الأربعاء 18 ديسمبر 2024

روايه وصيه عمي جميع الاجزاء كامله

انت في الصفحة 8 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز

كنت بفكر اروح اصلى فى السيدة نفيسة
نوح وقد ظهر على وجهه استحسان الفكرة طب والله فكرة انا من زمان كان نفسى اصلى هناك خلاص نروح سوا
أمانة هى مراة عمى مش جاية واللا ايه
أمانة بفضول اومال سهر فين
نعمة بفتور فى الكوافير بتعمل شعرها 
أمانة وهى تنظر لنوح انت بتعرف تسوق .. مش كده 
نوح ااه ليه
لتمد يدها بمفتاح سيارتها إليه قائلة سوق انت بينا على هناك
نعمة هناك فين ...ما المسجد اهوه على اول الشارع
أمانة هنصلى فى ساحة السيدة نفيسة
نعمة ماشى ياللا عشان مانتأخرش
..
بعد انتهاء خطبة صلاة العيد تجتمع أمانة ونعمة مرة أخرى مع نوح لياخذهم بالسيارة فى جولة سريعة وهم يشاهدون مظاهر احتفالات الاطفال والشباب لتطلب منه أمانة التوقف أمام أحد محلات الهدايا التى وجدتها فاتحة أبوابها وهبطت من السيارة ودلفت إلى المحل لتعود إليهم بعد مالا يقل عن نصف ساعة وهى تحمل بيدها العديد من الحقائب لتقول لها نعمة ضاحكة ربنا مايقطعلك عادة ياحبيبتى ابدا بس حبايبك السنة دى كتروا يا أمانة 
أمانة ربنا يكتر حبايبنا دايما يامراة عمى
نعمة بس مش انتى اشتريتي اصلا الأسبوع اللى فات
أمانة ضاحكة مانتى لسه اهوه بتقوليلى الاعداد زادت
ليسألها نوح بفضول هو ايه ده انا مش فاهم حاجة
نعمة اصل أمانة متعودة أنها تجيب هدايا فى العيد لناس معينة 
نوح ناس مين يعنى
نعمة بابتسامة دلوقتى تعرف
وما أن وصلوا إلى المبنى الذى يقطنون به حتى قام نوح بصف السيارة وطلب من أمانة ترك الحقائب التى جلبتها ليحملها لها فوافقته على الفور ولكنها طلبت منه فتح حقيبة السيارة وما أن فتحها لها إلا وأخرجت منها بعض الحقائب وحملتها متجهه إلى داخل العقار ثم قامت بالنداء على حارس العقار وقامت لتهنئته وأسرته بالعيد وأعطته كل ماكانت تحمل بيدها من حقائب ثم اتجهت للأعلى مع نوح ونعمة 
ر من مساحيق الزينة وهى تبتسم لهم قائلة اتاخرتوا كده ليه ده الجماعة زمانهم مستنيينا
نوح باستغراب جماعة مين
سهر عامر بيه ومامة أمانة
نعمة وانتى طيبة يابنتى
سهر وهى تقبل نعمة بتملق كل سنة وانتى طيبة ياماما ثم تفعل المثل مع أمانة والمثل أيضا مع نوح مع مزيد من الدلال والغنج
سهر مش ياللا بقى تغيروا هدومكم وتجهزوا واللا ايه
نعمة لسه بدرى يابنتى نفطر الاول 
أمانة انا هروح اجيب الكحك والبسكوت
نعمة بأسف حقك عليا يا أمانة سامحينى انى ماعملتلكيش كحك بدل اللى وقع
أمانة ولا يهمك وان شاء الله اللى نوح جابه هيبقى زى الفل هروح اجيبه
نعمة وهى تنظر لنوح لاستفسار وهو انت جبت امتى كحك وبسكوت
نوح امبارح ووديته لأمانة عشان عارف ان هى اللى بتحبه
سهر ببعض الغيظ المفروض كنت تجيبه على هنا وماما تديها منه مش العكس
نوح كنت بحاول اعتذرلها عن اللى وقعتهولها فى الارض
لتعود أمانة وبيدها علبة مليئة بحلوى العيد وجلس الجميع ليتناول منه وسط ضحكاتهم وعندما هاتف أسامة شقيقته يخبرها بأنه فى الطريق اتجه كل منهم بالاستعداد ماعدا سمر ليستدعيها نوح فى غرفتهم قائلا مش هتلبسى
سهر باستغراب ما انا لابسة اهوه
نوح لابسة ايه انتى هتخرجى كده
سهر ااه مالى كده ...وحشة
سهر احنا فى عيد يا نوح مافيهاش حاجة انى انبسط شوية
نوح اى كلام وخلاص ! اسمعى ياسهر احنا فى عيد زى مابتقولى فبلاش نبتديها بنكد خروج معايا بالشكل ده مش هيحصل ..انتى فاهمة
سهر بامتعاض ده انا صارفة على الفستان والكوافير خمس تلاف جنية
نوح لجوزك مش للى يتفرج ياهانم وانا قلت اللى عندى قدامنا نص ساعة على أسامة ماييجى لو ماغيرتيش الزفت ده ولبستى حجابك اللى اصلا بحاول ابلعه بالعافية وبقول لروحى انك من نفسك شوية شوية هتعرفى الصح من الغلط تعملى حسابك أننا كلنا هنخرج وهنسيبك هنا ومافيش خروج من البيت
ليتركها نوح ويبدأ فى تغيير ثيابه حتى انتهى سريعا وخرج من الغرفة تاركا لها اتخاذ القرار
بعد الكحك باكل منه بالليل تكون معدنى اخدت على الاكل شوية وياللا بينا بقى واللا ايه
لينهض نوح متجها إلى غرفته وهو يقول ادينى خمس دقايق
ليدخل نوح إلى حجرته ليجد سهر قد بدلت ثيابها برداء آخر أكثر طولا ولكنه كعادة نوعية ثيابها للمحجبات اسما وليس فعلا فهى ضيقة للغاية تكاد تكون طبقة جلد خارجية وغطاء الرأس لا يخفى أكثر من نصف شعرها ولكن نوح عندما رآها رغم امتعاضه من شكلها إلا أنه قال بابتسامة رغم أن مش ده اللى عاوزه.. بس ماشى ياللا بينا ..أسامة قاعد برة
لتنهض سهر وتتجه إلى الخارج بسرعة وهى تقول بترحاب شديد اهلا يا اسامة ..كل سنة وانت طيب 
وكادت أن يده
نعمة ياللا بينا يابنى عشان مانتأخرش فى الرجوع احسن انا عارفة أن على العصر بالكتير الكل هيبقى عاوز ينام
لتعطى أمانة مفتاح سيارتها مرة أخرى لنوح قائلة خليها معاك على ما ارجع مش هحتاجها قبل نهاية العيد
نوح طب وهترجعى ازاى
أمانة ضاحكة وهى تنظر لأسامة هرجع مع العريس
أسامة بمرح مش بالذمة عيب ابقى هنا وما اروحش حتى أقوللها كل سنة وانتى طيبة
أمانة وهى تدفعه أمامها للخارج انا قلتلها مكانك ياسيدى ولا تزعل ياللا بقى
..
فى فيللا عامر
دلف أسامة بسيارته ومن وراءه نوح بسيارة أمانة من سياج عالى يبدو عليه الرقى والثراء ومنه إلى ممر ليس بالكبير ولكنه أيضا ليس صغيرا وكان الممر محاط بنخيل الزينة الذى يحاوطه زهور الزنبق والقرنفل الذى فاحت رائحته فى الهواء لينتهى الممر بسقيفة يبدوا أنها كمرآب للسيارات وما أن ترجلوا من السيارات حتى اصطحبهم أسامة إلى بوابة هوائية قصيرة محاطة بشجرتين للياسمين والتى تعشق أمانة رائحته لتمتد يدها تلقائيا الى عدة أفرع 
أسامة خدى بالك ...شجرتين الياسمين دول بتوع ماما هى اللى زرعاهم
نعمة ماهى أمانة طالعة لها بتعشق الياسمين برضة زيها
أسامة طب ياللا ..اتفضلوا
وعندما دلف الجميع وجدوا الفيلا من الداخل تتسم أيضا بالرقى والذوق الرفيع وجدوا هدى تستقبلهم بفرحة عارمة وبصحبتها عامر ونيللى وهما لا يقلان سعادة عن هدى وبعد السلام والتهانى تدعوهم هدى للجلوس بحديقة المنزل الخلفية لاحتساء المشروبات وعند اتجاه الجميع إلى هناك 
ايمن ضاحكا لا ياعم ... طالما مااندفنش يبقى مافيش فاتحة
عامر بامتعاض ډفنة ايه وفاتحة ايه ... يابنى اعقل بقى
ايمن الله عمركم قريتوا الفاتحة على حد ماټ من غير مايكون اندفن ثم أخرج من جيب بنطاله نوع من الحلوى الخاص بالاطفال وقام بوضعها بفمه 
حاتم بذمتك فى حد فى سنك ده ياكل مصاصة
ايمن بسماحة مش انا عملت كده ...يبقى فى 
حاتم طب مش ترش علينا واللا احنا هنتفرج وانت تمصمص لوحدك
ايمن وهو يخرج حقيبة بلاستيكية من جواره ياللا مش خسارة فيكم
ليقوم أسامة باختطاف الحقيبة من ايمن وإخراج الحلوى منها وتوزيعها على الجميع وهو يقول دى عيدية ايمن بتاعة كل سنة ياجماعة اتفضلوا ماتتكسفوش
أمانة بشهقة عالية نسيت الشنط فى عربيتك يا اسامة ..انا عاوزاها لو سمحت 
أسامة مش هتطلعيها أوضتك
أمانة الهاندباج بس اللى هتطلع اوضتى لكن باقى الشنط عاوزاهم بعد اذنك 
أسامة خلاص هجيبهملك حاضر دقيقة واحدة
ليذهب أسامة ويحضر جميع حقائب الهدايا ويعطيها لأمانة التى بدأت فى توزيع الهدايا على الجميع الا حاتم والذى قالت له ببعض الخجل انا ماكنتش اعرف انى هشوف حضرتك هنا بس هديتك أن شاء الله اول يوم شغل بعد العيد كالعادة
حاتم بابتسامة اعتبريها وصلت وكل سنة وانتى طيبة والمفروض ده واجب عليا
توجه الجميع بالشكر لأمانة على لفتتها الجميلة أما نوح فعندما نظر إلى هديته وجدها ثقيلة وضخمة وعندما قام بفتحها وجدها كتاب الاوديسة وهى ملحمة مستوحاة من أحداث حروب طروادة وعندما رآها شرد ذهنه لسنوات بعيدة كان يشكو لامه من عدم مقدرته على العثور على نسخة من قصائد هوميروس كيف تذكرتها أمانة رغم كل تلك السنوات ام هى مجرد صدفة وهل تكون الصدفة

بأن تنتقى له كتابا ويحمل الكتاب عنوان قصائده المفضله ولكنه انتبه أن هذه الحقيبة لم تكن من ضمن مشترياتها فى الصباح إذا فهى هدية مبينة ومنتقاة بعناية من أجله فقط
لينتبه نوح على صوت ايمن وهو يوجه حديثه لسهر قائلا انا شفتك فين قبل كده
سهر بلجلجة انا لسه راجعة مصر من كام يوم يخلق من الشبه اربعين
ايمن بشرود جايز ...بس عندى احساس قوى انى شفتك قبل كده
سهر وهى تحاول الهرب من هذا المأزق فتوجه حديثها إلى حاتم قائلة بس حقيقى فرصة هايلة يا حاتم بيه أننا اتقابلنا النهاردة 
حاتم بتهذيب انا اسعد انى اتعرفت على الباشمهندس نوح كان نفسى اتعرف عليك من زمان واضح أن عيلتكم مليانة عباقرة لان أمانة الشهادة لله من يوم مادخلت الشركة وهى شغلها يعتبر علامة من علامات شركة عبد الراضى 
نوح وهو ينظر بفخر لأمانة الحقيقة أنا اجازتى دى امانة فاجأتنى بحاجات كتير ماكنتش واخد بالى منها
هدى انت مش هتتغدى معانا
ايمن مش قادر ياماما ..معلش بقى لما اصحى ثم نظر للجميع وبطريقة تمثيلية قال كل سنة وانتم طيبين ودايما متجمعين على الخير ...اشوفكم بكرة بقى 
ثم استدار متجها إلى الداخل ولكنه توقف فى منتصف الطريق ورجع إلى سهر مرة أخرى قائلا فى نيس السنة اللى فاتت فى رأس السنة بس ماكنتيش لابسة حاجة على شعرك وكنتى عاملة شعرك احمر وفى بار 
لينظر نوح بجمود الى سهر التى ارتبكت ولكنها حأولت التظاهر بالعكس وقالت يمكن اختى ..أصلها شبهى اوى ماما أصلها متجوزة وعايشة فى نيس 
نوح لسهر بخفوت بس انتى كنتى فعلا هناك فى رأس السنة
سهر الحقيقة مش فاكرة
لينظر لها ايمن بنصف عين ولكنه نظر لحاتم مرة أخرى الذى كان يبادله بنظرة ذات مغزى فعاد إلى الاتجاه للداخل مرة أخرى وهو يشير لهم بالتحية بظاهر كف يده
لينهض حاتم هو الآخر وهو يحاول الاستئذان للانصراف ولكن عامر أوقفه قائلا انت مش متفق مع أسامة انك هتقضى اليوم معانا
حاتم معلش ياخالى حاسس انى انا كمان عاوز انام
هدى نتغدى سوا وبعدين اعمل اللى انت عاوزه ثم إن كلهم عندك مسافرين وماحدش موجود منهم هتروح تلاقى البيت فاضى 
عامر خلاص بقى ياحاتم ...اقعد ولما نتغدى اعمل اللى انت عاوزه
ليجلس حاتم مرة أخرى ولكنه فى هذه المرة جلس بجوار نيللى التى كانت تمسك بيدها قلم من الفحم ولوحة متوسطة الحجم وتقوم برسم صورة جماعية تضم الجميع ولكنه لاحظ أنه يكاد يكون الوحيد باللوحة الذى يبدو وجهه واضح الملامح بشدة ولاحظ أيضا أن نيللى لم تضع نفسها معهم باللوحة ولكنه وجد بطرف اللوحة شئ يشبه الصندوق الزجاجى المعتم وبداخله شخص ما يراقب الجميع دون أن يلتفت إليه أحد أو يعيره انتباها
وقد شعر حاتم أنها تقصد نفسها
بهذا الصندوق المعتم وراح يتذكر نيللى فى طفولتهم فكانت دائما متكومة

انت في الصفحة 8 من 29 صفحات