هل من مفر الهام رفعت
على كتفيه وهو يردد مهدئا إياه
اهدى يا سالم مش كدة اومال الحريم يعملوا ايه لما انت بعمل في نفسك كدة .
لم يستطع سالم الكف عن حزنه على ابنه فطالما حذره من التعامل مع هؤلاء البشر متحجري القلب وها هي نهايته اضحت على ايديهم تنهد بحزن وهو يردد بأسى
ربنا يرحمك يا عيسى ربنا يرحمك يا ابني ...
علم جميع من في القصر بۏفاته وتم عمل مأتم له في ساحة القصر ليتوافد عليها الجميع وتم هذا بسرعة كبيرة فاكرام المېت دفنه كما هو متعارف عليه كان شاغل سلطان في هذا الجمع الغير مجدي بالنسبة له هو اختفاء عمار فلم يره منذ ليلة امس وكذلك مكرم الي لم يحضر العزاء هو الآخر زفر بقوة لا يعرف ماذا يفعل او يسأل من فحتى هناك الكثير من رجاله مختفين بدا الموضوع مريب ولكنه تأن في نفسه فربما هناك ما شغله بالتأكيد وتنهد ليكمل جلسته بجانب اخيه الذي لم يصمت بعد ..
أنتي جاية بتعملي ايه هنا يلا امشي .
تجاهلت منى حديثها كأنها لم تسمعه بالأساس حيث تصلبت نظراتها المدهوشة على مارية الملقية على الأرضية وهيئتها مبعثرة
ويبدو أن والدتها كانت تتطاول عليها بالأيدي فخدودها حمراء كالدم تشبيه وجهت بصرها لوالدتها وسألها بذهول
استحوذ عليها وهي تشير على مارية
ردت والدتها عليها بنبرة
مهتاجة وهي تدفعها لتغادر المكان
قولتلك ملكيش دعوة يلا اطلعي على اوضتك .
نفضت ذراع والدتها وتحركت للداخل وهي تتطلع على حالة مارية بأسى اكملت بتبرم وهي توجه بصرها لوالدتها
ليه كدة يا ماما عمار لو عرف باللي عملتيه ده ممكن يزعل منك انتي مش عارفة هو بيحبها قد أيه .
عمار عمار اخوكي ھيموت بسببها الست سمت اخوكي ويا عالم حالته ايه دلوقتي من الصبح معرفش عنه حاجة .
ايه القرف ده .
انا تعبانة قوي مش قادرة .....
في مكان آخر وقف مكرم منتصفا رجال عمار وهو يتحدثون عما حدث لعيسى لم يهتم مكرم وهتف بعدم اكتراث منزعج
بلاش تجيبوا في سيرته احنا ناقصين قرف خلينا نشوف اللي جوه ده عامل ايه .
عمار عامل ايه لسه عايش .
اجابه سعدون بنبرة واثقة وهو يرسم قناع التعالي
يا سعادة البيه انت جاي عند سعدون سعدون اللي لو أكل سم يقول عاوز كمان .
نظر له مكرم باقتطاب سأله بامتعاض
يعني هو عامل ايه السم خرج منه .
اشار سعدون له حول الداخل وقال بمغزى
هو انا مخبيه اتفضل ادخل شوفه بنفسك .
لم يلبث مكرم موضعه حتى ولج لداخل تلك الغرفة التي قضى فيها ساعات مع هذا الرجل تدرج مكرم نحو الداخل وعيناه تبحث بتلهف عليه في ركن ما بالغرفة رثة الهيئة وجده مستلقيا على احدى الأرائك الشبه متهالكة ويبدو عليه بأنه لم يعاني من أي ألم دنا منه مكرم ليجثو على ركبتيه امام وجهه سأله بقلق
عمار حاسس بأيه لسة فيه حاجة بټوجعك .
نظر له عمار بأعين شبه مجهدة رد عليه باستفهام
مارية عاملة ايه اوعى حد يقربلها هكسر الدنيا لو حصلها أي حاجة .
حرك مكرم رأسه بتفهم مدركا عناده فهو لا يهتم بما هو عليه الآن قدر ما يكترث لأمرها رد بعدم رضى
هتفضل كدة على طول معاها دي كانت عاوزة تقتلك لو ملحقناش وجبناك هنا كان زمانك مېت .
قطبت تعابير عمار من ثرثرته الدائمة اعاد سؤاله بحنق عكس انفعاله مما تفوه به
هي كويسة محدش عملها حاجة انا بنفسي اقنعت مرات عمي متعملهاش حاجة علشان انت متزعلش .
اقصى عمار انظاره من عليه ليتطلع للأعلى بشرود في تلك الليلة التي احبها حرفيا من مبادلتها الحب له وابتسم وهو يتذكر لمساتها
أنا عاوزك تجيبهالي هنا قولها عمار عايز يشوفك ....
توغنت منى أن تأتي الطبيبة لفحصها فحالتها تلك ليست اعراضها بجديدة عليها وشكت في امرها لم يعجب راوية تصرف ابنتها الوخيم من وجهة نظرها ولكن لاجل ابنها وافقت بدأت السيدة بفحص مارية التي بالفعل مريضة ترقبت منى ما يحدث لتتأكد من حدسها وظنونها في تلك المسألة وكذلك راوية الممتعضة مما يحدث ولكنها ارضخت لما يحدث لتنتظر هي الأخرى أن تنتهي الطبيبة وكذلك مارية التي تنظر فقط امامها بحزن وضياع فقد اوصلت نفسها للهاوية وهذا بفضل والدها وما فعله من بذائة جعلتها تمقت من حولها ليضحى هو الجاني الذي تسعى
لأخذ حقوقه تنهدت بحسرة وألم فقد انخدعت في قناع الطيبة الدائب ارتداءه امامهم حيث وضعت في حسبانها والدتها المخدوعة هي الأخرى فماذا سيكون ردة فعلها حينما تعلم بالحقيقة ولكن اجابتها على
هذا السؤال بأن والدتها لن تتحمل وتوجست مارية من اصابتها بعلة ما حينما تنصدم من شخصيته المنكودة عن جميع من حوله تنهدت پألم وانتظرت ماذا ستخبئ لها الأيام بعد وقت مر عليهن كسويعات باتت اعصابهن فيها مشدودة نهضت الطبيبة بعدما انتهت وتحدثت بجدية وهي تنظر لراوية
الست مارية حامل يا حاجة راوية .
وقعت تلك الكلمات على راوية لتصيبها بحالة غير مفهومة وذلك حينما تركزت انظارها على السيدة وعن منى فقد صدق حدسها فهي شكت في الأمر فهو اولى اعراض الحمل وعن مارية كانت في عالم آخر وردي رسمه عقلها الباطن فور سماعها لتلك الكلمات المقتضبة التي عانت لها الكثير والتي اشعرتها بأن الحياة تفتح لها ذراعيها من جديد لتخطو هي معه لبر أمان خالي مما مر عليهم وجهت راوية انظارها نحوها فهذة تحمل قطعة من ابنها كانت تخشى عدم حدوث ذلك ولكن قلبها دفعها بأن تعدل في معاملتها معها من الآن حيث هبت قائلة بحزم
تعالوا انتوا الإتنين ساعدوني نطلعها اوضتها .
ابتسمت مارية لرؤية نظرات الرضى في عيناي راوية تجاهها ولكن ما لم ينتبه له أحد وجود تلك الأعين التي تتربص لهما پغضب جم حيث راقبت شيماء ما بحدث بحذر بعدما ابلغت عمار بعلاقتها هي وعيسى فطنت انه ربما سيتخلص منها مثله ولكن ما أغاظها حتى الآن بقاءها حية اشتد ڠضبها أنها تحمل في احشاءها طفلا منه وباتت نظراتها الحانقة تتسلط عليهما خاصة ارتضاء راوية عليها وبالتالي عدم المساس بها وسيرتفع شأنها ادركت هنا بأن وجودها في ذلك القصر اوسك على الإنتهاء شهقت پخوف بأنها ستترك حياة الترف تلك وتعود كما كانت وبالتالي ضياع فرصتها في التقرب لعمار التي لطالما حلمت بنظرة واحدة منه خرج الموضوع لمنحنى آخر جعل الحس الشيطاني
بداخلها هو من يتولى زمام الأمور ابتسمت شيماء بحبث ولؤم فقد عرفت وجهتها لمن سيخلصها منها ومن غيرها والدتها السيدة فريدة التي تعلم كم العداوة التي بداخلها تجاههم تنهدت شيماء براحة واستدارت لتتوجه لها فلا مجال للإنتظار الآن ......
جلست اسماء تبكي في صمت بحانب احدى الأشجار فقد تأجل زواجها بسبب مۏت ذلك الحقېر لما كل هذا فحتى وهو غير موجود يعيق فرحتها من اكتمالها تنهدت بحزن واقنعت نفسها ريما يحمل لها الله الخير اومأت برأسها لترضخ لارادة الله وابتسمت برضى كفكفت دموعها بكفي يديها واستعدت لتنهض ولكن دخول تلك الفتاة بهيئتها المريبة ساور الشكوك بداخلها وهي تتساءل ماذا تريد وراقبت دخولها للفيلا ونهضت خلفها لتستفهم عن وجودها حيث ولجت شيماء الفيلا لمقابلة فريدة لأمر هام لم تتراخى فريدة قي مقابلتها حينما اخبرتها بأن الموضوع يتعلق بأمر ابنتها وقفت فريدة
امامها لتسألها بنبرة اظهرت قوة هذة المرأة
انطقي بسرعة موضوع ايه اللي يخص مارية بنتي .
ارتبكت شيماء من خشونة هذة السيدة في التعامل ولكن لا مجال للتراجع ردت شيماء بنبرة مترددة ولكنها اظهرت مكرها
انا جيت اقولك أن بنتك حامل اصل اللي اعرفه أنه جوزها قتل ابوها فقولت لنفسي يمكن عايشة حياتها من وراكوا ومفهماكوا انها هتنتقم ولا حاجة .
حملقت فيها فريدة بنظرات غاضبة ارعبت شيماء بالفعل وجعلتها تزدرد ريقها بتوتر جم هتفت فريدة پغضب مدروس
انتي متأكدة يا بت انتي انها حامل ولا علشان غيرانة منها جاية تقوليلي كدة .
نفت شيماء بشدة
لو مش مصدقاني خليها تجيلك هنا والست تكشف عليها ووقتها هتتأكدي اني مش بكدب صمتت لتتابع بمكر مكبوت زاد الوضع سوءا
وبنتك اللي كنت فاكرة اتجوزني عليها علشان مش طايلها طلعت متفقة معاه يعمل كدة علشان يضحكوا عليكي وانتي تقولي دا هتنتقم منه طلع كل ده كڈب وهما مع بعض من زمان دي حامل يعني الموضوع قديم وتلاقيه من أول ما اتجوزته .
باتت نظرات فريدة تمحي ما تنتوي له وحل الغموض والسكون المريب فيها تأملت شيماء هيئتها الغير مفهمومة تريد معرفة ما ستزمع له ولكنها انتفضت حين حدثتها فريدة بضراوة وهي تزمجر پغضب
يلا امشي من هنا واياكي حد يعرف أنك كنتي هنا وقولتيلي حاجة .
اومأت شيماء رأسها بطاعة وفرت من امامها راكضة تعقبتها فريدة بنظرات ممېتة ملأها الآن الهلاك الحتمي فقد تلاعبت بها لتنعم مع قاټل والدها فيا لها من لعينة اما الآن انكشف امرها وعليها سرعة تنفيذ انتقامها بنفسها منهما تنهدت فريدة پغضب ثم هدجت للخارج ..
اثناء ركضها تاركها الفيلا اصتدمت باسماء التي كانت تبحث عنها فوجئت اسماء بها وكادت ان تسألها عن هويتها ولكن لم تمهلها شيماء الفرصة لتكمل ركضها خيفة من أن يراها أحد تتبعتها اسماء بنظرات جاهلة لسبب وجودها وخروجها بهذا الشكل تضاربت الأفكار في رأسها عما يحدث حولها من غموض
اخرجها من جموحها فريدة التي حدثتها مما جعلها تلتفت له وتحدق بها بجهل هتفت فريدة