عشق بقلم سعاد
من الشتاء وها هو الصيف يقترب على الرحيل ينذر أحيانا بنسمات خريفية.
بمنزل أيمن ليلا
على تلك الحشائش النديه الصغيرة بتلك الحديقه الصغيرة الملحقه بالمنزل كان يضجع بظهره على جدار المنزل يرفع رأسه نحو تلك النجوم المتراصه بالسماء التى مازالت صافيه شارد ب سهيله إبنته الرقيقه المسجونه منذ ثمان أشهر بين جدران معتمهيعلم أنها لا تخشى الظلاملكن لديها رهاب الأماكن المغلقة حتى أن ذلك دائما ما كان يسبب شجار بينها وبين هويدا كانت سهيله أحيانا كثيره تترك لها الغرفه وتنام على أحد أرائك غرفة المعيشه أو تمتثل هويدا ڠصبا وتترك باب الغرفه موارباتنهد قويا يشعر بغم...بنفس اللحظه وضعت سحر أمامه صنيه صغيرة عليها كوبان من الشايوقالت بحزن_
إن شاء الله خيرالمحامى طمني وقالي عنده أمل إن سهيله تاخد حكم مده مش كبيره بعد ما النيابه سجلت القضيه دفاع عن النفس.
آمنت سحر على قوله بتمني_
يارب القاضى يكون عنده رآفه فى قلبه.
تنهد أيمن قائلا_
مفيش قاضى فى قلبه رآفه يا سحر ده مش جلسه عرفيهده جلسة محكمه وليها بالأدله.
الحمدلله أخيرا وصلت لباب البيتأيه الزحمه دى البلد كلها بره بيوتها.
تبسم له محمود قائلا_
ده تجمع لزوم الدعايه الإنتخابيه.
تنهد طاهر قائلا_
هو مش المفروض أول يوم فى الإنتخابات خلاص بكره والليله يبقى فى صمت إنتخابي.
آه ما هو المرشح بيبقى صامت لكن أتباعه وحبايبه لازم يجملوه ويشدواة من أذر الأهالى عشان ينزلوا ينتخبوه...ربنا يوفق اللى يصلح حال البلد
ردت هويدا وهى تنزل درجات السلم_
ده تجديد نصفي للإنتخابات وأكيد محسوم إن آسعد شعيب هو اللى هيفوزكل اللى بيحصل ده بروباجندا مش أكترأنا نفسي هروح بكره لجنة الإنتخابات وأعطي صوتى له.
أنا عن نفسى المفروض لأول مره يحق لى أنتخببس مش هروح ولا هنتخب أى مرشح مش مقتنع بيهوبالذات أسعد شعيبطبعا إنت مشفتهوش فى آخر جلسة محكمه
وهو بېهدد سهيله إنها حتى لو خدت براءة من المحكمه هو مش هيخليها تتهنى بيهاالراجل ده حسيت إنه منافق وعكس الصوره اللى بيحاول يجملها قدام أهل البلد أنه بيدور لهم عالمصلحه وبيجيب لهم الخير ويستحق يمثلهم عند الحكومه كفايه أنه متجوز إتنينمعرفش الإتنين قابلين إزايطبعا قادر يسيطر عليهممش عارف إزاى بيتعامل مع ولاده من كل واحده فيهمأنا مكنتش أعرف حد من ولاده غير سامر...وكمان آصف وآيسر غير كده معرفش بقية ولاده التانينوالله بشفق عليهم من أب زى ده يمكن أكيد ميعرفهمش من بعض.
لاء صفوانه مره قالتلى إنه معندوس أغلي من ولاده من نسوانه التلاته وكمان على تواصل مع البنتين اللى أمهم ماټت الاتنين متجوزين إتنين أخوات ولاد عضو مجلس شعب صاحبه وعايشين فى مصروعالدوام واصل الود معاهم.
أخذت هويدا الحديث من سحر وقالت ببساطة_
وفيها أيه لما يكون متجوز إتنين طالما عادل بينهمكمان أنا شايفه إن الحجه شكران عالدوام مريضه وهو من حقه يلاقى اللى بصحتها تكون واجهه له قدام زملاؤه بقية أعضاء مجلس الشعبومش معنى إنه هدد سهيله فى المحكمه يبقى شخص سيئناسى إن اللى سهيله قټلته ده يبقى إبنه.
نظرا كل من أيمن وسحر لها بضيق وعتاببينما قال طاهر بيقين_
سهيله متقلتش سامروالمفروض إننا أخواتها وندافع عنها اللى يسمعك يقول خلاص صدقت إن سهيله مچرمة.
إرتبكت هويدا وشعرت بخزي وقالت بتبرير مبطن_
آه طبعاأنا مقصدش والمثل بيقول أنصر أخاك ظالم أو مظلوم.
رمقها طاهر بآسف قائلا_
سهيله مظلومه.
أومأت هويدا رأسها بتوافق دون إقتناع وتهربت قائله_
أنا هروح أنام عندي بكره شغل مهم فى البنك تصبحوا على خير.
أومأ الجميع لها برأسهم وردوا عليها بود رغم إستيائهم من طريقة حديثها عن سهيله
بينما جلس طاهر جوار أيمن أرض
ونظر الى أكواب الشاي وجذب كوب وقام بإرتشاف بعض قطرات منه قائلا_
أنا مدوقتش طعم الزاد طول اليوم.
نهضت سحر تنظر له بعتاب قائله_
إتلهيت فى الشغل طبعا ونسيت تاكل زى العادة.
أومأ لها طاهر برأسه قائلا_
هو ده فعلا اللى حصل وكمان أنا بحب أكل من إيديك الأكل له طعم تاني.
تبسمت له بحنان قائله_
دقايق هروح أجيبلك تاكل.
أومأ طاهر برأسه ونظر فى آثر سحر حتى دلفت الى داخل المنزل عاد بنظره الى طاهر وأخرج من جيبه مبلغ مالى ومد يده به ل أيمن قائلا_
خد يا بابا أنا قبضت من مركز الصيانه اللى بشتغل فيه أدي للمحامى أتعابه.
نظر أيمن الى ذلك المبلغ وربت على يد طاهر بحنان قائلا_
خلي فلوسك معاك ياطاهر بكره تحتاجها وأنت فى الدراسه تشتري كتب ومستلزمات الجامعه ناسى إنك هتبقى فى آخر سنه فى الكليه وهتحتاج لمشاريع تخرج وهتتكلف يمكن وقتها أكون أنا مش معايا فلوس النهاردة الحمدلله أنا دفعت للمحامي أتعابهسحر كانت عامله جمعية عشان نبقى نكمل بها بقية جهاز هويدا والفرح خلاص إتأجل ميعادهأهو كويس نكون عملنا جمعية تانيه ونقدر نتصرف بيها...كفايه إنك شايل مصاريفك عني وبتشتغل جنب دراستكغير كمان إنت اللى بتشجع رحيم إنه يكمل فى ممارسة البوكس والتايكوندوا فى النادي وبتدفع مصاريفهم الكتير.
تبسم طاهر وهو ينحني يقبل يد أيمن قائلا بإمتنان_
بابا إنت اللى فى البدايه وجهتني إنى أتعلم شغل الصيانه لما لقيت عندي هواية تصليح التلفزيونات وكمان الموبيلات حتى إنت اللى كنت بتدفع تمن الكورسات اللى كنت باخدها فى مركز الصيانه وبسبب شطارتى فى الكورسات دى إشتغلت معاهم فى نفس المركز غير كمان بيجلي شغل تانى بعيد عنهم أهو بسترزق.
تبسمت له سحر التى آتت بصنية طعام متوسطه وضعتها أمامه وجلست جوار أيمن تنظر له بمحبه قائله_
ربنا يوسع رزقك بالحلال دايما.
تبسم طاهر وهو ينظر الى ذلك الذى دلف الى المنزل وقام بإلقاء تلك الحقيبه الرياضيه أرضا كان يشعر بإنهاك لكن حين وقع بصره على الطعام نسي ذلك وهرول سريعا نحو صنية الطعام وبدأ يقتات منها بلهفه
حذره بمرح_
كل بالراحه محدش هيحوش عنك الأكل إنت جاي من مجاعة المفروض كنت تغسل إيدك قبل ما تاكل.
لم يرد رحيم وإستمر فى تناول الطعام.
رغم غصات قلب سحر لكن تبسمت له بحنان وقالت_
كان قلبي حاسس إن هترجع من مركز الشباب جعان وعملت حسابك وجبت لك أكل مع طاهر.
رفع رحيم رأسه ونظر ل سحر قائلا برجاء_
والنبي ياماما خلي قلبك يحس برجوع سهيله تانى للبيت عشان هى وحشتني أوى.
ردت سحر بأمنيه تخرج من قلبها_
إن شاء الله سهيله هترجع للبيت تاني قريب.
ب سرايا شعيب
بغرفة المكتب
تداول آسعد مع أحد مساعديه سير الدعايه الإنتخابيه... تنهد بهدوء قائلا_
تمام كده بكره خلاص بدأ الجوله النهائيه مش عاوز مفاجأت.
رد مساعده_
إطمن يا باشا المنافسه سهله الخصم تقريبا مالوش أى شعبيه قصاد شعبية ساعتك النجاح مضمون.
أومأ له أسعد برأسه قائلا_
تمامإنت عارف إن ده وقت الصمت الإنتخابيوإنى المفروض كل الدعايه تتوقف.
تبسم المساعد قائلا_
حضرتك إحنا ساكتين وملتزمين بالصمتالأهالى هما اللى حابين يعبروا عن محبتهم لسيادتك.
نهض أسعد واقفا بثقه قائلا_
تمامنتقابل بكره قدام لجنة الإنتخاباتعاوزك تنبه عالرجاله مش عاوز شغب مع المرشح المنافسهو شخص إستفزازيوعارف مقدما إنه مش هيقدر عالمنافسه قصادي وممكن يلجأ للشغب.
رد المساعد_
متقلقش يا باشاأنا منبه عالرجاله مهما عمل أو قال هو يطنشوا.
صافح أسعد المساعد الذى غادر المكتببنفس الوقت صدح رنين هاتفهجذبه من فوق المكتب ونظر الى شاشتهوقام بالرد بعد التحيه سمع الآخر يقول له_
بتصل على حضرتك أفكرك إن قضية المرحوم سامر بيه بعد أربع أيام ودى جلسة النطق بالحكمعشان اعرف حضرتك هتحضر الجلسه زى الجلسات اللى فاتت.
سهم أسعد للحظات ثم زفر نفسه پغضب وفكر قائلا_
لاء أنا مش هحضر الجلسه دى إنت عارف إن اليومين الجاين هبقى مشغول فى الإنتخابات واللف على دواير المركز وكمان نتيجة الإنتخابات بس طمني ممكن القاضى يحكم ولا يآجل القضيه تاني.
رد المحامى بتوضيح_
معتقدش هيبقى فى تآجيل تاني القضيه تعتبر مؤجله من الدوره القضائيه اللى فاتت وإحنا فى أول الرول والقاضى هيبقى عاوز ينهي القضيه عشان لو فى إستئناف.
نفخ آسعد وجنتيه پغضب ثم زفر نفسه سائلا_
ومتوقع القاضي هيحكم عليها بأيه.
إزدرد المحامى ريقه قائلا_
هو فى ثوابت وظوابط قانونيه لنوعية الچرائم دى
بس أحيانا الحكم بيختلف من قاضى للتانى حسب رؤيته للقضيه بس بناءا على أقوال المتهمه والحيثيات بصراحه مش متوقع حكم القاضي بس أكيد هتاخد حكم مخففكم سنه فى السچن.
إغتاظ آسعد قائلا پغضب_
قصدك ايه بحكم مخفف كم سنه.
رد المحامى_
ده قوانين يا أفندموإحنا ممكن نطعن فى الحكم بعدها لو مكنش يرضي ساعتك.
زفر آسعد نفسه يشعر بغليل قائلا_
لو بأيدي عاوز ليها الإعدام فورابس تمام خلينا ورا القانون نشوف هيوصلنا لأيه.
ب شقه خاصه بالقاهرة
زفر آصف دخان تلك السېجاره التى بيده ثم جذب ذلك الملف وقام بفتحه وقراءة محتواه يدقيق
بكل حرف يقرأوه أثناء تدقيقه صدح رنين هاتفه جذبه من أمامه وتبسم حين رأي إسم أيسر وضع بقايا السېجارة بالمنفضه ثم قام بالرد عليه قائلا_
الساعه دلوقتى عندك كام فى ستوكهلم.
تثائب آيسر ونظر الى ساعه موجوده بالغرفه قائلا_
ياعم فرق التوقيت بين ستوكهلم ومصر هو ساعه يعنى الساعه
هنا دلوقتي تسعه ونص عندك فى مصر عشرة ونصيعنى لسه الليل فى أوله.
تهكم آصف قائلا_
الليل فى أوله بالنسبه لشخص فاصي زى جنابك مقضيها طيران من بلد لبلد تانيه أنت مش كنت مكلمني من يومين إنك فى سويسرا الصبح تبعتلى رساله إنك فى السويد.
تبسم آيسر قائلا_
الحق عليا بقولك على تحركاتي عشان أجيبلك هديه من كل بلد أنا بروحهامعايا ليك علبة شيكولاته سويسري هتنسيك السجاير