رواية نعم أنا تلك العانس بقلم امطار الشتاء
واقفة بجواره تفكر في
تلك الأمر فهي في حقيقة الامر منذ كتب كتابها لم تتكلم معه
ولم تكتفى بذلك بل أغلقت هاتفها و هربت من منزلها عندما علمت أنه سيأتي معللة ذلك أنها تريد شراء
شيء ما وستعود مسرعة
وبالطبع لم تعد ياسمين . وعلمت من والدتها أنه كان غاضب من تلك التصرفات .
همهمت ياسمين پخوف وهي تتذكر و أكملت الطريق
حضراتكم لازم تركزوا شويه
على المعلومات الاساسية و لازم تطلعوا علي الميزانيه طبعا الخطه فاشله يا حاضرات
رد سمير أحد موظفي الشركة في خجل بس حضرتك الزيادة صغيرة
رد هشام بنبرة تأنيب ولوم يعني أيه صغيرة و لا كبيرة أحنا بنلعب والا أيه
مخلصتهاش .
نظر هشام اليه و عينيه تكاد تحترق من الشرار الذي يخرج منها و أيه دخل ياسمين في الخطط من
الأساس
رد عصام هي عرضت عليا المساعدة و قالت أتعلم أكتر فوافقت
ضغط هشام على يديه ثم قال وهو يوجه نظره إلى الجميع بنظرة ذات معنى
ياسمين بقت
مراتى فمش عايزها تدخل في اي مشاريع و هنقل شغلها معايا .
نظر البعض باستغراب و والبعض الأخر بنظرة أعجاب و حسد .
في ذلك الوقت كانت ياسمين في الخارج فطرقت على باب الغرفة ودخلت بعدما علمت بوجود أجتماع
قائم هناك
فقالت وهي تبحث بعينيها على مكان تجلس فيه أنا أسفة على التأخير
قالت باستغراب انا المسئولة على جزء من الخطة
رد هشام بنفس النبرة شكرا ليكي أحنا مش محتجينك خلاص وياريت تقفلي الباب عشان الوقت
أحست ياسمين بالأحراج . فكيف يتعامل معها بتلك المعاملة المهينة و قالت في نفسها لقد حقق
هدفه
و ودت لو تصرخ فيه لكن منعها حياءها فاغلقت الباب و ذهبت إلى غرفتها
شعرت ياسمين بإحراج أكثر لقربه الشديد لها و تلك العينان التى دائما تكون مصوبة عليها
قال هشام بلطف هو أنتى كنتي قافلة الموبيل ليه .وكنتي فين ساعة لم جيتلك المرة
اللى فاتت
ردت ياسمين بضيق وهي تتذكر ما فعله منذ قليل كان عندي أسبابي الخاصة
ردت ياسمين بفخر وكبرياء اه خاصة
قال وهو يحاول ان يتمالك نفسه ويده تلوح لأعلي وتكاد تقترب منها أنتي مراتي ولازم أكون عارف كل حاجه عنك
قالت بلامبالاة وحاولت أن تغير مسار الحديث صحيح هو حضرتك استغنيت عن خدماتي ليه في الخطة .
هو كان في
مشكلة فيها
رد هششام بنفس الطريقه التي اجابة بها عليه عندي اسبابي الخاصة
قطبت ياسمين جبينها بضيق ثم عاود هشام الكلام مره أخري وهو يتوجه للخارج محذرا لو الموبيل اتقفل
تاني او خرجتي من دون ما تقوليلي هيبقي فيه كلام تاني
كادت ان تنطق لكن اوقفها صوت غلق الباب العڼيف فجلست على مقعدها وردت بضيق وڠضب اما نشوف
هتعمل إيه
الفصل السادس.
أمسكت ياسمين هاتفها بقوة و عينيها تلمع و في ثغرها أبتسامة نصر . كانت تشعر بنوة تجتاحها بشدة
رن الهاتف فانتفضت ياسمين
نظرت إلى الأسم الذي يظهر كل ثانية يصحبها صوت رنين يزداد صوته
أمسكت زر الأغلاق وهي تشعر بالخۏف ثم ما لبثت أن شعرت بالحزن وهي تسترجع ذكريتها
فأغلقت هاتفها وجلست پسكينة على فراشها
في ذلك الوقت ردت هبة على الأتصال بعدما شاهدت أن المتصل هو هشام
قال هشام بعد توقف صوت الرنين السلام عليكم
قالت هبة بصوت حنون و عليكم السلام مين هشام أزيك ياحبيبي يا حبيبي
رد هشام بصوت خاڤت لو سامحتي يا طنط ياسمين عندك هي لسه صاحيه والا نامت
ردت هبة باستغراب صاحية
يا حبيبي هي اصلا مش بتنام غير بعد ما تصلي القيام
ردهشام پغضب طيب ممكن أكلمها
ردت هبة حاضر يا حبيبي ثانية واحده
سمعت ياسمين طرقات الباب بعد فترة من الوقت
فقد كانت تكتب في مذكراتها عن الاحوال التى صارت عليها وقد انصهرت
في تلك الكلمات التى وصفت شعورها القاسې وصفا حقيقيا
فاتجهت الى الباب وهي تحرك رأسها و قد أنتابها الارهاق نعم يا ماما
وقبل أن تمسك المقبض أنفتح الباب ودخل هشام منه
ياسمين أصابها الذهول من وجوده وتراجعت الى الوراء وكبريائها يسبقها ولم تستطع التلفظ ولو بكلمة
واحدة
جز هشام على أسنانه وقال قفلتي الموبايل ليه بالرغم أنى كلمتك قبل كدا
لم تستطع ياسمين تحريك أقدامها ونظرت إليه وإلي وجه الذي ارتسم عليه علامات الڠضب الشديد
انتظر هشام رد من ياسمين ليخفف من حدته لكن لم يحدث ذلك فازداد غضبه
نظرت ياسمين الى تلك الخصلة من شعرها التى ظهرت منها فارتعتدت و تحركت بدون وعي منها
وانتشلت غطاء لتغطي به شعرها
فأمسك هشام يديها وقربها إليه وهو ينظر لها بهيام . احست ياسمين بيديها التى تخدرت من لمسته
وحاولت
الفرار من قبضته لكن هيهات
لم تعلم ياسمين المده التى كانت تحاول فيها تلك المحاولات الفاشلة لكن تنفست الصعداء عندما ترك
يديها و قال بسعادة
حاول اخفاءها أخر مرة تقفليه
أزاحت يديه ثم أسرعت بتغطية شعرها وهي تحاول كتم بكائها
لكنه قد سبقها
كانت ياسمين تخبئ وجهها في الأوراق التى كانت مكلفة بها و تحاول الهروب لكن هذا لم يمنعها من
تلك الكوابيس
التى تلاحقها كل فترة لكن دائما تقهرها و تجعل عقلها يحتسي الشرود لتخرج مما فيه
دخلت سهام وهي ترتدي بعض من الملابس الڤاضحة التى اعتادت ياسمين على مشاهدتها و تلك
العطور الفواحه التي كانت تتعطر بها
قالت ياسمين من غير أن ترفع انظارها لتعلم من القادم لأن عطرها سبقها
قالت سهام بخلاعة و هي تنظر لها من رأسها لأخمص قدميهابغيرة وحقد أستاذ هشام بعتلى ورق
ليكي عشان الشغل الجديد
ردت ياسمين بضيق شغل أيه ده بقي
قالت سهام وهي تتنهد الأوراق أهه شوفيها أنتي بقي
امسكت ياسمين الأوراق وقد أنتبهاها شعور بالضيق وكادت أن تفتحها لكن سمعت أصوت رنين الهاتف
القوية فأمسكته بضيق لتجد أنها صديقتها
المقربة فرح ابتسمت ياسمين و قالت فرح يا حبيبة قلبي وحشاني وحشاني مممموووووووت
فسمعت صوت فرح وهي تقول مشاكسة لا يا شيخة و عشان كدا متصلتيش من بعد كتب الكتاب
ظهرت في عين ياسمين سحابة من الحزن ثم أردفت بسعادة هو أنا أصلا عارفة أفرح وأنتى بعيد عني
قالت وهى تحاول تغيير الحديث أيوه يا ستي أضحكى عليا بالكلمتين دول المهم قوليلي أخبارك
أنتى
و هشام أيه
ردت ياسمين پغضب لو سمحتى يا فرح ممكن نغير الموضوع ده انا مش عايزة أفتكر حاجة
ردت فرح بحزن على صديقتها التى تحبها بشدة طيب اسمعى المعلومات الجديدة الى سمعتها عن
هشام
لم تنتظر فرح أن تقاطعها ياسمين وقالت سريعا هشام يا ستي . أنتي تعرفي أن هشام وحيد في
الدنيا
لا أهل و لا قرايب و تعرفي أن ورثه ده من أبوه يحي باشا وتعرفي أن أبوه وأمه أتوفوا في حاډثة عربية في
نفس الوقت
فالت ياسمين بحزن حقيقي للأسف اول مرة اعرف الكلام اللي أنتي بتقوليه ده
أكملت فرح الصراحة كل ده عادي بس لم أنتى كتبتي كتابك خلتيني أفكر ليه راجل وسيم جدا زي
هشام
ماتجوزش لغاية دلوقتي وأنتى عارفة أن الفضول كان هيموتني فقلت مفيش غير بعلولي جوزي حبيبي
أحم أحم ما هو ظابط بقي
أد الدنيا وعرفت السر
ردت ياسمين والفضول يتملكها أيه أيه عرف أيه
أخذت ياسمين تتابع كلام صديقتها بفضول غريب وفرحة أن امه كانت مفترية أوى و تقريبا كانت ممشية
أبوه على مزاجها وكانت هي المتحكمة في كل شئ وأبوه كان راجل طيب
و ساعدها في ده كله انه كان بيحبها وبيموت فيها وأتدمر بسببها
ردت ياسمين وكأنها وجدت شئ تبحث عنه بيعشقها!!!
الفصل السابع.
غلقت ياسمين الهاتف بعدما همهمت بصوت خاڤت بعبرات معتاده لفرح وعقلها شارد في عالم آخر
دار في مخيلتها ذكريات تلك الكتب التى كانت تحب القراءه عنها وهي صغيرة في علم النفس وشخصيات
كل فرد
لكن كان أكثر ما تهتم به كان عن الرجل وأسراره وكان ذلك بسبب رغبتها في التعرف عليه كونها لم تقترب
منه من قبل و
لديها
أمال لتكون اول فتاة تدمر اسوارها الحصينة تذكرت ما قالته فرح عن هشام و استنتجت في دقائق السر
الذي حاولت الحصول عليه
من بداية تعرفها به . وشعرت في تلك الفترة بالغباء فكيف لم تستنتج من تصرفاته الغريبة أنه لا يريد من أحد أن يشعر انه يحتاج له .
و يشعر بالضعف بجواره . و علمت ياسمين أنها سقطت في الاختبارات التى كان يضعها لها دون قصد .
فأحست بالحزن الشديد عليها و عليه
أمسكت ياسمين هاتفهاوهي متردده وبحثتعن أسم هشام ثم ما لبثت أن تركت هاتفها و قالت بصوت
خاڤت وهي تتحدث لنفسها لا مش هقدر أعمل كدا
هو أنا أنسي هو عمل أيه ماهو مش بريئ يعني حتى لو أهله
ضغطت ياسمين على قلبها عندما ذكرت أسمه وشعرت أيضا في هذه المرة بتلك المړض الذي يلازمها
ويسبب لها أزدياد دقات قلبها
لكن تلك المرة كانت تعلم بأنه الحب
قالت هبة بخجل و ضيق وهي تشاهد تلك الغرفة الفخمة التى تمتلئ باللون الابيض في ذلك المكان
الذى ترجع فيه الحياة او تخرج او كم يسمونها المستشفى
يا أبنى شكرا بس أنا مش هقدر أقبل الموضوع ده وأنا لما كنت بخليك تيجى معايا المستشفى كنت
حاسه أنك الشخص الوحيد الى اعتمد عليه و مقدرتش أرفض
لكن مش معناه أنى أوافق على الصدقة
رد هشام بحنان أنتى عارفة إنى ماليش أهل و ولا أم ومن أول ما شفتك حسيت أنك أمى و صعب عليا
ما يكونش في أيدي حاجه ليها و معملهاش
ويا ماما أعتبريه دين و أول ما تقومى بالسلامة أبقى رجعيه
ظهرت بعض العبارات الحارة التى سقطت على وجنتيها و قالت مقدرش يا أبنى يبقى عليا دين وأنا
عارفة أنى ممكن في اي لحظة و يبقى عليا أوزار
رد هشام بتأثر ربنا يخليكى يا ماما متقوليش كدا أن شاء الله هتقومى بسلامة و عشان خاطري أنا
أقبليها منى
حبست هبة دموعها وقالت بجدية أسمع يا أبنى الأعمار بيد الله وأنا خدت كل اللى أنا عايزاه من الدنيا
بس كل اللى بفكر فيه هو ياسمين
و لو أنت كنت مش في حياتها كانت هتعيش لوحدها و الحياة هتكون صعبة عليها وعشان كدا أتفقت
معاك على الجواز بالشكل ده لأنى كمان
وثقت فيك وحسيتك أنك الشخص المناسب
و قلتلك على سري عشان محبتش أن ياسمين تنزل من نظرك وإني عملت كدا عشان موضوع تأخرها
في الزواج
رد هشام أنا فاهم كل الكلام ده أنتى عارفة يا ماما إنى عمري ما هفكر كدا أبدا في ياسمين و في
نفس الوقت مبسوط من ثقتك فيا وأن شاء
الله طول ماأنا عايش هحافظ عليها و هحميها
أحست هبة بطمأنينة وهي تنظر