الأربعاء 18 ديسمبر 2024

جوازه ابريل

انت في الصفحة 41 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز

فعكست حدقيتها المتسعتان بړعب المصابيح الأمامية للسيارة القادمة نحوها وأدركت بغباء أنها كانت تقف في منتصف الطريق.
حاولت ابريل التحرك لكنها شعرت بجمود ساقيها من الخۏف حيث أنها أوشكت تصطدم بها فغطت عينيها بكلتا يديها لترخي قدميها مستسلمة لإنهاكها وهي تهوى أرضا.
أوقف سيارته بقوة فى اللحظة الأخيرة مم جعل المكابح تصدر صريرا عاليا أثر إحتكاك العجلات بالأرض
ولم يفصل بين سيارته وبينها سوى بضعة إنشات فقط.
إنتهت أخر لمحة من لقطات الماضى
بقلم نورهان محسن
عودة إلى الوقت الحاضر
_هي الانسة تبقي خطيبتك
سرعان ما نفى باسم ما يعتقده هذا الأحمق انا..
قاطعت ابريل كلماته على الفور وهي تتأبط ذراعه متشبثة به كالغارق الذى يعلق أمله في قشة لينجو من الهلاك ثم تدفقت الكلمات من فمها بسلاسة ونعومة انا وباسم مكناش عايزين نعلن الفترة دي عن حاجة
حملق بها باسم بنظرة استنكار مغمورة بالدهشة مم تتفوه به تلك المخلوقة فيما صاح صوت أنثوي مستفسرا نفهم من كدا ان في ارتباط مابينكم من مدة
يتبعها شخص آخر يبتسم ثم عقب بتساؤل نحب نعرف إسمك ايه يا فندم
انا الباشمهندسة ابريل الهادي .. خطيبته..!!
قالت ابريل ذلك بكبرياء وثقة عاليين والإبتسامة تنفرج على ثغرها مم جعل عيون الجميع تتسع في دهشة ثم تساءل أحدهم بابتسامة عريضة صحيح الكلام دا يا استاذ باسم!
لم يرد عليه باسم بل أنه ظل متجهما دون رد فعل مندهشا من جراءة تلك الشقراء التي لم يتجاوز رأسها كتفه فيما إزدردت الأخرى ريقها وكادت حصونها الزائفة أن تتبخر في الهواء من نظراته المتجمدة عليها والتي اندلعت منها الصدمة والاستنكار لتتأكد بما لا يدع مجالا للشك أنها ارتكبت خطأ فادحا.
_الف مبروك .. دا خبر جميل جدا
استغلت أبريل صمته لترد مكانه بنفس الابتسامة الواثقة ميرسي اوي
_عايزين نعرف ازاي اتعرفتو علي بعض اللي بدأت بيها قصة حبكم و بقالكم قد ايه مرتبطين
_قررتوا ترتبطوا امتي وامتي اول مرة حسيتي انك بتحبيه
_ايه سبب عدم ظهورك معاه وليه ظهرتي انهاردة تحديدا
أصابها الارتباك من كثرة الأسئلة التي انهالت عليهم دفعة واحدة بينما باسم فك عقدة حاجبيه تدريجيا وهو يرد بسرعة بديهة هنعمل انترفيو في احد القنوات الفضائية .. وهنتكلم عن قصة حبنا لبعض بالتفاصيل .. مش كدا يا حبيبتي!
قال باسم الجملة الأخيرة يتولى عنها زمام الأمور وجاراها فى لعبتها الخطېرة أو بالأحري قرر التفوق عليها بالكذب أيضا.
تجمدت أبريل في أرضها والارتباك ملأ كيانها بالكامل فور أن فعل ذلك ثم ما لبث أن تأملته بنظرة واثقة وأضافت بثبات زائف وابتسامة متوترة ااا اكيد طبعا يا حبيبي .. دي احلي حكاية حصلتلي في حياتي
أومأ باسم برأسه مؤكدا بابتسامة خبيثة ليسأل أحدهما بفضول وامتي الانترفيو!
ابتسم باسم له بارتياح مشددا عليها ووضع يده اليمنى داخل بنطاله مجيبا بدهاء غامض هنعلن عنه قريب اوي
استغل باسم تشتيت أفكارها المضطربة منه ليدنو برأسه فرفعت عينيها المتسعتان پصدمة من جرأته وهناك حرارة غريبة تسللت إلى وجهها وأصبحت نبضات قلبها أكثر ارتباكا فتمتمت بعدم تصديق ايه اللي عملته دا
حاول تثبيت فيروزيتيها المستهجنة فى رماديتيه الذائبة كالفضة بنظرات شغوفة مزيفة أتقنه باحترافية مصحوبا بنبرة صوته الحالمة الهامسة مفعمة بالغرام ايه بس يا حياتي .. ماتتكسفيش .. انا عايز الكل يشهدوا علي هيامي فيكي
احمرت وجنتاها من الحرج والڠضب من تصرفاته ورسمت ابتسامة باهتة على فمها وهي تحرك أصابعه بلطف يكمن به الإزدراء بعيدا عن وجهها ثم أطرقت رأسها لتنهره تحت أنفاسها الله يا .. بس الحق مش عليك .. انا اللي جبت مصېبة لنفسي
وصلت هسهستها إلى أذنيه فدنا مغمغما بأنفاس ساخنة أوعدك بكدا
جفلت أبريل مما قاله وتجمدت نظراتها عليه بريبة فغمز لها بغموض ماكر وسمح لها بالإفلات منه في حركة تبدو عفوية حتى لا تلفت الإنتباه إليهما أما هو حاول السيطرة على أعصابه المتوترة وكان عقله لا يكاد يصدق ما فعله بنفسه للتو لكنه أشار بيده إلى اسامة هاتفا بصوت عال نسبيا بلهجة آمرة اسامة شوف شغلك
امتثل أسامة لكلامه في صمت وبدأت مجموعة من رجال الأمن بأجساد ضخمة في ابعاد المصورين جانبا.
في هذه الأثناء
تفاجأت أبريل برؤية باسم يشكل حصارا حولها بشكل حامى ليجعلها تمشي بجواره بينما يمد ذراعه الأخرى أمامه كالحاجز حتى يتمكنوا من المرور وسط هذا الحشد يردد بنبرة خشنة صارمة فى تحذير من فضلكم .. ابعدوا كفاية كدا .. ابعدوا عن الطريق
_انت موديني علي فين!!
استفسرت أبريل بصوت خاڤت يملؤه التوجس وهي تراه يقودها نحو سيارته لكنه لم يجيبها بل فتح لها باب السيارة الأمامي فرفضت بعناد لا اكيد مش هركب معاك..!
أخفض باسم جفنيه لينظر إلى قبضتها على سترته ثم نظر إليها بمكر رافعا طرف فمه بسخرية فابتعدت عنه إذ أدركت أخيرا أنها تتشبث به دون أن تدرك ذلك فتفوه بهمس هخلينا نمشي مش معقول هنقف نكلم هنا
همت ابريل بالرد عليه فتنحى باسم جانبا بحركة درامية مشيرا إلى الباب المفتوح بعينه وعلى وجهه ابتسامة مصطنعة حتى لا يلفت الأنظار إليهم وما زالت العيون تراقبهم مستطردا بحسم من بين أسنانه بعد أن أحتدت عيناه عليها وأرسلت لها نظرات تحذيرية أسكتتها اركبي من سكات يا حبيبة قلبي .. ماتفضحيناش اكتر من كدا
رمقته ابريل بطرف عينها باستياء من أسلوبه الفظ معها ثم عادت لتنظر إلى
مجموعة المصورين يحدقوا بهم بنظرات فضولية وبقلة حيلة صعدت إلى السيارة في صمت متوعدة إياه هذا المتغطرس في عقلها.
أغلق باسم الباب عليها وهو يطلق زفيرا قويا ثم استدار سريعا إلى الجانب الآخر ليأخذ مكانه أمام المقود من جديد وقام بتشغيل المحرك وغير اتجاه سيره لينطلق تحت أعين الجميع.
نهاية الفصل العشرون
رواية_جوازة_ابريل
نورهان_محسن
للموقع الفصل الحادي والعشرون تورطت بك رواية جوازة ابريل الجزء الاول بقلم نورهان محسن
أعقدى حزام الأمان حول قلبك يا بندقتى استعدادا لتجربة مميزة معى ستكون أشبه بركوب القطار السريع.
فى الحفلة
عند لميس
التفتت لميس إليه فرأت شخصا واقفا مبتسما ينتظر إجابتها فرفضت بلباقة متأسفة مش بحب ارقص .. عن اذنك
انصرفت بسرعة الرياح من أمامه فجاء شخص آخر من خلفه وهو يضحك بشدة عليه وقال بإستهزاء مليء بالشماته مش انا قولتلك مش هتوافق
حدجه بنظرة حانقة ودمدم بسخط هجنن دي مش اول مرة تعملها .. كأنها متبرمجة علي نفس الجملة كل مرة
كف صديقه عن الضحك وهو يلوح بكفه في عدم اهتمام ليرد عليه خلاص يا عم فكك دي وحدة معقدة وشايفة نفسها
أخبره بنبرة مغتاظة لولا انها تخص باسم كان زماني ..
علق بقية كلماته في الهواء ثم زفر بحنق ليقول غير مبال حفاظا على ماء وجهه أمام صديقه ولا علي رأيك فكك خلينا نروح نرقص احنا
توجهوا إلى حلبة الرقص فيما ظهرت ابتسامة راضية على فم خالد الذي كان يقف على مسافة قصيرة ويشاهد ما يحدث دون أن ينتبه إليه أحد.
بقلم نورهان محسن
فى نفس الوقت
على احدي الطاولات
كان صلاح جالسا متمسكا بهاتفه المحمول وبدا أنه مركز بشدة جاءت إليه وسام وجلست بجانبه لتسأله بعتاب ناعم ايه يا صلاح هتقضي الحفلة كلها ماسك التبلت كدا!!
ابتسم صلاح وهو يرفع عينيه نحوها مبررا بصوت رخيم معلش يا حبيبتي كنت بخلص حاجة مهمة
بادلته وسام الإبتسامة وقالت بنبرة رقيقة طيب ممكن تركز معانا بقي .. الشغل انهاردة مش هيحمض لو سيبته شوية
ضحك صلاح من تعليقها ثم أغلق شاشة الموبايل ووضعه على سطح الطاولة وأخبرها بموافقته خلاص ماتزعليش نفسك
همهمت وسام برضا ايوه كدا
تحدث بابتسامة تسلم ايدك يا حبيبة قلبي .. الليلة جميلة جدا .. ربنا يخليكي لينا يا بنت الأصول احنا من غيرك ولا حاجة والله
لمعت عينها بحب وهمست بنعومة ايه الكلام الحلو دا يا صلاح..
غمز لها بشقاوة متمتما بنفس النبرة الحلو للحلو يا روح صلاح
ضحكت وسام بسعادة وقالت برقة يا حبيبي ربنا يخليكو ليا انتو كل حياتي
_ولا يحرمنا منك يارب .. يلا تعالي نقوم نرقص شوية ولا مش من نفسنا يعني
_يلا يا قلبي
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت
في الخارج بإحدي شوارع المجمع السكنى
قام حرس الأمن بمراقبة سيارة باسم التي انطلقت منذ لحظات فسأل أحدهم وهو فاغر فاهه بانشداه هو ايه اللي حصل دا
هز الآخر كتفيه إلى الأعلى مشيرا إلى جهله بالأمر وأجاب دون فهم متعجبا والله ما انا فاهم حاجة!!
وزع أسامة نظراته بينهم بعد أن أعطى أوامره للصحفيين بمغادرة المجمع السكني ثم قال بلهجة حاسمة أسكتهم جميعا مالناش دعوة خلينا نرجع علي شغلنا وانت يا علي كلم عم سعيد .. وقوله علي اللي حصل
بقلم نورهان محسن
فى ذات الوقت
داخل سيارة باسم
تجاهل باسم كل كلماتها التي ألقتها عليه وهو ينظر إليها بطرف عينه ثم أشار إليها ويتمتم بنبرة آمرة اربطي الحزام مبحبش حد يقعد جنبي ومايحطوش
ضيقت إبريل عينيها عليه بدهشة ثم صاحت مكررة ما قالته بنبرة غاضبة لا تخلو من الغيظ انت يا حضرت .. سامعني !! .. بقولك طريق بوابة الكومبوند من الناحية التانية .. انت راجع بينا ليه .. لف و اخرجني من هنا
رفعت أحد حاجبيها مستغربة من تجاهله لها صړخت بإصرار وقف العربية دي و نزلني بقولك
وضع باسم سبابته على فمه ليوقفها عن الثرثرة الفارغة بالنسبة له واهتمامه كله على الطريق.
مرت ثواني من الصمت ثم قال ببرود احنا راجعين علي الحفلة
سألته ابريل بإندفاع غير مستوعبة كلماته حفلة ايه!! مين قالك اني فاضية عشان احضر معاك حفلات .. ايه البرود دا!!
جفلت أبريل وارتدت إلى الخلف والتصقت بباب السيارة عندما دق بقبضته علي عجلة قيادة السيارة پغضب ثم نظر إليها وقال بحدة بين أسنانه المطبقة هو انتي مش حاسة باللي عملتيه ولا بتستهبلي ولا ايه حكايتك!!
رمقت إبريل هذا الأحمق بذهول ثم أخفت الخۏف الذي شعرت به منه وأسرعت بالحديث وهي تفكر في تبرير مقنع لا عارفة اللي عملته وماكنش قصدي اني ورطتك في اللي حصل .. بس مكنش قدامي غير اني اكدب قدامهم عشان السيكيورتي يبطلوا يجروا ورايا واقدر اخرج من الكومبوند
توترت ملامحها بمجرد أن فاجأها باسم بسؤال مباشر كانوا بيجروا وراكي ليه!
بقلم نورهان محسن
بعد مرور عدة دقائق
عند خالد
وقف
يراقبها من بعيد وهي واقفة متكئة على إحدى الأشجار في مكان ما بالحديقة لكنه كان بعيدا قليلا عن الضجيج الذي سبب لها الصداع لأنها لم تكن معتادة على الأجواء الصاخبة.
رفع خالد كفه ومسح وجهه بتوتر يريد للذهاب إليها لكنه متردد فوقعت عيناه على يده المضمدة بالشاش الأبيض جال عقله قبل ليلتين عندما جاء لمساعدتهم في تعليق أغصان الإضاءة في الحديقة مع العمال وقتها كان باسم مريضا طريح الفراش طوال الليل ولم يستطع أن
40  41  42 

انت في الصفحة 41 من 52 صفحات