عصيان الورثه
يريد سماعه عندما سألها مما جعله يتنهد بأرياحيه ويردف بوجه مبتسم قليلا___
أنا متغزلتش في بنت عمي أنا أتغزلت فيكي أنتي وأنتي للأسف مش بنت عمي والا أنتي عندك
رأي غير ده يا دكتورة
علمت أنه كان يحاول الأيقاع بها مما جعلها تجيبه دون تردد بوجه عابس حتي لاتأكد ما أدركه من أجابتها المندفعه___
أعتبرني أنا وبنت عمك شخص
أستدارت بوجهه ونظرت من الشباك اما صفوان فرمقها باأبتسامة ماكره يخفي خلفها الكثير من الأشياء
أما داخل المندره فاستدارت وصيفة بجسد يرتعش بالرهبة وهي تسمع صوت أبنها سالم المټوفي منذ عام ياتي من خلفها وفور أن أستدارت تصلب جسدها ورئة سالم بهيئته الشبابية القديمة يبتسم لها وهو يردد___
أنزلقت دمعتاها وعلمت أنها ترا روح أبنها المټوفي مما جعلها تحرك رأسها بحزن قائلة___
عارفه ياحبيبي أنها بنتك من أول مادخلت وبصت في وشها وعنيها عرفتها نفس وش وعيون العيلة الصغيرة اللي كنت شايلها علي أيدك زمان من أول لحظة عرفت أنها من دمنا ولحما وبنتك ياحتة من قلب أمك
حدثها قائلا بتحذير___
أجابته بوجه أنعقد بملامح الڠضب وقالت بلكنه قاسېة وهي تجفف دموعها__
وغلاوتك عندي لو حد فكر ېلمس شعره منها أو يهوب نحيتها لهكون مطلعه قلبة في أيدي ووكله صاحيمتخفش عليها حياة في عنينا وطول ماحنا عايشين مش هنسمح لحد يأذيها يا سالم أرتاح يابني واطمن علي بنتك
نام وأرتاح في تربتك ياحبيبي نام وأرتاح يا سالم بنتك مش هتبعد عننا تاني ياحبيبى
فور أن أنتهت من حديثها وجدت سيارة صفوان تدلف إلي داخل ممر الحديقة وفور أن توقفت السيارة خرجت منها حياة تنظر في الأرجاء لتقع عيناها علي وصيفة التي تتقدم منها بلهفه وعين لامعة بدموع الفرح وبمجرد أن وصلت إليها ضمتها وصيفة بين ذراعيها تضمها بحنان وهي تهمس بصوت متحشرج بالبكاء___
أنك بخير ياحياة
شعرت حياة بدفأ ضمتها فكانت تحتاج كثيرا لذلك العناق مما جعلها تغمض عيناها وتحتضن وصيفة دافنه رأسها فوق كتفها دون أن تتحدث كأنها تفرغ طاقتها بذلك العناق
اما صفوان فكان ينظر لهما بغرابة و شكوكة تذداد وقال بجدية___
ايه المحبة ديه كلها دانتو متعرفوش بعض غير
نظرت له الجدة بثبات وقالت دون أهتزاز جسدي أو صوتي__
المحبة ملهاش وقت عشان تسكن القلوب ياصفوان وبعدين الدكتوره بقت واحده منناالمهم قولي مين اللي خطڤها وليه عمل كده
عقد صفوان ذراعه أمام جزعة العلوي محرك رأسه بجمود___
لسه معرفناش سبب الخطڤ بس متقلقيش النهار مش هيطلع غير وأنا جايب قرار وهدان
خرجت حياة من بين ذراعيها قائلة بوجه مرهق___
طب عن اذنكم أنا محتاجة اني اطلع أنام وياريت محدش يخبط عليا الحد لما أخرج لوحدي من أوضتيوبالنسبة للجاكت بتاعك يا أستاذ صفوان هرجع هولك بكرا
لم تنظر أجابتهم وذهبت إلي الداخل اما وصيفة فكان ينتابها القلق من هيئتها ورمقة صفوان بوجه منعقد وصوت متحشرج ___
هي لبسه ليه جاكتك مال هدومها قولي حد عملها حاجة شرفها حد مسه
ضيق عيناه بغرابه فسؤال الجدة بملامحها الغاضبه تظهر الكثير من الألغاز مما دفعه للتحدث بوضوح___
متخفيش لحقتها قبل ماحد يقرب منها شرف حياة بخير بس أنا مش هرتاح غير لما أعرف في ايه بالظبط أنا متاكد أنك أنتي وجدي مخبين حاجة عليا أنتو شاكين أن الدكتورة حياة تبقي بنت عمي سالم مش كدة
حاولت الجدة الثبات وقالت بجمود___
كل حاجة ليها وقت عشان تبان ياصفوان بلاش يابني تدخل نفسك في أمور أنت بغني عنهاالمهم عندي انك تعرفلي مين اللي حرض علي خطڤها عشان حسابة هيبقي عسير ومهما كان هو مين مش هنرحمه
أستدارت الجدة لتذهب لكنها سمعت صفوان يلقي عليها تلك العبارات بصوته الجاد__
أول مره تخبي عليا حاجه يا وصيفة أول مره أحس أنك معندكيش ثقة فيا وقلقانه مني بس عايز أعرفك حاجة واحدة لو الدكتورة حياة كانت هي حياة بنت عمي سالم فانا مش هسمحلها ټأذي حد فينا بنت عم سالم يا وصيفة مش راجعه عشان ناخدها في حضننا أو حتي نديها حقها لاء ديه راجعه عشان ټنتقم من كل فرد في عائلة العزيزي وأنا مش هسمحلها تمس شعره واحده من
حد فينا مهما كانت هي مين أو حتي اتظلمت قد ايه
كلماته القاسېة عبرت فوق صمام قلب الجدة تغزوه بالحصرة و أستدارت بوجهها ونظرت إليه بعين مترقرقة بدموع الحزن وقالت بصوت جاد___
الكلمة هنا لجدك رضوان العزيزي وأنا من بعده جدتك وصيفة العزيزي وأنت فرد من العائلة وابن ابني الكبير وحياة ليها نفس معزتك لانها بنت ابني الصغير وليه معزة أبوها اللي ماټ علي أيديا وأنا مش هسمح لحد أنه ياذيها زي ماأبوها ماتأذي
أبعد نفسك راية العصيان ياصفوان متخلهاش تطولك يابني عشان لو طالتك مش بس هتخسر نفسك لاء أنت هتخسرني أنا وجدكوبدل ماتحط حياة في دماغك وتخطط ازي هتحمي أهلك منها لاء فكر أزي هتحميها هي مننا !!
أبوها كان أبن رضوان العزيزي ابننا ومن دمنا وحته من لحمنا وياخسارة مسلمش من غدرهم وحقدهم والنتيجة ماټ مظلوم ومقهور مابالك بقي هيعمله ايه في بنته اللي عمرها ماعاشت وسطينا
بلاش تلوم حياة حتي لو راجعه عشان ټنتقم اللي عشته معا امها واكيد امها حكت هولها يخليها مش بس تكرهنا لاء ده يخليها عايزه تحط السکينة علي رقبتنا واحد واحد بدم بارد وقلب زي الصخر
قڈفة كلماتها المتفجره في صدره وغادرت تاركه الشك يملئه بعدما ملئة عقله بحديثها الغريب وقف صفوان يفرك شعره بيده محاولا فهم ماكانت تقوله رغم أنه أدرك بعضا من تلميحاتها إلا ان باقي الحديث لم يجد له تفسيرا مما جعله يتجة إلي شنطه سيارته وحمل وهدان فوق كتفه محاولا الأنشغال في أمر أخر وذهب بهي إلي حجرة تشبة حجرة المواشي وحذفة أرضا وأمسك بدلو ماء وسكبه فوق وجهه ليفتح وهدان جفونه وهو يشعر بالألم يمزقه ونظرا بعين قلقه إلي صفوان الذي يقف في نصف الحجرة ويطوي أكمام قميصة أثناء تفوهه بوجه منعقد
ببسمة ماكرة____
صباح الخير أيوه فوق كده داحنا لسه في أول السهر قولي يا وهدان مين اللي وزك عشان ټخطف الدكتورة
زاغت عين وهدان في الأرجاء أما صفوان فرفع حاجبة الأيسر وقال بجمود بعدما تاكد أنه لن يعطية مايريد بتلك السهوله___
شكلك كده محتاج تفوق عشان تعرف ترد عليا ماشي أنا هفوقك والا يهمك
أقترب إليه صفوان بوجه عابس اما وهدان فادرك ماينوي صفوان علي فعله وهو تلقينه بضع الضربات
اما داخل حجرة حياة فكانت تجلس علي الفراش وتتحدث عبر الهاتف معا خالها حسن الذي يجلس داخل حجرة مكتبه ويقول بجدية ___
لزم تيجي ياحياة وتشوفي أمك وجودك معاها هيسرع صحيانها من الغيبوبه
تنهدت بحزن ولم تستطيع منع ذاتها من البكاء وقالت بصوت باكي يظهر أنين قلبها___
ياخالو أنا لو جات لماما وحكيتلها علي اللي عشته معاهم اليومين دول صدقني ماما مش هتفوق ومش بعيد أنام جنبها ومرجعش هنا تاني
الموضوع مطلعش سهل زي ماكنت متخيله دكل شخص فيهم وراه حكاية ونظرتهم ليا بتاكدلي أنهم مستحيل يقبلوني وشكلي كده هتعذب الحد ماقدر أثبت نسبي وحق أمي
اجابها حسن بجدية___
قولتهالك قبل ماتسافري أن الموضوع كبير ومش هيتحل بكلام والا حتي بلعبه ياحياة اسمعيني كويس لو عايزه ترجعي وتتنزلي عن نسبك وكرامة أمك ارجعي وصدقيني هحميكي منهم
نهضت من فوق الفراش وتحركت بالغرفة بصوتها الباكي تحدثة___
لاء مش هقدر أنا وعدتها اني هردلها كرامتها بس أنا
صمتت حياة بقلق عندما لاحظت خيال احدهم خلف بابها مما جعلها تحدث خالها بصوت بالكاد يسمعه___
لازم أقفل في حد بيراقبني سلام
أغلقت الهاتف وأقتربت من الباب وأمسكت بمقبضه وهي تجفف دموعها ثم أخذت نفسا عميق وفتحت الباب بلهفه لتتفاجئ بالحج رضوان يقف امامها يسند بيده علي عصاه ينظر لحياة بعين لامعه بالسعادة وهو يقول ___
حمدل علي سلامتك يابنتي
رسمت بسمه خافته فوق شفتيها وقالت___
الله يسلم حضرتك يافندم
أبتسم الجد بحزن وهو يشعر بغصه احتلت قلبه وحرك رأسه بغرابه وقال___
فندم ليه بس كده يابنتي قوليلي يا جدي والا أنتي متحبيش أني ابقي جدك
غزت الكلمة بمعانيها أوتار قلبها الملئ بالحرمان لتلك العائلة التي رفضت وجودها منذ سنوات مما جعلها تضيق عيناها بدموع العبس قائلة بغرابة___
ياريتك كنت علمت بنت أبنك الكلمة ديه عاشت سنين محرومه منهاأنت جاي دلوقتي وعايزني أقولك ياجدي رغم إن في بنت عاشت عمرها بتحلم ان يبقالها عائلة فيها عم وعمه وجد
وجده بس ياخسارة فضلت وحيدة رغم انكم موجودين علي وش الدنيا
تنهد بحزن فقد شعرا بتلك الألام التي تسكنها مما جعله يرتب علي كتفها قائلا___
يمكن زمان مقدرناش نخليها بنا بس اللي جاي مش هتفارقنا فيه وهتعيش وسطينا في بيت جدها وأبوها يابنتيأمشي أنا بقي أنام أنا كنت جاي اطمن عليكي والحمدلله اطمنت تصبحي علي خير يا حياة
أستدر الجد وذهب إلي حجرة نومه اما حياة فااغلقت الباب خلفه وسندت بظهرها عليه وبدءت بالبكاء بصوت مكتوم حتي لايسمعها احدظلت تفرغ حزنها وڠضبها في تلك الدموع التي تغسل چروحها
ومر الليل ودقت الساعة السابعة صباحا ولم تغفوا حياة فما عنته لم يسمح للنوم أن يلازمها مما جعلها تدلف إلي حديقة المنزل تسير بين الأشجار وهي تحمل في يدها كأس من الشاي الساخن وترتدي بنطال أسود وشميز أسود أستعانتهم من ملابس هنادي ورفعت شعرها علي هيئة ديل حصان
كانت شارده تفكر فما ستفعله اليوم معا تلك العائلة
حتي لمحت صفوان علي مرمي نظرها يقف وهو مرتدي بنطال أسود و تيشرت أسود بنصف كم يمسك ببندقية ويصوب علي بعض الزجاجات المعلقه بالأشجارمما جعلها تسير إليه حتي وقفت امامه معترضة مرمي بصره وهي تقول برسمية___
مين اللي أمر وهدان أنه يخطفني
أنزل بندقيته من جانب وجهها ونظرا إلي ملابسها بعين ضيقها وقال وصوت بارد___
رغم أن لبسنا زي بعض بس طريقنا مش
واحد يادكتورةقوليلي ياتره لبسه كده عشان تلفتي نظري ليكي
حركت رأسها بعبس وقالت___
شكل الغرور بيجري في دمكم ياولاد العزيزي
أنا سألت سؤال وهدان قالك مين اللي أمره بخطڤي
رمقها بطرف عيناه ورفع البندقيه من جانبها للأعلي وهو يصوب علي الزجاجة وقال بصوت جاف___
لاء لسه متكلمش رغم أن اديته علقھ محترمة بس شكله كده مخلص للشخص اللي أمره