلا بحدة
أنت سبب كمان في تهمة البنت ما أنت كده مرقباها وعارفة عنها كل حاجة
أوقف وليد السيارة بجوار أحد الجدران القريبة من بيت حنان نظر من النافذة جاب مقلتيه سيارة أصيل والناس الملتفة
حول بيت حنان ظن أن يكون سنان
جز على أسنانه من الغيظ مع احتقان مقلتي عينيه بالسواد وهدر پعنف
معقول جاي هنا كل برود ده عايز يتحرق
سكت للحظة بعد

أن تعمقت فكرة ما داخل قلبه ثم أضاف
استني كده أنا هنزل أخليه يشوفني وأنت تصور رد فعله لو عمل حاجة محضر علطول
رفت عينيه بعدم استيعاب حين تحدث يعلم أنه يفكر ينقذها غرق في العديد من الأفكار لكي يجد الحل المناسب ثم عاد إلي ذهنه عندما سمع صوته فقال
ها
أخرج نفس عميق من صدره وعاد كلامه مرة أخرى بضيق
بقولك أنا هنزل أخليه يشوفني وأنت تصور رد فعله لو عمل حاجة محضر علطول
هز رأسه بالنفي قبل أن يرد باعتراض
مينفعش لازم يتقبض عليه پتهمة تجارة الأعضاء
اندفع يهبط من السيارة دون مقدمات فقد سيطر فكرة فقدها أو شيء سيء يحدث لها في عقله فقال مهرولا
لا انا مش هستني إن يحصلها حاجة
أمسكه من ذراعه حين رأي شخصان يهبطا من السيارة التي شاهدها قائلا
بص في اتنين شاب وبنت منعرفهمش نزلوا داخلين البيت
لم يكتفي بإلقاء كلمات عليه أكثر ترجل من السيارة بوجه يملأها الحيرة وهتف
أنا هشوف في إيه أنت حر دي حنان يا وليد
رحل على الفور رغم النداء التي ألقاه عليه لا ينكر أنه على حق يعلم أنه يفعل ما يريد شاء أم أبت اضطر يسير خلفه كالبهاء حتى وقف أمام الرجل ملقي عليه سؤالا
أنت مين وعايز إيه
رد عليه أصيل ببرود
وأنت مالك شيء مش يخصك
توقف الحوار بينهما ثبت بصرهما على حنان التي يجرها نساء المنطقة لتخرج على الرغم من توسلات ياسمين لهم اقترب وليد منهما يحاول تهدئة الأمور اخترقت أذنيه صوت رجل يقول
وأنت مين أنت كمان هي المنطقة ملهاش كبير
أصدر ضحكات عالية متتالية يرمقها الاستهزاء من حديثه وقال بعدم تصديق
أنت متعرفش أنا خطيب مدام ياسمين وجاي أشوف محتاجة حاجة أو لا وهمشي علطول عشان عارف الأصول حتى أسالها هي عندك
شعرت بغصة تقف في حلقها حاولت بلعها ليطلق لسانها الكلام من أثر المفاجأة قرر دون إذن منها فأومأت رأسها بتأكيد ثم رددت بتلعثم
ااا.. اها حقيقة
كمل الرجل كلامه بغلظة
يبقي الست الشريفة حنان تخرج بره المنطقة الله أعلم كانت فين
حاولت حنان رد بين دموعها لتصيح بهم
والله كنت في المستشفي عند طليقي بس هو عمل كده عشان أبني أنتوا ليه مش عايزين تصدقوني
ظلت تتحدث لا احد يهتم سوي أصيل الذي حفر كلامها عقله أراد تفسير كلامها وقف كالتمثال حتى انتهت المعركة بسيرها مع حمزة ليحدثا على طريقة تعاونها في الخروج من المأزق فقال بلهفة
أنت طليقة دكتور سنان
رمته بنظرات خوف حملقت فيه جيدا لكي تتعرف عليه باتت كل محاولاتها بالفشل هتفت بوهن
أنت مين وعايز إيه
رد عليها بنبرة ممېتة
أنا ضحېة من ضحاياه ممكن نكلم
هز حمزة رأسه بالنفي حملقت به بتحدي يعلن مراوغته قائلا بتحدي
لا مش هتكلم معاك أحنا نعرفك
ربت على صدره برجاء ملامح وجهه تعتريه القلق والخۏف فيظهر في نبرته أكثر
في ناس في خطړ دلوقتي كل ثانية بتمر عليهم الخطړ بيزيد
...........
أصبح المستور مكشوف كل كلمة تتفوه بالدليل تؤكده كلتاهما حنان ومرام بما تعرفه عقد حمزة مرفقيه أمام صدره رماه بنظرات شك قبل أن يتفوه
طيب حنان كده هتدخل في مشاكل ومش هتستفاد حاجة
شبك أصيل يديه أسندهما على الطاولة معلق عينيه عليه بتحدي قائلا
هتلاقي شقة تبات فيها شقة جدي وهجيبوا يبات معايا وتقدر تغير الكالون بتاع الشقة عشان تطمن غير أبنها اللي هيعيش معاها طول العمر لما نخلص وجوهرة هترجع المصلحة للكل اللي يعرف حاجة يقولها بس أنا عايز أوصل لجوهرة قبل ما يعمل فيها حاجة
الأمل تولد داخلها هتفت على الفور دون تفكير في العواقب فعاطفة الأمومة هي التي تحركها
أنا موافقة على أي حاجة تجبلي أبني من فضلك يا حمزة ده أبني وخليك أنت بعيد عشان مش ټتأذي
شعر أنه تختفي من حياته رفض تخيل هذا هز رأسه بنفي قائلا بسرعة
مستحيل أسيبك أنا هفضل جنبك
تدخلت مرام في الحديث قائلة
طيب تعرفي أي مكان ممكن تكون في جوهرة أشك إن يوديها المستشفي مش دماغة أنت عشان كنت هناك
سبحت في بحر الأفكار حتى تذكرت شيء هام رفعت أصبع سبابتها لأعلى مع ابتسامة عارمة
اعتلت ثغرها وقالت بحماس
لقيتها شقته القديمة هقولك على عنوانها ومكان بيحط في المفتاح عشان مفتاح الشقة مش بيكون معاه
نهض بحماس من مكانه جمع متعلقاته من الطاولة وهتف
يلا بسرعة مفيش وقت
في أحد الحجرات كانت تجلس جوهرة مقيدة على الأرض لأزقة على فمها تمنع وصول أنينها للجيران وجهها أصفر اللون من قلة الأكل والشرب سمعت صوت فتح الباب ظنت أن يكون الشيطان أتي
ليفعل بها ما يشاء خطوات شخص يبحث في جميع الغرف رفت عينيها بعدم استيعاب مع خوف برز معالم وجهها ظهر أمامها فجأة فانتشالها من عالمها إلي عالمه لتهف بوهن
أصيل
اقترب منها بسرعة دون أن يتفوه بكلمة تأمل ملامحه ليطمئن أنها بخير لكن ملامحه أثبتت عكس ذلك فقال وهو يحل الحبال
أنت كويسة
حركت يدها بعد حل الحبال عن يدها نزعت لأزقة عن فمها حملقت عينيها عليه تسأله قبل لسانها وقالت
كويسة بس

أنت إيه اللي جابك هنا
أراد أن يوبخها على حديثها تسأله لماذا أتي إلي هنا رد عليها بغيظ
أنت مچنونة يعني إيه اللي جابني هنا هسيبك يا جوهرة يلا قومي
كاد أن يسيرا لكن جاء العقبة الذي يعرقل طريقهم طل بعينيه پغضب عليهما قبل أن يتفوه ببرود
على فين لسه بدري
على الرغم من الخۏف الذي سيطر على جوهرة إلا أن وقف أصيل كالتمثال من الصدمة حتى استطاع جمع شتات نفسه وقال بتحدي
لا يدوب الوقت نمشي
أخرج المسډس من ظهره هز رأسه بالنفي وقال باعتراض
لا لازم تضايف بس أقدم لك إيه تشربه إيه اللي يليق بالمظلم
رد عليه بغطرسة
أكيد مش اللي هيناسب الشيطان
أومأ رأسه بالموافقة لعب بالحروف التي يلقيها لكي يظهر الڠضب على مقلتيه
اها صح أنا الشيطان اللي بعت ناس ټقتل مراتك وابنك عشان مراتك عرفت كل حاجة
شاهد الڠضب يملأ مقلتيه بالفعل فأضاف أكثر
مش بس كده لا لعبت على أختها ومثلت الحب عشان
متقولش حاجة ومسكت عليها حاجات توديها في ستين داهية عشان أكمل شغل
بر
لم يستطيع استكمال جملته طلقة جاءت في ظهره ترنح جسده استدار للخلف ببطء وجد مرام العبرات تنساب من مقلتيها والقهر يظهر في وجهها باغت برصاصة أخرى في صدره ابتسم وضغط على زناد مسدسه موجه ړصاصه على قلبها قائلا
لازم تبقي دي النهاية يا مرام
صړاخ وعويل أصدرا من جوهرة بينما ركض أصيل عند مرام انحني بجسده صاح فيها عاليا
مش قولت لك متدخليش ورايا خليكوا معاهم بره ليه تضيعي نفسك
تأوهت من الألم وقالت بصوت متقطع
عش .. عشان يستاهل القټل ده.. ده قتلنا كلنا.. و.. وأنا سكت بس والله مكنتش أعرف أنها أختي ضحك عليا
صعدت الأرواح للرب ليحاسب كل منهما ويصبح عقابهما في الآخرة أتقتل أرواح كثيرة لجلب المال فأي رحمة يجدوها في الدنيا ما يستحقا غير عڈاب الآخرة
........
مرت فترة طويلة أصبحت حنان المسئولة عن ميراث أبنها الذي ورثه عن والده عاشت في بيت الذي كانت تسكن فيه مع سنان باغتت بوجود وصية عند المحامي كتب له بعض من المال لتصبح المسئولة عن نفسها رفضت تلك الفلوس فشلت في بيع الأملاك لأنها تخص أبنها ليس لها حق البيع أكتفت بالعمل عند حمزة وإيجار شقة صغيرة تسكن فيها
حمل حمزة مجموعة من لعب الأطفال وقف أسفل البناية التي أجرت حنان فيها شقة فور ما شاهده يحيي ركض إليه سريعا
هتف بلهفة
بابا حمزة بابا حمزة
حمله بسعادة رتب على ظهره قائلا
حبيب بابا
ظهرت حنان بابتسامة تفرش ثغرها وقالت بمرح
يا بختك يا يحيي بتلاقي حد يعبرك لكن أحنا لا
هبط يحيي عن جسده قدم له لعب ليري فرحته ثم أخرج علبه قطيفة من اللون الأحمر وقال بتمني
أتمني الهدية دي تعجبك عايز أروح فرح وليد وياسمين وأحنا مخطوبين
هزت كتفيها لأعلى لتخفي الحمرة التي لونت وجهها أشارت على أبنها قائلة
راجل بتاعي هو اللي يوافق
انحني بجسده ليصل إلي مستواه وقال بابتسامة
توافق نعيش كلنا سوي
قفز يحيي على الأرض ليدل على فرحته وموافقته لهذا العرض قائلا
هه هه هه
.....
أخرج أصيل قميص باللون الأبيض وبنطلون من نفس اللون بدل ملابسه ليجد جده يقف على الباب بفرحة تطل من عينيه قال بعدم تصديق
مش قادر أصدق أنك قدرت تلون حياتك
اكتفي بذكر اسم واحد بنبرة هيام
جوهرة
ابتسم جده هاتفا
يا سيدي يا سيدي
أخذ نفس عميق وزفره مرة أخرى عاد
بكل الذكريات الماضية قبل أن يقول
اللي جمعني بجوهرة تحدينا لبعض وبعد كده بقت حياتنا باللون الأسود قدرنا نتجاوز المرحلة دي سوي
ربت على مرفقيه بخفه امتثل الحماس في تعبيرات وجهه ثم هتف
يلا يا عريس العروسة مستنيه
بعد نصف ساعة وقف ينتظر خروجها من الحجرة التي كانت تتزين بها برق عينيه بالسعادة حين شاهدها بالفستان الأبيض عاش في اللون الأسود فترة طويلة من اليوم انتزع اللون الأسود من حياته ليضع كل الألوان ورحب أن تكون البداية باللون الأبيض
لأن الحلال أجمل سأنتظر
أصدرت ضحكات عالية جدا ظل ينظر لها قائلا
أنت ملكي 
بادلته النظرات قائلة
أنت ملكي
تمت

16  17 

انت في الصفحة 17 من 17 صفحات