الأربعاء 27 نوفمبر 2024

أنا لها بقلم روز

انت في الصفحة 43 من 92 صفحات

موقع أيام نيوز

 

التحذيرية لتفضل الصمت وتتابع تناول الطعام بعدما تيقنت وصول زوجها للحد الذي يجعلها ترتاب 

بعد مرور اربعة أيام 

كانت بمكتبها تتابع عملها بتركيز شديد ومهنية لتنهي ما عليها سريعا كي تذهب إلى والدها لتطمئن عليهأما أيمن فبرغم اعتراضه على تركها لوالدها إلا أن حضورها لمقر الشركة يشعره بالأمان والطمأنية على كفاءة سير العمل حيث بات لا يأمن ولا يطمئن إلا من خلال التعامل معهاوأثناء مزاولتها للعمل والإندماج به وصل اتصال هاتفي من أحمد أبلغ به والده أن غانم قد ساءت حالته كثيرا وتم نقله لغرفة الإفاقة وطلب حضور ابنته على الفورطلب أحمد من والده إبلاغ إيثار وإحضارها للمشفىأبلغها أيمن ليرتعب داخلها هلعا على ابيهاطلب أيمن من السائق الخاص به إيصالها للمشفى وبالفعل بغضون النصف ساعة كانت تهرول داخل رواق المشفى بقلب منتفض وسيقان مرتعشةوصلت إلى غرفة الإفاقة وجدت والدتها وشقيقاها عزيز وأيهم يتطلعون من خلال الحائط الزجاجي على ذاك الماكث بالداخل فوق التخت الخاص تطلعت عليه لتشهق بصوت يدمي القلوب وهي تنظر عليه وعلى صدره الموصل بكثيرا من الأجهزة والخراطيم وجهاز التنفس الإصطناعي الموضوع علي فمه وأنفه خرج أحمد من الغرفة ليسرع الجميع إليه ليسأله عزيز بارتياب 

أبويا ماله يا دكتورده كان كويس إمبارح

بوجه حزين أجابهم 

كل ده متوقع وانا بلغتكم بيه قبل كدهللاسف الحالة بتتدهور بوتيرة أسرع مما توقعنا

سألته بصوت يرتجف وحروفا متقطعة ترجع لشدة هلعها

يعني إيه يا دكتور!

رفع منكبيه لأعلى ليجيبها بأسى

يعني تجهزوا حالكم لأسوء الإحتمالاتممكن منوصلش لمرحلة الغيبوبة

لطمت منيرة وجنتيها وسالت دموعها ليتابع أحمد موجها حديثه ل إيثار

إدخلي له يا إيثار لانه طلبك

وانا نطقتها منيرة بحدة ليجيبها أحمد بنبرة حازمة 

مش الوقت يا افندم المړيض تعبان وهو اللي طالب يشوف بنته ومصر على طلبه لولا كده مكنتش هسمح بدخولها لان الحالة حرجة

حول بصره إلى الممرضة ليتابع قاصدا إيثار 

خديها للتعقيم وجهزيها علشان تدخل عند المړيض

انسحب لمكتبه وبعد قليل ولجت لغرفة الإفاقة بعدما ارتدت اللباس الخاص بالتعقيمتحركت بساقين مرتعشتين حتى وصلت إلى مكوثهأمسكت كفه ومالت لتطبع عليه كفه ليزيل به جهاز التنفس الإصطناعي لتباغته بحديثها الرافض 

سيبه يا حبيبي علشان تقدر تتنفس كويس

بصوت متقطع نطق وهو يأخذ نفسه بصعوبة بالغة 

خلاص يا بنتي الفراق وجبوقبل ما امشي والروح تطلع عند اللي خالقهالازم أطمن عليك

ارتفع صوت بكائها لتشهق بقوة ودموعها تنساب على وجنتيها

كشلالات متدفقة ليتابع بوهن شديد يوحي لوصول النهاية 

إوعي تنسي اللي قولت لك عليه بخصوص حجة البيت والارض دول أمانك إنت ويوسف إوعى قلبك يحن وتديهم العقودهيضحوا بيكي علشان راحتهم يا بنتي خليهم أمانك وسندك بعدي وإوعى تأمني لأي حد منهم

خرجت كلماتها بشهقات مټألمة وهي تقول بقلب ېنزف دما 

متتعبش نفسك بالكلام إنت هتصحى وهتبقى كويس صدقني ومحدش هيحميني غيرك

ابتسامة مستسلمة خرجت من جانب فمه ليخبرها بما ادمى قلبها 

أنا سمعت الممرضات امبارح وهما بيركبوا لي المحلول وكانوا فاكريني نايم عرفت إن عندي المړض الخبيث وإني بمۏت خلاص

ليسترسل بيقين نابع من إيمانه 

انا راضي بنصيبي الحمدلله بس مش خاېف غير عليك يا بنتي هسيبك أمانة لربنا يحميك ويحفظك من شړ نصر وولاده وأمك واخواتكوهدعي ربنا يرزقك بأولاد الحلال اللي يقفوا معاك 

تنفست لتجيبه بصوت خاڤت في محاولة منها لبث الطمأنينة بقلبه 

مش عوزاك تحمل همي أنا قوية وقدهمواللي خلاني أقدر أعيش واكمل

كل السنين دي هيخليني أكمل بأمر ربنا

أمسك كفها ليقول بعينين اسفتين 

سامحيني يا بنتي سامحيني وإبقي افتكريني في دعواتك

نطق كلماته الاخيرة ليسعل بشدة ويبدأ الجهاز المرتبط بنبضات القلب في إخراج صوتا عاليا كإنذار لتصرخ بكامل صوتها وهي تعيد جهاز التنفس لمكانه لتقول 

إتنفس يا بابا حاول تتنفس

كان يتطلع إليها بنظرات مړتعبة هلعة وهو يتنفس بصعوبةأسرعت لتهرول باتجاه الباب لتستدعى الاطباء لتفاجئ بدخولهم بعدما استدعاهم عزيز الذي كان يراقبهما من خلف الحائط الزجاجيهتفت وهي تجذب ذراع أحمد 

بابا بابا مش قادر يتنفس إلحقه يا دكتور

جذبها من ذراعها واتجه بها نحو الباب وهو يقول 

اخرجي علشان نشوف شغلنا

صړخت وهي تقول برفض 

مش هسيب بابامش هخرج قبل ما اطمن عليه

أشار لإحدى الممرضات لتجذبها للخارج وهي تصرخ لتخرج وتنضم لوالدتها وشقيقاها لمشاهدة والدها الذي انتزعوا عنه ذاك الثوب الأزرق ليظهر صدره وبدأوا بوضع جهاز الصدمات الكهربائية فوق القلب في محاولة منهم لإنعاشه كرروا تلك التجربة عدة مرات بائت جميعهم بالفشل الذريع لينظر الطبيب إلى أحمد يهز رأسه بمعنى لا فائدة وإخباره بأن الحالة قد فقدت حياتهاأغمض أحمد عينيه بأسى وبدأ طاقم التمريض نزع الاجهزة عن المړيض وتغطية وجهه بالمفرش الأبيض

صړخة مدوية زلزلت جميع أرجاء المشفى خرجت من أعماق صدرها حين تيقنت فقدانها لوالدها الحنونبتلك اللحظة شعرت بهدم جدران حياتها بالكامل شعورا بالخۏف تمكن من قلبها وسيطرت الإنتفاضة على كامل جسدهاهرولت للغرفة تحاول اقتحامها والدخول لغاليها ليمنعها الجميع لكن دون فائدةفقد وصلت بالفعل إليه وازالت ذاك المفرش اللعېن ليظهر وجه أبيها وعلامات الصلاح وحسن الخاتمة تظهر فوق ملامحه الهادئةظهر وكأنه يبتسم مرحبا برحيله من الدنيا إلى الحقيقة المؤكدة بعالمنا وهي المۏت 

باتت تقبل كل إنش بوجهه وهي تقول وكأنه يسمعها 

متسبنيش يا بابا إوعى تسيبني يا حبيبي

واسترسلت وكأنها تستعطفه بعينيها 

ما انت عارف إني مليش غيرك يرضيك تسيبني أواجه الدنيا لوحدي 

بااااااابااااا نطقتها بصړاخ بعدما تيقنت مۏته لتصرخ منيرة وتعدد بكلمات مؤلمةأخرج الاطباء الجميع ليستعدوا لنقل الچثمان للغسل وتجهيزه لمسواه الأخير

وصل ايمن وزوجته بعدما أخبرهما نجليهما لتأدية واجب العزاء وبعد قليل أتاها اتصال هاتفي من فؤاد بعد أن علم بالخبر عن طريق أحمد كما أوصاه من قبلكانت تجلس بجوار نيللي وعزة التي حضرت بصحبة الصغير بعد أن هاتفها عزيز وطلب إحضاره كي يكون بجوار والدته ويخفف عنها وطأة الخبر المشؤموقفت مبتعدة لتجيب عليه بعدما كرر الإتصال اكتر من مرة وما ان فتح الخط حتى هتفت وكأنها تشتكيه مر زمانها

بابا ماټ يا فؤاد ماټ وسابني لوحدي خلاص

وكأن كلماتها نيرانا

نزلت على جسده لتشعله بالكامل وما شعر بحاله إلا وهو يقول بصوت يتألم لاجلها 

الله يرحمه يا إيثار إدعي له بالرحمة يا بابا

واسترسل وهو يتابع قيادته للسيارة 

مش عاوزك تخافيأنا في الطريق نص ساعة بالظبط وهكون عندك

استمعت لكلماته لينتفض جسدها ړعبا وهي تتلفت حولها فالمشفى بلمح البصر امتلئ باقربائهم وعمرو وشقيقاه طلعت وحسين الذين حضروا فور إبلاغهم عن طريق عزيز وحسب تعليمات نصرلذا صاحت بصوت ېتمزق ألما لشدة حزنها على والدها 

بلاش لو سمحت يا فؤاد إخواتي لو شافوك هيسألوني عليك وكمان عمرو واهله هنا

أشتعل جسده بڼار الغيرة فور استماعه لاسم زوجها الأول ليهتف بصرامة 

أنا جاي يا إيثارلو موقفتش جنبك في يوم زي ده يبقى لزمتي إيه في الدنيا!

نطقت بصوت راجي 

أرجوك يا فؤادعلشان خاطري بلاشصدقني وجودك هيفتح عليا أبواب جهنم وانا مش ناقصني مشاكل معاهم

بصعوبة استطاعت إقناعه بالعزوف عن الحضور ليغلق بعدما طلب منها مهاتفته طيلة الوقت كي يطمئن عليها 

تم تجهيز الچثمان واستخرجوا جميع الاوراق اللازمة ليقف الجميع استعدادا للرحيل لتقف منيرة بوجه عزة التي تحمل الصغير لتهتف وهي تجذب الصبي من احضانها لتنطق بصوت حاد 

هاتي الولد وإرجعي إنت على الشقة

نطقت بترجي 

خليني اجي معاكم أحضر الډفنة

قولت لك خليك علشان تحرسي الشقة نطقتها بحزم لتنسحب السيدة بدموعها بعد أن ودعت إيثار التي أخبرتها أن لاداعي للسفر وبأنها ستعود بعد مراسم الډفن مباشرة

بعد حوالي الساعة السادسة مساءاكانت تجلس أرضا بجوار قبر أبيها بعدما تم دخوله لمثواه الأخيرحاملة لكتاب الله العزيزالقرأن الكريم تتلو بصوت مسموع بعض السوربعد ذهاب الجميع صدقت وأغلقت المصحف الشريف ثم وقفت لتقوم بتوديعه بدموعها الغزيرة التي لم تنقطع لحظة منذ ما حدثنظرت للقبر بعينين مذهولتينكيف لها أن تتقبل رحيل غاليهابأي عقل سترحل وتتركه تحت التراب يااللهكيف سمحت لهم بأن يضعوا والدها الحنون داخل ذاك القپر الصغيركيف سيتحمل صغر حجمة وضيقه كيف سيتحمل عدم تجهيزه ليتناسب معهألف كيف وكيف اقټحمت مخيلتها وكادت أن تذهب بعقلها لذا هزت رأسها سريعا لتنفض تلك الأفكار الشاذة التي حشرها الشيطان بعقلها كي يجعلها تسخط على امر الله ومشيئته استغفرت ربها ووضعت كفيها فوق التراب الذي يضم جثمان والدها الغالي وضمت حفنة منه إلى صدرها تحت نظرات عمرو المټألمةتحرك حتى جاورها الوقوف ليقول متأثرا بقلب ېتمزق لأجلها 

كفاية يا إيثار كفاية ھتموتي نفسك

لم تعر لحديثه أدنى

اهتمام وتطلعت حولها تبحث عن صغيرها فلم تجدههتفت بعينين زائغتين وكأنها أصيبت بحالة من الهلع 

يوسف فين يوسف

هرول ليجاورها التحرك وهو يقول 

إهدي يا حبيبتي يوسف أنا بعته عند جدته إجلال علشان ميسمعش الصړاخ بتاع الستات

تطلعت إليه بتيهةحملت حالها ذنب تركها للصغير وانشغالها عنه بسبب حزنها على والدهاوبنفس الوقت لم تستطيع اللوم عليه فتصرفه كان حكيما وعاقلا لأبعد حد لذا فلم تصب ڠضبها عليه ك كل مرة بل نطقت پانكسار وخفوت يرجع لحزنها الشديد 

إبعت حد يجيبه علشان راجعين القاهرة

باغتها صوت منيرة الباكي 

قاهرة إيه اللي رجعاها! 

لتسترسل بنبرة جادة وعينين ذابلتين من شدة بكائهما 

إنت عاوزة تفضحينا في البلد يا بنتي الناس يقولوا علينا إيه دفنت أبوها ومشيت من غير ما تاخد عزاه

لتستطرد بأعين باكية ليهتز قلبها ألما عليها 

ابوك رخيص عليك يا إيثار 

هي دي غلاوته وده مقامه عندك

أغمضت عينيها پألم

وتيهة ليقف عزيز بجوارها محتضنا إياها لينطق وهو يربط على ظهرها 

إقعدي في أوضتك إنت وابنك التلات أيام بتوع العزا وبعدها إبقى ارجعي بيتك

أومأت بموافقة ليعود الجميع إلى المنزل استعدادا لڼصب سرادق العزاء الخاص بالرجال واستقبال النساء اللواتي ستقدمن لتقديم

العزاء

عادت لمنزل والدها لتجد عزيز قد جهز لها غرفتها القديمة كي تمكث بها هي والصغير خلال فترة إقامتهما هاتفت عزة وأخبرتها بتطورات الأمور وأيضا فؤاد حيث وجدت على هاتفها عدة مكالمات فائتة منهأخبرته أنها بخير وبأنها ستعود فور انتهاء مراسم العزاء التي ستستمر لمدة ثلاثة أياممرت الثلاثة أيام بصعوبة عليهالأول مرة تلج لمنزل أبيها لتجده خالي منهعندما حل مساء اليوم الثالث وبعد انتهاء العزاء وذهاب جميع النساءولجت لغرفتها لترتدي ثوبها التي حضرت به وجهزت صغيرها وحملت حقيبة يدها لتخرج من الغرفة لتفاجأ بعزيز يقف بوجهها وهو يقول بصوت حاد

على فين العزم يا بنت أبويا 

بسم الله لا قوة إلا بالله 

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

الفصل الحادي والعشرون 

_أنا لها شمسبقلمي روز آمين

هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين 

وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية 

عندما كنت صغيرةظننت أن الحياة مليئة بالسعادة وتمنيت أن تمر سنواتي سريعا كي أصبح شابة وألتقي بفارس أحلامي وأحيا بحضرته حياة العاشقين الخالية من المواجع بعيدا عن طغيان أميوعندما تحققت أمنيتي وأصبحت شابة يافعة ثم

 

42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 92 صفحات