الأحد 24 نوفمبر 2024

اغلال الروح شيماء الجندي

انت في الصفحة 20 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز


ملامحها و أعادت الإتصال ب سامح الذي رد متسائلا بفضول عملتي إيه مع سليم نيرة بخير 
رفعت حاجبها و أجابت ساخرة إيه الحنية دي على العموم آسر قال إنه هيتصرف مع سليم خد بالك عشان متبوظش الدنيا 
كانت تخشى أن يفسد ترتيباتها أو يشعر بالريبة من كتمانها لأنه لازال يظن أنها سوف تزف إليه خبر استيلائها على أملاك عاصم قريبا و ماهي إلا خطة تحاول حبكها جيدا ليس إلا 

أغلقت الهاتف بعدما تحدث قليلا معها و أخبرها عن معلوماته الجديدة عن عاصمونظرت إلى التوقيت يقترب منها و في يده حقائب مشتريات و دار حول السيارة يضعهم بالخلف عدا واحدة أبقاها في يده ثم دلف يجلس بجانبها ويضع الحقيبة فوق ساقها وهو يقول بهدوء
ألبسي دا عشان أختك متقلقش لما تشوفك 
لم ينتظر ردها بل مال بجزعه العلوي و أخرج صندوق الإسعافات الأولية يعبث بها وهو يقول
أنا مش عارف إزاي نسيت إني معايا هنا العلبة 
أخرج المعقم و القطن ثم رفع ذقنها بطرف أنامله و بدأ يضعه فوق جرحها وهو يقول باهتمام بصي هتحسي پألم خفيف أوي بس هتبقي تمام متقلقيش 
سرت قشعريرة خفيفة بجسدها حين وضع القطن المعقم فوق جرحها و رفعت يدها بعفوية تقبض بقوة على يده و واصل مايفعله إلى أن وضع الضمادة الصغيرة و ارتسمت بسمة صغيرة فوق شفتيه حين وجدها لازالت تغمض عينيها بتوتر و ترفع كتفيها و هي تضم الحقيبة إلى جسدها بقوة تأملها لحظات ثم أردف بعبث و يرتب الأدوات داخل الصندوق بيده الحرة و يعيده إلى مكانه
محتاج أسوق بالإيد دي 
أدركت حديثه وتركت يده على الفور ثم رفعت أناملها تتحسس الضمادة بحرج و تقول بتوتر مأخدتش بالي على فكرة 
ابتسم و اعتدل بجلسته يقول بهدوء براحتك على فكرة 
بدأت تعبث بالحقيبة التي جلبها ثم أفرغت محتوياتها وهي تقول بدهشة إيه دا عرفت مقاسي منين 
لم يتحدث بل اكتفى ببسمة صغيرة و واصل القيادة متجنبا النظر تجاهها أثناء تبديل ملابسها ولاحظت هي ذلك حيث كانت تنظر إليه و هي تسرع بارتداء القميص الذي جلبه إليها و دهشتها تزداد من تصرفاته تجاهها اليوم رغم حديثها الجاف لم يتركها بل هو معها 
اتسعت عينيها من أحكامه المسبقة عليها
و بللت شفتيها تهمس بنبرة مټألمة
هو فعلا شريك ليا أوعى بقااا 
أزاحت يده و انصرفت تعود إلى غرفتها غاضبة منه ومن حالها أيضا ما الذي تنتظره منه لتزداد ظنونه تجاهها و يحدث ما يحدث 
الفصل الرابع عشر وجه جديد 
منذ أن وافقت نيرة على تواجدها معه بالسيارة وهي بهذه الحالة الغريبة تلتصق بالباب المجاور لها وتنظر إليه بتوتر واضح أدهشه و وزع نظراته بينها وبين الطريق يقول بلطف
أنت خاېفة ولا إيه متقلقيش أنا 
رفعت عينيها الفيروزية إليه وحدقت به بصمت لكنه استطاع قراءة رعبها و قد أفصحت رجفة يدها التي تقبض على هاتفها عن مدى رهبتها وخۏفها منه وكأنه وحش يفتك بمن حوله وقع في حيرة و توقف على جانب الطريق يقول بلطف بالغ
مش أنت وافقتي تيجي معايا نروح المستشفى لكريم سوا ليه خاېفة كدا 
هزت رأسها بالموافقة على حديثه و ازدردت رمقها پخوف واضح ثم تحدثت أخيرا بصوتها الرقيق وأردفت
سوري أنا أول مرة أركب مع حد غريب 
عقد حاجبيه حين تسلل صوتها الرقيق إلى أذنه باعتذارها عن خۏفها منه ماذا تفعل تلك الفتاة الفاتنة نظر إلى الأريكة الخلفية ثم وإليها وأردف مبتسما بلين
طيب إيه رأيك ترجعي ورا واعتبريني السواق كدا كدا كريم برا المستشفى و رد عليا قالي هيحصلنا على الكافيه فمينفعش تقعدي خاېفة بالمنظر دا واتفرج عليك 
هزت رأسها بهدوء و هبطت مسرعة من السيارة و كأنها تفر منه و كادت تتجه إلى الخلف لكنها ارتطمت بقوة بالسيارة حين تدافع رجلان بقوة بجانبها واصطدم أحدهم بجسدها يدفعها بقوة ناحية طرف باب السيارة و اختل توزانها إثر ما حدث و ارتطمت رأسها بقوة بطرف الباب المدبب و بدأت الډماء تندفع من رأسها و تسقط فوق قميصها الأبيض و كان سليم قد هرع إليها و عينيه تتسع بړعب واضح حين وجدها فوق الأرضية الصلبة مغمضة عينيها وټنزف الډماء بلحظات قصيرة 
اجتمع المارة حول الرجلين و بدأت الأحاديث خلفه لكنه هبط إليها يتفقدها ثم وضع يده أسفل خصرها والأخرى أسفل ساقيها وحملها يضعها داخل السيارة مرة أخرى و ركض إلى مقعده دون كلمة واحدة يعود إلى المشفى و عينيه فوقها لا يصدق إلى الآن أنها بلحظة واحدة سقطت تلك الجميلة الرقيقة و ذهبت إلى عالمها الخاص ماذا يفعل و كيف يتواصل مع عائلتها و هو إلى الآن لا يعلم صلة قرابتها بهذا الكريم الذي رفض مكالمته منذ ثانية واحدة 
زمجر پغضب و قال بإنفعال وهو ينظر إلى الهاتف
يااااأخي رد هو دااا وقته 
توتر و فقدت أنفاسه صوابها حيث كان جسدها بجانبه مستسلما للغاية و عينيها تحاول إخباره أنها لازالت على قيد الحياة رفعت يدها إلى الهواء تحاول الإشارة إلى حقيبتها لكنه عقد حاجبيه و وضع يده أسفل ذقنها يقول محاولا بث الطمأنية داخلها مټخافيش قربنا على المستشفى 
أرخت يدها و وضعتها فوق ذراعه الذي يمتد تجاهها و سكن جسدها تماما حيث فقدت وعيها لتتسع عينيه و يهمس بړعب
ينهار أسود 
قبض على يدها وتشنجت عضلاته من فرط قلقه عليها و أوقف السيارة أمام المشفى ثم هبط يركض تجاه بابها و يفتحه ثم مال يحملها بين ذراعيه و اعتدل واقفا لكن من سوء الحظ وصلت سيارة ابن عمه آسر بالتوقيت الغير ملائم حيث وجدت سديم شقيقتها بين يديه ملطخة بالډماء و جسدها ساكن بين أحضانه 
اندفعت من السيارة وركضت إلى شقيقتها بينما تسمر سليم بمحله عاقدا حاجبيه ينظر إليها بدهشة حين وجدها تصرخ به بړعب و تتفقد مصدر الډماء من جسد نيرة أنت عملت اييييبه فيهاااا نيرة حبيبتي 
ركض بها إلى الداخل و لازال عينيه تراقب ابن عمه و سديم التي تركض بجانبه و يدها تقبض على يد تلك الفتاة القابعة بأحضانه باستسلام و شعور الصدمة قد سيطر عليه بشكل كامل عجز عن السؤال و قد أصابه الفزع من حالة تلك الرقيقة التي سقطت أرضا في لحظة واحدة أمام عينيه و الآن ابنه العم تقف بجانب فراشها وتراقب بفزع حركة الأطباء حولهم و هي تختلس الحديث من الطبيب المواجه لها والذي يتفقد رأس شقيقتها وربما يتحدث إليه الآن لكنه عاجز عن الإنتباه وتدور داخل تساؤلات عجز عن إخمادها هل تلك الرقيقة شقيقة كريم لذلك يرى الفزع على ملامح ابنة عمه أم أنها على معرفة خاصة بتلك الفتاة 
مرت ساعتين و أصبحت الجميلة الرقيقة بحال أفضل لكنها إلى الآن داخل أحضان سديم تخبئ وجهها من الجميع پخوف واضح و ذراعيها تحيط خصر شقيقتها التي تربت فوق ظهرها بلطف وتهمس لها بكلمات عجز كلا من سليم و آسر عن سماعها من خلف هذا الزجاج الذي يعزلهما عن الفتيات تنهد آسر بصوت مسموع ونظر إلى ابن عمه الذي وقف يراقب مايحدث حوله بهدوء مريب و كان تركيز الجميع يتجه إلى الجميلة الرقيقة القابعة بأحضان شقيقتها پذعر واضح وغريب 
خرج سليم عن صمته و اعتدل بوقفته يراقب ملامح ابن عمه وهو يردف بسخرية
مش من حقي أفهم إيه اللي بيحصل دا 
تنهد آسر و قال بهدوء أشعل ڠضب ابن عمه
مش وقته ياسليم نتطمن على نيرة و بعدين نتفاهم سوا 
استنكر معرفته بها وقال پصدمة نيرة 
ضحك و ضړب كف بالآخر ثم أردف ساخرا و أنا اللي كنت مستغرب عرفت المستشفى منين واضح إنك عارف البنت نفسها 
لم ينتظر إجابة شافية من هذا الصامت بل استغل قرب المسافة بينه و بين باب الغرفة و اندفع إلى الداخل يقول پغضب وصوت مرتفع
أنا عايز أفهممم حالاااا إيه اللي بيحصل دااا 
اتجهت نظراته إلى نيرة التي انتفضت و انكمشت فوق الفراش تحتضن شقيقتها بړعب ثم بدأت بالبكاء وكأنها طفلة صغيرة ازداد غضبه و ظن أنها تفتعل تصرفاتها العفوية و صاح پغضب أهوج كفاااية بقااا 
وقف آسر بمواجهته وقال بنبرة حاسمة حين ظهر الامتعاض على ملامح سديم و كادت تردعه لكنه حاول الإمساك بزمام الأمور قائلا
سليم خلينا نتكلم برة أنا هعرفك اللي أنت عايزه 
رفعت نيرة وجهها أخيرا و بدأت بالسعال من فرط بكائها مما استرعى انتباه شقيقتها و أمسكت كوب المياه تناولها إياه وهي تستقيم واقفة و تقول بهدوء متجاهلة ڠضب سليم الغير مبرر من شقيقتها
أنا هاخد نيرة اروحها مش هينفع نستنا هنا أكتر من كدا 
ارتكزت عيناه على تلك الفتاة التي رفعت عينيها تنظر إليهما بتوتر واضح و عقدت حاجبيها حين نظرت إلى آسر الذي أصبح ملازما لشقيقتها لذلك أطالت النظر إليه خاصة أنه لم يصدر منه أي تصرف ضدها مثلما يفعل هذا الشرس انتقلت عيناها پخوف إلى الآخر الذي يحدق بها بصمت و ملامح ثابتة ثم أبعدت عينيها على الفور عنه 
عرض آسر توصيل الفتيات ولكن قاطع حديثه الخاڤت معها وصول كريم الغرفة و قد اتجه بخطوات سريعة إلى الفتاتين يقول و هو يتفحص رأس نيرة بهدوء ثم مال عليها يضع قبلة فوق يدها ويقول بلطف مبالغ به
متقلقيش ياحبيبتي چرحك بسيط و الدكتور قال الموضوع بسيط 
عقد سليم حاجبيه من علاقته الغريبة بهن ونظر إلى ابن عمه الذي ظهر الڠضب على ملامحه هو الآخر مع ظهور هذا الرجل لكنه كظم غيظه و قال بفتور
تعالى ياسليم برا 
لم ينتظر لحظة أخرى و غادر الغرفة يتبعه سليم الذي علق عينيه بتلك الفتاة بينما أبعدت عينيها عنه بتوتر و بللت شفتيها تنظر إلى شقيقتها تنتظر قرارها الأخير 
وقف يحملق به بذهول و كأن الكلمات قد عجزت عن وصف شعوره في تلك اللحظة تجاه ابن عمه الذي خدع جميع أفراد عائلته بل و ڠضب من بحثه عن كريم و يتهمه الآن أنه سبب أذى تلك الفتاة القابعة بالداخل وأنه أخطأ حين تحفظ عليها دون مبرر 
حرك شفتيه وخرجت كلماته مبعثرة يقول بذهول و إصبعه يشير إلى الفتيات بالداخل
يعني اللي جوا دول ڼصابين دخلتهم عيلتناا بفلوسك دفعت للناس عشان بنصبوا علينا يااا آسر 
عقد حاجبيه و أردف بخشونة و قد أثار حفيظته بحديثه المليئ بالإزدراء
نيرة ملهاش أي علاقة ولا كنت أعرف إنها موجودة و سديم أنا جايبها لغرض محدد ولو عندك حل تاني اتفضل قوله 
أجابه بدهشة غرض محدد الڼصب على عمك أنت متخيل هيحصله إيه لما الڼصابة دي تختفي 
أشعل غضبه بنعته المتكرر لها بهذا اللفظ و صاح به پغضب عاقدا حاجبيه
الڼصابة دي أنقذت أبوك وكنت متصاحب عليها أكتر من الكل الفترة اللي فاتت إيه اللي اتغير سديم هي هي 
ضحك ساخرا ثم واصل حديثه بإستهزاء
صحيح إيه اللي اتغير فعلا اللي اتغير إن حضرتك دلوقت قولتلي إن كل دا تمثيل و أنها منتحلة شخصية بنت عمي وأنت قابل كدا على عيلتك أنا كنت مصاحب بنت عمى مش الڼصابة دي 
لاحظ الامتعاض على ملامح ابن عمه لذلك تنفس بهدوء وأكمل بحزن شديد
آسر أنا مقدر إنك بتفكر في مصلحة الكل و إنك مش بتطيق روزاليا ولا عايزها تاني و دخولها هيخرب العيلة لكن مش معاك في وجود ڼصابة في بيتنا دي ممكن تكون أسوأ من روزاليا نفسها وعمك مسيره يعرف أن بنته ماټت صډمته وقتها هتكبر لأنك فتحت عليه أبواب الأمل كلها برجوع بنته لأحضانه 
تركه وغادر المكان بخطوات غاضبة و سريعة بعدما ألقى نظرة خاطفة و سريعة تجاه الفتيات وكأنه يحاول تكذيب ماحدث له في ساعات قليلة معهن لكن دون جدوى ورغم رغبته بالإطمئنان على هذه الفتاة منعه غضبه المتفاقم داخله يدفعه الآن إلى الابتعاد عنها وعن شقيقتها المحتالة و إلا قد تتدهور الأحوال 
بعد مرور ساعتين و داخل السيارة الخاصة ب آسر ..
راقبت سديم شقيقتها التي سكنت و أغمضت عينيها بهدوء بالأريكة الخلفية تنهدت و ابتسمت بهدوء ثم اعتدلت بجلستها تنظر أمامها شاردة العقل لاحظ ذلك و حمحم قائلا بصوت أجش مقاطعا شرودها عن عمد
فرق كبير أوي بينكم 
نجح بما أراد حيث عقدت حاجبيها و سألته بدهشة
بتكلمني 
هز رأسه بالإيجاب وأشار إلى المرآة الأمامية حيث انعكاس شقيقتها النائمة ثم أوضح قائلا
نيرة مش
كدا 
ابتسمت وهزت رأسها تؤكد معرفته بالاسم ثم أردفت
آه نيرة كان قصدك إيه بقا بالفرق بينا 
نظر إليها يقول بهدوء بعدما أوقف السيارة بعيد عن بوابة قصر خالها
اقصد هي رقيقة جدا و مسالمة كدا اعتقد متعلقة بيك كأنها بنتك مش أخت صغيرة 
رفعت حاجبها و قد شق ثغرها ابتسامه صغيرة ثم سألته بترقب واضح
وأنا مش رقيقة ومسالمة كدا 
ابتسم لها ثم قال بمكر متعمدا هذا السؤال
يهمك أنا شايفك إزاي 
ضحكت بخفة و رفعت يدها تضع أناملها فوق شفتيها تكتم صوت ضحكتها ثم هزت رأسها بيأس و قالت بعبث
أنا مبهتمش بنظرات حد ليا بس مش هكدب عليك كان عندي فضول لما قولت إني عكس نيرة 
قرر مجاراة لعبتها معه واستخدام أساليبها الملتوية مما دفعه إلى الابتسام لها رافعا حاجبه و أجابها بعبث هو الآخر ثم اعتدل و بدأ يواصل سيره تجاه القصر
بس أنا مقولتش إنك عكسها قولت فيه فرق كبير بينكم 
رفعت حاجبها الأيسر وسألته باستنكار
أنت بتلاعبني 
مر من خلال البوابة و هو يقول بصوته الأجش الذي يتراقص داخله العبث
أنا بوصفك بس للأسف أنت مش بتهتمي برأي حد فيك مش دا كلامك 
عقدت حاجبيها و ردت بعفوية بس أنا قولت إن عندي فضول أعرف 
رفع كتفه بلا مبالاة و أجاب بهدوء
مش مبرر كافي فضولك هيفيدك لوحدك أنا مش مستفاد 
اتسعت عينيها تقول بدهشة
و لما أقولك اتفضل اوصفني إيه فايدة حضرتك 
تنهد و نظر إلى عينيها وقد شق ثغره تلك البسمة الخلابة قائلا بصدق
كلامي هيلمسك لكن لو عشان أرضي فضولك هتاخدي كلامي مجاملة لو كان حلو و هتعتبريه نقد لو كان وحش 
توترت نظراتها حين أطال تحديقه بها و كأن عينيه تقذفها بالسهام و حديثه الصادق بهذه اللحظة قد وقف حائرا فوق الجسر الواصل بين قلبها و عقلها بللت شفتيها و رفعت يدها تضع خصلاتها خلف أذنها و قد قررت التلاعب بمجرى هذا الحديث الذي أربكها للغاية
 

19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 55 صفحات