الأربعاء 18 ديسمبر 2024

روايه كامله للكاتبه روز أمين

انت في الصفحة 3 من 138 صفحات

موقع أيام نيوز


بداخل صحنه تنهدت عصت وجلست بجواره لتبدأ بتناول طعام فطورها باقتضاب تحدثت فريال إلى شقيقها 
إنت مبقاش نافع معاك أي كلام يا فؤاد لحد إمتى هتفضل تاعب قلوبنا معاك بالشكل ده
أكلي جوزك واهتمي بيه يا حبيبتي وياريت تصبي كل تركيزك عليه الرجالة بتزهق من عدم الإهتمام وبتطلع تدور عليه برة لو نقص جوة نطق بها متعمدا تغيير الموضوع لتهتف فريال بتذمر تشتكي لوالدها 

شايف يا بابا كلامه
كبري عقلك يا فريال اخوك بيهزر معاك هكذا أجابها والدها بتعقل لتتحدث بعناد 
لو فاكر إن كلامك ده هيخليني أبطل أخاف على مصلحتك تبقى غلطان وهفضل وراك لحد ما دماغك تلين وتتجوز يا فؤاد
ابتسم ليتحدث بملاطفة 
قول لمراتك تخليها في حالها وبلاش تحشر مناخيرها في حياة غيرها يا دكتور
تحدث ماجد مبتسما بلباقة 
خرجني انا من بينكم يا سيادة المستشار إنتوا عيلة واحدة والداخل بينكم خارج
تحدث علام بصدق 
إنت كمان من العيلة يا ابني من يوم ما اتجوزت فريال وأنا بعتبرك إبن تالت ليا
متشكر يا باشا ده شرف كبير ليا سعادتك جملة نطق بها ماجد لتستكمل على حديث زوجها عصمتقائلة بتهكم على نجلها 
سيادة المستشار عنده حق يا ماجدعلى الأقل إنت مريحنا مش واجع قلوبنا زي ناس
ابتسم بجانب فمه ليرتشف أخر رشفة من فنجان الشاى وتحدث وهو يهم بالوقوف
أنا شايف إن انا انسحب علشان حرب الكلام بتاعة كل يوم شكلها هتبتدي وأنا بصراحة عندي قضية مهمة ومحتاجة ذهن صافي 
تحدث علام برزانة 
أقعد كمل فطارك يا فؤاد
أمسك بمحرمة ورقية وقام بتجفيف فمه ثم أجاب والده بوقار 
أكلت الحمدلله يا باشالازم أتحرك حالا علشان عندي تحقيق في قضية مهمة ولازم أجهز لها
وقبل أن يتحرك تمسكت بكفه لتتحدث بحنان
من إمتى وإنت بتروح شغلك قبل ما تشرب قهوتك 
لتستطرد بعينين مترجيتين بعدما شعرت بأنه ينسحب بفضل ضغطهم عليه 
أقعد كمل فطارك على ما سعاد تعمل لك القهوة
ربت فوق كفها وتحدث بابتسامة هادئة
صدقيني يا حبيبتي معنديش وقت للقهوة هبقى أشربها في المكتب
نطقها وتحرك للخارج تحت شعور عصمت بالذنب لتتحدث نادمة 
شكله زعل من كلامنا
تحدث ماجد باستحياء 
بصراحة يا دكتورة حضرتك وفريال تقريبا بتكلموه يوميا في موضوع الجواز وأكيد حاجة زي دي بدأت تضايقه وټخنقه
لف وجهه لزوجته واستطرد لائما 
وأنا أكتر من مرة لفت نظر فريال بإنها حتى لو هتفاتحه فميكنش قدامنا
زفرت فريال بضيق لشعورها بالندم وأيضا والدتها التي نكست رأسها ليتحدث علام بنبرة هادئة
يا جماعة فؤاد عقله مش
صغير علشان يزعل من كلامكم هو أكيد عنده شغل مهم
واستطرد عاتبا 
بس ده ميمنعش إن ماجد عنده حق في كلامه
تنهدت عصت لتهم بالوقوف وتحدثت 
أنا رايحة الكلية عندي محاضرة الساعة عشرة 
أنا جاي مع حضرتك نطق بها ماجد ثم تحركا معا وبعدها ذهب علام لعمله وظلت فريال بمفردها بصحبة طفليها والعاملين حيث أنها لم تعمل بشهادة بكالوريوس العلوم الحاصلة عليه وفضلت المكوث بالمنزل لرعاية صغيريها والاهتمام بنفسها وزوجها وكل ما يخص عائلتها الكبيرة
بمحافظة القاهرة الكبرى
في تمام الساعة الرابعة مساءا
بأعلى واجهة مبنى زجاجيا ضخم ناطحة سحاب مثلما يطلقون عليه توجد لافتة كبيرة كتب عليها إسم شركة الأباصيري للأستيراد والتصدير باللون الذهبي ليدل على فخامة وعظمة الإسم وصاحبهنتجه داخل المبني وتحديدا داخل مكتب مدير الشركة أيمن عزمي الأباصيري البالغ من العمر الخامسة والخمسون من عمرهيبدو على هيئته الهيبةيرتدي حلة ذات ماركة عالمية تدل على ثراءه الفاحش تقف بجوار مقعد مكتبه شابة بعمر السابعة والعشرونترتدي بدلة سوداء عملية
أشبه بلباس الرجال
لتتناسب مع شخصيتها الجادة بنظارتها الحافظة لنظرها ليكتمل وقارها وشخصيتها الحادة التي اتخذتها نهجا لها منذ أن قررت الإستقلال بذاتهايعتلي رأسها حجابا أنيقا وبسيط
تنظر بترقب من خلف نظارتها الطبية علي قلم مديرها الذي يتحرك بخفة فوق الأوراق المطلوب توقيعها وتقلبها له واحدة تلو الأخرىتحدث الرجل بتملل بعدما أصابه الضجر من كثرة عدد الأوراق 
وبعدين يا إيثارأنا زهقت هو الورق ده ناوي مش يخلص النهاردة ولا إيه
أجابته بنبرة جادة كعادتها منذ أن عملت معه قبل الثلاثة سنوات
مش فاضل غير ورقتين بس يا أفندم 
بالفعل وضع إمضاءه على تلك الورقتين ليقوم بارجاع ظهره الى الخلف مغمضا عيناه كي يحصل علي قسط بسيط من الراحة قبل مغادرته للشركةأغلقت هي ملف الأوراق وأحتفظت به بيدها وبكل حرفية أمسكت باليد الأخرى الهاتف الموضوع فوق المكتب وتحدثت قائلة بنبرة صارمة
كريمتعالى حالا علي مكتب ايمن باشا علشان تاخد الشنطة
أغلقت ثم نظرت إلي أيمن لتتحدث بوقار واحترام 
أي أوامر تانية يا أفندم
أجابها بوجه بدا عليه الإرهاق
متشكر يا إيثارتقدري تروحي لمكتبك علشان تجهزي نفسك وتروحي
أومأت له لتتحدث برصانة وهي تتأهب للإنسحاب خارج حجرة المكتب 
بعد إذن حضرتك
استدارت وتحركت صوب الباب ليوقفها صوتها الهاديء 
أخبار يوسف إيه يا إيثار 
إستدارت لتجيبه بابتسامة خاڤتة 
بخير يا أفندم الحمدلله 
سألها باهتمام 
اللي اسمه عمرو ده لسة بيضايقك 
تنفست بهدوء لتجيبه بملامح وجه مبهمة 
أخر مرة شوفته فيها كان من إسبوعينلقيته مستنيني تحت العمارة وأنا راجعة من الشغل هددته لو ما ممشيش هتصل بالبوليس ومن وقتها مشفتوش تاني
لتكمل بنبرة بائسة 
للأسف مش مبطل إسلوب الضغط عليا بكل الطرق المشروعة والغير مشروعة
اجابها وهو يحمل أشياءه الخاصة 
منصب أبوه مقوي قلبهلو اتعرض لك تاني واټجنن وجالك إتصلي بيا وانا هعرف اتصرف معاهالاشكال اللي زي دي محتاجة تتعامل بشدة علشان تحترم نفسها
تنهدت بأسى وهي تومي برأسها بموافقة ثم تحركت للخارج ولملمت أشيائها وقامت بوضعها داخل حقيبة يدهاصدح صوت جوالها لترفعه لمستوى عينيها وما ان رأت نقش اسم المتصلة حتى زفرت بقوة واكفهرت ملامح وجهها بامتعاضتجاهلت الرنين لتخفيه بداخل حقيبتهاتحرك إليها كريم ذاك الشاب العشريني الذي تعين سائقا لصاحب الشركة منذ ما يقارب من العام وقد حظي بثقة إيثار به وهذا ما جعل الجميع يتعجب حتى إيثار بذاتها استغربت لكونها رسمت الجمود فوق ملامحها وارتدت شخصية جدية لتضع حدودا بينها وبين الجميع لم يستطع أحدهم تخطيهالكنها سمحت لذاك الكريم بكسرها ربما لظروفه التي تشبهها حيث تخلى عنه جميع اهله ليشق طريقه ويفحر بالصخر كي يستطيع العيش بكرامةمثلما فعلت تماماتحرك صوبها ليتحدث بابتسامته البشوشة كعادته 
أزيك يا استاذة إيثار 
بهدوء أجابت 
الحمدلله يا كريم أخبارك وأخبار خطيبتك إيه لسة محددتوش ميعاد الفرح 
تحدث بنبرة حماسية 
قريب إن شاءالله فاضل لنا الغسالة والبوتجاز وكدة الشقة ميبقاش ناقصها حاجة 
بابتسامة خاڤتة تحدثت 
لو ده اللي معطلك تقدر تحدد ميعاد الفرح مع حماك ولو على الغسالة والبوتجاز إعتبرهم جم خد أماني بكرة وانزل أشتريهم وخلي صاحب المحل يبعت الفاتورة على مكتبي
بس ده كتير قوي يا استاذةمش كفاية ساعدتيني في أوضة السفرة نطقها باستحياء وخجل لتتحدث في محاولة منها للتخفيف عنه 
إبقى ردها لي في جوازة يوسف يا سيدي 
ربنا يفرحك بيه نطقها لتهتف بنبرة
جادة 
بسرعة روح للباشا زمانه جهز 
حمل كريم الحقيبة الجلدية الخاصة برئيسه وتحركا لتتحرك هي الاخرى خلف سيدها بالعمل حتي وصلا إلي المصعد الكهربائي لينزلا للطابق الأسفل ومنه إلي خارج المبني بصحبة كريمتحرك أيمن في طريقه لسيارته الفارهةواتجهت هي نحو سيارتها المتواضعة كي تستقلها لتعود إلي منزلها وقبل أن تقوم بوضع ساقها داخلها إلتفتت لتنتظر مديرها كي يتحرك أولا لتجحظ عينيها فور رؤيتها لظهور مقنعان يستقلان دراجة بخارية الأول يقودها بهدوء والأخر أخرج رشاشا وقام بتفريغ محتوياته بعشوائية متفرقة مما أحدث فوضي داخل المكان وباتت أصوات الصرخات المستنجدة تتعالي
كرررررريم
هرول رجال الحراسة التابعة للشركة إلى أيمن كي يؤمنوه من أية محاولات أخرى محتملة وقاموا بإحاطته جيدا كسياج بحيث لا يخترق حتى من نملة ثم أنزلوه ليحتمي خلف السيارة بطريقة تلقائية وضع أيمن كفي يديه فوق رأسه ليحتمي من تلك الطلقات المتراشقة بين رجال الحراسة التابعين له وبين هؤلاء المقنعين الذين خرجوا من العدممن يستمع لصوت الطلقات يعتقد أن حربا شرسة وقعت للتو أما هي فلن تكترث لتلك الطلقات وبشجاعة تحسد عليها هرولت لذاك المسكين وباتت تتفحصه بعينيها لتهتف متلهفة
رد عليا يا كريمرد عليا ارجوك
تأملت أن
يطمئنها ولو بكلمة بسيطة
هزت رأسها بعدم تصديق وهى تنظر إليه لتهتف بذهول 
إنت بتقول ايه اكيد ما متش ده كان لسة بيكلمني وإحنا فوق مستحيل
لتصرخ في محاولة بائسة منها عله يستفيق وينتبه لصرخاتها
كررررريم
وبرغم ړعب أيمن مما حدث معه للتو من محاولة إغتيال دنيئة إلا أنه نظر إلي تلك الصاړخة بعدما انتبه لصرخاتها المتوالية ليتحدث بأمر إلى بعض رجاله المحاطين له وتيقن من هروب بعدما فشلوا في إتمام مهمتهم 
روحوا ل إيثار وأحموها وهاتوها لعندي حالا وحد فيكم يتصل بالشرطة ويبلغها بالھجوم اللي حصل
نطق كلماته قبل أن يفرد قامته معتدلا ليتحرك سريعا لداخل مقر الشركة وحوله حائطا بشريا مكون من رجال الأمن الشخصي ذوات الأجساد الضخمة يتحركوا بحذر وهم يحملون اسلحتهم المشهرة لمواجهة أي هجوم أخر
هرول رجلين إليها ليتحدث أحدهم وهو يتلفت حوله بعينين كالصقر بوضع الإستعداد 
إتفضلي معانا جوة الشركة لحد ما ننشط المكان ونأمنه يا افندم
إتصل بالإسعاف بسرعة كريم بېموت كانت تلك كلماتها المتوسلة لذاك الشخص قبل أن يتحدث الشخص الأول مرة أخرى 
للاسف يا أستاذةكريم ماټ خلاص
ليكمل بعينين أسفتين
البقية في حياتك
اتسعت عينيها وهي تنظر إليه لتهتف بقلب صارخ مټألم لأجل ذاك الخلوق 
إسكت حرام عليك أكيد لسة عايش الدكاترة أكيد هيسعفوه وهيبقى كويس
بسط أحد رجال الحراسة يده وتحدث إليها باقتضاب وهو يجذبها من كف يدها 
اتفضلي معايا يا أستاذة إيثار الباشا مستنيك جوة وميصحش نتأخر عليه
رمقته بحدة وبطريقة عڼيفة نفضت يده بعيدا لتهتف حانقة 
أنا مش هتحرك من هنا قبل الإسعاف ماتيجي 
الباشا أمر إنك لازم تدخلي
حالا فأحسن لك تسمعي الكلام وتقومي معايا وما تضطرنيش اتعامل معاك بالقوة 
إنت إتجننت يا بني أدم إيه اللي بتهببه ده 
ليستطرد بتنبيه 
إنت عارف ايمن باشا لو عرف إنك ضايقتها هيعمل فيك إيه ده مش بعيد ېدفنك مكانك
وإنت واقف
ليه يعني تبقى مين بسلامتها هكذا تحدث متذمرا وذلك لحداثة
تعيينه ليهتف الأخر بإعلام 
تبقى إيثار غانم الجوهري يا غبي 
ليستكمل بإبانة 
مديرة مكتبه واللي مبيتحركش خطوة من غيرهاكل خبايا الشركة في عبها ومفيش صغيرة ولا كبيرة بتحصل إلا بعلمها
اشار الرجل بكفه ليتحدث مستنكرا 
طظإيه يعني مديرة مكتبهده أنا قولت بنته ولا قريبته من تفخيمك فيها
هز الاخر رأسه باستسلام وبصعوبة اصطحباها الرجلان للداخل تحت اعتراضها بالأول لكنهما أخذا الأوامر بإحضارها ولابد من التنفيذولجت بدموعها واڼهيارها لتجد أيمن يجلس فوق مقعدا ملقي برأسه للخلف ويبدوا من مظهره أن نوبة فرط ضغط الډم ستهاجمه من
جديد حيث كان يتنفس بصعوبة واضعا كف يده فوق صدره ويقوم بتدليكه بوجه شاحب وبرغم ما تعانيه من تمزق للروح وتيهة بسبب فقدانها لذاك الخلوق إلا أنها استعادت لمهنيتها وهرولت إليه وهي تتفحصه بهلع ظهر بعينيها 
مالك يا أيمن بيه إنت تعبان
ليجيبها بانفاس متقطعة 
إتصلي لي ب أحمد بسرعة يا إيثار
على عجالة
 

انت في الصفحة 3 من 138 صفحات