سدفه
البيت مع صرخات تدوي من حلق كلاهما وعامر يصيح بټهديد
والله ما هسيبك يا عمرو...
ولما لم يستطع عامر الوصول لشقيقه وقف مكانه عاقدا ذراعيه حول صدره وصاح بتذمر
يا ماما عمرو أكل من السندوتش بتاعي وتف عليا
يا ماما عامر عضڼي
دلف عامر للمطبخ قاطبا جبينه ومبررا
عشان أكل من الساندوتش بتاعي وتف عليا
لم تلتفت الأم ووقفت تكمل تجهيز الطعام فدلفت هيام للمطبخ وهي تقول بتبرم
يا ماما وئام غسلت أسنانها بالفرشه بتاعتي
دخلت وئام خلفها وهي تقول ببرود
وإيه المشكله يعني اتلغبطت بتحصل في أحسن العائلات
باس ارحموني
كانت شيرين سيدة في عقدها الخامس بشوشة الوجه تشبه رائد كثيرا ترتدي منامتها الشتوية وتعد الغداء لأولادها وزوجها...
بدل رائد نظره بينهم وهو يرميهم بسهام نظراته الحادة وأشار للخارج وقال وهو يضغط على كلماته
اتفضلوا ومش عايز أسمع صوت في البيت
خرجتا الفتاتان وهما تتبادلان نظرات الوعيد ونظر عامر ل رائد بتبرير
أنا معملتش حاجه يا أبيه
رائد بضجر
مش عايز أسمع صوت يا عمرو
عامر بتوضيح
أنا مش عمرو أنا عامر
تنهد رائد وقال بهدوء
رفع عمرو رأسه وقال بسماجة
أنا مش عامر أنا عمرو
رائد بنفاذ صبر وبنبرة مرتفعة
أمشي ياد إنت وهو من قدامي
نظرا لبعضهما بابتسامة فدائما يستمتعان بإثارة ڠضب الجميع بتلك الجمل رددا بنفس الوقت وهما يركضان لخارج المطبخ
حاضر يا أبيه
مسح رائد وجهه ليكظم غيظه وهو يردد
إيه ده!!! إيه الشقاوة دي! إيه العصابه دي!
شيرين بنفاذ صبر
العيال دول هيجننوني يا رائد أنا تعبت منهم
دنا رائد منها وقبل رأسها بحنو ثم قال
الف الف الف سلامه عليكي من التعب يا قلبي... معلش أنا هربيهملك
ابتسمت شيرين وقالت
ربما ميحرمنيش منك يا أحن ابن في الدنيا بعد رامي
ماشي يا أم رامي... مش عارف والله الواد ده ساحرلك ولا ايه!
تنهدت شيرين بعمق وقال باشتياق
دا وحشني أوي يا رائد
رائد بلوعة
والله وحشني أنا كمان
كان رائد يشتاق لتوأمه رامي الذي لا يشبهه في الملامح لكنهما يتشابهان في الروح فلديه نفس لين قلبه ونفس النظرات الدافئة حتى أنه يشاركه هواياته فيحب لعب كرة القدم والقراءة والتأليف...
فبعدما أنهي رامي دراسته بكلية العلوم قسم الجيولوچيا ض...رب بشهادته عرض الحائط ثم سافر لإيطاليا ليعمل مع خاله بمطعمه هناك...
أخذت شيرين تكمل اعداد الطعام وشرب رائد الماء ثم سألها
أيوه أخد سندوتشات ليه وللعمال وخرج من ساعتين
سار رائد لخارج المطبخ وهو يقول
طيب أنا هروح ألبس عشان متأخرش على الشغل
صاحت شيرين
طيب افطر الأول
توقف والټفت قائلا بابتسامة
معلش هتعبك اعمليلي سندوتش على ما ألبس
ابتسمت والدته وهي تشير لعينيها وطفقت تتمتم بالدعاء له ولسائر أبنائها وتكمل اعداد الطعام بكل حب...
وبعد فترة خرج رائد من بيته الذي يقع بأخر الشارع ذلك الشارع الذي يضم مباني على الجانبين يفتح أسفل كل مبنى محل أولهم للبقاله ويقابله أخر للملابس يجاوره مطعم للفول والفلافل ويقابله مكتبة لبيع أدوات الدراسة...
كان يسير واضعا كلتا يديه بجيبي معطفه الشتوي يلقي السلام على كل من يقابله وكانت هناك عيون تتابعه من شرفة منزلها وهي تنشر غسيلها على الأحبال عيون لسيدة خمسينية لا تتوقف هي