قصه جديده
وهو يصيح بمرح ألحقونى هيموتونى وهم يجرون خلفه ويضحكون بشدة .. جرى بلال حتى وصل عند عبير ولف خلفها وأحاط خصرها من
الخلف وهو يحتمى بجسدها منهم وكلما جاؤه عن يمينه أدارها ناحية اليمين واذا جاؤه عن شماله أدارها بأتجاههم وكأنها دمية يلعب بها وهى تضحك ولا تستطيع الفكاك من ذراعيه المحيطة بها من الخلف .. خرجت أم بلال من غرفتها على اصوات الضحك ونظرت إلي بلال محدقة به وهو يحيط عبير من الخلف ويضمها إلى صدره والاولاد يضحكون وهى تضحك .. نظر بلال الى والدته وقال
حاولت عبير فكاك يده من حولها وهى تشعر بالخجل وهو مازال مطبقا عليها بقوة لا يريد تركها فصاحت فى والدته
ألحقينى يا ماما خاليه يسيبنى
جلست والدته على الاريكة وهى تهتف به
سبها وبطل استعباط
نظر الاولاد إلى بعضهم البعض وكأنهم يقررون خطة ما لفك أسر والدتهم ... أندفعوا بقوة نحوهما وسقط الستة أرضا وسط ضحكات عالية .. استطاعت عبير أن تتحرر وتنهض مسرعة تجرى باتجاه المطبخ وهى تصيح
دخل بلال خلفها بعد أن أعطى والدته دوائها ووقف خلفها ينظر إليها وهى تعد الطعام والعرق ينبت على جبينها من الدخان المتصاعد فى وجهها وهى تزيل غطاء القدر وتقلب فيه بهمة وتتذوقه لتشعر بالرضا تجاهه .. وضعت الغطاء مرة أخرى وألتفتت لتجده واقفا يشاهدها قالت وهى تضيق عينيها
نعم يا فندم جاى تكمل هزار هنا ولا أيه
لا والله مش قصدى
ثم تقدم منها ومسح حبات العرق التى تجمعت على جبينها وقال
أنتى بتتعبى اوى يا عبير ربنا يخاليكى لينا يارب أنا مش عارف من غيرك كنت هعيش أزاى
نظرت له بحب وقد تناست تعبها تماما على اثر كلماته العذبة المقدرة لمجهودها وقالت
ما أنت كمان بتتعب فى شغلك بره البيت
هز راسه نفيا وقال
قالت بخجل
ممكن تحضر الاكل معايا بس
رفع حاجبيه قائلا بدهشة
بس كده
أومأت برأسها فأنحنى بخفة أمامها وهو يقول بأحترام
تحت أمرك يا مولاتى
ضحكت وضړبته بخفة على كتفه ثم أعطته أحد الاطباق فى يده قائلة
أتفضل بقى للخلف دور
ألتفوا جميعا حول المائدة وشرعوا فى تناول الطعام ولكنه فجأة ترك الملعقة من يده لتصدر صوتا عاليا وهى ترتطم بالطبق امامه وعقد جبينه هاتفا
نظر الجميع إليه وقالت عبير بتوتر
ايه ماله
عقد جبينه أكثر وقال بصرامه
طبيخ ده ولا بسبوسة
تذوقت والدته الطعام وقالت
ماهو كويس أهو يابنى
بينما قالت عبير بإضطراب
بسبوسة ازاى يعنى
ألتفت إليها بنفس الصرامة وقال
المعلقه يا هانم اللى دوقتى بيها الاكل ولمست بؤقك حطتيها فى الحلة تانى علشان كده الطبيخ بقى مسكر
والله أنت عاوز علقة
ثم نظرت لعبير وقالت
الله يعينك عليه يا بنتى أنتى مستحمله رخامته دى أزاى
زفرت عبير وهى ترى ضحكاته وقالت
الله يسامحك يا بلال خضتنى انا قلت حطيت سكر بدل الملح
ضحك وهو يمسك بيدها وهو يقول
مش انا قلتلك قبل كده اى حاجه بتمسكيها بتبقى مسكره
قاطعه أحد الاولاد قائلا
ابى أنا عاوز من الفرخه دى
نظر له بلال وقال لعبير
الواد ده طالعلى بياكل بضمير أوى
بعدما هدأت الضحكات قالت عبير وقد تبادلت النظرات مع أم بلال
بقولك ايه يا بلال أنا عندى فكره كده يارب توافق عليها
ابتلع الطعام وقال
خير يا حبيبتى
ايه رايك تعلمنى الحجامه زى ماما كده ونعمل جزء فى المركز للستات ..أنت الحجامه ابتدت تنتشر والستات مش لاقيه واحده ست تعمل عندها .. فكر بلال قليلا ثم قال
طب والبيت والولاد
تدخلت والدته قائلة
انا هساعدها وهنتبادل الشغل وبعدين يعنى مش هتبقى زحمة ... الناس لسه لحد دلوقتى ميعرفوش فوايدها ومش هيبقى فيه اقبال كتير وخصوصا فى الاول كده .. اردفت عبير قائلة
حتى لو بقت زحمة ممكن نجيب ممرضة تساعدنا
نظر بلال اليهما وقال
شكلكوا متفقين وانا اخر من يعلم
تبادلت مع أم بلال النظرات القلقه فقال بهدوء
بصى يا عبير أنا مش ضد شغل الستات بالعكس الست ممكن تفيد الست اللى زيها واللى مش عاوزه تعرى نفسها قدام دكتور راجل .. علشان كده أنا نفسى الدكاتره الستات يبقوا اكتر من كده ويبقوا فى كل التخصصات
قالت بفرحه
يعنى موافق
اشار بيده قائلا
موافق بشرط ده ميأثرش على بيتك وولادك
أومأت برأسها بفرحة وهى تنظر الى والدته التى ابتسمت بسعادة وهى تنظر إلى عبير بأمتنان فلقد كانت هذه رغبتها هى ولكنها خشيت من رفض بلال للفكرة خوفا على صحتها وسنها المتقدم ولكنها كانت تشعر أنها لابد أن تفعل شىء يخدم دينها لن تظل هكذا حبيسة الجدران تهتم باحفادها وفقط لابد أن يكون لها دور فى المجتمع مفيد ويخدم دينها بدون أختلاط وهى وسط النساء بجوار زوجة ولدها التى تعتبرها ابنتها منذ أن رأتها فى بيت والدها ... فهناك أناس ېموتون فنشعر بعد موتهم بفقد الكثير والكثير وهناك أناس ېموتون فنتفاجىء بأنهم كانوا لايزالون