داه عم إذنكم.... إتجهت سريعا نحو غرفتها لتغلق الباب وراءها پعنف مصدرا صوتا عاليا....تاركة والديها ينظران لبعضهما بحيرة و ألم على إبنتهما العنيدة..... تزامن صوت إغلاق باب الغرفة مع خروج محمد من الشقة نهائيا و رأسه يكاد ينفجر من شدة الأفكار التي تزاحمت فجأة داخل دماغه بعدما سمعه..... ____________________________________ تنهدت ليليان بتعب و هي تصعد آخر درجة من السلم الرخامي لفيلا البحيري متجهة نحو غرفتها....دلفت إلى الداخل و هي تسير علي أطراف أصابعها حتى لا توقظ صغيرها الذي من المفترض أن يكون نائما كعادته بالداخل و بجانبه مربيته تنتظر مجيئها حتى تغادر لكن عندما تتأخر ليليان في العمل فهي تتركه مع جدته كاريمان او اي فرد من أفراد العائلة .... نزعت حذائها و رمته جانبا عند مدخل الغرفة ثم أكملت سيرها تبحث بعينيها عن صغيرها فوق سريرها.... جفلت و توقفت مكانها عندما تفاجأت برؤية أيهم يتكئ على الفراش موليا ظهره للباب و يحدث الطفل النائم و كأنه يسمعه..... إستوى
في جلسته عندما شعر بوجودها ثم إلتفت نحوها و قد ظهرت على وجهه إبتسامة سعيدة.... وقف متجها نحوها قائلا بهدوءإتأخرتي و المربية روحت فقلت أقعد شوية مع أيسم.....كنت بحكيله حكاية لحد مانام..... أومأت له الطرية باستمتاع هاتفا بخفوت على فكرة أنا لسه جوزك يعني تقدري تشيلي حجابك قدامي.... أجابته دون تتحرك من مكانها الوقت تأخر و انا تعبانة و عاوزة أنام...أيسم معاك طول اليوم و كمان تقدر تشوفه بكرة..... ايهم بلطفأنا كنت مستنيكي عشان آخذه ينام عندي في أوضتنا.... ليليان بجمود حيضايقك عشان بيصحى في الليل إنت مش حتقدر تهتم بيه..... أيهم برجاء طب تعالي معانا ننام كلنا في او..... ليليان بمقاطعة لا انا تعودت أنام هنا و أيسم كمان.... ايهم و قد فهم مايدور بخلدها لكنه ظل على هدوءه طيب ممكن أنام معاكم هنا... عاوز إبني ينام في حضڼي مرة واحدة بس... ليليان برفض لو سمحت كفاية كده إحنا قريب جدا حنطلق و مينفعش اللي إنت بتعمله داه.... ايهم بهدوء رغم غضبهيعني مفارقش معاكي حوارنا المرة اللي فاتت.... مفيش حاجة تغيرت ليليان بحدة و قد شعرت بثقل الهواء من حولها عشان اللي طلبته مستحيل...إني ابقى على ذمتك بقية عمري حتي لو كل واحد فينا في مكان ثاني داه شيئ مستحيل... أيهم بتهكمطيب نفضل مع بعض.... ليليان بحنقإنت بتهزر... هو إنت فاكرني نسيت اللي إنت عماته فيا زمان....أكثر من عشر سنين عيشتني فيهم في حجيم... ذوقتني فيهم كل أنواع الذل و العڈاب و عاوزني أنسى و أرجعلك..... ايهم بهدوء مستفزطيب عاوزة إيه من الاخر ليليان و هي تغلق عينيها محاولة تهدأة نفسها نتطلق و كل واحد منا يشوف حياته كفاية السنين اللي ضاعت من عمري...أنا رجعتلك شركتك والمستشفى بتاعتك... و حتنازلك على حقوقي كلها مش عاوزة منك حاجة و حسيب الفيلا و أجر شقة صغيرة ليا أنا و إبني....انا قدمت في كذا مستشفى و أكيد حلاقي شغل ثاني قريب جدا و إستقالتي حتكون بكرة على مكتبك.. أيهم بسخرية و هو مازال منشغلا بالنظر للصغير و إيه كمان ليليان ببساطة ولا حاجة....حشوف حياتي وإنت كمان شوف حياتك.... إحنا مش اول كوبل يطلقوا...... أيهم بابتسامة مريرة معيدا كلامها بنبرة بطيئة صح مش اول كوبل يطلقوا... رفع عينيه نحوها واضعا يديه على جانبيه عاملة حساب كل حاجة يعني....بالسرعة دي قدرتي تنظمي حياتك من ثاني ليليان ببرود إنت سايبني بقالك أكثر من ثلاثة سنين... فترة كافية عشان اقدر ارتب حياتي من ثاني... أكملت باستفزاز لو كنت طلبتني قبل ماتسافر كنت رجعت لقيتي تجوزت... إسترقت ليليان النظر إليه بعد أن شعرت بمدى قسۏة كلماتها لتجده يحدق في أرضية الغرفة و قد إشتدت قبضتاه على لحاف السرير حتى كاد يمزقه....مغمضا عليه بقوة حتى تجعد وجهه.. لم تمض لحظات قليلة حتى فتح عينيه من جديد مزفرا الهواء عدة مرات قبل أن يتحدث بصوت مرتعش هوالدكتور أسعد رجع المستشفى من ثاني أجابته دون تفكير لا من ساعة ما طردته من المشفى قبل ما تسافر مشفتوش ...و بعدين هو مفيش غيره و إلا أنا ميستاهلش
إني أحب و أتحب........ إرتفعت زاوية شفتيه بابتسامة حزينة قبل إن يهتف للأسف إنت مينفعش غير تتحبي..... رفعت رأسها بغرور مزيف و هي تكتف ذراعيها أمام صدرها قائلة طيب حيث كده إبتدي في إجراءات الطلاق عشان نخلص..... هز الاخر حاحبيه بسخرية يعني مفيش حل ثاني.... أجابته بحدة طبعا لا انا مصرة و اظن إن داه من حقي..... تحدث متنهدا طيب و ايسم أجابته بحيرة ماله داه إبني و مكانه الطبيعي معايا.... قاطعها بصوت هاديبس داه كمان إبني و مكانه الطبيعي معايا انا بردو...... ليليان بنفاذ صبر من هذا النقاش العقيم حسب رأيها بلاش تلف و تدور عليا بالكلام زي عوايدك.... رجوع مش حرجعلك لو إنطبقت السماء على الأرض و لو على ايسم داه إبني و حعرف إزاي اهتم بيه لوحدي متقلقش نفسك.... ايهم بغموض طيب و إنت فاكرة إن ماما و بابا حيسيبوكي تخرجي من البيت
و تبعدي عنهم حفيدهم الوحيد .... ثم إزاي حتقدري تعيشي لوحدك في شقة و عيلتك موجودة.... ليليان پألم دي عيلتك إنت.... انا معنديش عيلة مش داه كلامك ليا زمان انا مجرد ضيفة هنا.... انا امي ماټت و ابويا رماني و جوزي ذلني و عڈبني سنين طويلة... مفضلش ليا غير إبني هو عيلتي الوحيدة.... أيهم بتماسك رغم تأثره بكلامها دي عيلتك اللي ربتك و كبرتي وسطيها و إنت عارفة هما قد إيه بيحبوكي و عمرهم محسسوكي بحاجة...إنت أكيد مش حتقدري تكسري بخاطرهم و تسيبي البيت كده فجأة.... و أيسم محتاج أنه يتربى في جو العيلة مع ابوه و أمه إنت أكثر واحدة عارفة أهمية العيلة.. ليليان باندفاع قصدك إيه
دلوقتي بقيت أنا الۏحشة و عاوزة ابعد إبني عن أهله و ابوز نفسيته.....انا مقدرش اقعد هنا و إنت عارف كده كويس و عمي و طنط اكيد حيفهموا انا عملت كده ليه أيهم بابتسامة بعد أن نجح في إستفزازها أنا أكيد مش حمنعك تروحي اي مكان إنت عاوزاه و مش حمنعك تتجو.... زي و تشوفي حياتك من ثاني... نطق بصعوبة قبل أن يتوقف قليلا ثم إستانف حديثه من جديد بس إبني مش حيسيب بيته و عيلته... مكانه هنا و لو عاوزة تفضلي جنبه أهلا و سهلا بيكي مش عاوزة إنت حرة.... صړخت ليليان بعد أن فقدت السيطرة على نفسها عاوز تاخذ مني إبني هي حصلت... طبعا مش حستغرب منك حاجة ما إنت عملت اللي أسوأ من داه . فلتت منه ضحكة قصيرة غير مرحة ليقف من مكانه متوجها نحوها ببطئإهدي... إهدي.... مفيش حد يقدر ياخد منك إبنك....إهدي يا لولو. رمقته بحنق قبل أن ترفع سبابتها في وجهه قائلة بټهديد متقليش لولو..... هز كتفيه الفصل الخامس الجزء الثاني صړخ عمر بنفاذ صبر في وجه الطبيب الذي يتابع حالته منذ سنتين و هو يلقي بحزمة الأوراق التي تتضمن تحاليله الطبية قائلا پغضببقالي سنتين.. سنتين و انا بسمع منك نفس الكلام....أصبر و استنى خذ الدواء داه.. إعمل كده و متعملش كده سنتين و مفيش حاجة تغيرت...صارحني و قلي إذا حالتي ميؤوس منها انا حفهم و حتصرف بس متودينيش و تجيبني زي العيل الصغير و في الاخر مفيش حاجة.... متدينيش أمل كذاب يخليني أحلم بحاجة مستحيلة انا خلاص زهقت و مليت و صبري نفذ و معادش ليا طاقة.... لا انا و لا مراتي.... إرتمى جالسا على الكرسي ليفرك وجهه بتعب غير مهتم بنظرات الطبيب المتأسفة لحاله....
مد له الاخر كوب ماء و هو يحاول تهدئته قائلا بعملية إهدى يا أستاذ عمر انا فاهم و مقدر حالتك بس
صدقني النرفزة و الزعل مش كويسين علشانك...إنت بقالك سنتين بتتعالج عندنا و الحمد لله حالتك بقت أحسن بكثير و إن شاء الله حنسمع اخبار كويسة قريب بس لازم تكون صبور و هادي أكثر من كده في ناس بتقعد تتعالج بين خمس و عشر سنين و أحيانا أكثر.... رمقه عمر بحنق و هو يضع الكوب فوق المكتب متمتما بغيضلسه بيقولي اصبر طبعا ماهو مش اللي رجليه في المية... يلا إكتبلي لو في دوا او تعليمات عشان عاوز أمشي من هنا انا کرهت ام المكان داه... إبتسم الطبيب و هو يخفض رأسه ليدون بعض الملاحظات بسرعة في ملفه قائلا إنت حتستمر على الأدوية القديمة و إن شاء الله المرة الجاية حنسمع اخبار كويسة موعدنا كالعادة كمان أسبوعين . صافحه عمر على مضض قائلاإن شاء الله. تنهد بعمق و هو يغلق باب المكتب وراءه ليسير في البهو بخطوات متثاقلة و قد بدأ يتملكه اليأس من حالته فكلام الطبيب لاجديد فيه... في كل مرة يلقي على مسامعه نفس التعليمات و النصائح... توجه نحو إحدى الكراسي الموضوعة في إحدى الزوايا ليجلس عليه بعد أن أحس بثقل ساقيه و عدم
إستطاعته إكمال السير ډفن رأسه بين كفيه و قد تهدلت أكتافه بعجز...شعر بغصة في حلقه عندما تذكر هبة التي تنتظره ليهاتفها و يطمئنها ماذا سيقول لها الآن.. من أين سيأتي بالقوة و الصبر حتى يهدئها و يقنعها بقرب الڤرج إذا كان هو نفسه قد تعب و بدأ الياس يتسلل بداخله رويدا رويدا كيف سيواجه والدته و عائلته الذين لا يكفون عن طرح موضوع الأطفال أمامه دون مراعاة مشاعره او مشاعر زوجته التي تحاول دائما إخفاء ألمها و تجاهل إيحاءاتهم حول فشلها في أن تصبح أما و تحريضهم له أحيانا بالبحث عن زوجة أخرى تهب له أطفالا... نزلت دموعه دون وعي منه و هو يناجي ربه في سره لييسر أمره و يفرج عنه... أدار رأسه للجهة الأخرى ليمسح دموعه عندما شعر بيد أحدهم تربت على كتفه ثم تنحنح لينظف حلقه قليلا لا يريد لأحد أن يرى ضعفه و إنكساره الذي ناولته هبة منديلا ورقيا ليأخذه منها و هو
يحاول رسم إبتسامة خفيفة على وجهه لتقول هبة بصوت هادئ متحملش نفسك أكثر من طاقتها و بعدين انا مليش دعوة بكلام الدكاترة الفارغ داه... أنا أملي في ربنا كثير و انا كل يوم بدعي عشان يحقق حلمنا و انا متأكدة إنه مش حيخيب ظننا...دي آخر مرة تيجي فيها المكان داه..من النهاردة مفيش لا أدوية و لا