عشق الهوي
ولكنه كان قد صعد في المصعد بالفعل ضغطت على زر المصعد الاخرى وعندما نزل صعدت به وضغطت على زر الطابق الاخير في الشركة حيث كان مكتب الرئيس التنفيذي وبينما كان المصعد يصعد بها كانت متوترة للغاية اما في الجانب الاخر فكان هو يسند ظهره على المرآة داخل المصعد بجانب سكرتيرته سلمى التي كانت متوترة وكان الصمت حليفه... ولكن عينيه كانتا تظهران عكس ذلك تماما حيث كان الشرر يتطاير منهما فهو بالرغم من برودة اعصابه الا ان تلك الصغيرة قد استفزته كثيرا بكلامها خصوصا عندما ردت عليه امام موظفينه بكل ثقة .
ردت عليها سلمى من فضلك ارجعي القسم بتاعك لان ممنوع اي حد من الموظفين يجي هنا .
مريم انا بس عايزه اقول لحضرتك.....
اما هي فسألت الرجل بانزعاج انت فاكر نفسك مين علشان تتجاهلني وانا بكلمك اوعى تفتكر اني هخاف منك علشان انت ال Boss هنا .
اجابته بتوتر افندم
اضاف اطلعي برا واقفلي الباب وراكي.
سلمى ح.. حاضر .
وبالفعل خرجت سلمى من مكتب ادهم واغلقت الباب خلفها.... اما هو فتوجه نحو كرسيه بكل هدوء وجلس عليه ثم نظر الى مريم بنظرات جاده وسألها بصوته البارد عايزه تقولي حاجة يا شاطرة
بتلعثم ايوا.. انت... انت
رمشت مريم عدة مرات ولا تعلم لما شعرت بالخۏف من هدوئه واخبرها حدسها ان هذا الهدوء قد يكون هو نفسه الذي يسبق العاصفة ابتلعت ريقها واردفت انا...انا عايزه اشترك في المسابقة لان دا حقي بما اني بقيت موظفة في الشركة دي .
وضع يده اليمنى في جيب بنطاله ونظر اليها بنفس الهدوء بينما كان يسحب نفسا من سيجارته الفاخرة ثم نفث الدخان وقال بنبرة حادة يغلبها الجمود وانا قلت انتي مستبعدة من المشاركة في المسابقة ودا قرار نهائي... ودلوقتي بعد ما خلصتي كلامك اتفضلي ارجعي على شغلك واياكي تتكلمي معايا مرة تانية بالطريقة دي لاني مش صاحبك يا انسه انتي فاهمة
في تلك اللحظة شعرت مريم بالتفاهة عندما تحدث معها بتلك النبرة ولم تستطيع منع دموعها المحپوسة في حدقتيها عن التساقط بكت امامه بالفعل ولكن سرعان ما اشاحت بنظرها عنه واستدارت وهي تمسح دموعها ثم قررت الخروج من مكتبه... ولكنه اوقفها بقوله استني...
تبقي مبرمجة تطبيقات في شركة رويال بجد يبقى اللي حصل في الاجتماع بتاع النهارده ما يتكررش تاني انتي سامعه
فنظرت اليه بعيونها الدامعه وسألته
يعني انا... انا هشترك في المسابقة
ألتفت ادهم الى طاولة مكتبه ليتهرب
من رؤية دموعها ثم توجه نحو كرسيه ليجلس قائلا انا قلت مش هتشتركي يعني مستحيل اغير رأيي ابدا ودا علشان اعلمك درس انك متشوفيش نفسك مرة تانية لان معاكي شهادة تقدير من الكلية وطلعتي الاولى على دوفعتك وكمان متنسيش ان في ناس اكبر منك بيفهموا في البرمجة ومعاهم شهادات من اشهر الجامعات في العالم وانتي متجيش قدامهم اي حاجة .
تحركت مريم نحوه حتى اصبحت تقف امامه ثم قالت انا مشفتش نفسي ابدا ومستحيل اشوف نفسي على اي حد بس انا قلت وجهة نظري لان بجد المسابقة دي سهلة اوي بالنسبة لي واقدر اصمم موقع تجاري إلكتروني في اقل من شهر لان دا كان واحد من الامتحانات اللي عملتها في الكلية وصممت موقع لبيع اكل الحيوانات الأليفة وجاب نسبة مشاركة كبيرة.
رفع ادهم حاجبه بعد سماعه ذلك ورمقها بنظرات باردة لم تفهم مغزاها ثم اردف حلو الواحد يبقى عنده ثقه في نفسه بس خلي بالك لان الثقة الزايدة جايز تتقلب ضدك ولو انتي شايفه ان المسابقة دي سهلة اوي بالنسبة لك يبقى ليه عايزة تشتركي فيها
ردت عليه بسرعة علشان دي فرصة ذهبية ولو فزت فيها اكيد الموقع بتاعي هيبقى مشهور .
ادهم يبقى انتي عايزه تبقى مشهوره قولي كدا من الاول.
مريم لا مش علشان ابقى مشهورة... انا عايزه اشترك علشان احسن من مستوايا واثبت للكل اني اقدر افوز في المسابقة دي وانا مغمضة عينيا.
ادهم ما دام هو دا السبب اللي انتي عايزة تشتركي في المسابقة علشانه فانا مش هسمحلك تشتركي فيها ابدا لان شركتي مش مكان للأستعراضات يا انسه وانما انا وظفتك هنا علشان تشتغلي وبس مش علشان تثبتي اي حاجة...بس لو كنتي عايزه تستعرضي نفسك يبقى روحي دوري على مكان تاني وابقي قابليني لو لاقيتي حد هيوظفك بعد ما تسيبي الشركة دي.
فنظرت مريم اليه بحنق ثم سألت طب.. طب اعمل ايه علشان تسمحلي اشترك في المسابقة
ادهم متعمليش اي حاجة لان انا اتخذت قراري النهائي وانتي هتفضلي تشتغلي في مراجعة بيانات معلومات السوق الألكترونية لغاية ما الشهر بتاع المسابقة يعدي.
احتجت قائلة بس.. بس دا ظلم يعني فترة التدريب كلها مدة 3 شهور ولو فضلت شهر كامل اشتغل في مراجعة بيانات السوق الألكترونية فانا مش هستفيد اي حاجة من فترة التدريب وانت هتظلمني كدا.
فنهض ادهم من مكانه وضړب الطاولة بيده لانه سئم من مجادلتها مما جعلها ترتعش خوفا وقال بنبرة حادة وبعدين بقى...قلت لك مفيش اشتراك في المسابقة يعني مفيش اشتراك واياكي تتكلمي معايا مرة تانيه بالطريقة دي لانك هتشوفي مني حاجة مش هتعجبك ابدا.. ودلوقتي اتفضلي ارجعي شغلك ومتجيش هنا تاني غير اما انا اطلبك مفهوم .
ابتلعت مريم ريقها بتوتر وقد عادت الدموع الى عينيها فاستدارت ثم توجهت نحو الباب ومسحت دموعها قبل ان تفتحه وتخرج...اما هو فجلس مجددا على كرسيه واغمض عيناه بشدة محاولا اخراج صورتها وهي تبكي من رأسه فهو لا يعلم كيف ومتى ولماذا اصبحت صورتها محفورة في ذاكرته حتى ان رائحة عطرها علقت في انفه واصبحت بالنسبة له كالمخدر ولكن لا...ربما تكون قد اثرت عليه قليلا ولكنه ادهم عزام السيوفي
الملقب بجبل الجليد لبرودة اعصابه لن تؤثر عليه هذه الصغيرة الباكية.
هذا ما كان يخبر نفسه به اما بالنسبة لمريم فقد خرجت من مكتبه بملامح وجه حزينة اكثر من كونها منزعجة وعندما رأتها سلمى
نهضت فورا واقتربت منها قائلة بحنق انتي ازاي اتجرأتي واتكلمتي مع البيه بالطريقة دي انتي اټجننتي ولا ايه
فنظرت مريم اليها وقالت بتذمر هو انا اتكلمت مع رئيس الجمهورية مثلا مهو انسان عادي زينا زيه دا حتى مش محترم وميعرفش ازاي يتكلم مع الستات.
شهقت سلمى وقالت بفزع بتقولي ايه الله ېخرب بيتك
مريم انا بقول الحقيقة.
سلمى لا انتي شكلك مچنونة على الاخر.. يلا يا بنت امشي من هنا بسرعة لحسن البيه هيسمعك وهتحصل کاړثة في الشركة بسببك.
تمتمت مريم بأنزعاج انا الحق عليا اللي جيت اشتغل في شركة المجانين دي بس اعمل ايه بقى مهو بختي المهبب هو اللي رماني هنا ومقدرش اقدم استقالتي دلوقتي لان الشرط الجزائي اللي وقعنا عليه بيقول مينفعش نستقيل الا بعد 6 شهور والا هدفع 100000 جنيه .
قالت ذلك ثم غادرت وتركت سلمى واقفة تحدق بها پصدمة فتساءلت مچنونة دي ولا ايه
في تلك اللحظة سمعت صوت تحطيم صادر من مكتب ادهم وادركت على الفور انه غاضب للغاية وقد يكون حطم حاسوبه المحمول كما يفعل كلما يغضب فأبتلعت ريقها وغمغمت ربنا يستر بقى.
وما هي الا ثلاث دقائق قد مرت حتى اتاها اتصال منه فاجابت بسرعة ايوا يا فندم.
قال تعالي هنا فورا .
سلمى ح.. حاضر .
قالت ذلك ثم اغلقت الهاتف ونهضت من مكانها واقتربت من باب مكتبه الذي كان يقع بجانب مكتبها الصغير ثم اخذت نفسا عميقا وبعدها طرقت الباب فسمح لها بالدخول... دخلت وقد كان تخمينها صحيح لان ادهم قد حطم حاسوبه المحمول بالفعل ولكنه حطم اشياء اخرى اضافية هذه المرة منها المرآة الكبيرة التي كانت في مكتبه ولوحة اسمه الزجاجية التي كانت على طاولة المكتب اما هو فنهض من مكانه وقال لها بنبرة أمر انا هطلع دلوقتي بس لما ارجع عايز كل حاجة اتكسرت ترجع زي ما كانت.
ردت عليه سلمى بصوت مرتجف ح.. حاضر .
ثم خرج ادهم من مكتبه وهو يعدل ياقة قميصه وكان الانزعاج ظاهرا عليه بالرغم من برودة اعصابه.. توجه نحو المصعد وضغط على زر الطابق الأول من الشركة حيث كانت الردهة الواسعة فهو كان يريد الخروج لكي يستنشق بعض الهواء النقي عله ينسى رائحة عطر مريم التي علقت في انفه واسكرته.
اما في قسم برمجة التطبيقات والهندسة الإلكترونية فعادت مريم بوجه شاحب محبط ثم توجهت نحو مكتبها الصغير وجلست على كرسيها دون ان تقول اي شيء... أقتربت منها زميلتها ياسمين والتي كانت تكبرها بسنتين وقالت طمنيني يا مريم.. ايه اللي حصل لما رحتي تتكلمي مع ادهم بيه
رفعت مريم رأسها ببطء ونظرت الى ياسمين التي كانت قلقة بشأنها ثم تنهدت بقوة وقالت محصلش حاجة.. هفضل اشتغل في مراجعة البيانات والمعلومات لغاية ما شهر المسابقة يعدي.
ياسمين يعني مش هتشتركي معانا
مريم لا.. ادهم بيه استبعدني بعد الكلام اللي قلته في قاعة الاجتماعات.
فسألتها ياسمين معاتبة طب انتي قلتي كدا ليه يعني كان ضروري تقولي الكلام دا
وضعت مريم رأسها بين يديها وغرست اصابعها في شعرها واجابت بإحباط وانا اعرف منين ان حاجة زي دي هتحصل
فتنهدت ياسمين ثم ربتت على كتفها قائلة طيب خلاص..متزعليش نفسك يا حبيبتي وان شاء الله كل حاجة هتبقى تمام.
تسارع في الاحداث................
مر اسبوعين