جوازه ابريل
مؤذية ايه اللي هببتيه دا .. انتي مچنونة ولا شكلك كدا!
انكمشت ابريل علي نفسها مرتعدة قليلا من نبرته المرتفعة وعيناه تبرقان بعدوانية نحوها لكنها حاولت التمسك بينما تميل بظهرها على الحائط وبدأت تشعر بتناقص طاقتها من التوتر ثم قالت عابسة ما هو مش عشان برد بأدب تستقل بيا وتتجرأ وتعمل كدا يا قليل الرباية
حدق في وجهها المحمر في الضوء الخاڤت بعيون ضيقة من الغيظ بسبب كلماتها الوقحة وهو يضغط علي قبضته بقوة ليقول بإمتعاض سافر لولا اني ماتعودتش امد ايدي علي ستات كان زماني رقدتك في تربتك الليلة
ما تحول إلى ابتسامة ساخرة ورفعت حاجبيها الجذابين وقالت باستهزاء ماتقدرش تعملي اي حاجة .. سيبني امشي انا مش نقصاك انت كمان
أنهت ابريل كلامها بانزعاج واضح من إعتراضه طريقها لتتراقص حدقتيه بسخرية شعت بنظراته إليها وقال بضحكة حادة شوفي سبحان الله .. ربنا واخد من طولك وحاطط في خيالك .. لا وفاكرة نفسك هتعملي عملتك وهسيبك تخلعي وعشان تصغريني قدام الكل وتفضحيني ..
في الحفلة
عند يارا
يارا تجلس على الطاولة بمفردها وعيناها تتأججان بالكراهية ترمق المكان الذي يجلس فيه ياسر وهالة حاولت قدر الإمكان أن تأخذه منها حتى يبقى معها أطول فترة ممكنة لكن في النهاية استطاعت هالة أن تأخذه منها حتى يجلس بجانبها يمزح ويضحك بسعادة وأصبحت هي التي تجلس لحالها وموجات الڠضب والسخط ترتفع وتنخفض بداخلها.
ساد الصمت وهي تحدق في هذا الشاب طويل القامة الذي قال جملته ثم جلس على الفور ليحمحم مرة أخرى وقال بابتسامة خاڤتة اسف اني سمحت لنفسي اقعد .. اذا ضايقتك ممكن اقوم
همست يارا بخفوت أخيرا وهى تشيح ببصرها عنه عادي
تساءل الشاب باسما انتي من قرايب العريس ولا العروسة
_العريس
_طيب تحبي ترقصي!
كادت أن تهز رأسها بالرفض لعرضه لكنها سرعان ما لمعت فى ذهنها فكرة خبيثة وهي تنظر إليهما بطرف عينها ثم تزينت فمها بإبتسامة رائعة وهى تومئ له بالموافقة فأشرق وجهه بالسرور بينما تنهض معه لتمشي بجانبه إلى ساحة الرقص الأرضية وتدعى أن يراها ياسر الآن.
عند باسم
أكمل باسم بإشمئزاز مقتضب الهروب سياسة الجبناء .. و حتي لو مستتقلك خلاص مابقاش ينفع نغير كلامنا .. بعد ما شبه خطبتك من اهلك .. واي حركة طايشة دلوقتي منك مش هتبقي في مصلحتك
دبت ابريل بقدمها على الأرض في حالة من اليأس من الإصرار الواضح في عينيه بأنه لن يدعها تذهب فرفعت ذراعيها بحيرة وهتفت بإنكار بس انا مقولتلكش تعمل كدا .. انت اللي ورطت نفسك معايا .. كان الموضوع هيخلص لو ماجبتنيش لحد هنا وعملت اللي عملته
سئمت ابريل من أسلوبه الساخر حيث كانت تجاهد من أجل الحفاظ على هدوء أعصابها لكنه لا يساعدها على ذلك والآن يوجه الاټهامات إليها لذا بمجرد أن أنهى حديثه زمت فمها بملامح متوترة للغاية وصاحت في وجهه بحدة مايهمنيش كل اللي بتقوله دا ومش هقف اكتر من كدا اسمع تريقتك عليا .. وسع من قدامي وسيبني اروح لحال سبيلي يا بارد
حدقت ابريل به وهي تلوي شدقها بما يشبه الابتسامة التي لا علاقة لها بالمرح ثم أجابته بهدوء على أمل إنهاء هذا الجدال السقيم يا سيدي متشكرة اوي علي انقاذك ليا من الم و ت اشبعتلك غرورك كدا..
قالت كلماتها الأخيرة بلهجة قوية وواثقة فتألقت عيناه ببريق طفيف من الإعجاب لكنه قال رد بازدراء تصدقي عندك موهبة تمثيل رهيبة وانا هعرف أوجهها صح .. ورغم ان عدي عليا كتير .. بس تصدقي دخلت عليا للحظة انك كنتي بتم و تي بجد .. لكن بعد اللي قولتيه قدام الصحافيين لقطت دغري انك حورتي القصة دي كلها عشان ليكي غرض تاني
تجعدت ملامحه بإحتقار في نهاية كلامه مم زاد من ڠضبها فهتفت بضيق بتخرف بتقول ايه!! لا فيها حوار ولا قصة .. وياريتك سيبتني ام و ت كان زماني مرتاحة وخلصت من عالم المنافقين دا
أنهت كلامها بنبرة يأس ليقابلها الأخر بتأفأف ممزوج بالإنزعاج في نبرة صوته دخلنا علي الدراما المؤثرة اللي هتخليني اسمعك وادمع من الشفقة عليكي ..
نهاية الفصل الرابع والعشرون
جوازة ابريل
نورهان محسن
الفصل الخامس والعشرون نهاية الجزء الأول اتفقنا علي الخلاف رواية جوازة ابريل
فى المنصورة
عند أحمد
داخل إحدى المقاهى
احمد كان شارد الذهن قبل أن يلتقط علبته من الطاولة ثم نهض من مقعده تزامنا مع مجيئ شاب أقصر منه بقليل من خلفه قائلا بصوت مرح ايه يا عمنا انت رايح فين مش هتكمل معانا السهرة
وضع أحمد العلبة داخل جيب بنطاله قائلا على مضض ماليش مزاج كملوا انتو يا هشام ..
رفع هشام حاجبيه غير راض فتابع أحمد موضحا معلش عايز انام بدري عارف ورايا سفر
سأل هشام بتوجس لسه مصمم علي اللي في راسك يا احمد!
أخبره أحمد
على الفور بحزم شديد ومفيش حاجة هترجعني عنه
تمتم هشام متنهدا طيب تعالي نطلع نتمشي لحد البيت و نتكلم شوية
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت
عند ابريل
خرج صوت ابريل متلعثما من الصدمة هلعب عليك عشان ايه ! هو انا اللي طلعت دبلة من جيبي واتقدمتلك .. انا قولت جملة واحدة قدام كام صحفي .. بس انت قولت قصايد شعر فيا قدام الناس كلها ..
أردفت تصيح بصوت متحشرج من شدة ڠضبها وانت واخد في نفسك قلم علي ايه ! ابعد عني بدل ما اصړخ واعملك ڤضيحة بحق وحقيقي
أجابها باسم بسخرية لاذعة وهو ينظر إليها بعينين تلمعان بالازدراء والشماتة اصړخي كدا ووريني لعلعة صوتك .. وريني ازاي هتقدري تكلمي وتنكري قدام اهلك اللي قولتيه بلسانك من شوية
قالها باسم وهو يهددها بنظرات متحدية ثم تراجع للخلف بعد أن ترك فكها يفلت من سجنه لترفع أناملها المرتعشة تلقائيا وبدأت تتحسس خديها پألم.
صمتت ابريل للحظة ملامحها عابسة من تهديده لها بينما أسنانها تضغط على فمها بقوة ثم دمدمت بنفاذ صبر علي فكرة انت اكيد مختل عقليا .. عايز توصل لإيه بالظبط
أجاب باسم مشددا علي كل حرف من كلماته بوعيد وهو يرفع إصبعه أمام وجهها بغطرسة تليق به غير مبال بالكراهية المنبعثة من فيروزتيها إتجاهه اتقلي لسه الجنان هيطلع علي جت تك ..
تابع حديثه منهالا عليها بتساؤلات عديدة دفعة واحدة فى فضول وحيرة شديدين كنتي ناوية تروحي علي فين من شباك الحمام وعايزة تهربي من اهلك عشان ايه ومين اللي عايزة تهربي وتروحيلو ومصممة اوي كدا فاكرة نفسك هتعرفي تخرجي من الكومبوند بالسهولة دي ! او هتقدري تهربي مني بعد ماورطتيني معاكي
ظلت ابريل تطرف بعينها وهي تحدق به دون رد فعل لتقرر أن تشهر الھجوم ضده وهي تهز رأسها برفض رافعة كف يدها أمامه وقالت بعناد حيلك حيلك .. الزم حدودك نازل اسئلة وكأنك قابض عليا .. عشان ايه! وافهمك ليه يخصك في ايه من اساسه!!
اقترب باسم منها بعد أن تمكنت من إخراج وحوش غضبه عن نطاق السيطرة بردودها الوقحة ليزمجر فيها بصوت عال حاد وتغضنت ملامحه بعدم رضا اسمعي .. انا مش ناقص جنان .. وفوقه اني مابشوفكيش الا ويحصلي کاړثة بعدها .. هتطولي لسانك تاني هقصهولك بطريقة مش هيعجبك
قالها باسم بينما عينيه تنزلق تلقائيا نحو فمها بنظرة لم ترتاح لها مطلقا فعجز لسانها عن الرد بينما قلبها يقرع مثل الطبلة من قربه المفرط وبدأ الهواء المحيط بها يتقلص فأدارت وجهها بعيدا عنه لكنه كان لها بالمرصاد ليثبتها بعناد أمام وجهه يريد أن يتأكد كليا من ظنونه ليسألها فى غموض مخيف تطاير من رماديتيه مثل الصواعق المهلكة التي تخترق فيروزتيها المذعورة مش هي اللي خلتك تعملي كدا ولا زقاكي عليا مش كدا
بقلم نورهان محسن
فى نفس الوقت
عند أحمد
يتحدث أحمد وصديقه وهما يسيران على الأقدام قائلا أحمد بوجل خاېف عليها من امبارح لا حس و لا خبر وتليفونها مقفول
هشام بتساءل هو انت مالقتش تليفون الراجل اللي بيشتغل عند ابوها
_لاقيته بس طلع مع حد تاني شكله غير الرقم بقالو كتير
تابع أحمد وهو يركل الأرض بحنق هجنن ويطلع النهار مش قادر اصبر
وضع هشام يديه فى جيوبه متحدثا بتبرم اقولك الصراحة و ماتزعلش مني .. انت غلطان افرض كانت مابتردش عشان جرالها حاجة من تحت عملتك هتبقي مبسوط ساعتها
اعتصر احمد قبضته بقلق وبصوت مخټنق رد دا اللي هيجنني .. بس عقلي طار لحظة ما عرفت انها اتخطبت وانا مسافر .. معرفش ايه جرالي كنت عايز انزل بأي طريقة واروحلها بس كان صعب انزل علي مصر ..
أكمل حديثه بأعين متوعدة تبرق بالحقد وماصدقت عرفت ان خطيبها متجوز مامسكتش نفسي مش فاضل علي فرحهم كتير كان لازم اتصرف بسرعة كان كل اللي يهمني انها تسيبو بأي طريقة
هز هشام رأسه قائلا بغلاظة بس ارجع واقولك يا صاحبي انت بتلف في دايرة مقفولة ..
يعني رايح تكشفلها كدبة الراجل عليها .. وفاكرها لما تشوفك هتترمي عليك وتوافق ترجع هنا تاني
سأل أحمد بضيق يثقل صدره و ماتوافقش ليه
هتف هشام بنبرة ساخرة احتدت قليلا انت عبيط ولا شكلك كدا .. في واحدة داقت طعم العز وعاشت في الشيخ زايد الفخفخة كلها وهترضي بالعيشة هنا تاني
بدأت أنفاسه تهدأ تدريجيا ثم أجاب بدهاء وثقة وانا متأكد انها هترجع .. ماتنساش عريس الغفلة قريب مرات ابوها وبعد اللي حصل ابريل كرامتها مش هتسمحلها تقعد معاهم تاني وهتروح علي فين هتيجي عند ستها .. ساعتها هعرف أأثر عليها و اخليها توافق نتجوز
مرت لحظات مغمورة بالصمت قبل أن يبادر هشام بالقول بلهجة ممتعضة بس في حاجة عدت عليك .. منين هي هتسيب خطيبها لما تعرف انه متجوز و هتوافق تتجوزك بسهولة وانت متجوز بالعقل كدا!
ضيق أحمد عينيه پغضب وخاطبه بصوت منفعل غلفه الخشونة عشان انا غير اي حد في حياتها .. انا كنت حياتها كلها من صغرها ماعرفتش غيري انا حبها الوحيد فهمت .. هي ماحبتش التاني .. انا عارف ابريل كويس مش بسهولة تفتح قلبها لحد
وبعد مني هي يستحيل تحب .. وواثق اني هقدر اخليها ترجعلي
وقف كلاهما تحت العمارة ليتحدث هشام بإستفهام و مراتك!
بادل أحمد سؤاله بسؤال فى استنكار مالها مراتي ما هي قاعدة في بيتها ومش ناقصها حاجة وحقوقها محفوظة .. بس انا راجل حر حقي مثني وثلاث ورباع ايه المشكلة مش فاهم!
تنهد هشام قائلا بإستسلام وهو يفرك رأسه شكلك داخل علي هم كبير انت مش واخد منه والخطوة دي مش سهلة زي ما انت فاكر
عبست ملامح أحمد بغير رضى قائلا بضجر بلاش مواعظ يلا انا طالع انام احسن
ضحك هشام بخفة على عصبية الآخر قبل أن يقول بقنوط ماتتزربنش عليا اوي كدا .. انت ابن خالتي وعليا بالنصيحة وانت حر في حياتك يا عم
بقلم نورهان محسن
عند باسم
اتسعت عيناها ولم تفهم ما قاله فأجابت بغرابة يتخللها إستنكار تام مين هي دي!! وسيبني بقي ايه الوقاحة اللي انت فيها دي .. بأي حق تتصرف معايا بالشكل دا!!
زأر فيها بملامح لا تبشر بالخير والشك يفتك به مش سايب ان شاء الله دراعك يتكسر في ايدي غير لما تقولي هي اللي وزتك تعملي كدا ودبرتوها مع بعض ولالا ..انطقي!!
ابريل تقاوم ڠضبها حتى لا تزداد حالتها سوءا لكنها تكاد تفقد عقلها من اتهاماته الغامضة ضدها لتصرخ بإنكار ممزوجا بالصدمة محدش وزني عليك .. انا مكنتش هقدر اتصرف لوحدي وسطهم عشان كدا استنجدت بيك .. بس كنت غلطانة انت فعلا مچنون ومش طبيعي .. بتعمل ايه وبتقول ايه انا مش فاهمة حاجة!!!
اندلعت الدهشة في ملامحها الرقيقة بينما يقابلها الآخر بوجه متجهم هادرا بها بحنق شديد وهطلع جناني عليكي يا سنكو حة .. انتي شكلك من البنات اللي بيرموا نفسهم علي عشان تدبسهم
جن چنونها من بتعديه الصريح بغير وجه حق لتقول بصوت محتد تنفي اتهامه عنها اخرس!! انت بني ادم مش محترم
تجمعت الدموع فى عينيها خوفا وضعفا وعجزا من عدم قدرتها على كبحه لكنها رفضت أن تظهر له هذا الجانب منها قائلة بعناد مزوج بخشخشة زادت في تنفسها مش بقولك كان استنجدي بيك غلطة مني .. اي حد غيرك ممكن يكون محترم .. بس انت ماتعرفش حاجة عن الاحترام .. يعني ماتفرحش بنفسك اوي وتفتكر اني مېته عليك .. انا مش طايقاك من الاساس
اختتمت ابريل كلماتها بإشمئزاز لتدفعه عنها واعتدلت في مواجهته فارتخت ملامحه الغاضبة قليلا ولوي فمه ساخرا دلالة على عدم تصديقه لكلماتها الساخرة المنبثقة من لسانها السليط وسرعان ما اڼفجر ضاحكا قبل أن يرفع ذقنه قائلا بغطرسة تتخللها البرود وكأني انا واقع في غرامك مثلا .. شكلك كدا بتحبي تلعبي علي الرجالة المشهورة .. عشان تطلعي منهم بمصلحة او شهرة .. ولو معرفتيش بتخلعي زي ماكنتي عايزة تعملي
شحب وجه أبريل بسبب الصدمة مم جعلها تصاب بالدوار بمجرد أن سمعت المزيد من الإهانات منه ثم لكزته في صدره بقوة لتزمجر به لا انت اتعديت حدودك وزودتها اوي .. انت اللي واحد تفكيره و..
زاد شعورها بالسخط تجاهه عندما رأت ابتسامة تتراقص على فمه الغليظة دون اهتمام بما تقوله لكنها ابتلعت بقية الكلمات التي تلقيها عليه في جوفها حينما على عجل قر بها فاتسعت عيناها وأعاقتها الصدمة تماما من فعل شيء كما لو أن عقلها قد تجمد من التفكير السليم.
بقلم نورهان محسن
فى ذات الوقت
فى بانكوك
خرج من الحمام يدندن بكلمات
مقطوعة غنائية بصوت منخفض وهو يرتدي شورتا قطنيا أزرق داكنا وقميصا أبيض.
وأخيرا انتهى هذا اليوم المليء بمقابلات العمل المرهقة.
ذهب إلى السرير وجلس عليه يجفف لحيته وعنقه بالمنشفة ثم وضعها على حافة السرير قبل أن يلتقط الهاتف من الطاولة بتنهد نقر على أحد الأرقام ليرفعه إلى أذنه منتظرا الرد الذي جاء بعد عدة ثواني فقال بصوت خشن جذاب ازيك يا امي
أتاه صوت والدته الحنون حبيبي عامل ايه طمني عليك
أجابها مصطفى مبتسما انا بخير يا حبيبتي .. طمنيني اخباركو ايه وبابا صحته عاملة ايه دلوقتي
ردت هناء بدماثة كلنا كويسين ماتقلقش علينا وابوك كمان جنبي وبيسلم عليك عليك .. المهم انت تمام
غمغم مصطفى مطمئنا إياها ثم تابع بإستفهام الحمدلله .. ايه انتو في العربية ولا ايه
هناء مجيبة بصوت هادئ ايوه خلاص قربنا علي البيت اهو