الجمعة 22 نوفمبر 2024

صرخات انثي بقلم ملكة الابداع آية محمد رفعت 

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

النفسي التي تحمل لافتها اسم د. علي سالم  
كان يجلس على مكتبه يتابع حاسوبه باهتمام وبين يده نوته الخاص يدون به ملاحظاته الهامه لعلاج الحالة المطروح من أمامه التسجيل الأخير من مناقشاته معها ينصب تركيزه التام على اشارات يدها ويتمعن بقوة بكل حرف نطقت به ويقارنه بما دونه مسبقا وقت جلوسه معها زفر علي بملل نزع عنه نظاراته الطبية واستكان بجسده الممشوق لخلف مقعده يفرك عينيه بارهاق وعقله شارد بتلك التي آسرت قلبه ويقف هو بمؤهلاته وشهادت وسامه عاجزا عن معالجتها مر أكثر من ثمانية شهور منذ تركهما لمصر وقدومهما لانجلترا ولم يحرز أي تقدم بحالتها صامتة كزخات المۏت البارد يود بكل ذرة بداخله أن يستمع لصوتها ولو لمرة.
يرى رغبة المۏت تنعكس جبريا داخل حدقتيها ومع ذلك مازال يبذل أقصى ما بوسعه خاصة بأنه ليس طبيبا عاديا وسعت شهورته لتمكنه وبراعته من علاج أكثر من حالة كان يستحيل علاجها وأغلبها تابع للعائلات الهامة من انجلترا وغيرها من الدول الأخرى.
كان يطلب بالإسم لعلاج الشخصيات الهامة من المشاهير وغيرهم ومع ذلك يقف عاجزا أمام حالة فطيمة التي تجعله حائرا عما يصيب قلبه تجاهها يرغب دائما بالبقاء جوارها لساعات طويلة مع إنها لا تشعر بوجوده أبدا.
نهض علي عن مقعده ودنى من شرفة مكتبه ليحرر ستائره البيضاء وهو يلتقط نفسا مطولا ويده تمشط خصلات شعره البني المتناثر على جبينه ملامسة عينيه الرمادية ويده مربعة أمام صدره مخاطبا ذاته 
وبعدين يا علي بقالك ٨ شهور بتحاول بس إنك تخليها تتكلم! 
معقولة يكون كلام الدكتور أبراهام صح وحالتها ميؤوس منها وملهاش علاج! 
لا مش معقول الكلام ده أكيد حالتها ليها علاج إنت عمرك ما استسلمت يا علي عشان تعملها دلوقتي ابذل كل مجهودك معاها وأكيد هتلاقي تحسن 
وأغلق عينيه وهو يحاول تذكر أي تحسن بسيط قد حاز به بعد رحلة علاجه الشاقة فتجعد جبينه حينما طاف إليه ملاحظته الطفيفة فركض لمكتبه يجذب النوت الخاص بحالة فطيمة ودون
بعد ثمانية أشهر من بدء جلسات العلاج لم أتمكن من ارغامها على الحديث مازالت صامتة ترفض الحديث عن ماضيها ولكن ما تمكنت من فعله الأهم من دوري كطبيب. 
الآمان. 
بالبداية كانت تنزعج كليا من وجودي لجوارها بمكان واحد جسدها يتشنج وترفض سماع أي كلمة تنبثق على لساني ولكن الآن تتقبل وجودي لجوارها تستمع لمحاولاتي البائسة بحثها على الحديث باسترخاء حتى وإن لم تتحدث لي ولكن بالنهاية لم تنفر من وجودي مثلما تفعل مع أي طبيب يحمل لقب ذكر بهويته!
ترك علي القلم عن يده حينما استمع لرنين هاتفه الذي يلمع بإسم فريدة هانم ضم علي شفتيه معا وسحب نفسا مطولا قبل أن يجيب بحماس  
_فريدة هانم موبيلي المتواضع بيرقص في حالة من عدم الاستيعاب. 
وصلت ضحكاتها لمسمعه وأجابته  
_دكتور علي البكاش اللي مش هيبطل يغلبني بكلامه. 
وتابعت بضيق 
_وبعدهالك يا علي كل ليلة هتقضيها عندك بالمستشفى ولا أيه وبعدين مش كان بينا وعد 
رد عليها بحرج  
_أنا عارف إني وعدت حضرتك بإني هرجع كل يوم بدري بس ڠصب عني حالة فطيمة اللي كلمت حضرتك عنها قبل كده صعبة ومازلت بحاول معاها ابنك الدكتور المحترف عاجز عن علاجها. 
صوتها الغاضب أتاه يحذره  
_هو إنت مبقاش على لسانك غير اللي إسمها فطيمة دي ما قولتلك قبل كده سلم ملفها لأي دكتور تاني أنا كنت واثقة إنك مبقتش ترجع البيت بسبب الحالة دي وهضطر أكلم دكتور ألبرت يشوف حل للموضوع ده. 
ردد متلهفا  
_لأ

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات