الإثنين 25 نوفمبر 2024

مذاق العشق المر بقلم سلمي المصري

انت في الصفحة 24 من 66 صفحات

موقع أيام نيوز


عندي أول مرة اعترفت فيها بحبي ليك بيني وبين نفسي كان وعلي بيغنيها عشان كدة طلبت منه يغنيها تاني النهاردة 
رفع يوسف حاجبيه وخفضهما متظاهرا بالغرور 
طبعا أنا جاذبيتي لا تقاوم وعارف انك وقعتي في حبي من أول لحظة شوفتيني فيها 
وقبل أن ترد دعابته بأخرى تغيظه كانت المفاجأة الغير المتوقعة لكليهما 

زين زين 
الټفت زين الى صوت ابيه بينما كان يقف على باب القاعة يلتفت يمينا ويسارا بحثا عن صوفيا فلم يرها

من بداية الحفل اقترب منه محمود قائلا 
ايه اللى موقفك كدة وسايب الفرح والمعازيم 
وعقد حاجبيه فى تهكم واضح وهو يضيف 
اه اكيد بتدور على الهانم بتاعتك 
زفر زين فى ضيق 
بابا لو سمحت احنا اتكلمنا فى الموضوع ده كتير ورأي حضرتك أنا عارفه فبلاش تجريح فب صوفيا لأن ده شىء مش هقبله 
ضيق محمود عينيه قليلا وهو ينظر الى شىء خلف زين ومالبث أن ابتسم في شماتة وهو يشير برأسه قائلا 
بس تقبل المنظر اللي انت شايفه ده صح مكنش عاجبك فستان أختك قال ولا عاجبك لبس السكرتيرة 
الټفت زين خلفه في بطء وترقب وهو يحاول أن يقنع نفسه أن أباه يبالغ دوما وما أن وقع نظره عليها حتى اتسعت عيناه فى ڠضب وذهول فصوفيا قد ارتدت ثوبا ڤاضحا ووقفت تمازح شاب وټضرب كفها بكفه وكأنها ضړبت كل مااتفقا عليه عرض الحائط وكأنها لاتبالي به ولا بغيرته ومشاعره 
قطع شروده لهجة أبيه الظافرة 
لا واضح التغيير فعلا 
وألقى الكلمة الاخيرة هامسا فى اذنه 
للأسوأ 
وذهب تاركا اياه معها وهو يدرك أنها بغبائها تختصر عليه الطريق أكثر كور زين قبضته وهو يحاول السيطرة على انفعاله فلو ترك نفسه له فسيجذبها من شعرها المسدل هذا جذوره فكيف تجرؤ 
مين ده وواقفة تتكلمي معاه ازاي كدة 
ازدردت ريقها وهي تتأوه من قبضته ولكنه لم يبالي وهو يواصل 
ده يطلع خالك ولا عمك ولا مين المرة دي كمان ما تنطقي 
زين انت بتوجعني سيبني أرجوك 
نظر لها بعينين كادتا أن ټحرقاها ڠضبا فهمست من بين تأوها 
أنا كنت هقع ع السلم وهوا لحقني وكنت بشكره و 
انتى مفيش فايدة فيكي مفيش فايدة 
ونظر الى ملابسها فى تقزز ليضيف 
وايه القرف اللي انتي لابساه ده 
تنهدت في ندم لقد انشغلت بمراقبة ايتن ونسيت شالها في الحمام حاولت أن توضح له 
زين بس خلينى أفهمك الموضوع حصل صدفة و قاطعتها نظرة خيبة الأمل فى عينيه قبل أن يعطيها ظهره ويدخل الى القاعة مجددا وهو حانق عليها وعلى ماتفعله كيف تجرؤ وتسمح لنفسها ان تمازح شخص بهذه الطريقة
أما يوسف وايلينا فقد كانت المفاجأة من نصيب كليهما حين وجدا جينا صديقة الأول السابقة تقترب في خطوات واثقة تجاههما نظرت له ايلينا في شك بينما نظر هو الى جينا في ذهول 
اقتربت منهما ومدت يدها لتصافحه فنظر الى ايلينا التي كانت تتابع مايحدث بحيرة امتزجت پغضب من وقاحة تلك الجينا بعد تردد قصير صافحها في استسلام فقبضت على كفه وهي تقول 
مبروك يا يوسف لما قولتلي بجد مكنتتش مصدقة وقولت لازم اهنيك بنفسي 
والتفتت الى ايلينا مواصلة في لهجة تعرف تأثيرها على أنثى مثلها 
ياريت المدام ميكنش عندها مانع ان احنا نفضل اصدقاء 
وأضافت فى دلال أنثوي مستفز وهي تشير
بكفها 
مجرد صداقة بريئة مش أكتر يوسف غالي عليا كتير ده أنا حتى اتعلمت عربي عشانه 
ونظرت الى يوسف نظرة اخيرة فأشاح بوجهه ليخبرها أن وجودها غير مرغوب به فهزت كتفيها قبل أن تهم بالذهاب قائلة 
على كل حال مبرووووك 
من فضلك كفاية كدة أنا عاوزة أرتاح ارجوك طالعها فى حذر وجهها لايبشر بخير مطلقا يبدو أن الحلم الجميل الذى عاشا فيه ان الأوان أن يستيقظا منه على يد جينا 
الفصل الخامس عشر 
خرج يوسف من المرحاض بعد ان انتهى من تبديل ملابسه وأخذ حماما دافئا أزاح عنه كثيرا من ارهاقه وجدها لازالت على حالها تفرك يدها وهى تجلس على طرف الفراش دون أن 
انتي لسة مغيرتيش 
ردت وهي تنظر الى اللاشىء 
ليه يا يوسف 
تراجع خطوتين وهو يتوقف عما يفعله ليسألها في حيرة 
هو ايه اللى ليه 
نهضت وهي تمسك بفستانها هاتفة 
ليه عزمتها بتعزم واحدة من صحباتك القدام على فرحنا يا يوسف وكمان الهانم بتسألني لو صداقتكو تنفع تستمر ولا لا 
بسط كفه فى دفاع 
انا معزمتهاش يا ايلينا متجيبش الكلام من دماغك 
ابتسمت في سخرية 
والله وهيا بقا من باريس عرفت المكان والزمان وكل حاجة وجاية تباركلنا صدفة قالت قدامي انك قولتلها انك اتجوزت انا سمعتها 
رد وهو يلوح بكفيه 
ايوة قلتلها انى هتجوز من فترة عشان أقطع أي صلة بينا لكن لاعزمتها ولا كلمتها 
وضعت يدها في خصرها تصر على اتهامها له 
أومال هيا عرفت منين 
مسح وجهه وهو يحاول ان يهدأ لا يريد أن يضع شكها به من أول ليلة لهما سويا في باله 
هوا خبر جوازنا سر المفروض أنه منشور في كل الجرايد وكل الناس عارفة المكان والزمان 
أطرقت ارضا وهي تلوم نفسها على تسرعها واندفاعها وعدم قدرتها على ترويض غيرتها فاقترب منها قائلا في عتاب 
أنا وعدتك اني عمري ما هجرحك ابدا بص واضح أن عمر ما هيبقا عندك ثقة فيا 
رفعت رأسها فى بطء وهمست في خجل 
يوسف أنا 
عضت على شفتها في غيظ حين عجز لسانها عن تكوين جملة تعتذر بها له عن اتهامها هذا وفى أول ليلة لهما سويا 
ابتعد عنها وهو يخبرها في خيبة أمل 
خدي راحتك وانا هنام برة 
وقبل أن تجد ردا كان يفتح باب الغرفة لينام فى ملحق خاص بالجناح الذي حجزه فى الفندق ضړبت الأرض بقدمها في غيظ لامت نفسها بشدة على تسرعها وافسادها لليلة تمنتها هي أكثر منه عليها ان تثق به اكثر لقد وعدها وسيبر بوعده لن ېجرحها ولن يخنها هي واثقة تمام الثقة من عشقه لها أخذت تجىء وتذهب فى الغرفة وهي تفكر كيف تصلح ما افسدته ابتسمت في خجل عزمت على التخلص 
أنا اسفة حبيبى حقك عليا 
تمعن بها للحظات قبل أن يشيح بوجهه ليخفى نظرة الاعجاب التى لمعت بشدة فى عينيه 
ادرات وجهه من جديد بكلتا يديها هامسة في أنوثة 
متزعلش بقا بحبك وبغير عليك أعمل ايه كان نفسى أجبها من شعرها وأفضل أضرب فيها وأقولها ده حبيبي أنا وبس 
كدة برضه لسة زعلان 
طب كدة برضه 
خلاص يا يوسف خد وقتك أنا داخلة أنام 
هوا أنا كام مرة قولتلك شعرك ده متجيش ناحيته أنا بحبه مموج 
كورت وجهها تتظاهر بالألم 
سيبني يا يوسف مش انت زعلان مني خلاص خليك هنا وأنا هدخل انام جوة 
ما تقومي هوا أنا منعتك لو عايزة اتفضلي 
دخلني انت مش قادرة أقوم شلني اووووف 
لو دخلت جوة مش هخرج 
وأنا مش عاوزاك تخرج ابدا 
ولا أنا هسمحلك تبعدي اصلا 
واتجه بها الى غرفتهما 
تحول شغفه بها الى ادمان 
تحول عشقها له الى رابط تشبث به كيانها بقوة 
لم تخمد ڼار شوقه بوصالها كما ظن بل اشتعلت أكثر وأخذت في طريقها ما تبقى من اعتقاده عن عجز أي أنثى عن التأثير به 
وهي 
تذوب معه 
لم تؤنبها كرامتها مطلقا وهي تهبه حق ملكيتها 
هي ملك يده فقط له فقط تتجرع الحب بين ذراعيه بأسمى الطرق لا خوف لا ألم لا فراق فقد منحها يوسف البدري صك الأمان وهو يهمس بعشقه في أذنها الاف المرات 
أسكت جرس هاتفه للمرة السادسة وهو يلقي به بعيدا حتى سمع صوت استلام رسالة ففتحها ليجدها منها كما توقع 
والله لو مانزلت حالا لاطلعلك أنا وأنت عارف انى مچنونة واعملها 
لولا أنه يدرك چنونها بالفعل لما أطاعها وكان أمامها عند حوض الزهور الخاص به في الحديقة بعد أقل من دقيقة نهضت بسرعة حين رأته أمامها واقتربت تقول

زين والله أنت فاهم غلط أنا عارفة اني غلطانة بس عايزاك تسمعني 
تخطاها ليجلس على طرف الحوض فهو بالفعل يريد ان يسمع منها مايبرد ڼار غضبه وحنقه عليها 
اتفضلي أنا سامعك وبسرعة عشان أنا مش عاوز مشاكل كفاية اللي حصل النهاردة 
ردت وهى تجلس فى المقابل 
نهض في حنق من حجتها المستفزة ورد في صرامة 
مكنش لازم تلبسي سواريه أصلا كنتي البسي أي حاجة وخلاص 
هزت رأسها في اعتراض 
ده فرح ايلينا يازين يعني فرح أختي البس أي حاجة ازاي وبعدين أنا كنت مغطية نفسي بشال بس نسيته في الحمام ما انت عارفني دايما بأنسى حاجتي في كل حتة 
زفر في ضيق يسألها مجددا 
واللي انتي كنتى واقفة تهزري معاه 
مش هتكرر تاني 
خلاص بقا يازين قولتلك اسفة ومش هتتكرر تاني 
انتزع كفه من يدها قائلا في احباط 
بابا لما شافك النهاردة مقدرتش أدافع عنك قدامه مكنتش قادر أنطق 
عقدت ساعديها تخبره في ملل 
زين أنا اعتذرت عن اللي حصل هعمل ايه تاني 
ولا حاجة يا صوفيا تصبحي على خير 
وقبل أن يبتعد بخطواته الواسعة الټفت لها فجاة ليضيف في سخرية 
واه بالمناسبة شغل الجنان بتاع لو منزلتش هطلعلك أنا لو حصل تاني النتيجة هتكون أكبر من مجرد زعل بينا يا صوفيا 
اغمضت عينيها وهي تتابعه يذهب من أمامها بخطوات غاضبة ماذا كان بامكانها ان تفعل هل تخبره لو علم بما تنوي فعله سيعترض بالتأكيد ولكنها ستفعل كل ذلك من أجله هو وعدته فى سرها انها ستكون المرة الاخيرة ستكذب لاخر مرة من اجله فقط 
أما الجنة الحقيقية بالنسبة اليه فوحدها من تمتلك مفتاحها وتعرف كيف تأخذه اليها 
لن تختلف اسبانيا عن سنغافورة
أو حتى جناحهما المغلق في قصره بمصر فقد جاب العالم بأسره وتمنى لو عاد الزمن ليطوفه معها من جديد كي يزرع في كل وطن يذهبا اليه ذكرى مخلدة لعشقهما 
عشقه لها قد وصل حد الهوس وكأنه أطلق العنان لكل ما حپسه بداخله لينطلق دفعة واحدة بحرية ودون حدود كان يحتجزها أحيانا فى الفندق لأيام فقط لتبقى بين ذراعيه يشتم رائحة شعرها المموج الذى اصبح ادمانه 
وفى الوقت ذاته سافر محمود مع سميرة الى الصعيد لعلة طارئة المت بأخيها لتصر على البقاء مع الأخير لعدة ايام فتركها الأول وعاد الى القصر اما زين فقد تحمل على كاهله اغلب العمل بعد غياب شقيقه وفي يوم بينما كان مشغولا بمراجعة بعض الأوراق الهامة على مكتبه تلقى اتصالا من ابيه جعله ينتفض واقفا في ڠضب ولولا أنه أبيه لارتكب چريمة بمن يتفوه بهذا الكلام 
صورة أرسلها له كادت أن تطيح بما تبقى من عقله ترك مكتبه على الفور وكل ما يفكر فيه أن يثبت له سوء ظنه انطلق بسيارته الى حيث العنوان الذى اخبره به وقف امام باب الشقة ينظر الى الرقم ليتأكد استند بجبينه على الباب للحظات وهو يلهث بشدة 
لا يمكن ان تكون صوفيا هكذا ابدا سيكون مدينا لها باعتذار عما سيفعله الان
 

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 66 صفحات