متيم بغرامها فاطيما يوسف
جوزك الله يرحمه وجاسر اللي انت شغاله عنديه عامر لسه مكلمني من شوي على التليفون قبل ما جاسر ياجي وشايف ان هو أولى بيكي لأنك كنت مرت اخوه وأي حد مكانه هيقول اكده وأي حد هيسمع هيقول عين العقل
دلوك عايزة اعرف رأيك بس حابة اعرفك اني مرجحة كفة عامر اكتر من جاسر جدع زين ولد حلال وانت معاشراه وعارفاه كويس قوي انه هيتقي ربنا فيك اما جاسر مجرد انك اشتغلتي عنديه ولا تعرفيه ولا تعرفي طبعه خليكي في اللي نعرفه احسن من اللي منعرفهش .
بعد اذنك انت يا ام الزين اصبري قبل ما تقولي رايك طب ليه يا امي ترجع تتجوز اخوه هي ما عندهاش اولاد علشان خاطر تنجبر تتجوزه ايه اللي يخليها ترفض فرصة عريس زي جاسر متمسك بيها وبيحبها ومحترم وابن ناس وشاريها قوي
ايه اللي يخليها ترجع لعامر وتفتكر الايام السودا اللي كانت عايشاها مع اخوه وتفتكر ولادها اللي ماتوا !
دلوك الرأي رأيك يا مها شوفي اللي هترتاحي له فيهم مين
واللي شايفه نفسك هتقدري تتنفسي وتشوفي الدنيا وتعيشيها معاه شوفي راحتك انت الأول يا حبيبتي فوق أي اعتبارات دي حقك اللي اداه لك ربنا .
هنا هتفت ماجدة باعتراض على كلام سكون
طب والجدع يعيبوا ايه يا بتي دي حاله يصعب على الكافر بولاده اللي رجع بيهم وأهم هيعوضوها عن ولادها اللي فقدتهم .
طب وهي فين من كلامك يا امي !
على حسب ما عرفت ان المرحوم ربنا يغفر له ويسامحه كان موريها المرار وما شافتش معاه يوم حلو من حقها تغير العتبة خالص
وخلي بالك ولاده اللي انت هتتكلمي عنيهم دلوك وهي هتربيهم في النهاية هتبقى مرت أبوهم ويا مربي غير ولدك ياباني في غير ملكك فخليها تشوف بنفسها هي عايزه ايه من غير ضغط مني ولا من سكون ولا منك ولا من أي حد ربنا سبحانه وتعالى ادى للست حقها في الاختيار مداش للظروف الحق في الاختيار .
خلاص اللي تشوفه يا ولدي وانت يا مها رأيك ايه واعتبري اللي قلته ما لهوش لازمة .
رمقتها مها بنظرات خذلان وهي تسألها بعتاب قبل أن تجيب من منهم ستختار
اظن يا امي اني لما رجع عامر قلت لك انا مش عايزه اشوفه ولا اعرف عنه اي حاجه ولما يسال عني تقولي له اني مش موجوده ده يدل على ايه
وكل ذلك وماجدة لم ترتكز الا على نقطة واحدة لامتها بقسۏة
يعني دلوك هتجيبي سبب مۏت ولادك فيا أني اخص عليكي يابنت بطني ربنا يسامحك لكن قلبي مش مسامحك
لاحظ عمران وسكون أن الموقف بدأ يحتدم فهتف عمران على الفور
يا أمي اهدي على حالك وعليها مش شايفاها افتكرت ولادها وهتتقطع عليهم !
اي ام هتتحمل ولادها وبتتحمل اي كلمه منيهم طالما موجوعين قوي واللي حصل لها يقطم الضهر وما حدش يستحمله واصل ألمه تقيل قوي وهي ما تقصدش اللي انت فهمتيه واصل .
شعرت مها بثقل والم نفسي شديد انتابها عقب كلمات والدتها الثقيلة على قلبها ثم رددت وهي ما زالت تنفطر من البكاء
حرام عليك يا امي بزياداكي عاد !
ليه هتحمليني ذنبك في اللي هتفتكريه هو اني ناقصة اللي فيا مكفيني
كل اللي اني محتاجاه منك انك تشوفي راحتي اني قبل اي انسان تشوفي ايه اللي هيسعدني قبل ما يسعد غيري اني أولى بعطفك من اي حد .
هدأتهم سكون بكلماتها وهي ترى الحزن والضيق يخيم على ملامحهم بكثرة
يا امي مها تقصدش اللي وصل لك ممكن نهدى عاد ونسيب اللي فات ومنفتحش في القديم ونطويه كل لما هنفتح النفوس هتشيل .
تنهدت ماجدة بحزن وهي ترى انفطار ابنتها الكبرى وتذكرها أبنائها وتبدل حالتها إلى السوء فور أن أتت سيرة عامر فتفهمت الآن وجهة نظر عمران وخطت إليها وهي تهدهدها بحنان بالغ
احضنيني قوي يا امي اني اكتر واحدة في الدنيا محتاجة حضنك اكتر واحدة محتاجة عطفك اني حاسة اني هشة قوي من جواي واي حد لو نفخ فيا وفي مشاعري بكلمة هطب ساكتة وياريت يوحصل وارتاح وأروح للغاليين خلاص معايزاش
جواز
ولا من دي ولا من دي هقعد وياكي اهنه.
شهقت سكون وماجدة وهتفن في آن واحد وهي تشدد على احتضانها
بعد الشړ عنك يابتي يديم حسك وبسمتك وطلتك اللي كيف النسمة لامك يالغالية دي أني يجرالي حاجة لو مسك الۏجع دي انتي بت عمري بكريتي اللي شافك قلبي قبل عيوني ودايما كنتي حاملة هم خواتك وياي وربتيهم معاي طول عمرك حمالة القسية ياحبيبتي اهدي يا أم الزين بعد الشړ عليكي من الۏجع وفطرة قلبك لااا ياحبيبتي اتجوزي وحبي واتحبي واتهني أني مهدومش ليكي العمر كلاته.
وظلت كلتاهن يبكيان مما جعل سكون هي الأخرى تبكي لبكائهن وعندما راى عمران دموعها جذبها الى احضانه على الفور وهو يهدئها
له يا حبيبي مهتحملش كله إلا دموعك اهدى يادوك .
تمسكت بأحضانه الحانية فشدد عليها وقبلها من رأسها قبلة محب عاشق ثم ترك ماجدة و مها تفرغان شحنة حزنهما فالحضن الآن بمثابة الوطن يحتضن الۏجع والألم حضڼ بمثابة الاحتياج للرغبة في المعيشة ثم ردد عمران أخيرا
خلااااص بزياداكم عاد بكا إحنا عايزين الفرح مش الحزن الناقع دي أهم الحريم اكده لما يمسكوا في النكد ملهمش كتالوج
خلاص يا أم الزين جواز ايه دي اللي مريداهوش واليتيم الغلبان اللي مستني على ن ار دي مين هتتجوزه غيرك كانك أمك داعية لك والله بحق
ها يا أمي أتصل على جاسر وأقول له ياجي بكرة إن شاء الله
ربتت على ظهر مها متسائلة إياها
ها يابتي موافقة نقول له ياجي
صمتت ولم تجيب فرددت سكون على الفور
وه يا ماجدة لساتك هتستني رد السكوت علامة الرضا ياحاجة
ثم نظرت إلى عمران وطلبت منه
يالا ياعمران كلمه دلوك خير البر عاجله خلى الفرح يدخل قلوبنا والحزن يبعد عنينا .
نظر عمران إلى ماجدة متسائلا بعينيه فأومأت هي الأخرى برأسها للأمام ورمشت بأهدابها كعلامة للموافقة فقام عمران وهاتف جاسر الذي فور أن سمع الخبر هلل بسعادة أخيرا لنيل مبتغاة ثم عبر عن سعادته لعمران
الله الوكيل لو أخوي ابن أمي وأبوي ماهحبه زييك يابن عمي جميييل عمري ماهنساه لك ابدا .
زمجر عمران بضيق من كلمته
جميييل ايه يابن عمي احنا اصلا خوات وان مكنتش أقف جارك وأكون شقك اللي يتمنى لك السعادة والفرح من غيري ياجدع !
ابتسم جاسر قائلا بتسرع
طب احنا لسه بدري أجي دلوك
منعه عمران بشدة
لااااا دلوك ايه دي هتبكي هي وأمها لما شبعانة خليك بكرة أحسن تكون هديت .
وه بكيتوا أم الزين ياعمران والله حرام عليكم ! كلمات استنكارية نطقها جاسر بنبرة معترضة حزينة على حبيبته فعقب عليها عمران بنفي عن حاله
وه وأني مالي ياجدع واحدة وأمها هيبكوا مالي أني !
خلاص هقفل دلوك علشان أخد مرتي ونمشي وبكرة عاد من النهاردة ميفرقش .
أغلق معه الهاتف وظل جاسر يدور حول نفسه پغضب وهو يشعر بالضيق على حبيبته ومعشوقته وهي تبكي الآن وحزينة ويود ان يذهب إليها كي يخفف عنها آلامها وينهاها عن البكاء فهو يشعر بأن قلبه ېتمزق من الداخل لأجلها الآن .
في الساعة العاشرة مساء خرجت فريدة من المشفى وانهت ورديتها ثم هاتفت سكون قبل أن تصعد سيارتها وبعد أن أجابتها
اللي وحشاني وما بتسألش عليا انت فين من ساعة ما أخدتي الأجازة ما بتساليش عني يا وحشة عايزة اقعد معاكي نص ساعة لكده قبل ما اروح .
اعتذرت لها سكون عن تقصيرها معها
حبيبه قلبي انت عارفه ما اقدرش استغنى عنك ولا أبعد بس موضوع عمليتي وبعدين فرح رحمة وحوارات كتير اكده هبقى احكي لك عنها اول ما نقعد مع بعض وحدينا .
تفهمت فريدة ظروفها ثم طلبت منها
طب عايزة اقعد معاكي دلوك ضروري عايزاكي في موضوع مهم قولي لعمران يجيبك وتعالي لي
على البحيرة نقعد هناك شوي في الهوا ونتكلم مع بعض الموضوع ضروري حبيبتي.
كانت سكون مفعلة السماعة الخارجية فسألت عمران بعينيها فأومأ برأسه بموافقة فاجابتها
خلاص يا فيري عشر دقايق وهكون هناك في المكان اللي بنقعد فيه على طول استنينا .
أغلقت الهاتف فسألها عمران بتعجب نظرا لإلحاحها
يا ترى في ايه اللي مخليها مستعجله قوي اكده استر يارب
ابتسمت له سكون وطمئنته
ما تقلقش يا عمران اكيد ما فيش حاجة صعبة طريقة كلامها هتقول انه خير بإذن الله .
تعجل في سرعته كي لا يجعلاها تنتظر كثيرا ثم وصلا اليها في دقائق بسيطة وجدوها تجلس امام البحر تنتظرهم ذهبوا اليها وبعد السلام والاطمئنان كل منهم على حال الآخر تحمحمت فريدة قبل ان تبدا حديثها
أممممم ... في حاجة زينة قوي عايزة اخبرك بيها يا صاحبتي يا حبيبتي بس خلي صدرك واسع وياي علشان خاطر اني هحبك وهتمنى لك الخير من كل قلبي .
نظرت سكون إلى عمران نظرة اندهاش وبالأخير اومائت برأسها بموافقة فأكملت فريدة بوجه بشوش كي لا تصيبها بالذعر لأن تلك المسألة أصبحت بالنسبة لسكون رعبها الأول والأخير
شوفي يا حبيبتي في دكتور زميلنا جاي منتدب من بقاله شهر اكده في المستشفى ولما شاف حالتك وسمع عنها لما كنت هتعملي العملية فجالي بعد ما عملتيها وكان عارف كل حاجة عن حالتك وقال لي على دكتور كبير قوي في مصر ووراني