الخميس 26 ديسمبر 2024

جوهره بين الأغلال

انت في الصفحة 16 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز

مع جارتها حجرتها وجلست على الأريكة رفعت عينيها عليها بنظرات ثابتة يسكوها خيبة الأمل ظل صامت اكتفت بالنظر عليها بينما قالت بسنت متسائلة
إيه اللي حصل بالظبط
أمسكت ساقيها پألم قصت لها ما حدث مما زاد تعجب بسنت بل صدمة فقد عرفت بموضوع تجارته للأعضاء ضړبت صدرها بيدها قبل أن تصرخ
يا لهوي ده كده حمزة هيدخل في دايره سوده
اسمه كافي أن يزلزل قلبها ارتعد من مكانه واضطرب بشدة تريد الاطمئنان سألت وبدون تفكير
ماله حمزة
قصت لها ما حدث معها الأول وذهابها إلي حمزة والخطة التي أتفق عليها بإرسال رسائل ليجن عقله
وقفت حنان كالتمثال أمامها لم تتوقع أن يفعل حمزة هذا بدون تردد كانت في دنيا أخرى لم تشعر بالواقع غير على صوت النداء عليه فقالت پصدمة
بتقولي إيه
جلست على الأريكة بجوارها أرخت ظهرها بارتياح ووضعت ساقا على الآخر ثم ردت عليها بتأكيد
بقولك كان هيتجنن عليك شكله بيحبك
وكزتها في كتفه قائلة برجاء
لا بلاش تقولي كده إيه اللي يخلي واحد زى حمزة يحبني
هزت رأسها بالنفي بدأ استرسال لها قلقه عليها حتى تعمقت الفكرة في رأسه وبدأ في تنفيذها في حين انتهت قالت
ده كل اللي حصل ولسه مش متأكدة وبتشكي
عوجت شفتيها لليمين واليسار دائما تضغط عليها الدنيا دون رحمة لذلك قالت
وأشمعنا الدنيا هتضحكلي دلوقتي مصدقش
نهضت من مكانها باندفاع ثبتت بصره على نقطة ما وقالت بحماس
طيب بصي أنا هخليكي تشوفي بعينك بكرة نروح ونخليه
يتفاجئ بيك أبقي ركزي في عينيه مش بيقوله عنوان الحب العنين
حكت وجنتيها بأناملها ويبدو على ملامح وجهها الحيرة والقلق معا إذا كان حقيقي ماذا يحدث لأبنها فهي أم مشاعرها اتجاهها نحو ابنها لا تتوقف فقالت
طيب وأبني بصي أنا عايزة أبني مش مهم أي حاجة غيره
هزت رأسها بالنفي قائلة باعتراض
مستحيل حمزة يسسيبك أنا متأكدة
وكزتها في صدرها بسبب الجراءة التي أصبحت فيه أرادت أن تجعلها تعي ما يحدث حولها بالضبط فتفوهت
بقولك إيه سيبك من الكلام ده أنا كل اللي شاغلني دلوقتي ألاقي مكان وأجيب أبني
دار حديثها في عقلها حتى استوعبته جيدا أدركت أنها محقة لابد أن تتخذ قرارها دون رجوع إليها وكان من يعاونها على ذلك وليد
..........
ألقت بسنت الهاتف المحمول على الفراش بعد أن قرأت أحد الرسائل عبر أحد وسائل التواصل الاجتماعي ما يدعي بالواتساب التي استطاعت أن تعكر مزاجها حين علمت بذهاب صديقتها إلي المستشفي ولم يهتم أحد لأمرها فشلت في الإيصال لطرف خيط
نهضت باندفاع عن الفراش عندما صوت والدتها تخبرها بتجهيز طعام جلست على مائدة الطعام حركت عينيه على والدتها وهي تسند الطعام على المائدة ثم عادت خصلة شعرها للخلف وهي تتأمل الطعام لم ينال إعجابها خاصة بعد أن فسدت الخطة التي جاءت لها على طبق من ذهب لكي تقربها أكثر من حمزة ويستطيع أن يشعر بها لكن خبر صديقتها دمر كل شيء أشاحت وجهها للاتجاه الآخر قائلة
أنا مش هأكل مليش نفس
أسندت والدتها أخر طبق كان بيدها ظلت تتأملها برفق حتى لاحظت تغير جذري في ملامح وجهها راجع لسبب ما استطاعت أن تتعرف عليه بحكم العشرة لذلك قالت بتأكيد
الشكل ده أنا عرفاه شفته كتير أكيد حاجة تخص حبيب القلب يا بنت قولت لك بلاش منه أنت مش في دماغه
نفخت من الضيق لا ترحب أن تذكر ما عرفته للتو من صديقتها على الرغم من رغبتها الواضحة في الحديث لكن ليس عليها سوي التحدث حتى لا ينكشف الأمر فتفوهت
شكل في حد في دماغه يا ماما
خطت خطوتين للأمام بالقرب منها ربتت على كتفها برفق قائلة بابتسامة
ولا تزعل نفسك بكرة يجيلك اللي بتحلمي بيه عارفة اللي عجبك في حمزة أنك شفتي شقاه وحرمانه عشان يوصل للي هو في لكن الحب ربنا بيجعله ينبت في القلوب مع بعض تبقوا انتوا الاتنين بتحسوا بعض وفاهمين بعض أحسن من ما نجري وراء واحد أحنا مش في دماغه صلي وأدعي ربنا يرزقك بالأحسن
كأن ربنا فعل ذلك لتسمع تلك الكلمات وتؤمن بها هزت

رأسها لأعلى ولأسفل بالموافقة على الحديث بعد أن علت ملامح وجهها بالفرحة على حديث والدتها فقد اقتنعت بيه كثيرا فقالت
أقنعتيني كده أنا هأكل مش عارفة من غيرك كنت هعمل إيه فتحتي نفسي على الأكل
علت ضحكاتها وضړبت كفا على الأخر بسبب ما سمعته من حديثها ثم قالت بثقة
والله يا بخت اللي هتبقي من نصيبه
حاولت استعطافها بنبرة صوتها المدللة لترجوها تقبل بما تطلبه
ممكن أروح أقول حمزة حاجة كان طالب مني حاجة ومعرفتش أعملها كل حاجة قبل ما يروح شغله بس ألحقه ولما أرجع هحكيلك
خرجت من الشقة مهرولة له قرعت جرس الباب فور ما فتح الباب سردت لحمزة ما أخبرته صديقتها مما أدي إلي تحول وجهه للعبوس والضيق اكتفي بشكرها غارقا في متاهة من جديد
......
كانت بوادر الاڼتقام على وشك التنفيذ حين استقرت سيارة أمام أحد البيوت الشبه متهالكة لقد فعلت أكثر مما ينبغي سوف تدفع الثمن رغما
عنها
ترجل من السيارة بشموخ دلف البناية بخطوات حذرة حتى وصل إلي الطابق التي تسكن فيه جوهرة قرع جرس الباب منتظرا أحد ما يفتح له الباب حين فتح الباب قال بغطرسة
أنا الشيطان
لم تطيل دهشتها وصمتها أخرج زجاجة بها بعض المواد المخدرة فسقطت على الأرض مغشيا عليها دخل إلي الشقة جرها بسرعة وأغلق الباب على الفور ليكمل جريمته
وزع سنان بصره على جميع الاتجاهات علق عينيه على هاتف المحمول الخاص بجوهرة تحرك بسرعة يغلقه على الفور دس سده في جيب سترته أخرج هاتفه المحمول بدأ في الرنين المتواصل على أحد الأشخاص وهتف
الو
تحت أمرك يا دكتور
راقب الدنيا قبل ما تطلع أنت والرجالة
ماشي يا دكتور
أنجز قبل ما
تفوق وجيب الحاجات اللي هنحتاجها معاك
في الإنجاز يا دكتور سلام
سمع صوت طرق على الباب نظر من العين السحرية الموضوعة على الباب ليتأكد من الطارق يليه فتح الباب أشار لهم أن يحضروها تم قيدها بالحبال ولأزقة على فمها حين انتهوا من كل شيء قال أحداهما
كده تمام بس هنخرج بيها أزاي أحنا في عز النهار
ابتسم بمكر قبل أن يرد
كل حاجة مجهزها اتنين هيبقوا معايا والباقي هينزل تحت وتمثلوا خناقة عايزها تولع عشان الحارة كلها تتلم عليكوا والاتنين اللي معايا هيخدوها في العربية بتاعتي وأنا اول ما أطلع بالعربية بعيد تلموا أنتوا ليلة
تحمس الجميع للفكرة سرعان ما تنفذ كل حرف ليأخذها إلي شقته القديمة التي لا يعرف عنها
أحد
.......
في الصباح الباكر ظلت حنان على أعصابها عبثت أناملها بتوتر شديد يكسوها من الداخل والخارج من الحين للآخر تجز على أسنانها تخرج التوتر والقلق المستحوذ عليها أرخت قليلا عندما اخترقت أذنيها صوت ياسمين تقول
وبعدين معاكي هتفضلي كده كتير
صمتت لبرهة ثم اختصرت الكلام
قلقانه من كل حاجة مش عارفة شكل حياتي هيبقي أزاي منك لله يا سنان أنت السبب
تمتمت وهي ترحل لحجرتها غابت دقائق وعادت بجوارها مرة أخرى بابتسامة على شفتيها جلست بجوارها قبل أن تهتف
إن شاء الله كل حاجة هتتحل تفائلي خير
لم يعجبها الحديث أجابت عليها باعتراض
أزاي بس دي كل حاجة بايظة حواليا
ظلت مناوشات بينهما يكسوها التفاؤل اتجاه ياسمين والتشاؤم من اتجاه حنان حتى قطع المناوشة صوت قرع جرس الباب أشارت لها بالدخول خلف الستارة حتى لا يشاهدها أحد وعاونتها على ذلك ابتسمت بنصر عندما رأت كلاهما وليد وحمزة فسحت الباب على مرصعيه لكي يدخلان للداخل غمزت بعينيها إلي وليد حتى يفهم معني الحديث فقالت بقلق
والعمل إيه يا جماعة هنسيب حنان كده
أخرج حمزة تنهيدة من صدره وقال بأسي
كل حاجة بتبوظ موضوع الرسايل مش مضمون
كور قبضة يده حتى يقلل غضبه الذي برز في كيانه كله ثم أضاف قائلا
أنا مش عارف أعمل إيه أول ما وليد كلمني وقالي في حاجة عندك مضمونة توصلنا ليها جيت علطول
شبكت يديها لبعضهما البعض وأصدرت صوت فرقعة خفيفة ليرسم وجهها بكتلة من البرود قبل أن تنبض بالتساؤل
طيب ممكن سؤال ليه بتساعد حنان
ألجمها السؤال لسانه لا يعرف كيف يجيب عليها اكتفي بأول كلمات على ذهنه
عشان أبنها عارف هي بتحبه قد إيه
مطت شفتيها بضيق وقالت بحسرة
طيب ثانية واحدة وجاية
دخلت الحجرة التي بها حنان وقالت بحزن مخفي
خلاص تعالي أطلعي بره
هزت رأسها بالنفي فقد سمعت صوته بالخارج قائلة
لا مش هطلع إيه اللي جابه
صممت أن تخرجها معها لكي يطمئن عليها علقت عينيها عليه الذي قابلها النظرات الثابتة عليها لم يصدق ما تراع عينيها وقف الزمن عنده عيناه تمتلئ بالشغف الذي فقده في بعده عنها اكتفي بذكر اسمها
حنان
نطقه لاسمها أوقف الزمن عندها لفترة من الوقت ظلت العيون تتحدث حتى اقترب منها قائلا
إيه اللي حصل أنا ناقلتك للمستشفي وقالوا أنك في غيبوبة
اضطرت أن تحكي له كل شيء حتى تجارة الأعضاء وكانت أخر كلمات قالتها
لو عايز تساعدني عايزة أرجع أبني
أومأ رأسه بالموافقة على حديثها وقال بنبرة وعد
في الصباح المشرق استيقظ أصيل وقلبه يصيبه بالقلق لقد تلاشي أن يتصل عليها أمس اكتفي بإرسال رسالة نصية خرج من الحجرة مر

أمام الحجرة الخاصة بابنه وقف لبضقترع لحظات يتذكره ولج للمرحاض باندفاع فتح صنبور المياه غطس رأسه تحت رزاز المياه
نظر إلي عقارب الساعة المعلقة على الحائط مازال الوقت مبكرا تصرف بتلقائية لم يعي حساب لشيء شعر بحرارة الجو كاد أن يدخل الشرفة لكنه تذكر أنه دون ملابس ركض إلي حجرته أخذ بنطلون سريعا وارتداه في عجله استطاعت أن تتعمق من خلالها في قلبه دون قصد كمل اتصاله لتذكره أنه يعيش في قصر والمكان خالي من أي وجود
نساء
لم يجد أي رد منها لديها الحق أن تحزن لم يسأل عليها اكتفي بإرسال رسالة ولم يتصل بها أمس انشغل في عمله
عاد الاتصال مرات كثيرة لكن دون جدوى الاتصال ينتهي دون رد بعثر القلق والخۏف داخل أعماق قلبه سارع في خطواته ليرتدي ويذهب عندها
بعد فترة قصيرة من الوقت كان يقف أمام شقتها ألجمت المفاجأة لسانه باتت الكلمات تخرج منها بصعوبة بالغة وقف لبرهة ينظر إلي الباب المفتوح جمع شتات نفسه محدثا نفسه
أزاي الباب مفتوح
قرر الدخول داخل الشقة لم يجد أحد عينيه جابت هاتفه المحمول لم ينتظر المزيد أتصل على مرام لتأتي تقابله في أحد الأماكن
جلسا في أحد المقاهي فركت مرام يديها من التوتر الشديد التزمت الصمت لفترة حتى قالت
أنت كنت عايزني في موضوع
أومأ رأسه بتأكيد قائلا بثقة
آآه أنا بتصل على جوهرة مش بترد
لعب بأعصابها كثر حين أردف قائلا
وروحت بيتها لقيا الباب مفتوح وملهاش أثر
احتقنت عينيها بالڠضب مع فرش وجهها بملامح الصدمة فكانت وجنتيها كتلة حمراء تفوهت وعينيها متسعة من ما قاله ڠرقت أن تبوح بما لا
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 17 صفحات