الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية أنا لها شمس كامله للكاتبه روز أمين

انت في الصفحة 137 من 138 صفحات

موقع أيام نيوز


تسبقها سيارة دفع رباعي سوداء ترجل منها ثلاثة رجال ذو أجساد ضخمة وعضلات بارزة تدل على مدى قوتهم البدنيةأسرعوا ليحاوطوا تلك السيارة الفارهة حيث ترجل من الباب المقابل للسائق ضابطا للحراسات الخاصة كان قد عينه زوجها ومعه بعض رجال الحراسة المدربون بأعلى مستوى ليقومون بحراستها وتأمين حياتها من ألا يصيبها أي مكروه من ذاك الذي مازال هاربا خارج البلادبات الضابط يمشط المكان بعينيه بينما أسرع سائق السيارة لفتح الباب الخلفي لتترجل منها تلك التي أصبحت عضوا هاما وبارزا في شركاتالزينبل أصبح اسمها يتردد كثيرا في سوق الأعمال لما أحرزته من تقدم في عملها التي استلمته من علام شخصيا

وضعت قدميها في الأرض وارتدت نظارتها الشمسية لترفع رأسها تتطلع بشموخ لذاك المبنيحاوطها الرجال أخذين وضع الإستعداد ليتحركوا سريعا خلف تلك الشامخة التي تتحرك بقوة وثبات باتجاه بوابة الشركةكانت ترتدي بدلة نسائية رائعة المظهر بلونها البيج يعتلي رأسها حجابا من نفس اللون بدرجة أغمقسار بجوارها ذاك الضابط حيث سألها باحترام 
حضرتك هتخلص شغل زي كل يوم يا افندم ولا هتتأخري زي إمبارح
نطقت وهي تتحرك للأمام قاصدة وجهتها 
إمبارح كان يوم إستثنائي يا صفوتكان لازم أجهز أوراق الصفقة الجديدة وأشرف على الترتيبات بنفسي
سألها صفوت من جديد 
جنابك مش
هتخرجي بدري علشان ترتيبات عيد ميلاد يوسف
نطقت بثبات إمرأة ناجحة 
لو هخرج أكيد هنبهك يا صفوت
تحدث الرجل على استحياء بعدما شعر بضجرها من كلماته 
أنا أسف سعادتكأكيد مش قصدي على مصراعيها فور اقترابها 
أنا فاهمة ده كويس يا صفوت
واسترسلت بإبانة
ومش متضايقة بالعكسأنا طول عمري بحب النظام في كل حياتي
ثم اعتدلت لتقابلة وهي تتابع 
بس تقدر تقول إني مبحبش كتر الكلام في بداية اليومربنا خلقني كده
فهمت سعادتك قالها الرجل وهو يشيح بنظره أرضا كما يفعل دائما خشية إثارة ڠضب ذاك الغيور عاشق زوجتهأومأت له وتحركت باتجاه المصعد الكهربائي ورافقها صفوت ورجل الحراسة المسؤول عن حمله للحقيبة الخاصة بأوراق العملأوصلاها لحيث مقر مكتبها ورحل كلا منهما لوجهتهسألتها السكرتيرة الخاصة
أجيب لحضرتك القهوة يا افندم 
أجابتها بنبرة جادة
هاتي لي الأول ملف الصفقة الجديدة بالكاملوابعتي لي الموظف المسؤول عن التعاملات البنكية مباشرة
اومأت الفتاة برأسها لتنطق وهي تعود للخلف 
تحت أمرك إيثار هانم
قالت كلماتها وتحركت للخارجبعد قليلكانت منكبة على الأوراق التي أمامها تراجعها بتمعن ودقة أثناء تناولها كوب قهوتها الساخنةاستمعت لدقات خفيفة فوق الباب لتنطق ومازالت على وضعيتها 
إدخل
ولجت السكرتيرة تتحرك بخطوات ثابتة قبل أن تنطق بنبرة جادة
باشمهندس بسام الزين برة وعاوز يقابل حضرتك يا افندم
تنهدت لعلمها سبب مجيأة لتنطق وهي تنظر للأوراق تراجعها بتمعن
خليه يتفضل
تحركت السكرتيرة إلى الباب وأشارت بكفها بابتسامة خاڤتة 
مدام إيثار في انتظار حضرتك يا باشمهندس
ولج بخطوات واسعة ومن صوت قوة حذائه التي دكت الارض أيقنت غضبه لترفع رأسها تعدل بأصابعها من وضعية نظارتها الطبية لينطق هو بصوت جاهد أن يخرج هادئا مع رسمه لابتسامة لزجة 
صباح الخير يا أستاذة 
أراحت ظهرها للخلف لتنطق بابتسامة مشابهة لابتسامته المصطنعة 
صباح النور يا باشمهندسإتفضل حضرتك 
نطقتها وهي تشير بكفها إلى المقعد المقابل لمكتبها وتابعت وهي تتوجه بحديثها إلى السكرتيرة 
قهوة الباشمهندس بسرعة لو سمحتي يا ليلى
أوقفها بإشارة حادة من كف يده لينطق بصوت خشن علمت من نبرته أنه غاضب 
مفيش داعيأنا مش هطولورايا شغل كتير لازم يخلص النهاردة
مالت برأسها قليلا لتشير للموظفة بالخروج لتفعل على الفورتوجهت له لتنطق بصوت هادئ 
إتفضل يا باشمهندسأنا سامعة حضرتك
أخذ نفسا عميقا ثم زفره كي يطرد شعور الڠضب من داخله وألا يحتد عليها ويضع حاله أمام ذاك الشرس الذي لا يسمح لأي شخص مهما كان مجرد التعدي بحدة الكلمات على زوجته 
ممكن أفهم حضرتك أخدتي ملف الصفقة الأخيرة ليه!
أجابته مختصرة 
براجع البنود بتاعته
سألها بحدة اظهرت مدى سخطه 
بأي صفة يا أستاذةدي وظيفتي وأنا المسؤول هنا عن مراجعة عقود الصفقات وإتمامها
نطقت بقوة وثبات أربكه 
وأنا مفوضة من رئيس مجلس الإدارة بإدارة شؤون الشركةواظن حضرتك عارف إنه مديني صلاحيات أتابع بيها العمل فيما يخدم الشركة ومصالحنا
سألها بنظرات ڼارية 
يعني
حضرتك بتستغلي منصب جوزك وبتستغلي إنه بقى مالك الحصة الاكبر من أسهم الشركة بعد عمي علام ما اتنازل له عن الأصول بتاعته!
عدلت من وضعية نظارتها لتنطق بقوة وثبات لم يأتيا من فراغ 
ياريت يا باشمهندس تتكلم معايا على إني المدير المالي المسؤول عن الشركةوأظن مش من المهنية إن حضرتك تخلط ما بين العلاقات العائلية والشغل
وتابعت قاصدة إظهار عدم مهنيته 
يعني مينفعش تذكر مصطلحات زي جوزك وعمي والكلام ده وإحنا بنتكلم في أمور تخص العمل
استشاط داخله من تلك المرأة الحديدية مثلما أطلق عليها جميع من يعمل بالشركة لقوة تحملها للعمل الشاق وثباتها في اتخاذ القرارات الحاسمة لما لها من صلاحيات قد فوضها لها فؤاد لثقته الهائلة بها كموظفة قبل أن تكون زوجة صالحةلينطق بكلمات بذل مجهودا شاق كي يخرجها هادئة
أولا أنا أسفيمكن خاني التعبير بس ده لا يمنع إني بتكلم في الحقحضرتك يا أستاذة تعديتي على اختصاصاتي وأنا من حقي أقدم إعتراضي
حقك طبعابس ده لما يكون تعدي على وظيفتك بجدأنا بباشر صلاحياتي وده يسأل عنه مدير مجلس الإدارة مش أنا كلمات نطقتها بحكمة لتكمل بنبرة عملية
على العموم أنا هبلغ فؤاد بيه وهطلب منه يأمر بإجتماع عاجل يوضح فيه النقاط اللي مضايقة حضرتكولما سيادته يحدد الميعاد الإدارة هتبلغك
ارتبك لعدم رغبته بالتصادم مع فؤاد وذلك لصرامته فيما يخص العملف أراد أن يتلاشى المواجهة معه وتحدث وهو يحاول تلطيف الوضع
مفيش داعي تشغلي فؤاد باشا معاناكان الله في عونه
واسترسل مبررا بترقيته التي لم يمر عليها سوى بضعة أسابيع
أكيد مسؤليته تضاعفت بعد الترقية الاخيرة 
أوكزي ما حضرتك تحب قالتها بثبات وهي تنظر إليه بتفحص لينتفض واقفا وهو يقول 
هروح أتابع شغلي وأسف إني أخدت من وقتك
وقفت باحترام لتنطق بثبات وهدوء 
نورت يا باشمهندس 
تحرك سريعا مغادرا مكتبها وبداخله براكين من الڠضب يكظمها عنوة عنهأمسك مقود الباب واداره ليجد ذاك ال أيهم يقف مع السكرتيرة وعلى ما يبدو أنه جاء لمقابلة شقيقتهتحدث بسام 
إليه سواه 
يا وقعتك السودة يا أيهمليلة الخميس إنضربت خلاص
رمقته بنظرات كالړصاص صوب باب مكتب شقيقته 
تعالي دخليه بنفسك يا أميرةأنا كمان داخل ل إيثار
معنديش وقت أضيعه في الضحك والكلام الفارغ يا حضرة المحاسب المحترم رمت بكلماتها اللاذعة بجانب نظراتها الحادة وانطلقت كالسهم لتعود لمقر مكتبها بقلب ېحترق من لوعة الغيرة على من يعشقه القلبلوى فاهه ليبتسم ببلاهة لتلك التي تطالعه بملامح وجه بدا عليها التضامن والمؤازرة فيما سيناله من تلك الشرسة عاشقة زوجها لينطق بملاطفة 
إنت كويسة يا لولا
بمشاكسة ردت تلك ال ليلى 
مش مهم أنا يا أستاذ أيهمالمهم انت اللي تكون كويس
هز رأسه بطريقة ساخرة لتشير هي إلى الباب قائلة 
ثواني هدخل الملف للهانم وابلغها إنك عاوز تقابلها
بعد قليل خرجت وتوجه هو ليلج إلى شقيقته فوجدها تتطلع على كومة من الاوراق ليتحدث بنبرة جادة 
بسام الزين طالع شايط من عندك ليه 
رفعت رأسها تطالعه قبل أن ترد مستنكرة 
جنابه مش عاجبه طريقة شغلي وبيتهمني إني بتعدى على اختصاصاته
جلس بالمقعد لينطق متخوفا 
أنا قولت لك من الأول بلاش تستفزيه وتدخلي في الامور اللي تخص منصبه
احتدت ملامحها لتعلن عن ڠضبها وهي تنطق بنبرة جادة 
مفيش حاجة إسمها أمور تخص منصبهده مال ولادي وجوزي مأمني عليهوالبيه بيتعامل كأنه المالك الرئيسي والوحيد للشركات ويا عالم بيهبب إيه من ورانافكان لازم أحجم صلاحياته واستخدم صلاحياتي اللي أدهالي فؤاد بحكم منصبيوخصوصا إنه كان مانع الموظفين يدوني أي أوراق خاصة بالصفقات
بكلمات يحكمها العقل والمنطق نطق أيهم 
بس كده ممكن يحطك في دماغهوأحمد الزيني ممكن معاملته ليك تتغيربالعقل كده أكيد مش هيسيب إبنه وينضم لفريقك ضده
يوريني أخر ما عنده جملة بها تحدي نطقتها قاصدة أحمد لتتابع بجدية
ولو باشمهندس أحمد الزين هيكون فريق ضدي لمجرد إن بسام إبنه يبقى هيخسر كتير قوي
واسترسلت بنبرة شرسة 
لأنه هيلاقي معاملة وإيثار مختلفة كليا عن إيثار اللي كانت بتعامله بلطف واحترام
رفع حاجبه باعجاب لينطق 
بقيتي قوية لدرجة يتخاف منك يا إيثار
أجابته باقتضاب 
محدش بېخاف غير اللي ماشي غلط يا أيهم
وافقها الرأي لتنطق بعدما قررت تغيير مجرى الحديث 
متنساش بكرة تجيب أميرة وساندي وتيجو بدري علشان عيد الميلاد هيبدأ الساعة أربعة العصر إن شاءالله
ابتسم وتذكر طفلته ذات الثلاثة أعوام عادت من عملها لتجد الجراثيم لتنطق بكلمات ساخرة 
أنا شايفة إن حضرتك تجيبي لهم صندوق من البلور وتحطيهم جواه وإحنا نشاور لهم من برة البلور
رمقتها حانقة لتتابع ابنتها 
مش معقول يا ماما اللي بتعمليه ده
هتفت عصمت
بارتياب يعود لشدة خۏفها على الصغار 
براحة لتبتسم لها قائلة 
حمدالله على السلامة يا حبيبتي 
أطلقت فريال ضحكاتها وهي تقول 
الوقت بس تقدر تقول لك حمدالله على السلامة
وتقول وهي تدللها 
الندلة اللي مش
بتسأل في مامي وقاعدة في حضڼ نانا
عوضا من أن ټحتضنها الصغيرة سألتها باعتراض ظهر جليا على ملامحها 
فين بابيليه مش جه 
أجابتها وهي تقبل وجنتها الوردية بشغف فقد اتخذت ملامح جدتها عصمت وكأنها نسختها الصغيرة مما زاد من عشق علام وفؤاد لتلك الصغيرة التي خطفت لبهما 
لسه الساعة إتنين يا حبيبتيبابي هيوصل النهاردة الساعة خمسة علشان عنده شغل كتير
أنزلت الصغيرة التي سكنت أحضان جدتها من جديد لتسترسل باستئذان 
أنا هطلع أخد شاور وأطمن على يوسف
واسترسلت بنبرة هادئة 
متعملوش حسابي في الغداأنا هستنى فؤاد لما يرجع
ضيقت عصمت بين حاجبيها وهي تقول 
بس فؤاد مش هيرجع قبل الساعة خمسة يا إيثاركده الغدا هيبقى عشا
ولو قعدت لبكرة بردوا هستناه قالتها باصرار نال استحسان عصمت وطمأنها على نجلها في حين نطقت فريال بمشاكسة لزوجة شقيقها التي أصبحت صديقتها المقربة 
قولي إنك عاوزة تنفردي بالباشا وتحولوا الغدا لعشاء رومانسي على ضوء الشموع
رفعت قامتها للأعلى وهي تقول 
وهنكر ليهجوزي وحبيبي وأتمنى أعيش عمره كله في قربه
ابتسامة عريضة ظهرت على ثغر عصمت بانتشاء لتنسحب الاخرى إلى الاعلىصعدت الدرج لمنتصفه لتتفاجئ بظهور عزة التي تهبط من الأعلىعلى الفور ارتسمت على وجهها الابتسامة وهي ترحب بها 
حمدالله على السلامة يا ست الكلجهزت لك الحمام زي ما بلغتيني في التليفون من شوية واسترسلت بملاطفة 
حطيت لك فيه من الزيوت اللي بتفك الجسم وتنعنشه
ابتسمت الأخرى لتجيبها 
ربنا يخليك ليا يا عزة
واسترسلت بجدية 
يوسف في أوضته 
أجابتها باستفاضة 
أيوا فوقلسه باص المدرسة واصل من شويةسبته كان داخل ياخد الشاور بتاعه على ما الغدا يجهز
تمامأنا كمان هاخد شاور وأروح له أوضته يكون خلص قالتها لتغمز لها عزة وهي تقول 
أنا خليت البت وداد تجهز لك اوضة الزاكوزي زي ما أمرتيوحضرت لك الشيكولاتة والفاكهة اللي قولتي عليهاهو أحنا عندنا أغلى من الباشا علشان ندلعه
ردت لها الغمزة وهي تقول بابتسامة عريضة 
برافوا عليك يا عزة
تركتها وصعدت سريعا قبل أن تفتح تلك الثرثارة بمواضيعها التي لا تنتهي أخذت حماما ثم ارتدت ثيابها واتجهت صوب غرفة نجلها الغاليوجدته يقف أمام مرآة الزينة يقوم بتمشيط
 

136  137  138 

انت في الصفحة 137 من 138 صفحات