قصه جديده
الجنة
صمت باسم قليلا ثم قال بهدوء حاسم
بصى يا دنيا.. أنا هتكلم فى الموضوع ده لآخر مرة علشان زهقت منه ومش عاوز ۏجع دماغ تانى ..فارس هيفضل فى المعټقل لحد ما القضية تتقفل وتخلص خالص .. يعنى أربع خمس شهور بالكتير.. وصلى الكلام ده لأهله بطريقتك المهم متوجعليش دماغى تانى.. فاهمة
أبتلعت ريقها بصعوبة وهى تحاول تنظيم أنفاسها وهى تمسح دموعها بتوتر وقالت
رفع حاجبية متهكما وقال
أيوا هو ده المهم دلوقتى.. كده انت دنيا اللى انا اعرفها ...ركزى معايا كده وفتحى مخك ..
أستمعت إليه باهتمام وتركيز وهو يقول
أولا مفيش مخلوق فى المكتب عندكوا هيعرف بحكاية الاعتقال دى ..ولا حتى الدكتور حمدى وكويس أن نورا أجازة علشان هى اللى هتعمل قلق ومكنتش هتسكت ..دلوقتى انت المسؤلة عن كل حاجة فى المكتب ..وده فى صالحنا ..علشان كده عاوزك أول حاجة تعمليها أول ما تروحى المكتب النهاردة تكلمى الراجل صاحب القضية وتبلغيه ان فارس طالب الأتعاب وبعد ما توصلك الفلوس هقولك الخطوة اللى بعدها
لاء لازم أعرف كل حاجة دلوقتى
زفر بقوة ثم قال بملل
هقولك ..أنا خلاص وصلت لسكرتير النيابة اللى هيسحبلنا الورق المطلوب من ملف القضية قبل ما تروح على المحكمة ..وهتفاوض معاه النهاردة على المبلغ اللى هياخده .. ومش كده وبس ..أنا كمان وصلت لشهود الأثبات وبرضة هتفاوض معاهم على المبلغ ..
قالت بشك
طب ماهو محامى البنت اللى ماټت ممكن يقدم فى المحكمة صورة من الورقة اللى هتتاخد دى وساعتها يتهمونا بالتزوير
وانت يعنى فاكرة أن حكاية زى دى تعدى عليا ..المحامى بتاعهم أطلع على القضية بس ومصورش منها نسخة يعنى مفيش فى أيده ورق ضد يتكلم بيه..فهمتى يا فالحة
أعتدل فى جلسته ولمعت عينيه بخبث وهو يقول
ومذكرة المرافعة انا اللى هكتبهالك وهتحفظيها زى ما هى كده علشان تجلجلى بيها فى المحكمة ولما الحكم يتغير شوفى بقى ساعتها أسمك هيلمع ازاى ..
حل المساء على النساء وحالهن هو البكاء .. لا يزلن مجتمعين فى بيت أم فارس ما بين متضرعة وباكية ومڼهارة ..مصابهن واحد يتلمسن أى خبر ولو غير مؤكد أى شىء يطمئنهن على الأزواج والأحبة ورفقاء الدرب ولكن لاشىء ..كأنهم اختفوا وذهبوا جميعا ..خلف قرص الشمس ..ولم يعثروا على أجابة شافية من أى جهة ..الأجابة الوحيدة التى وجدوها كانت عن طريق دنيا بعد أن أبلغتهم بها فى الهاتف وقالت
عرفت أنهم فى المعټقل.. بس لسه مش قادرة أحدد مكانهم بالظبط ولا حتى قدرت أعرف تهمتهم أيه ..
ثم أردفت وكأن أمرهم لا يعنيها
انا هفضل بقى فى بيت ماما لحد ما نعرف طريقهم هناك بتحرك أسرع ..سلام
وقبل منتصف الليل بقليل نهضت أم عبير وهى تمسك بيد أم بلال قائلة
يالا يا حجة أحنا هنروح تعالى معانا
قالت أم بلال وقد بلغ منها التعب والحزن مبلغهم
مينفعش يا أم عبير أنا هروح البيت
قالت أم عبير بتصميم
لاء هتروحى لوحدك فى الپهدلة اللى حصلت دى أزاى.. طب على الاقل باتى معانا النهاردة
تدخلت عبير وقالت لوالدتها
معلش يا ماما انا كمان هروح بيتى ..
ثم نظرت أمامها فى شرود وهى تقول
بيت بلال ميتقفلش أبدا مهما حصل
ذهب الجميع وتركوا أم فارس وحدها على وعد اللقاء فى اليوم التالى لبداية رحلة بحث جديدة ...ذهب الجميع وبقيت مهرة بجوارها بعد أن قالت أم فارس لوالدتها وهى تتشبث بها فى حضنها
سيبيها معايا النهاردة يا أم يحيى
أغلق باب الشقة عليهما وحدهما ..ظلت مهرة بحضنها تتلمس فيها رائحته بينما ظلت أمه متشبثة بها تتلمس فيها قلبه ...رفعت مهرة رأسها قائلة
يالا يا طنط قومى ارتاحى فى اوضتك شوية ..أنت تعبانة أوى
نهضت أم فارس بمساعدتها ولكنها قالت
لا انا عاوزه انام فى أوضة ابنى
ثم عادت للبكاء مرة أخرى وهى تقول
وحشنى أوى يا قلب امه
أنهمرت الدموع من عينيى مهرة وهى تحاول تهدئتها وتقول بصوت متقطع
أنت كده هتتعبى بزيادة وكمان مخدتيش الدوا النهاردة ..
أخذتها مهرة إلى غرفته .. كانت مبعثرة أشيائها
وأثاثها نتيجة