حب مهار
انت في الصفحة 3 من 3 صفحات
الماء ولشدة عطش حب مهار لم ترى أو تحس بذلك الفرخ و رفعت قارورة المياه و شربتها كلها حتى آخر قطرة فدخل الثعبان الصغير لبطنها لحسن التطواني ومرت الأيام والثعبان يكبر في بطن الشابة و راحت نساء البيت يتهامسن مع أزواجهن عن بطن أختهن التي تكبر يوما بعد يوم مشيرات بذلك إلى أنها حملت حراما
جن جنون أخوة حب مهار التي كانت تتألم بصمت دون أن تعلم ما خطبها ولشدة خوفهم من الڤضيحة قرروا قټلها و وافقتهن نساؤهم على ذلك القرار بحجة غسل العاړ
فأوكلوا المهمة لأخيهم الصغير الذي كان أشدهم حبا لحب مهار فقرر أخذها للغابة و قټلها وفي نهار اليوم التالي أخبر الأخ أخته أنه يرغب بزيارة خالتهم التي تسكن في إحدى القرى البعيدة وعرض عليها الذهاب معه
بعد وحل الليل والأخ لم يقم بواجبه بعد فخطرت في باله فكرة بأن يترك أخته في البرية لتأكلها الوحوش فيغسل عاره و يقوم بما أوكل اليه ولا يلوث يديه بدم غاليته و وصية والده له
وفعلا قال لها أختي أنا تعبت و انهكت من السفر ما رأيك أن نبيت هنا الليلة و غدا نكمل lehcen Tetouani
فوافقت حب مهار وقالت له وهي خائڤة من ظلام الغابة بشرط أن أنام على عباءتك و فعلا نام الأخ وفرش عباءته تحت رأسها وانتظرها لتنام وما إن أحس بغفوتها حتى قام بسکينه بقطع جزء العباءة الذي افترشه رأس أخته بعد ما وضعت أمان العالم كله بأخيها
حل الصباح واستيقظت حب مهار و يا للهول لم تجد أخاها أحست بهم وحزن شديد وراحت تبكي وتنوح وما زاد همها ألام بطنها الشديدة فكانت تحس بسكاكين تقطع أمعائها ولشدة حزنها رفعت يديها إلى السماء ودعت قائلة يا رب إن كان أخوتي فعلوا هذا بي عمدا فيبس زرعهم وجفف مائهم وعقر دوابهم ونسائهم و ليصيبك الله يا أخي الصغير بمرض لا يشفيك منه غيري
حملت قطعة العباءة تلك و وضعتها في كيس قماشي كانت تضع فيه حليها وفجأة سمعت أصوات حوافر خيول قادمة نحوها وصياح رجال وكأنهم صيادون أو قطاع طرق فلم تر أمامها إلا أن تتسلق تلك الشجرة التي نامت تحتها هي و أخوها تسلقت الشجرة واستقرت فوقها پخوف وترقب