الجمعة 22 نوفمبر 2024

صرخات انثي بقلم اية محمد رفعت

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

لوحدي. 
واستدار برأسه إليه يخبره بضحكة مهزومة 
_مكنتش أعرف إني هفتح ۏجع جديد ليا فوق أوجاعي وإني هتمنى ساعات الشغل تطول عشان مرجعش البيت لنكدها. 
تفحص كوبه الفارغ بضجر واستمر بحديثه 
_طلعت معاك حق يا عمران لما سبت مراتك وبصيت على واحدة تشوف مزاجك من غير ما تقلب حياتك نكد. 
وناوله الكوب يشير إليه 
_فرغلي كأس. 
جذب عنه عمران الكوب وألقاه أرضا بكل قوته ثم رفعه من تلباب قميصه صارخا بعصبية 
_فوق يا جمال القرف ده لو دخل حياتك هيدمرك أنا غلط وحياتي كلها غلط مش عايزك تكون زيي خليك نضيف زي ما أنت. 
ترنح جسده بتعب فتمسك به عمران دون الافلات عن حديثه 
_مشاكلك مع مراتك تافهة وتتحل شاركها وجعك هتحس بيك. 
ومنحه نظرة ساخطة وهو يتابع 
_ثم أنك اللي بتديها الفرصة لده أيه اللي مقعدك هنا لحد دلوقتي سيف قالي إنك بتبات هنا بقالك فترة ما طبيعي إنها تشك فيك! 
مال برأسه على كتف عمران مغلق عينيه بارهاق 
_أنا تعبان أوي يا عمران. 
لا يستوعب إن صديقه المثالي يترك طريقه المستقيم وينجرف للمحرمات فجأة بعدما كان يقضي يومه ينصحه بالابتعاد عن المشروب وعن ألكس اللعېنة كان ينفر من حديثه تارة ويحاول الاستماع له تارة أخرى.
يشعر دائما بأنه النسخة الشبيهة بأخيه علي لذا كان سببا منطقيا لحب علي لجمال ودوام صدقاتهما طوال تلك السنوات. 
تحرر باب الشقة من جديد فاستمع عمران لخطوات تقترب منهما ألقى المفتاح جانبا ونزع عنه جاكيته وهو يتفحصهما بنظرة ساخطة اتبعت نبرته المرحة 
_جمال في حضڼ عمران لأ قلبي الكبير مرحب بالأفكار المنحرفة. 
وإتجه بقامته الممشقة للأريكة مضيفا 
_في البلد دي نتوقع أي حاجة حقېرة! 
دفع عمران جسد جمال للمقعد مجددا ثم اتجه ليجلس جواره مرددا باستغراب 
_أيه جابك إنت كمان دلوقتي يا يوسف 
سحب نفسا طويلا ورفع ساقيه ليستند بهما على الطاولة الزجاجية 
_مفيش رجعت البيت متأخر كالعادة فالمدام قالتلي هتلاقيك كنت عند صحابك المقاطيع ومن هنا لهنا قالتلي روح بات عندهم يا دكتور يا محترم. 
حل وثاق قميصه وهو يتابع 
_بس كده فاتصلت بسيف أخويا أعرف منه مين من المقاطيع فيكم موجود عنده قالي إنه بره الشقة بيجيب شوية طلبات وميعرفش مين فثكم مشرف عنده النهاردة فجيت أبص وبيني وبينك زهقت من الخلقة اللي متعود أشوفها كل يوم. 
قال كلماته وهو يشير على جمال الملقي رأسه على الطاولة.
رد عليه عمران بضيق
_البيه سايب بيته بقاله فترة ومقضيها هنا. 
هز رأسه قائلا 
_عارف عارف يا حبيبي ما أنا بجبله الأكل كل يوم وبتعاقب بتتضيف الشقة من سيف بيقولي ورايا امتحانات ومش فاضي لهلس صحابك. 
اختنق عمران فحرر جرفاته ونظراته لا تغادر جمال بحزن بينما تركزت نظرات يوسف المتفحصة له فسأله 
_هو نام هنا ليه ما يقوم يدخل أوضته. 
التقطت عينيه زجاجة الخمر الموضوعة جانبا فزفر بسخط 
_خمرة تاني يا عمران إنت مبتحرمش! 
سدده بنظرة حادة فابتسم ساخرا 
_أنا لسه داخل قدامك من شوية واتفاجأت بالبيه أخد مكاني. 
جحظت عينيه في صدمة حقيقية فاعتدل بجلسته المريحة وهو يردد بعدم تصديق 
_إنت تقصد مين 
انتصب واقفا بدهشة 
_لأ.. جمال مستحيل يعمل كده!! 
وأسرع إليه فأبعده عن الطاولة بعصبية بالغة 
_قوووم فوقلي. 
دفعه جمال وعاد يلقي برأسه على الطاولة من جديد مرددا 
_بعدين يا يوسف سبني. 
اشټعل الڠضب بمقلتيه فبحث عما يعاونه بافاقته فسحب الاناء الممتليء بالثلج ودفعه إليه بأكمله انتفض جمال بجلسته وصاح 
_إنت غبي يالا بقولك تعبان وجسمي كله مكسر تحدفني بالتلج! 
طرق على صدره وجذبه ليقف أمام عينيه الملتهبة 
_أقسم بالله يا جمال لو متعدلت لاډفنك هنا سيف كان بيشتكيلي منك بس أنا متوقعتش إن أمورك توصل لهنا. 
فتح عينيه وهو يجيبه بمزح 
_ليه يا دكتور كنت فاكر حالتي هتكون أخرها أيه يعني ما أنا سبق وحكيلك. 
تماسك الأ يطيح به وقال برزانة 
_يا جمال أي اتنين متجوزين طبيعي إن يكون بينهم مشاكل في بداية حياتهم دورك هنا إنك متهربش تواجه وتبرر مش تزيد الامور طين وتسبها لعقلها وشيطنها يأكدلها ظنونها. 
وأشار للزجاجة بتقزز 
_وفوق كل ده تسكر بتغضب ربنا عشان بتواجه مشاكل سستم طييعي ودائم في حياة كل البشر يا جمال جاوبني ساكت ليه 
وضع عينيه أرضا حرجا منه فأشار باصبعه بتحذير 
_دي أول وأخر مرة تعملها سامعني 
هز رأسه بتعب جعل جسده يترنح بوقفته غير واعيا لما يصيب معدته من ألما لا يطاق فاستتد على صدر يوسف 
_أنا

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات