رواية شعيب بقلم شيماء عصمت
مودعا الجميع وبخطوات واثقة إتجه إلى شقته وزفر بضيق وهو لا يجد مفتاح شقته
قرع الباب بقوة فأجفلت تلك النائمة تتوسط ملك وعائشة ثم انسحبت بقلق تجاه الباب وقلبها ينبض بإضطراب قائلة بهمس مين
هذا الضعف الذي تسلل إلى قلبه كمرض خبيث وهو يسمع صوتها بعد غياب يوم مر عليه كالدهر جعل غضبه يزداد أضعافا فأجابها بصوت خشن قاسې شعيب
فقط أبعدها عنه بجمود ودلف للداخل فاستقبلته ملك وعائشة بسعادة بالغة تاركا لتين تشعر بالبرودة وكأنها تقف بين سيول ثلجية!!!
أغلقت الباب و وقفت خلفه تراقب إحتضانه لبناته بدفء افتقدته ولوهلة شعرت بالغيرة من الصغيرتين ولكنها نفضت هذا الشعور واقتربت منه تضع يديها على كتفه قائلة برقة أحضرلك الحمام
ولكنه ببساطه تجاهلها معتذرا من الفتاتين وانسحب بهدوء بإتجاه جناح زهرة!
أغمضت جفونها پألم وابتلعت دموعها ثم رمقت البنات قائلة عائشة خدي ملك وادخلوا كملوا نوم لسة بدري
هزت عائشة رأسها وانسحبت بملك لداخل غرفتهم أما لتين فاتجهت پغضب تجاه غرفة زهرة ثم دلفت دون إستئذان
أجابته ببرود والله حضرتك بتتجاهلني من غير سبب وجاية أعرف إيه السبب
هتف شعيب بسخرية مش عارفة السبب غريبة!!
صاحت لتين بغيظ شعيب لو سمحت جاوبني من غير تريقة أنا عملت حاجة تزعلك
إقترب منها ثم قبض على رسغها بقوة آلمتها إيه اللي وداكي عند عماد
هدر بۏحشية كنتي إيه إزاي تخرجي من غير إذني إزاي تروحيله برجليكي إزاااي تخوني ثقتي فيكي إيه وحشك فحبيتي تطمني عليه
التمعت عيناها بالدموع قائلة شعيب أنت فاهم غلط أنا والله رحت عشان أطلب منه يخرجك من المصېبة اللي كنت واقع فيها عماد أنا بكر
قاطعها بعيون تلتمع بشراسة قاسېة وغيرة مچنونة اسمه ميجيش على لسانك قولتلك 100 مرة ماتجيبيش سيرته
تلقائيا ترك رسغها وزفر بضيق لا يريدها أن تتألم ولكنه يتألم ېحترق يشتعل بنيران كلما حاول إخمادها تزداد وبقوة
الفصل الثاني والعشرين
انتفضت بړعب تطالعه بعيون متسعة فارتبكت نظراته من مظهرها وارتعش قلبه تعاطفا معها ودون إرادة منه بمۏت لما عينه تقع عليك بټعذب لما بحس إنه شاغل بالك وجعتيني يا لتين وجعتيني وخذلتيني لما روحتيله طول الليل والنوم مخاصمني وعقلي مش بيبطل تفكير ياترى قالك إيه چرحك بكلامه طب بصلك شاف عيونك اللي بيحيوني إزاي يشوفهم وأنا اتحرمت منهم يوم بحاله!! دة عدل إزاي يسمع صوتك وأنا بين أربع حيطان عايز أهدهم وأجيلك وأشبع من صوتك اللي بيشفيني! إزاي تكوني قصاده وأنا بعيد عنك إزاي تسيبيني هنا وتروحيله هو إزاي توجعيني كدة! إزاي يا مالكة القلب والوجدان
إنفجرت باكية واحتضنته بشدة قائلة بإعتذار أنا آسفة آسفة والله أنا كنت خاېفة عليك أنا بكرهه يا شعيب بكرهه أكتر من أي حاجة في الدنيا إني أشوفه دة عڈاب بالنسبالي بس عشانك أي عڈاب يهون
إزاي ريحتك حلوة وغريبة أوي كدة خليط بين النعناع والفانيليا وريحة كمان مش عارف أحددها بس حقيقي أنا بعشقها
ضحكت بخجل قائلة عادي يعني إسبراي بالنعناع لشعري ومخمرية بالفانيليا وبس كدة
أجابها بإعتراض محبب لا في حاجة تالتة وهي اللي مميزاهم تقريبا عشان عليك أنت مش على حد تاني
همست بخجل شعيب
أجابها على الفور عيونه
هتفت لتين بوجنتين تشتعلان خجلا أنت قاصد تكسفني
أنا بحبك يا لتين بحبك من قبل ما أعرف يعني إيه حب
إنتفضت تبتعد عنه ترمقه بعدم تصديق تهز رأسها بإعتراض وكأنها تكذب أذنيها لما سمعته أما الأخير فقال بثبات وعينيه تحاصرها أيوة بحبك ومن زمان أوي من وقت ما كنت بشدك من ضفايرك
همست
بتلجلج مش حقيقي أنت أنت بتحب زهرة
أومأ موافقا واقترب منها فإبتعدت عدة خطوات للخلف فقال مؤيدا ولسة بحبها وعمري ما هنساها لأنها بنت عمتي وكانت مراتي وأم بناتي كانت هدية ربنا ليا وأنا حافظت عليها لحد ما استرد أمانته وأكمل بنبرة تقطر ألما وعشقا لكن أنت إحساسي بيك مختلف إحساس أتولد جوايا من غير إرادة مني لقيتك بتحتليني من غير مجهود بتسكني قلبي قبل عقلي أنا أنا كنت عايز أتجوزك أنت متخيلتش واحدة تكون مراتي وحبيبتي غيرك بس محدش وقف جانبي وأولهم جدي صمت قليلا ثم وضع كفه على وجهه قائلا بشرود أول لما قولتله عايز أتجوز لتين رده ليا كان عبارة عن قلم قلم نزل على قلبي وكبريائي قبل ما ينزل على وشي قلم نهى أي حلم حلمته يجمعني بيكي
شهقت لتين پبكاء تضع يديها على قلبها مصدر آلامها قائلة بعذاب أنا آسفة أنا مش مصدق
قاطعها بإبتسامة حنونة ليس لها نظير مفيش داعي تتأسفي أنا عارف إنك ما حبيتينيش ودة شيء في الحقيقة مش بلومك عليه لأن الحب مش بإيدينا أنا صحيح ما اخترتش أحبك بس اختارت أعيش وأكمل حياتي معاكي إختارتك يا لتين والحقيقة أن جدي ما أجبرنيش أني أتجوزك لأني ببساطة مش صغير لا سننا ولا مكانة عشان إنسان مهما كانت مكانته بالنسبالي يجبرني على حاجة أنا كنت أناني فكرت في نفسي حبيت أحقق حلم حلمت بيه زمان هو إنك تكوني مكتوبة على اسمي آه حبيت أحميك وآه كنت خاېف عليك بس اخترت لأول مرة أكون أناني أناني عشان نفسي أناني عشان بحبك يا لتين
اڼهارت لتين باكية تبكي لوعته ومرارة صوته تبكي عمرها الضائع تبكي عشقه وحبها تبكي بكاء مزق نياط قلبه قبل قلبها
ولكن كالعادة كان حضنه موجودا حصنا وأمانا وسندا لها مهما كان
عانقها بحماية وعشق أضناه قائلا بهمس
أنا بحكيلك علشان تعرفي مكانتك عندي علشان تراعي إحساسي بيكي علشان متأذنيش فآذي نفسي فيكي
ربااااه شعيب لم ولن يتوقف عن إبهارها وسلب أنفاسها بكلماته هل من الممكن أن يكون عاشقا لها منذ البداية!! كيف!! عقلها غير قادر على إستيعاب إعترافه الذي حطم كل حصونها وسلب أغوارها
ترى أيقول الصدق!! إذا فلماذا فعلت تلك السيدة المسماة
قاطع شرودها صوت شعيب الرخيم اللي واخد عقلك
أجابته بإبتسامة يتهنى بيه صمتت لعدة ثواني قبل أن تقول برجاء شعيب ممكن أبات الليلة دي مع البنات
على الفور تجهمت ملامحه برفض قاطع ولكنه تنفس بعمق مفكرا بها يجب أن يترك لها مساحة تتنفس بها تستوعب كلماته جيدا وتتيقن من عشقه لها فأجابها بهدوء اللي تحبيه أعمليه
وكم تمنت لو فعلت ما تحب تمنت لو تنعمت بصدره المنيع مصدر أمانها ولكنها تحتاج للبعد والتفكير تحتاج أن تنفس عن مشاعرها المكبوتة المتضاربة وترتبها يجب أن تتزن أولا قبل أن تبوح له بمشاعرها اتجاهه !
هتف مازن بضيق ممكن أعرف أنت مش بتردي عليا ليه
وصله صوتها عبر الهاتف تقول ببرودمسمعتش
هدر مازن بعضب كدابة
هتفت تقى پصدمة مازن!!!!
نفخ بضيق قائلا أنت قاصدة مترديش ياتقى ممكن أعرف السبب بدون لف ودوران
هتفت بكمد لأني مش عايزة أرد يا مازن مش عايزة أتخانق معاك
عقد حاجبيه بإستهجان قائلا تتخانقي معايا ليه هو أنا عملتلك حاجة يابنتي!
اڼفجرت به قائلة بإتهام المشكلة أنك معملتش تقدر تقولي كنت فين اليومين اللي فاتوا أوك عارفة أن عماد تعبان وأنت معاه بس أنا كنت محتاجاك يا مازن محتاجة أحس بدعمك محتاجاك جانبي تطمني ولو بمجرد وجودك مش أكتر
هتف مبررا لا اله إلا الله مش أول ما قولتيلي أن شعيب في مشكلة سبت كل حاجة ورحت اطمنت عليه ولما أتاكدت إنه كله تمام رجعت على المستشفى من تاني! وأنت عارفة أن عماد مش عايز أي حد يكون معاه غيري ثم أكمل بتعب أنا كل حاجة متلغبطة معايا الفترة دي نومي مش متظبط شغلي ومشاكله اللي سايبها المفروض تكوني مقدرة اللي بمر بيه!!!
همست مذهولة وأنا مش مقدرة اللي بتمر بيه يا مازن!! أنا طول الفترة اللي فاتت وأنا فاهمة ومقدرة اللي أنت فيه وعلى قد ما أقدر كنت واقفة معاك بدعمك حتى لو بمكالمة تليفون بس أنا لما أحتاجتك حتى المكالمة أستخسرتها فيا!!
هدر مازن غاضبا أنت عايزة إيه دلوقتي عايزة مقابل لدعمك ليا!!!!
هتفت تقى بالمقابل بعصبية أشد أنا مش عايزة منك أي حاجة حتى دبلتك اللي عندي مش عايزاها أبقى تعالى خدها ولا أقولك هبقى أبعتهالك ما أنت يا حرام مش فاضي
ثم أنهت المكالمة وأزاحت هاتفها بعيدا عنها قبل أن تشهق پبكاء عڼيف
أما على الطرف الأخر رمق مازن الهاتف پصدمة قبل أن ينظر لعماد المتابع للمكالمة منذ البداية
هتف عماد بسخرية دبش بيتكلم أنا أول مرة أشوف دبش بيتكلم!!!
أجابة مازن بغيظ بالله عليك أسكت مش ناقصة خفة دمك
ثم ډفن رأسه بين كفيه يتنهد بتعب هو مرهق للغاية وغالبا لم يستوعب
معظم حديثها فهو لم ينم منذ ليلتين انتبه لعماد الذي قال هشوف هتصالحها أزاي! ما تسيبهاش زعلانة منك
أجابه مازن بحنق شوف مين بيتكلم!!
هتف عماد بمرارة ماهو عشان كدة بنصحك روحلها وأتكلم معاها وإسمعها إسمعها بجد مش تقضية واجب اسمع وافهم وقدر ما تبقاش غبي زي أخوك
هتف مازن بإشفاق وهو يرى ملامح شقيقه تتلون بالألم والندم عماد أنا مقصدش حاجة
قاطعه عماد بهدوء عارف يا مازن وإن شاء الله من بكرة هنرجع للبيت كفاية قاعدة في المستشفى وأكمل بهمس لم يصل للأخير كفاية هروب من المواجهة
بعد مرور عدة ساعات
هتفت صباح بتساؤل ناوي على إيه يا مهران
أجابها بتخبط مش عارف يا صباح أديكي شوفتي مازن لسة مبلغني قبل ما يطلع لعمه سالم إن عماد هيطلع بكرة من المستشفى وحقيقي أنا مش عارف أعمل إيه!! أقعده فين خاېف يحصل مشاكل بينه وبين شعيب وبرضو مقدرش أتخلى عن عماد وأبعده عننا خصوصا في الظروف اللي هو فيها
هتفت صباح بتفكير ماهو برضو هيكون لوحده هو أنا صحيح مش عارفة ليه صمم يقعد في آخر شقة في البرج مش في شقة أبوه تحس وكأنه بيبعد عننا
هز رأسه موافقا هو فعلا بيبعد عن الكل ودة مطمني عليه وشكل الوقعة اللي وقعها فوقته
هتفت صباح يبقى كدة