سدفه
لتتظاهر بالنوم.
وبعد نصف ساعة قضتها متدثرة بالغطاء وتنسج أفكارها دلفت والدتها للغرفة وهي تقول
نداء... نداء يلا اصحي عشان نفطر
ردت نداء بنعاس زائف
ماشي يا ماما
هزتها والدتها وهي تقول
يلا عشان متتأخريش على الدرس!!
اعتدلت نداء جالسة ومطت ذراعيها وهي تقول
حاضر
خرجت والدتها من الغرفة ووثبت نداء من فوق فراشها لتجلس قبالة مكتبها وتفتح دفترها لتقرأ ما كتبته بإعجاب مرت دقائق أخرى وهي مبتسمة وشاردة تغوص بين بحور أحرفها...
يا بت يا نداء!!
قالتها والدتها بنفاذ صبر فوثبت نداء وهي تقول
ح... حاضر يا ماما جايه... حاضر
خرجت من غرفتها وكان والدها خارج من المرحاض يغطي وجهه بالمنشفة فقالت مبتسمة
أزاح رشدي المنشفة عن وجهه ليظهر رأسه الأصلع من المقدمة وشعره الرمادي الناعم الذي ينبت من منتصف رأسه وشاربه العريض الذي يغطي حافة شفاهه العلوية رد
صباح النور يا نداء
كان البيت يعبق برائحة الطعام المقلي والشهي وتتصاعد أصوت استغاثات البطاطس التي يفت..ك بها الزيت بعد أن قذفتها والدتها بداخله دون هوادة...!
كان بيتها هادئ تتلون جميع جدرانه بالدرجة الأولى من اللون الړصاصي بيت واسع الردهه يضم أربعة غرف تفتح كل إثنتين مقابل بعضهما بأبواب خشبية باللون البني القاني...
بدا أثاث البيت قديم لم يتغير منذ زواج والديها قبل ثمانية عشرة عام رغم أن والدها يعمل بالنجارة ولكن كما يقال باب النجار مخلع
أنا هامله عامله بطاطس مهمره محمره وبيض مقلي وطهمية طعمية يستاهلوا بوقك
أطبقت نداء يدها على فمها لتكبح ضحكتها فوالدتها تنطق حرفي العين والحاء هاء..
لم تعقب نداء وصمتت لبرهة تتأمل أصناف الطعام ثم قالت بنزق
ماما!!! إنت عارفه إني مش باكل محمر!
الأم باستغراب زائف
ليه بقا ان شاء الله!
تأهبت نداء لقول جملتها اليومية التي تضغط على زر ڠضب والدتها قالت
عشان عامله دايت يا ماما
دايت إيه يا بنتي دا إنت لو هد حد نفخ قصادك هتطيري
لا تدري لم دائما يربطون الحمية الغذائية الدايت بالسمنة والنحافة! ولا يربطونها بالرغبة في الصحة الجيدة!
نداء بابتسامة صفراء
مامتي عشان خاطري بلاش حوار كل يوم ده!!...
تنهدت نداء بعمق وأردفت
أنا هسلق لي بيضتين وهفطر عشان متأخرش على الدرس وبعدين نبقى نتفاهم في موضوع المهمر ده
قالت أخر كلمتين وهي تضغط على حرف الهاء وكبحت ضحكة باغتتها فرفعت والدتها حاجبيها وقالت
قبلتها نداء بإحدى وجنتيها في سرعة لتنهي الجدال المتكرر بلا فائدة! وقالت بابتسامة
والله بحبك يا دودو
تنهدت والدتها دينا وهي تهز رأسها باستنكار وتتابع ما تفعله ابنتها في صمت...
استغفروا
فتح رائد جفونه أثر الأصوات الصاخبة بعد أن استيقظ جميع أفراد البيت أو عص ابة البيت كما يسميهم.
كانت وئام التي تصغره بخمسة أعوام تقف أمام حوض الوجه تغسل أسنانها وتوأمها الغير متماثل هيام تقف جوارها وتصيح بتبرم
انت بتغسلي بالفرشه بتاعتي!!
وئام والفرشة بفمها وبنبرة جليدية
مش بتاعتك دي بتاعتي
هيام بعصبية وڠضب
لا والله بتاعتي إنت كل حاجه عايزه تشاركيني فيها حتى فرشة الأسنان دي بقت عيشه تزهق..
وارتفع صوت شج..ارهما الصاخب والشبه يومي على كل شيء...
من ناحية أخرى التوأم المتماثل عامر وعمرو كانا نسخة طبق الأصل يدرسان بالصف بالثاني الإبتدائي كانا يركضان خلف بعضهما بأرجاء