الجمعة 22 نوفمبر 2024

سدفه بقلم آيه شاكر

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

هناك فتاة تقف في شرفة منزلها تطالعه بهيام وهي تستند بمرفقيها على سور الشرفة فرأتها والدتها تلك السيدة الخمسينية زوجة عمه فاطمة التي لا تكره بحياتها سوى عائلته قالت بامتعاض
بتعملي إيه يا ريم! مش قولتلك ادخلي اغسلي المواعين!!
التفتت لها ريم وقالت بارتباك
ح... حاضر يا ماما هغسلهم
دخلت والدتها وهي تصيح بضجر
بقالك ساعه بتقولي نفس الجمله انجزي بقا
تجاهلته 

أصرت دينا على ابنتها أن ترتدي فستانها القديم 
كان فستان بنبي تنتشر به نقط بيضاء ويتدلى باتساع من منتصف خصرها وتحته بطانه زادته اتساعا ويرتفع بالإسفنج من فوق الكتف..
عندما ارتدته نداء كان تشبه تماما فتاة قد خرجت لتوها من فيلم بلأبيض والأسود أو أميرة خرجت من كارتون أطفال...
نظرت لنفسها بالمرآة وقالت
لا لا لا أنا لا يمكن أخرج من البيت كده!!
والدتها بتصميم
والله العظيم لتخرجي كده النهارده ومفيش نقاش
حاولت نداء إقناع والدتها فقالت بابتسامة عابثة
يا ماما يا حبيبتي مالها العبايه السمرا... يرضيك العيال يتريقوا عليا في الدرس!
مينفعش العبايه السمرا بتبينك رفيعه... وبعدين إنت هتستنينا وهنتقابل هناك عشان معزومين..
صاحت نداء بضجر
أنا مش هخرج كده يا ماما
تجاهلتها دينا واتجهت للشرفه نادت
يا رشدي... اطلعي لحظه لو سمحت
لحظات ودلف رشدي للبيت وحين رأى نداء صفر بإعجاب فسألته دينا بح..ماس وبابتسامة
إيه رأيك!
تفحصها رشدي بنظراته ودار حولها وهو يقول
قمر... إيه الحلاوه دي يا نداء
رفعت نداء إحدى شفتيها لأعلى بسخرية ثم قالت بإصرار
قمر ايه!! أنا استحاله أخرج كده

وبعد ساعة كانت نداء تجلس بالدرس تأخذ مقعدين نظرا لفستانها الواسع كان الطلاب ينظرون إليها ويتهامسون لا تدري أإعجابا بها أم سخرية منها!
وغير ما عانته بالمواصلات فقد اضطرت لدفع أجرة مقعدين بسبب فستانها العجيب فهي عنيدة لكن والدتها أكثر عنادا ولاسيما عندما يجتمع عناد والدها ووالدتها عليها!
أخبرتها دعاء أنها تبدو كملكة وليست أميرة ولابد أنها تجاملها فقد كانت تطالعها بين حين وأخر بابتسامة عابسة وأحيانا تضحك بخفوت عليها وهي ټغرق في فستانها ذاك! 
وبعد انتهاء الدرس غادرت دعاء وتركتها تقف بمفردها بجانب الطريق تنتظر والديها وبدأت نداء تسمع مضايقات الشباب السذج
أنا طول عمري بسمع عن الأميرات لكن أول مره أشوفهم يا جدع
وشاب أخر
هو القمر بيطلع بالنهار ولا ايه!!!
نفخت نداء بضجر وسارت مبتعده وهي تلتفت حولها وترى حملقة العيون بقا وبفستانها...
أخذت نفسا عميقا وزفرته ثم وقفت منكمشة الوجه عابسة الملامح...
ومن ناحية أخرى كان رائد عائدا للبيت يحمل أكياس الفاكهة بيده فقطع أحدهم وفرت منه حبات لبرتقال حتى وصلت أسفل قدميها...
 

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات