كاليندا روايه كامله بقلم ولاء رفعت
إبنها ومش هينوبك غير ردحها اللي هيسمعه كل أهل البلد.
أبعدت ساعدها وقالت بقوة
_ أنا صاحبة حق يا بنت بطني وصاحب الحق ما يخافش و لو هي ماقدرتش علي ابنها وخلته يتلم هخلي أبوكي يروح يتصرف مع أبوه ولو وصلت أبعت لأعمامك في مصر يجوا يعلموه الأدب.
هزت رأسها بسأم فاردفت والدتها
_ روحي أعملي اللي قولت لك عليه وأقفلي عليكي الباب كويس سلام.
_ خير يا أم شمس
نهضت الأخرى تقف بشموخ قائلة
_ الناس بتبتدي كلامها بالسلام يا أم حمزة.
_ ومن أمتي كان في بينا سلام بعد ما السنيورة بنتك رفضت ابني وراحت أتخطبت لحتت الواد الكاشير الكحيان.
شهقت باعتراض جايه في قلب بيتي وبتشتمي علي إبني! إبني اللي يشاور بس بطرف صباعه تيجي مليون واحده تحت رجله يتمنو يبص لهم بصة بس.
_ وأنا عشان في بيتك هاحترم ده ومش هرد علي كلامك دلوقت مش مستغربة أخلاق إبنك الژبالة لأنك أمه.
_ أطلعي بره بيتي كتك داهية تاخدك وتاخد بنتك في ساعة واحدة.
غادرت الأخرى المنزل وبداخلها تشعر بلذة انتصارها علي تلك الحيزبون منبع الشړ التي أنجبت شيطان رچيم ورث أخلاقه الوضيعة من والدته سليطة اللسان سيئة الخصال.
انتهت المحاضرة الآن فخرجت كلتيهما نظرت إسراء إلي شاشة هاتفها وقالت
ردت شمس وهي تسير بمحاذاتها
_ إسراء أنا نفسيتي تعبانة و قلبي مقبوض.
توقفت الأخرى عن السير وألتفت لها قائلة
_ لا حول ولا قوة إلا بالله مالك يا شمس فيكي إيه
صمتت لثواني حتي بدأت بالتحدث
_ المفروض زي أي بنت رايحة تشتري حاجات جهازها أكون فرحانة ومبسوطة بس أنا اللي جوايا عكس كده.
_ ليه بتقولي كده ده أنتي وآبيه خلاص فضلكم أيام وتتجوزوا والامتحانات وفاضل مادتين الحمد لله.
_ كل يوم بحلم بكوابيس مليانة تعابين وديابه بيخنقوا فيا وأفضل أصرخ لحد ما ألاقي طفلة شبه الملايكة تمدي لي إيديها وتنجدني منهم.
اقتربت منها وربتت عليها بحنان وقالت
_ وحدي الله وأستغفري دي بالتأكيد من الشيطان عشان
استعاذت بالله من الشيطان الرجيم في قرارة نفسها و ألتفتت إلي قدوم سيارة أجرة توقفت بالقرب منهما ثم ترجل أحمد منها يسألهما
_ إيه اللي موقفكم هنا يا بنات
نظرت شقيقته إلي صديقتها ثم إليه وقالت
_ كانت مراجعة التاريخ طويلة جدا وشمس تعبت شويه فوقفنا هنا نستناك أنت وماما وطنط زينب.
_ طيب تعالوا أدخلوا العربية وأستنوا عقبال ما أجيب حاجة وراجع لكم.
ذهبت الفتاتان وولجا إلي داخل السيارة بينما هو قام بشراء عصائر وحلوي كثيرة وجميعها ما تحبه وتشتهيه شمس.
فتح باب السيارة من جهة شمس وقدم لها الحقيبة مبتسما
_ عايز الشنطة دي تخلص قبل ما نوصل المركز.
تناولتها منه بخجل قائلة
_ شكرا.
فقالت زينب والدتها
_ تعيش وتجيب ليها يا جوز بنتي.
وقالت إسراء بمزاح
_ الله الله يعني شنطة حلويات و عصاير لخطيبتك وأختك الغلبانة ملهاش شكولاتاية واحدة!
ضربها بخفة علي مؤخرة رأسها بمزاح
_ وبالنسبة لأكياس الشيبسي والشيكولاتة والبيبسي اللي بجيبهم كل يوم وأصحي ما لاقيش منهم حاجة مين اللي بياكلهم!
_ أعمل أي يا آبيه السهر والمذاكرة بيخلوني جعانة ديما.
ردت والدتها بضحك
_ قصدك بيخلوكي مفجوعة ديما.
وصل جميعهم إلي مركز المحافظة و هي مدينة كبيرة مزدحمة بالمحال والمجمعات التجارية الخاصة بكل لوازم و مفارش منزل العروس.
_ تعالي يا أم شمس أوديكي عند الحاج راشد مجهزين من عنده بنت أختي ما شاء الله كل حاجته قطن من المحلة وحاجة حلوة خالص.
فأجاب أحمد
_ وأنا هاخد شمس عشان نحجز الكوافير والفستان والأستوديو.
وقبل أن يبتعد برفقتها أمسكته والدته من يده قائلة وكأن کاړثة سوف تحدث
_ فستان أي يا بني اللي عايز تروح معاها وهي بتحجزه
نظر إلي
والدته متعجبا فعقبت حماته بإيضاح له
_ مامتك قصدها يابني ما ينفعش تشوف فستان فرحها دلوقت غير لما تطلع لك وهي عروسة من الكوافير وإلا يبقي فال وحش.
ضحكت إسراء قائلة
_ فال أي يا طنط دي كلها تخاريف ما تصدقيش الكلام ده هو بس بيبقي مش مستحب لأن لما تكون مفاجأة بيبقي إحساس أحلي.
_ بقولكم أي ولا فال ولا مفاجأة أنا هاروح وأختاره معاها زي ما أختارنا كل حاجة مع بعض ولا إيه يا شمس
قالها بنبرة تتخللها الرومانسية و نظراته التي جعلت قلبها يخفق من الخجل فأجابت
_ اللي تشوفه.
أثني ذراعه لتضع كفها الرقيق علي ساعده وقال
_ يلا بينا.
كادت إسراء تذهب معهما لكن والدتها أوقفتها من ثيابها قائلة
_ تعالي هنا يا عزول ما تسبيهم مع بعض يمكن عايز يقولها حاجة.
زفرت بحنق وقالت لها السيدة زينب
_ عقبالك يا إسراء يا حبيبتي.
وفي متجر تأجير أثواب الزفاف تخرج من حجرة القياس مرتدية ثوبا في منتهي الرقي والجمال وكأنها حورية فكان أحمد مشغولا في هاتفه وعندما طلت بمظهرها الباهي رفع بصره إليها أتسعت حدقتيه وغر فاهه ثم أطلق صفيرا كدليل علي إعجابه بأميرته الساحرة ما زاد خجلها وتوردت وجنتيها أكثر همست له وهي تمسك بجانبي الثوب
_ حلو الفستان ده
_ ده الفستان بقي أجمل و أنتي جواه تبارك الله في جمالك يا شمسي.
وضعت كفها علي فمها من الخجل الذي لا يفارقها لتأتي الفتاة التي تعمل بالمتجر قاطعة لأجوائهم الوردية قائلة
_ خلاص استقريتي يا عروسة علي الفستان ده
أومأت لها الأخرى وقالت
_ اه إن شاء الله.
_ أتفضلي غيريه عقبال ما أكتب لحضرتك فاتورة بالعربون والإستلام هيبقي يوم الفرح الصبح إن شاء الله.
الفصل الثاني
كانت في طريقها إلي خارج مبني المركز التعليمي نظرت إلي شاشة هاتفها حيث كانت قد تركته علي الوضع الصامت كما آمرهم المعلم وجدت الكثير من الاتصال من أحمد و والدتها فأجرت الاتصال بوالدتها لتطمأنها إنها قادمة ولكن سوف تذهب إلي أقرب مكتب تصوير المستندات حتي تقوم بتصوير أوراق المراجعة لصديقتها إسراء ثم تذهب لحماها و تتركها لديه.
كانت سريعة الخطي حتي تلحق بمكتب التصوير
قبل إغلاقه وصلت إليه وهي تلتقط أنفاسها قائلة بتهدج
_ السلام عليكم يا عم سامح معلش صور لي الملزمة دي نسخة.
أجاب الرجل وهو يرمقها باعتذار
_ أنا آسف يا شمس يا بنتي والله الحبر بتاع الماكينة لسه خلصان زي ما أنتي عارفه ده موسم تصوير ملازم وأوراق مراجعة الامتحانات وكان النهاردة عندي ضغط كبير علي المكن لحد ما كل مخزون الحبر الي عندي كله خلص تعالي لي بكرة بعد الضهر إن شاء الرحمن.
أومأت له وقالت
_ إن شاء الله.
وذهبت إلي طريق العودة إلي منزلها لكن أستوقفها انقطاع التيار من أعمدة الإنارة في الطريق الرئيسي تأففت لأنها ستضطر أن تسلك الطريق الآخر الذي تمقته بسبب انتشار المنازل المهجورة القديمة وهيئتها المرعبة في الليل.
أخذت تردد آيات الله لاسيما آية الكرسي و تتحاشي النظر إلي تلك المباني المخيفة مهلا هل سمعت للتو صوت خطوات تتبعها!
ألتفتت خلفها لم تري شيئا تردد الصوت مرة أخري فوقفت لتلتفت مرة ثانية فانتفضت بفزع عندما قفزت قطة سوداء من إحدى النوافذ المفتوحة
من منزل مهجور حينها صړخت و استعاذت بالله في نفسها و بمجرد أن استدارت إلي وجهتها اصطدمت بأخر شخص تتمني رؤيته وكادت تصرخ لكنه أسرع كفه علي قائلا بټهديد
_ إيه خاېفة
هزت رأسها وهي تحاول إبعاد يده عن فمها لكنه أمسك كفيها الرقيقين معا ودفعها إلي جدار من الطوب اللبن ومازال يكمم فاها
_ كنتي فاكراني بهزر ولا بهرتل بأي كلام
لما كنت پهددك المرة اللي فاتت لاء يا شمس ده مش أنا مش حمزة السفوري اللي تيجي علي آخر الزمن حتة بت ملهاش لازمة زيك تعلم عليه أنا اللي بقول للبنات لاء وعمري ما واحدة فيهم قالت لي لاء أنا اللي بقول سمعاني
كانت تصدر همهمات لم يفهمها وعينيها تملؤها دموع الخۏف والتوسل أردف بعد أن ترك يدها وأخرج من خلف ظهره مدية حادة وضعها لدي نحرها
_ أنا هاشيل أيدي بس و حياة أمي لو صوتي أو عملتي حركة كده ولا كده هتلاقي المطواه الحلوة دي بتشقك نصين ها
أومأت له بهمهمة فسحب يده وبدأت بالتحدث بصوت مخټنق بالبكاء
_ أنت عايز مني إيه دلوقت! هو الجواز بالعافية أنا رفضتك عشان ما بحبكش ترضي حد يغصبك علي حاجة وتعملها
أصدر صوتا مقيتا وقال
_ و أنا ما اتحبش ليه يا بت! ناقص إيد ولا رجل! معايا فلوس تشتري عيلتك وعيلة الحيوان المخطوبة ليه.
أجابت وهي تنظر إلي المدية الموضوعة علي نحرها بحذر و خوف
_ مش كل حاجة الفلوس يا حمزة أنا رفضتك بسبب أخلاقك الزفت ما بتحترمش حد و مقضيها صياعة وبلطجة ده غير القرف اللي بتشربه ولا ثانويه عامة اللي كل شويه تسقط فيها واللي قدك خلصوا جيش وبيشتغلوا وبيكسبوا بعرق جبينهم مش زيك عايش علي فلوس أبوك.
ضړب الجدار بقبضته وقال من بين أسنانه
_ ما هو لو كنتي وافقتي عليا كنت بطلت علي أيديكي وأديني جيت لك دلوقت وبقولها لك لآخر مرة يا شمس سيبك من الواد ده وتعالي نتجوز وهخليكي ملكة هخلي أبويا يبني لينا بيت كبير في المدينة نعيش فيه بعيد عن الكفر والعالم المعفنة اللي هنا.
أبعد عنها وأخفضه
_ ها قولتي إيه كلمة واحدة بس هتخليني خاتم في صباعك.
صراع الأنفاس يحتدم وهي كالفريسة بين يدي صيادها قاطع الأجواء رنين هاتفه ضيق عينيه بضجر أخرج هاتفه ولم تبرحها نظراته.
نظر إلي هاتفها الذي يظهر من جيب ثوبها فأخذه و ملامح الشړ منبلجة علي وجهه الكريه كأنه الشيطان ذاته بل تفوق عليه.
_ مش هانسي أصور اللحظات دي صوت وصورة عشان أبعتها لعريس الغفلة يتفرج علي حرمه المصون وأنا...
دعاء الكروان يتردد في سماء الليل الحالك ونجوم علي بعد ملايين الأميال وبرغم السكون والهدوء الذي يعم المكان استيقظت زينب من نومها بعد أن شعرت بوخزة في قلبها نظرت إلي ساعة الحائط لتجدها قد تجاوزت الثامنة نهضت لتذهب إلي غرفة ابنتها وتطمأن عليها لكن مضجعها