الأحد 01 ديسمبر 2024

أوتار القلب أوس منال سالم

انت في الصفحة 13 من 63 صفحات

موقع أيام نيوز


في حين تأبطت تقى ذراع ليان وسارت معها بتمهل في اتجاه سيارة عدي التي اصطفت على مقربة من المدخل الرئيسي للفيلا الخاصة بزوجها تبادلت معها حديثا وديا آملة أن تخفف قليلا من حالة الوجوم الحزين المسيطر عليها فبالرغم من مكوثها لعدة أيام هنا إلا أنها كانت مقتضبة في كلامها معها فقط الصمت والنظرات الشاردة والتحديق في الفراغ لوقت طويل خشيت تقى عليها من أن تنساق مجددا نحو دوامة الاكتئاب الذي بالكاد تعافت منه وما إن شاهدهما عدي حتى ترجل من سيارته ليستقبل زوجته ببسمة لطيفة تحاشت ليان النظر نحوه كان إحساسها بالذنب متمكنا من كل جوارحها مما جعلها غير قادرة على التطلع إليه أو حتى الاسترسال في الحديث معه استلت ذراعها بهدوء من تقى لتستقل السيارة قبل أن يفكر عدي في تقديم المساعدة لتصيبه بالإحباط مجددا من تصرفاتها الجافة معه مؤخرا والتي تؤكد له عن يقين بائن عزوفها عنه ظل يلاحقها بنظرات حزينة مزعوجة عكست حيرته وضيقه في نفس الآن حتى انتزعه من إمعانه بها صوت تقى القائل

كام يوم وهتبقى كويسة مش سهل اللي مرت بيه
رد عليها بزفير ممتعض
أنا مقدر ده كله بس يا ريت هي تديني الفرصة وإنتي شايفة بنفسك هي عازلة نفسها عننا
ضغطت على شفتيها في أسف كان محقا في قوله ومع ذلك بررت تصرفاتها قائلة
معلش كله هيعدي وبيتهيألي الرحلة اللي طالعينها هتفرق معاها
أومأ برأسه متمتما
أتمنى ده
تصنع الابتسام ليردد بامتنان
شكرا يا تقى على تعبك معانا أنا مش عارف أقولك إيه المفروض إنتي ترتاحي الفترة دي و...
قاطعته بعتاب رقيق
متقولش كده ليان مش مراتك بس دي بنت خالتي الغالية إنت نسيت ولا إيه
حافظ على ابتسامته الباردة قائلا
ربنا يخليكم لبعض
تنحنحت متابعة بخفوت
هاروح أشوف أوس عن إذنك
أشار لها بيده معقبا
اتفضلي
تابعها للحظات حتى وصلت إلى سيارة أوس ثم استدار متجها إلى سيارته ليركب بجوار زوجته وما إن رأته ليان يقترب منها حتى انكمشت على نفسها وأشاحت بوجهها بعيدا عنه ليشعر بغصة مريرة ټضرب حلقه تحلى عدي بالصبر وتنفس بعمق ليحافظ على هدوئه معها فهو بالكاد يحاول التأقلم مع حالتها النفسية المضطربة مؤخرا.
على الجانب الآخر ألقت تقى نظرة خاطفة على الخدم المرابطين أمام زوجها في انصياع تام وهو يلقي على مسامعهم أوامره الصارمة لوحت بيدها للخادمة ماريا التي جلست بالخلف في السيارة لتبقى بجوار ابنتها الصغيرة استدارت برأسها نحو أوس راسمة على محياها ابتسامة رقيقة وضع الأخير ذراعه حول كتفي زوجته ليحاوطها ويضمها إلى صدره وفي نفس الوقت يجبرها على السير معه نحو سيارته رفعت رأسها لتنظر إليه عن قرب قبل أن تهمس بشفتيها
تفتكر إن توقيت الرحلة مناسب
أجابها بثقة ليبدد مخاوفها الواضحة في عينيها الزرقاوتين
كلنا محتاجين ده يا حبيبتي
ردت بقلق ملموس في نبرتها
بس الظروف والوضع أنا حاولت أقنع ليان لحد ما وافقت بس مش ضامنة إن كان التغيير ده هيأثر فيها ولا لأ
علق بغموض زاد من حيرتها
أنا متفق مع عدي على بروجرام حلو لينا كلنا فاطمني
أشعرتها كلماته الواثقة بالارتياح اكتفت بالإيماء برأسها ثم أخفضت نظراتها لتحدق في يده التي امتدت لتفتح باب السيارة لها تورد وجهها من معاملته الراقية معها وإشعارها دوما بأنها ملكته الغالية المتوجة على عرش قلبه هتف بها مشددا بحزم
خدي بالك
ابتسمت له محركة رأسها بالإيجاب
حاضر
كان حريصا للغاية على سلامتها خلال تلك المرحلة من حملها ليكتمل على خير وبالطبع لم يكن ليقوم بأي خطوة فيها دون الرجوع إلى طبيبتها الخاصة واستشارتها وما إن تأكد أوس من استقرارها في مقعدها حتى أغلق الباب والتف حول مقدمة سيارته ليجلس خلف المقود دقائق معدودة وانطلقت السيارات تتبع بعضها البعض في اتجاه الطريق المؤدي للمنتجع السياحي الذي قام بالحجز فيه بإحدى المدن السياحية بالبحر الأحمر لتقضي عائلته بالكامل وقتا مميزا هناك للترويح عن الجميع بعد تلك الفترة العصيبة من الضغوط المستمرة.
...............................................................
كانت السلوى بل ربما طوق النجاة المتاح حاليا لإخراجها من الحصار النفسي الذي أجبرت نفسها على البقاء فيه فمنذ تعافيها وخروجها من المشفى بعد اكتمال شفائها وقد باتت مقلة في حديثها منعزلة عن الجميع وخاصة هو زوجها وحبيبها لذا كان اقتراح أوس بالسفر وقضاء أوقات أسرية معا هو الخيار الأنسب بالنسبة لهما تحديدا الټفت عدي برأسه للجانب ليتأمل ليان الشاردة كانت الأخيرة مستندة بجانب رأسها على الزجاج أخرج نفسا بطيئا مهموما من صدره قبل أن يناديها
ليوو
انتبهت لندائه الهادئ فاستدارت ببطء نحوه دون أن تنبس بكلمة تعلقت نظراته بوجهها الذابل وهو يسألها باقتضاب
جاهزة للرحلة
لم تمنحه إلا ردا فاترا
يعني
تحامل على نفسه ليتجاوز جمودها معقبا بحماس ادعاه
هايكون شهر عسل جديد بالنسبالنا يا بيبي
وكأنه أخطأ في الوصف دون قصد ليعود إلى ذهنها ذكرى الفترة الأولى في حياتهما الزوجية حينما رفضها عن عمد كنوع من التأديب القاسې لوقوعها ضحېة خداع أحدهم ابتلعت ذلك العلقم الذي ملأ جوفها وأدارت وجهها بعيدا عنه
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 63 صفحات