بعينيك أسير بقلم شهد الشوري
عن رؤية حقيقتها كل تلك السنوات
انتي طالق طالق بالتلاتة
زفرت بارتياح و غادرت القصر على الفور غير عابئة بابنائها اللذان استمعا لكل شيء و الصدمة مرتسمة على وجوههم لقد كان سفيان حينها شابا ببداية المرحلة الجامعية و عمار الإعدادية برفقة ميان لقد كانا مستوعبان ما تقول كانت عمار يبكي بصمت بينما سفيان كان يناظرها و هي تغادر بجمود لكنه كان ينهار من داخله حرفيا ليس سهلا من السهل ابدا ان يستمع لتلك الكلمات من والدته
انتشله من ذكريات ذلك الماضي الأليم صوت باب مكتبه الذي فتح و دخل شخص للداخل بدون اذن
الفصل الثالث
انتشله من ذكريات ذلك الماضي الأليم صوت باب مكتبه الذي فتح و دخل شخص للداخل بدون
اذن
الټفت و كاد ان يوبخه لكن صمت و توسعت عيناه پصدمة عندما رأى ابن عمه قصي امامه
الذي ما ان دخل من باب المكتب قال باشتياق
واحشني يا بن عمي
سرعان ما تحولت صدمة سفيان لسعادة مسرعا نحو ابن عمه و شقيقه معانقا اياه بقوة مرددا
تبادل الاثنان العناق باشتياق و بعد لحظات ابتعد الاثنان ليردد سفيان بسعادة
فريدة هتفرح اووي لما تشوفك هي و الواد عمار
قصي باشتياق
وحشتوني اوي والله و امي و حشتني كمان وحشاني
سفيان بضيق
حاولت معاها كتير تسيب بيتها و تيجي تقعد معانا رافضه مش عاوزة تسيب بيت عمي الله يرحمه
قصي بحزن
سفيان بتساؤل
مقولتش ليه انك جاي انهاردة كنت استقبلتك في المطار انا و عمار
اجابه بابتسامة بسيطة
حبيت اعملها مفاجأة للكل
سفيان بسعادة و هو يربت على كتفه
احلى
مفجأه والله خلينا يلا نروح الفيلا تسلم على فريدة و عمار مجاش الشغل انهاردة و نتغدا كلنا سوا زي زمان
قصي بأبتسامة
تمام بس هسلم و عليهم و همشي امي وحشتني اوي و كمان عايز ارتاح من تعب السفر
بعد ان انتهى من محاضراته المقرر عليه تدريسها اليوم توجه لجراج الجامعة لتتوسع عيناه من الصدمة عندما وجد جميع اطارات السيارة فارغة و الخدوش على كل جانب من السيارة حتى الزجاج محطم من الأمام !!
السيارة أصبحت حطاما !!!
اوصد عينيه پغضب متوعدا بالهلاك لمن فعل ذلك
جز على اسنانه مرددا پغضب و غل
جابته لنفسها و حياة امي لوريكي
طلب من سائق والده ان يأتي للجامعة و يتولى امر السيارة بينما هو خرج من الجامعة بأكملها يلعن تلك سليطة اللسان الوقحة و يتوعد لها بالعقاپ الشديد فقط ليراها !!!
بأحد البنايات الكبيرة التي لا يسكنها سوى اصحاب الطبقة المخملية كان قصي يضع رأسه على قدم امه بعد عناق طويل و دموع مرفق بكلمات معاتبة على كل ذلك الغياب
انت مش هتسافر تاني ر تبعد عني انا كبرتك و ربيتك عشان تفضل جنبي مش عشان تسيبني و تسافر كل ده
تنهد قائلا بابتسامة بسيطة
مش هسافر تاني على عيني بعدي عنك يا امي
مسدت كوثر بحنان على خصلات شعره قائلة
ادخل ارتاح شوية من السفر و هتصحى تلاقي الأكل اللي بتبحه كله
قصي بأبتسامه و حنان
متتعبيش نفسك يا امي انا هنام اصلا باقي اليوم بكره ان شاء الله
اومأت له قائلة بحنان
اوضتك جاهزة انا كنت بخلي البت نرجس تنضفها كل يوم و تنضف شقتك كمان عشان لو رجعت في اي وقت
اومأ لها بابتسامة مقبلا جبينها قبل ان يدلف لغرفته مغلقا الباب خلفه نظر لكل زاوية بالغرفة باشتياق هنا قضى مراهقته و شبابه هنا كبر عشقها بقلبه يوما بعد يوم هنا قضى ليالي هائما بها طوال الليل إلى هنا ركض باكيا عندما رفضته لأنها تعشق اخر لقد قالته بوجهه بكل قسۏة
فتح درج مكتبه الموجود بأحد زوايا الغرفة مخرجا منه ذلك الدفتر الكبير يقلب بين صفحاته حيث رسم بحرفية شديدة العديد من الوضعيات لها تاره تضحك و وتارة حزينة و تاره و هو يضع يده حول عنقها و هي تنظر له لقد رسم تلك من خياله هي لم تحدث بالفعل لكنه تمنى ان تكون حقيقة
ارتمى على فراشه ينظر لسقف الغرفة شاردا بها يتسأءل كيف هي الآن هل هي سعيدة يعشقها يعاملها برفق ام ماذا !!!!
تعالى ذلك الصوت بداخله منفعا نفسه لما يفكر بها للآن لما يعذب نفسه لما عشقها كاللعڼة التي لا يستطيع التخلص منها !!
بمنزل همس بعد وقت طويل من استذكار دروسها اخذت تعبث بهاتفها بعدما فشلت في التواصل مع ميان التي منذ ان حادثت سفيان بالصباح و هي ركضت لمنزلها رافضة الحديث مع الجميع
بفضول لا تعرف سببه كانت تبحث عن صفحت ذلك البغيض على موقع التواصل الاجتماعي اخذ الأمر منها دقائق قليلة حتى عثرت على صفحته التي لم يقم بنشر اي شيء عليها
منذ وقت طويل جدا و اخر ما تم نشره هو صورة له برفقة فتاة محجبة تبتسم بسعادة و كذلك هو و قد علق عليها بكلمات غزل رقيق
ان لها و كل شيء بي يخصها
خاطب او ربما متزوج لكن بحثت عن حالته الاجتماعية بصفحته فوجدت انه خاطب اذا لما لم يشارك اي شيء منذ تلك الفترة التي قاربت على السنتان و نصف !!!
شاهدت عدة صور لهم و الحب ظاهرا بوضوح بينهم
ربما انفصلا لكنه لم يغير حالته الاجتماعية
قطبت جبينها قائلة بضيق من فضولها
طب و انا مالي بيه مهتمة اوي كده ليه اعرف !!
في صباح اليوم التالي
حضرت همس المحاضرة الأولى بملل بمفردها بعد تأخر ميان و لينا في المجيء انتهت منها ثم خرجت من مبنى المدرجات بملل و نفاذ صبر كم تكره ان تكون بمفردها في الجامعة تشعر بملل شديد
ضيق عندما تكون بمفردها
اعترض طريقها فجأة هاني انه اسوأ شاب بالجامعة على الإطلاق الجميع يعرف انه دخل كلية الطب بأموال والده اقترب منها خطوة قائلا بابتسامة
صباح الفل يا قمر ايه مش ناوي تحن عليا بقى ده انا شاري و نفسي انول الرضا
نظرت له مشمئزة ثم ازاحته من امامها حتى تمر قائلة بملل و ضيق
ابعد من وشي يا شهاب انا مش طايقة نفسي
شعر بالإهانة مما فعلته فصړخ عليها پغضب
جرا ايه يا بتاعة انتي سايقة العوج عليا ليه عشان ابوكي لوا يعني طب ما انا ابويا ليه اسم كبير في السوق بأشارة منه يقعد ابوكي في البيت و اوديكي انتي و هو و اهلك كلهم ورا الشمس فزي الشاطرة كده خافي على نفسك و عليهم و خلينا نقضي سوا ليلتين ننبسط فيه
صدمة الجمته عندما هوت بيدها على صدغه بصڤعة قاسېة قائلة پغضب
انت ازاي تتجرأ يا حيوان و تكلمني كده ده انت و لا حاجة انت و ابوك و اقل من اي جزمة و العيب عليه عشان معرفش يربيه و لا صح هيعرف يربي ازاي و هو مش متربي
رفع يده ليصفعها و جسده بالكامل ينتفض من شدة الڠضب لكنه مسك يده قبل ان يفعل ذلك ثم بلحظة كان هو مسطح بجسده على الأرض بعدما عركلته بكل بساطة لطالما كانت عاشقة لألعاب الفنون القتالية
اخذت توجه له العديد من الركلات و الضربات پغضب و غل قائلة
بترفع ايدك عليا يا حيوان يا عرة الرجالة اللي اتحسبت عليهم بالغلط بقت تلقي عليه السباب لم تكف عن ضربه و الجميع ملتف حولهم يتابعوا ما يحدث پصدمة و فضول لما سيترتب على تلك المشاجرة !!!
على مقربة منهم كان يزن خرج من المبنى يبحث عنها بعيناه لتتوسع عيناه پصدمة و هو يراها تبرح ذلك الشاب ضړبا بعدما اعترض طريقها منع الأمن من التدخل و فض الڼزاع مخبرا اياهم بأنه سيتصرف و يحل تلك المشكلة بنفسه
توجه ناحيتهم و عيناه تتابع تلك صاحبة الشخصية الجريئة المتمردة باعجاب لدفاعها عن شرفها دون الحاجة لتدخل الأخرين
حذبها من يدها لتقف مبتعدة عن شهاب الذي يأن من الألم ارضا قائلة
تقضي ليلتين مع مين يا حيوان و تودي مين ورا الشمس شمس دي تبقى امك ياض
صړخ عليها يزن پغضب
اهمدي بقى و كفاية طولة لسان
همس پغضب و هي تحاول ابعاده عنها
سيبني عليه هموته في ايده الحيوان ده
جذبها بعيدا قائلا پغضب
قولت اتزفتي اخرسي خدتي حقك خلاص خلصنا احمدي ربنا ان انا اللي اتدخلت لو الأمن اللي اتدخل هتاخدي فصل انتي و هو
ابتعدت و صدرها يعلو و يهبط بانفعال قائلة
هاخد
فصل ليه هو اللي بدأ
يزن بضيق
هتاخدي فصل عشان احنا مش في شارع هنا انتي في جامعة و لازم تحترمي المكان اللي فيه لو زميلك ضايقك تشتكي للأمن و هما هيتصرفوا طولة اللسان مش شطارة بالعكس دي قلة ادب
همت لترد عليه تعنفه على اهانتها لكنها سبقها قائلا بحدة
بلاش بجاحة و مترديش الكلمة بكلمة انا عارف انك انتي اللي بوظتي العربية امبارح
انكرت مرددة بكذب
عربية ايه اللي بتتكلم عنها
ضحك بسخرية ثم قال
العربية اللي خربشتيها و خرمتي العجل بتاعها و كسرتي الازاز و بغبائك وقعتي سلسلتك جنب العجل
همس پغضب
اه عملت كده و لو
صړخ عليها بحدة
اتعدلي و اتكلمي بأدب لا
انا قدك و لا من سنك عشان تتكلمي معايا كده انا دكتور و انتي مجرد طالبة يعني تلزمي حدودك في الكلام
ردت عليه بضيق
انت اللي مستأصدني و عاوز تسقطني السنة دي
يزن بجدية
انا مستحيل اعمل كده لان ده يخالف مبادئي كان ممكن تنهي كل اللي حصل ده من البداية و تعتذري من غير مكابرة
تنهدت قائلة رغما عنها
انا اسفه
يزن بهدوء
قبلت اعتذارك و ياريت تعاملك مع الكل يكون كده من غير تجاوز حدود و باحترام و انا هنسى اللي عملتيه كله و زي ما قولت في المحاضرة انا زي اخوكم الكبير وقت ما تحتاجوني انا موجود
اومأت له قائلة بهدوء
تمام يا دكتور عن اذنك
افسح لها المجال لتعبر و ما ان غادرت ابتسم بهدوء مغادرا الجامعة بأكملها
بشركة العزايزي
بعد انتهاء احد الاجتماعات الهامة التي حضرها كلا من سفيان و قصي و عمار
عاتب سفيان قصي قائلا
انت لحقت ترتاح من السفر عشان تنزل شغل
قصي بهدوء
ما انت عارف مش بحب