المنديل
منه قائلا بلهفةحاول إخفاءها
_ قالت ايه
لم يجب أكرم على سؤاله بل أشار إلى الخارج بيده وقال
_ تعالى نتكلم برا .
عقد رسلان حاجبيه بإستغراب لكنه أومأ موافقا وتبعه إلى الخارج .. جلس أكرم على أحد المقاعد ثم تنهد بتفكير قبل أن يرفع رأسه إلىالآخر وتساءل
_ ممكن اعرف ليه اخترت بدور بالذات من بين كل البنات
_ مش عارف !
رفع الآخر أحد حاجبيه بإستنكار ثم تساءل
_ يعني مش بتحبها
أخفض رسلان رأسه إلى الأرض ولم يجب فتنهد أكرم متمتما
_ فهمت .. يعني مش هتتأثر لو قولتلك انها رفضت صح ده طلب ايدي يا سرين عارفة يعني ايه
هتفت بدور وهي تدور بغرفة التوأم فنظرت إليها سرين بملل كما فعلت إيلين المستلقية على سريرها وقالت
توقفت أمامها وهي تجيب بحيرة
_ مش عارفة .
وقفت سرين ووضعت يدها على جبين صديقتها قائلة
_ انت متأكدة انك كويسة يا بنتي
أومأت بدور بتأكيد وأردفت
_ ايوة أنا بس مصډومة .
إبتسمت سرين ثم خطفت نظرة إلى إيلين قبل أن تتساءل
_ طب مش انت وافقت
_ لا .
طالعتها الفتاتان پصدمة وإعتدلت إيلين في جلستها وهي تصيح
_ رفضتيه ليه وانت بتحبيه
زمت بدور شفتيها بتذمر وصاحت
_ مش عارفة انتو طلعتوني بحبه من امتى بس أنا كنت شايفاه زي أخويا انتو مش عايزين تفهموني ليه
لوت إيلين جانب شفتيها بسخرية وتمتمت
_ لا واضح اوي !
_ وبعدين أنا مرفضتوش .
إنتبهت كلتا الفتاتين إلا كلامها فواصلت
_ تفكري في ايه يا بنتي انت عايزة تجننيني
صاحت بها إيلين بنفاذ صبر فتحدثت بدور بتذمر
_ ايه هو مش من حقي اخد وقتي عشان افكر
أجابت الأخرى بسخرية
_ لا من حقك ياختي خدي راحتك
تجاهلت بدور سخريتها وجلست على السرير ونظرت أمامها بشرود .. مرت ثوان صامتة حتى قطعته قائلة بحيرة
_ لأنك غبية .
هتفت بها إيلين ببرود فطالعتها بدور بغيظ ولم ترد .. بينما جلست سرين إلى جوارها وقالت
_ السؤال هنا هو انت عملت ايه عشان تخليه يفكر فيك
رفعت عينيها إليها مجيبة ببراءة
_ ولا حاجة أنا أصلا مكلمتوش من يوم ما عرفتكم انه مش أخويا .
_ أهلا وسهلا بيك يا بنتي وحشتينا .
وقفت بدور وإقتربت منها ثم عانقتها قائلة
_ وانت كمان وحشتيني اوي يا طنط علا .
إبتعدت عنها علا وهتفت بإبتسامة
_ يبقى النهاردة هتتغدي معانا .
عضت بدور طرف إبهامها متمتمة بحرج
_ أنا أصلا كنت جاية عشان اقولك اني هاخد البنات وهنتغدى برة !
عقدت علا حاجبيها بإعتراض وقالت
_ وتتغدوا برة ليه والأكل موجود هنا
أجابت بدور بسرعة
_ عشان .. بنت أخويا هي الي عايزة كده .
_ براءة
أومأت بدور بتأكيد فأردفت علا بإصرار
_ طب ما تجي هي كمان تتغدى هنا وإلا أكلي مش حلو
قالت جملتها الأخيرة بحزن مصطنع فأسرعت بدور تهتف
_ لا طبعا وهو في أكل بيتقارن بأكلك أصلا
إبتسمت علا في نفسها بينما أردفت الأخرى
_ بس أخويا معاها برضه وهو أكيد هيرفض يتغدى معانا هنا ودماغه ناشفة ومش هتعرفي تقنعيه !
_ ايه رايك في الأكل يابني
_ حلو اوي تسلم ايديك .
كانت تلك كلمات أدهم التي نطق بها مجيبا على سؤال علا وهو يجلس معها هي وزوجها وإبنتيها وبدور وبراءة على مائدة الطعام يتناولونالغداء .. إبتسمت علا بإتساع بينما كانت بدور ترمق أدهم بإستغراب وريبة من تصرفاته فقد خالف ظنونها تماما عندما عرضت عليه علاتناول الغداء عندهم ووافق على الفور .
أما إيلين فقد كانت تأكل بصمت ولا مبالاة على عكس سرين التي شعرت بالضيق لمجرد تواجدها بمجال يسمح له برؤيتها .. فمنذ أول لقاءبينهم وإعترافه لما فعله بكل برود وهي لا تطيقه حتى بعد تعلقها بإبنته وحتى بعد معرفتها بأن الذنب الذي إقترفه لم يكن مقصودا لكنهفي النهاية أخطأ بإلتجائه إلى الخمر والذي وجب عليه إجتنابه مهما كانت الظروف التي دفعته إلى شربه ولأنها تبغض الشباب المستهترينبدينهم وهي ترى أنه ينتمي إليهم .
أفاقت من شرودها وأفكارها على صوت براءة التي تجلس بينها وبين والدتها تحدثها
_ انت هتجي معانا صح
_ اجي معاكو فين
_ للمول أنا عايزة اشتري هدوم ليا وعايزاك تبقي معايا ممكن
إبتسمت لها سرين وهي تومئ بتأكيد
_ طبعا هاجي وهو في حد يقدر يرفض للقمر طلب
سعدت براءة وأرسلت لها قبلة في الهواء فضحكت سرين على طفولتها ورغما عنها وجدت نفسها تقارن بينها وبين والدها غافلة عن أنه منالمفترض لها أن تدعو له بالهداية بدل إنتقاده في سرها كلما رأته .
جلس خالد بجوار رسلان الشارد على مائدة الطعام وطالعه بإستغراب .. حول نظره إلى أكرم ليجده يتناول طعامه بهدوء فهمس مخاطبارسلان
_ مالك سرحان من امبارح بعد ما اتكلمت مع عمي هو قالك ايه
أجاب رسلان وهو يقوس شفتيه بضيق
_ قالي متزعلش لو قولتلك ان بدور رفضتك .
رفع خالد حاجبيه بتعجب وتساءل
_ هي رفضتك
_ لا بس موافقتش .. محتاجة وقت عشان تفكر فيه بس بما انها موافقتش على طول يبقى في احتمال ترفضني .
قال جملته الأخيرة بضيق شديد لم يستطع إخفاءه فقال خالد بإبتسامة وهو يطمئنه
_ متقلقش أنا واثق انها هتوافق دي باين عليها انها مهتمة بيك على فكرة .
عقب رسلان بثقة
_ وأنا عارف ده كويس بس عارف برضه انها غبية وممكن تفسر إهتمامها بيا على انه حب أخوي .
ضحك خالد بقوة ثم أخفض صوته عندما إلتفت إليه الجميع وهمس لرسلان
_ مش هستبعد انها تفكر كده لأنها غبية فعلا .
هتف رسلان وهو يرمقه بتحذير
_ متقولش عليها غبية ! أنا بس الي اقولها كده .
رفع خالد أحد حاجبيه وقال بضحكة
_ انت هتبداها من دلوقتي والا ايه طب متنساش اني ابن عمها .
نظر رسلان أمامه وتمتم ببرود
_ بس ده ميديلكش الحق في انك تشتمها .
طالعه خالد بإستنكار لكنه لم يعلق بدأ في تناول طعامه الذي لم يمسه بعد بسبب حديثه مع رسلان ولم تمض دقائق حتى سمع تنهيدةتصدر منه فإلتفت إليه ليجده عاد لشروده دون تناول شيء من الطعام أمامه .
وكز كتفه ليفيق رسلان وينظر إليه بتساؤل فقال
_ طب انت متضايق ليه لانها موافقتش عليك