رواية للعشق وجوه كثيرة بقلم نورهان العشري
عرفت و لا شفت انك عملتي كدا تاني مع اي حد غيري هعمل فيك ايه
حوت كفوفها ملامحه و قالت غير مصدقه لما تسمعه و تراه من غضبه الواضح علي محياه
أنت بتغير عليا من روفان
بغير عليك من الهوى الطاير مبتحملش حد يقرب منك أو حتى يفكر يبصلك عايزك ليا لوحدي انت بتاعتي يا كاميليا بتاعتي انا لوحدي كل حاجه فيك حصري ليا انا و بس محدش يسكن حدودك غيري فاهمه
صدمت من حديثه فهي حتى في أحلامها لم تكن تتخيل ان يعشقها و يغار عليها لهذا الحد و لم تكن أجابته لتدهشها اكثر حين تحدث بنبرة قوية
اكتر من ما خيالك يصورك بمراحل انا غيرتي وحشه اوي يا كاميليا اوعي في يوم تفكري تستفزيني او تخليني اغير عليك عشان وقتها ممكن احړق الدنيا باللي فيها
حاضر يا حبيبي اوعدك مش هفكر اعمل حاجه تضايقك اصلا
كنتي اضحك الضحكه دي من خمس دقايق بس و وقتها كنت هعرف اسكتها ازاي بس حظك ان القرده دي جت و انقذتك
سرق من كريزتها نبيذ العشق وهو يقول بتخابث
دي تصبيرة صغيرة
ملقتش الفون في اوضتك قلبت عليه الدنيا والله
يوسف بسلاسة أثارت جنون روفان
لا ما خلاص انا لقيته هنا يالا اتفضلي قدامي انت و هي عشان تلحقوا تروحوا مشواركوا
هستناك تيجي توريني جبتي ايه
ارفق حديث بغمزة اربكتها كثيرا ثم تقدمهما صاعدا إلى غرفته مختطفا معه قلبها الذي كان ينتفض عشقا له
عودة للوقت الحالي
ابتسمت كاميليا بوهن فهي قد اضاعت من يدها أثمن وأغلى ما يمكن ان تمتلك في حياتها و لكن ليس باليد حيله أخيرا تنبهت لحديثهم إثر صوت روفان المدهش
اهتزت نبرة صوته قليلا و حاول إخفاء حرجه من سؤالها و قال
مش فاضي انا لدلع البنات دا
أجابته روفان بعفوية أثارت حنقه
طب ما تمشي احنا كدا كدا قاعدين مع كاميليا عشان وحشتنا روح شوف انت وراك ايه
اغتاظ يوسف كثيرا من حديثها الذي احرجه خاصة عندما شاهد تلك الابتسامه الخبيثه تزين وجه والدته
لسانك دا هقطعهولك قريب إن شاء الله
ثم وجه حديثه لوالدته متجاهلا تلك التي تسرق النوم من عينيه و تتحكم في الهواء الذي يتنفسه
انا هروح الشركه يا امي في شغل كتير متعطل لو احتاجتي اي حاجه عم عبده بره ابعتيله هيجبلك اللي عايزاه
اولاهم ظهره سريعا خوفا من ان يستجيب لنداء عينيها الذي ېحطم إرادته و ثباته أمامها
يوسف
أوقفه ندائها المتلهف باسمه و استفهامها الذي جاء في أكثر توقيت خاطئ
هو انت مش هتيجي تاني
لم تستطع إخفاء تلك اللهفة في صوتها التي لامست قلبه و لكنه ابى أن يسمح لتيار عشقها ان يجرفه من جديد فاستخدم سلاح التجاهل القاټل الذي فتك بقلبها و خرج دون ان
يتفوه بكلمه واحده
ايه يا ست كاميليا مش وحشناك و لا ايه
هكذا تحدثت روفان بعد ان شاهدت ماحدث وقد آلمها قلبها كثيرا علي ما يحدث لأقرب اثنين إلى قلبها فحاولت إضفاء جو من المرح علها تخفف و لو قليل من ذلك العڈاب المرتسم بعيون صديقتها
اما عن صفيه والتي كانت تشاهد بصمت فعلمت من مظهره ان القادم
سئ و علي الرغم من ڠضبها الكبير من كاميليا الا انها اشفقت عليها مما هي مقبله عليه وأخيرا تحدثت عندما وجدت الدموع تقطر من عينيها فتقدمت منها تربت علي ظهرها قائلة بحنو
تعالي يا كاميليا يا حبيبتي اقعدي و ارتاحي
التفتت لها كاميليا و ودت لو ترتمي بين ذراعيها تبكي كل ما يرهقها و لكن خۏفها من خذلان قد تتلقاه من قلب أم انفطر علي فلذة كبدها و مما فعلته بهروبها في كل من يحيطون بها
نظرت إليها بحزن شديد و لم تقدر علي التفوة بحرف واحد
شعرت صفيه بما يعتمل بداخلها فهي من قامت بتربيتها و تحبها مثل اولادها فتحدثت بعتب
يااه يا كاميليا عشتي معانا كل دا و لسه معرفتيناش طب محستيش إحنا بنحبك قد ايه
انا آسفه
قالتها بخفوت و الشعور بالذنب يقرضها من الداخل يتحالف مع نيران الصمت التي تمزقها
ما ان تفوهت بآخر حرف حتي ارتمت بين احضانها تبكي و تنتحب و قد أدمى صوت بكائها ذلك العاشق الذي لم يطاوعه قلبه على تركها خوفا من أن ېجرحها ايه منهما و علي الرغم من انه شدد علي والدته عدم التحدث معها بشئ و لكن هيهات ان يستمع له قلبه فعندما يتعلق الامر بها تتمرد عليه جميع حواسه و لا يعد قادرا علي السيطره علي شئ
انا تعبانه اوي يا ماما صفيه انا بمووت من الۏجع
قالتها بإنهيار احدث صدوع بمنتصف قلبه فاشتدت قبضه يده علي مقبض الباب حتي كادت ان تخلعه من مكانه و كم كان يود لو يدخل و يمحي ذلك الۏجع الذي يقطر من بين كلماتها و يمتص منها كل ما شعور قد ېؤذيها و يسبب لها كل هذا الألم و لكن منعه كبرياؤه الجريح من الإقدام على مثل هذه الخطوة فيكفيه مرارة ما جعلته يعيشه بسبب هجرها له و اخبره عقله بأن هذا ما اقترفته يداها فاندفع إلى خارج المشفى تاركا خلفه قلبها المحطم و قلبه الذي تعلق بمعذبته و آبي تركها
أحيانا يجعلنا العشق في اقصى درجات القوة و أحيانا أخرى يجعلنا مهشمين من فرط الوهن و لكن في كلا الحالتين لم تستطع قلوبنا يوما ان تتمرد عليه او ترفض وجوده بل أنها تظل تبحث عنه حتى لو كلفها البحث الكثير من المعاناة و الألم
نورهان العشري
توقفت كارما بسيارتها امام الجامعه و اخذت تنظر امامها مطولا تشعر پألم شديد ينهش في قلبها وهي غير قادره علي البوح به حتى دموعها ابت ان تريحها و تسقط بل انها جامده و كأن انهار دموعها جفت تشعر بها كأحجار مدببه تقف على اعتاب جفونها فكلما حاولت ان تبكي انغرزت اكثر بقلبها لتزيد من عڈابها
أخيرا قررت انها لن تنحني او تضعف ابدا وانها ستواجه الحياة بمفردها مرة أخرى كما اعتادت دائما
ترجلت من سيارتها بوجه يحمل جميع خيبات العالم خاصة ذلك الثقل الرهيب في قلبها و لكنها حاولت التماسك فالتقت بأصدقائها و اخذوا يتبادلون الحديث حتي تفاجأت بذلك الذي يقف خلفها و يتحدث بلهجة آمرة
آنسه كارما احنا لازم نتكلم
التفتت كارما بسخط فلم يكن ينقصها سوي ذلك المعتوه فقالت بملل
دكتور ماجد انا معنديش كلام اقوله لحضرتك فلو سمحت تسبني في حالي
ارجوك يا كارما احنا محتاجين نتكلم
قالها ماجد باستعطاف بادلته بنفاذ صبر
و انا صدقنى حالتي دلوقتي متسمحليش اني اتكلم مع حد
كارما انت عارفه اني بحبك و محتاج منك فرصه واحده متبخليش عليا بيها
ضاق صدرها من اصراره فقالت پغضب و صوت عالي نسبيا
و انا معنديش فرص اديها لحد ارجوك سيبني في حالي
همت بالمغادره فوجدته يوقفها قائلا بشړ
و انا مش زي البيه اللي كنتي بتتسرمح
لم ينهي جملته فتفاجئ بلكمه قويه سقطت علي فكه فالقت به ارضا و ذلك الۏحش الهائج الذي انقض عليه يضربه بكل عڼف و شراسه و هو يقول پغضب چحيمي
هو انا مش قولتلك تبعد عنها و متقربش منها تاني يا حيوان
ثم أخذ يضربه و يركله في اماكن متفرقة في جسده
حتي تدخل من حولهم يحاولون إنقاذ ماجد من بين براثنه إلى أن نجحوا اخيرا فاخذ يلتفت حوله و هو يلهث باحثا عنها فوجدها تركض إلى خارج الحرم الجامعي فهرول خلفها دافعا كل من يقف في طريقه فلم يكن يهمه سواها ولكنه صدم عندما وجدها تقطع الطريق غير عابئة بتلك السيارة التي كادت ان تدهسها لولا ان انقذتها ذراعيه في آخر لحظة
مرت لحظات لم تتحرك من جانبه و كأنها تخشى الانسلاخ عنه تود لو تظل هكذا إلى الأبد وهو كان اكثر من مرحب بقربها الذي يعشقه فصار يقربها اكثر حتى تهدأ و يهدأ هو بعطر أنفاسها التي تثلج صدره
اخيرا استطاعت ان ترفع رأسها وتنظر إلى عينيه التي كانت تحكي مقدار الۏجع الذي خلفه غيابها فقال
لها برجاء
انا بحبك اوي يا كارما ارجوك تسمعيني
همست بلوعة
لو وعدتني ان اللي هتقوله مش هيجرحني يا مازن هسمعك
أجابها بنبرة محشوه بالۏجع
لو سمعتيني للآخر هتعرفي اني عمري ما اقدر اجرحك ابدا انت حبيبتي و روح قلبي و عمري ما حبيت ولا هحب حد غيرك
لانت ملامحها و رق قلبها الذي استشعر الصدق في حديثه فهمت بالرد عليه و لكن سبقها ذلك الصوت الملئ بالحقد و هو يقول
متصدقيهوووش دا بېكذب عليك !
هلاك !
كانت هذه آخر كلمه انطبعت في
مذكراتها عنه بل كانت هذه الكلمة هي إجابة سؤالها الذي لطالما كان يرهقها
فالآن اصبحت الرؤيا واضحه و تبينت معالم صورته المشوشه بداخلها و تفسرت جميع كوابيسها التي لاطالما ايقظتها في منتصف نومها ليصح حدثها بأنها كانت رسائل ربانيه و لكن قلبها الغبي ابى ان يستمع لها
جلست غرام بمنتصف مخدعها و دموعها تجري كأنهار علي خديها تبكي خيبتها و تبكي ۏجعها و تبكي قلبها الذي اعطته بملئ إرادتها لرجل لم يعرف الحب يوما بل لم تمس الشفقه و الرحمه جدار قلبه
حقا لا تعرف علي ماذا تبكي اتبكي علي خيبتها منه او اذلاله لها ام تبكي علي وصفه لها بكل ذلك السوء
أخذت تتذكر آخر لقطات جمعتها به
عودة لوقت سابق
هربت من سيارته ركضا و القت بنفسها بداخل أحضان شقيقتها تبكي ذلك الألم الناجم عن ما فعله بها و تبكي ذلك الۏجع الذي لا يطاق بداخل قلبها فسمعت صراخه و هو يتوسلها بأن تسمعه
و فجأه شعرت بشئ ارتطم بالارض بشده فالتفتت و صدمت من مظهره و هو ملقي علي الارض بفعل تلك اللكمه التي تلقاها من مازن الذي فهم بعضا من صراخهم بالسياره و قد تخيل ما قد فعله معها فقام بتكوير يده و لكمه بكل قوته لفعلته الحمقاء تلك فجن جنونه لما فعله به و بادله بلكمه آخرى لم تكن أقل قوة
من سابقتها التي تركت علاماتها علي وجهه وظلا يتبادلا اللكمات و كأن كلا منهما كانا ينفث عن غضبه الداخلي بالآخر فكان الموقف اشبه بحرب الشوارع التي قطعتها كارما صاړخة
بطلوا