الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

جوازه نت بقلم مني لطفي

انت في الصفحة 34 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز

انا جاي حالا مسافة السكة هكون عندكم
انهى المكالمة ونظر الى منة وهو يقول بينما اعتلى الشحوب وجهه حتى غدا يحاكي شحوب المۏتى
أبويا يا منة قطبت منة في انتظار سماع باقي عبارته
نظر سيف اليها متابع بينما
يحارب عبراته التي غزته بقوة
ابويا بين الحياة يا منة ربنا بياخد لك بحقك وبأسرع مما تتصوري
شهقت منة واضعة يدها على فمها خوفا وقلقا على هذا الصرح الشامخ والد سيف والذي كان دائما يغدق عليها بحبه ورعايته ويقف بالمرصاد لأي شيء أو أي شخص يكون السبب في اصابتها بحزن أو سوء حتى وان كان هذا الشخص حماتها زوجته نفسها
تحدثت منة پخوف متقطع
عمي وافقها سيف بهزة من رأسه بينما انهمرت الدموع تغطي وجهها ولسان حالها يقول بينها وبين نفسها
مش قلت لك يا سيف اللي حصل کاړثة بجميع المقاييس وربنا يستر من اللي جاي
الحلقة الثالثة عشرة
نظرت منة الى ابنتيها الغارقتين في النوم على المقعد الخلفي للسيارة رنت بطرف عينها الى سيف الذي كان يتطلع الى الطريق بنظرة جامده وجبين معقودوقد اعتلت سيمات التجهم والقلق وجهه كتمت تنهيدة عميقة وأسندت رأسها الى زجاج النافذة بجوارها وقد شردت في احداث السويعات الاخيرة منذ تلقي سيف نبأ سقوط والده فريسة المړض وعودتهما سريعا الى والديها واللذان ما إن علما بما حدث لوالده حتى أصرا على ان تسبقهما منة مع زوجها وأن يبلغوهما بالأخبار أولا بأول على أن يلحقوا بهم ما ان تستقر حالته الصحية فكما اخبرهم سيف الزيارة ممنوعة تماما بأمر الطبيب المعالج تذكرت منة كلمات والدها الاخيرة لها حين انفرد بها قبيل مغادرتها مع سيف حيث ربت على كتفها ناصحا لها
منة حبيبتي انسي دلوقتي أي خلاف أو زعل بينك وبين جوزك لازم تكوني معاه في وقت زي دا أهله ناس كويسين وماشوفناش منهم أي حاجه وحشة لا سمح الله وحماكي الحاج عبدالهادي بيحبك وبيعتبرك بنته الخامسة لازم يشوفوكي معاه أنا متأكد ان وجودك جنبه في الظروف دي هيسرع من شفاء عمك بإذن الله لأنك على ما حكيتيلي سبب اللي حصله انه عرف باللي ابنه عمله يبقى وجودك معاه هيفرق مع الحاج عبدالهادي كتير
أومأت منة برأسها موافقة وقالت بهدوء
اطمن يا بابا بنتك هتتصرف زي ما ربيتها بالظبط انا بنت ناس يا بابا وعارفة ان بنات الناس في محڼة زي دي لازم يسدوا فيها واي خلافات أو مشاكل تتأجل لبعدين
عادت منة من شرودها على صوت استيقاظ ابنتيها اللتان تساءلتا عن موعد وصولهما فأجابت بابتسامة صغيرة
قربنا حبايبي خلاص خدوا اشربوا العصير دا وكلوا الساندوتشات اللي عملتها تيته اكيد انتو جعانين دلوقتي
فتحت الحقيبة البلاستيكية التى بحوزتها وناولت ابنتيها علبتي عصير وبعض الشطائر الخفيفة والتي سبقت أن أعدتها أمها لها ألقت
بنظرة خاطفة الى سيف ثم مدت يدها اليه بشطيرة وعلبة عصير نظر اليها بلمحة سريعة ثم أعاد انتباهه الى الطريق قائلا بجمود
ماليش نفس يا منة كلي إنتي والبنات
لم تستطع منة التزام الصمت وأصرت عليه قائلة
ماينفعش يا سيف انت من امتى ما اكلتش لازم تاكل علشان تعرف تقف على رجليك وتصلب طولك والدتك واخواتك محتاجين لك ووالدك اكيد محتاجك جنبه دلوقتي
رماها بنظرة سريعة قبل ان يتساءل بهدوء
وانتي يا منة تطلعت اليه بحيرة فتابع
وانتي مش هتاكلي نظرت اليه منة بتردد ولكنها رحبت بتغييره للموضوع وأومأت مجيبة وهي تقضم شطيرتها بوجوم وشرود
وصلوا بعد رحلة قاربت الخمس ساعات اتجهوا رأسا الى المشفى حيث والده وكان قد علم عنوانها من سمية شقيقته عندما هاتفها وهم في الطريق الى البلدة
صعد سيف الى الطابق حيث غرفة الرعاية المركزة بعد أن سأل في استقبال المشفى الخاص يرافقه زوجته وابنتيه ما ان وصلوا الطابق المنشود حتى علمت منة أنه الطابق الصحيح فقد شاهدت عددا غفيرا من الرجال يتجمع في ممر الطابق ولاحظت تواجد شقيقات سيف اللاتي يجلسن بجوار والدتهن المتشحة بعباءتها السوداء بينما يلتف وشاحا أسود اللون حول رأسها وتجلس مطأطأة برأسها الى الأسفل بينما تضع يدها على رأسها ومنظرها يوحي بحزن قوي
اتجه سيف الى والدته تتبعه منة تمسك بيدي ابنتيها انتبه
لحضوره الموجودون فسارعوا بالقاء التحية عليه احترمت منة طريقة استقبالهم لسيف فمع أنه مؤكد أنهم يعلمون ولو بضع معلومات بسيطة عن سبب سقوط كبيرهم صريع المړض ولكنهم لا يملكون سوى احترام الإبن فهو ابن كبير بلدتهم وأمره فيهم مطاع واحترام ولده من احترامه هو
شوفت اللي حوصل يا سيف يا ولدي بوووك ۏجع مرة واحدة يا ولدي أنا مجدرش أصدج لدلوك اللي حوصل
ربت سيف على رأسها مهدئا إياها وهو يقول راغبا ببعث الطمأنينة في نفسها طمأنينة هو أبعد ما يكون عنها
أطمني يا أمي الحاج هيقوم منها ان شاء الله
الټفت شقيقاته حوله وهن يبكين حتى سلمى كانت معهم والتي طردها زوجها بعدما علم بأمر سيف فهو شقيقهم الوحيد وعزوتهم ولم يستطعن تصديق ما سمعنهن بل هن على يقين من أن هناك سر مخفي وأن سيف سيزيح النقاب عنه ليضع كل فرد لسانه داخل فمه وليعلم الجميع ان إبن عبدالهادي ليس من يقوم بهذه الافعال الشائنة المعيبة
اقتربت منة جاذبة ابنتيها لتسلم على حماتها التي بادلتها السلام بصوت مشروخ لكثرة البكاء رحب بها شقيقاته وأفسحن لها لتجلس بجوارهن بينما تركهن سيف متجها الى غرفة الطبيب المعالج للوقوف على حالة والده تماما ولكن سبقه الطبيب الذي قدم اليهم فسارع سيف اليه مستفسرا عن حالة والده أجابه الطبيب والذي يعلم مدى أهمية هذا الرجل الذي يرقد بالداخل بالنسبة لهذه العائلة بل والبلدة أجمع قال الطبيب بلهجة رسمية وان تخللها بعض الشفقة
الوالد حالته حرجة أوي للأسف الضغط ارتفع عنده أوي وهو دا سبب اللي حصل له
سيف برجاء
أرجوك يا دكتور صارحني والدي عنده إيه بالظبط
الطبيب متنهدا بعمق وهو يربت براحته على كتف سيف
للأسف الوالد اتعرض لأزمة قلبية حادة احنا هنعمل قسطرة وربنا يسهل ونشوف نتيجتها هتبقى ايه المهم انه مافيش أي انفعال من أي نوع علشان كدا أنا مانع عنه الزيارة خالص حالته ما تستحملش أي انفعال سواء زعل أو فرح ثم قطب متسائلا
صحيح الحاج بيسأل على واحده من بناته وما بطلش يندهلها
قطب سيف متسائلا
مين من اخواتي يا دكتور
الطبيب بتلقائية
أعتقد منة كان بينادي طول ما هو في نومه عليها
شحب وجه سيف وأغمض عينيه بشدة ليفتحهما على اتساعهما محدقا بقوة أمامه وهو يكرر عبارة الطبيب
منة ثم الټفت الى الطبيب مستفهما
هي ممكن تدخل له سكت الطبيب قليلا ثم نظر اليه قائلا بهدوء
هو المفروض لأ لكن بما انه ما بطلتش ينادي عليها من ساعة ما جه فأعتقد انها ممكن تدخل له بس مش أكتر من 5 دقايق ويا ريت ما تتعبوش في الكلام تدخل تبص عليه وبس
اتجه سيف حيث منة وشقيقاته ووالدته وأشار لمنة التي قامت متجهة إليه بينما أخذت سميحة شقيقته البنتان قائلة أنها ستذهب لشراء الحلوى لهما من كافتيريا المشفى سارت منة الى سيف ووقفت أمامه متسائلة
خير يا سيف فيه حاجه نظر اليها سيف بغموض قبل أن يشيح برأسه مجيبا
الحاج عاوز يشوفك وانا استأذنت من الدكتور انك تدخلي له 5 دقايق بس
منة
بدهشة وحيرة
وانت مش هتدخل معايا
أشاح سيف بنظره بعيدا وأجاب بجدية تخللتها نبرة حزن وأسف
أنا بالذات مش لازم يشوفني دلوقتي خالص انتي ناسية ان الدكتور مانع عنه الانفعالات
هزت منة رأسها لأعلى وأسفل وتقدمته حتى غرفة الرعاية حيث أعطتها الممرضة المسؤولة كمامة للأنف لترتديها
ألف لا بأس عليك يا حاج إن شاء الله أجر وعافية وهتقوم لنا بالسلامة قريب بإذن الله
ارتعشت جفونه قبل
أن يفتحها بضعف فأضحت الصورة مهتزة أمامه ثم تحدث بصوت بالكاد يخرج منه
من منة بتي شهقت منة عاليا ورفعت رأسها لتطالعها عيناه المتعبتان وهما تطالعانها بوهن هتفت منة بصوت باك
ألف لا بأس عليك يا حاج ما تجهدش حضرتك نفسك في الكلام الدكتور طمنا ان شاء الله خير
ابتسم عبدالهادي ابتسامة خفيفة وتحدث بصوت واهن متقطع
اللي يريده ربنا هيكون يا بتي أني عاوزك تسمعيني منيح أني مش هسيب حجك واصل اللي عمله فيكي هرجعلك حجك منيه تالت ومتلت
ابتسمت منة وقالت وهي تربت على يده
قوم لنا إنت بالسلامة الأول يا حاج وبعدين سيف معملش حاجه سيف ابنك يا حاج عمره ما هيعمل حاجه تزعلك منه
نظر اليها عبدالهادي نظرات لوم وعاتبها قائلا بصوته الضعيف
بتكدبي علي يا بتي إنت فاكراني مش هجدر أعرف إذا كان عمل صح ولا معملش
نظرت منة الى البعيد وهى تجيب داعية الله في نفسها أن يغفر لها كذبتها فهي لا تريد إلا رأب الصدع بين حماها وإبنه وأن يشفى من محنته تلك فهي ابدا لن تكون المعول الذي يهدم ترابط هذه الأسرة ويجعل قائدها ينهار كما حدث اجابت منة بابتسامة صغيرة
يا حاج الكلام اللي وصلك وعرفناه من سمية دا مش مظبوط قوم حضرتك بالسلامة واحنا هنفهمك كل حاجه وعلى فكرة بقه سيف واقف بره مقعدش من ساعة ما جينا الخبر جالنا واحنا في اسكندرية وجينا على هنا على طول وما ريحش ثانية واحده في السكة ولما الدكتور سمح اننا ندخل هو رفض خاف عليك أحسن تنفعل لما تشوفه
سأل عبدالهادي
انتو جيتو من اسكندرية مش من مصر
إلتقطت منة تردده وانتهزت الفرصة لتعضد كلامها السابق واجابت ببراءة مزيفة
آه احنا سافرنا يومين اسكندرية نغير جو فرصة احمد اخويا هنا في اجازة والخبر جالنا انهرده الصبح واول ما عرفنا جينا على طول حتى بابا وماما كانوا عاوزين ييجوا معانا بس للاسف المشوار من اسكندرية لهنا طويل شوية وماما مش هتقدر تركب المسافة دي كلها بس أول ما ينزلوا القاهرة ان شاء الله هييجوا يسلموا على حضرتك على طول
تقصدت منة أن تخبره برحلتهم الى الاسكندرية فمعنى ذلك

أن حياتهما سوية تسير بشكل طبيعي بدليل سفرهم الى الاسكندرية بصحبة أهل زوجته فلو كان ما سمعه صحيح لم تكن عائلتها لتسمح له بالاقتراب من ابنتهم ثانية او الاجتماع بهم في أي أمر هي إذن لم تكذب بالفعل هي سافرت برفقة ذويها وهو سافر بمفرده ولكنها فقط خبأت عنه أن كلا منهما قد سافر بمفرده وان سفر سيف للاسكندرية كان بقصد اقناعها بالعودة اليه كل هذا لا يهم ما يهم الان أن يشفى هذا الأب العظيم وبعد ذلك لكل حاډث حديث
قطب عبدالهادي وتحدث في ريبة
الحديت ديه صح يا بتي انتو كلاتكم كنتو في اسكندرية سوا
أقسمت منة قائلة
والله العظيم يا حاج كلنا كنا في اسكندرية انا وبابا وماما واحمد ومراته وبنته ومعايا البنتين وسيف
33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 51 صفحات