الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة يارا عبدالعزيز

انت في الصفحة 16 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز


واقف في المحل من زمان بس بابا كان بيقف معه  
صدفة بشك بس المال السايب يعلم السړقة  
مريم واضح انك مش بتثقي في الناس و دا غلط  
صدفة مش كدا و الله بس انا بكلمك جد لان انا اشتغلت مع خالو شوقي فترة و هو علمني ان الثقة الزيادة ممكن تبقى خسارة اذا مكنتش في الشخص المناسب بقولك انا عايزاه اروح المحل و اشوف الشخص دا هو بيشتغل كل يوم  

مريم اه كل يوم من الساعة عشرة لحد الساعة تمانية بليل 
و الجمعة لحد قبل الصلاة و بعد كدا بيقفل
صدفة طب انا عايزاه اروح المحل  
مريم دلوقتي في ضيوف جايين ياله قومي اللبسي علشان شوية و هنلاقيهم جايين  
صدفة ماشي بقولك ما تيجي تختاري معايا علشان بحس ان لابسي چريمة بالنسبة ليكم فاختاري معايا
مريم ماشي ياله بينا علي فكره لابسك حلو اوي انا شفته جميل بجد و كان فيه كم حاجة عايزاه اجربهم  
صدفة بحماس الدولاب كله عندك اختاري اللي يعجبك و خديه  
مريم عادي كدا يا بنتي!
صدفة اه عادي انا هبقي مبسوطة لو لابسنا سوا من نفس الهدوم  
مريم شكلك هبلة و على الله حكايتك بس قومي اختارلك حاجة تلبسيها 
صدفة قامت معها و فضلوا يختاروا لحد ما سمعوا جرس الباب بيرن 
مريم دي اكيد خالتي شمس  
صدفة طب انا هغير فين دلوقتي  
مريم هنا عادي  
صدفة طب اخرجي ياله  
مريم ماشي متتاخريش  
صدفة هزت رأسها بالايجاب
و مريم خرجت  
في الصالة
عبد الرحيم ابتسم و هو بيفتح الباب لإبراهيم و والدته
عبد الرحيم اتفضلوا اتفضل يا إبراهيم 
ابراهيم و هو بيسلم عليه اهلا يا حاج عبد الرحيم 
شمس سلمت على مريم و حضنتها 
بسم الله ماشاء الله كل يوم بتحلوي يا مريم  
مريم بابتسامة تسلمي يا خالتي اتفضلوا العشاء جاهز  
شمس راحت معها و إبراهيم دخل مع ابوها و هو باصص في الأرض حط الأكياس في جنب  
كان شيك جدا و مهندم 
لابس بليزر رصاصي و بلوفر اسود و بنطلون جينز اسود 
دقنه مرتبه جميل طويل و ملامحه قمحاوية عنده دقن خفيفة  
عبد الرحيم تعبت نفسك ليه يا ابني مكنش له لزوم كل دا
ابراهيم دي حاجة بسيطة يا عمي  
كلهم قعدوا على السفرة و بدوا ياكلوا لكن قاطعهم صوت جزمة صدفة و هي خارجة من اوضتها 
عبد الرحيم اعرفكم يا جماعة صدفة بنتي  
شمس بصت لصدفة اللي كانت جميلة جدا رغم أنها نسخة من مريم لكن ابتسامتها مختلفة فيها حاجة تشد  
يمكن لمعة الثقة و الحيوية اللي في عيونها و ان ابتسامتها بتدي احساس مريح 
شمس بنتك هو انت عندك بنت تانية غير مريم  
صدفة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  
كلهم و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته 
عبد الرحيم بجدية ايوة صدفة بس هي كانت مسافرة برا مصر عايشة مع والدتها  
شمس بسم الله ماشاء الله بناتك ما شاء الله عليهم يا حاج عبد الرحيم الاتنين زي القمر  
صدفة ببساطة و انتي كمان شكلك جميل  
شمس و هي بتحضنها لا و لسانها حلو كمان دا انت تخاف عليهم بقا  
ابراهيم كان باصص في طبقه و مش مهتم لانه عارف ان والدته جايبه الزيارة دي علشان تخليه يوافق انه يرتبط بمريم 
عبد الرحيم و الله خاېف عليهم من غير حاجة  
شمس يا عم متشلش الهم كدا بناتك دول بناتي و مفيش حد يستجرا يبص لهم و اللي يتجرا و يعمل كدا يبقى جيه لقضاه و بعدين دا انا خلاص حبيتها يعني متقلقش عليها  
ابراهيم اتضايق 
صدفة قعدت جانب مريم و كلهم كانوا بياكلو و ام إبراهيم مش سايباه لا صدفة و لا مريم و كل شوية تسالهم عن حاجة لحد ما صدفة صدعت و حست انها في استجواب  
صدفة بصت لابراهيم و اتكلمت بجدية و ضيق و لسه في دماغها الموقف اللي حصل بينهم 
على الله يكون الاكل عجبك يا استاذ ابراهيم  
إبراهيم رفع رأسه و بص لها جدا  
صدفة طب كويس مريم اللي عملت الاكل دا كله هو انت مش عايز تقول حاجة  
ابراهيم حاجة ايه 
صدفة تعتذر مثالا  
إبراهيم و اعتذر على ايه بقا ان شاء الله  
صدفة بغيظ يعني مش عارف على ايه! 
ابراهيم بضيق من صوتها العالي لا مش عارف و وطي صوتك و انتي بتتكلمي معايا  
صدفة و الله يعني مش عايز تعتذر على عملته معايا النهاردة انت و الولاد الاشقيه دول و لا نسيت 
ابراهيم لا منستش و بعدين هو انتي مشوفتيش شكلك كان عامل ازاي و لا كنتي عايزانى اعمل ايه اقف اصفرلك  
صدفة بغيظ انا مش فاهمة انت جايب الثقة دي منين هو انا كنت خطيبتك و لا مراتك و لا حتى مريم تبقى خطيبتك علشان تبقى محموق كدا و لا علشان تتعدى حدودك كدا  
إبراهيم اللهم طولك يا روح دا انتي لسانك طويل و قليلة الذوق كمان  
شمس بضيق صلوا على النبي يا ولاد في ايه و بعدين انت عملت ايه يا ابراهيم  
عبد الرحيم بضيق مماثل صدفة دول ضيوفنا اتكلمي كويس و وطي صوتك  
صدفة پغضب و تهور
يعني انا اللي غلطانه دلوقتي ما انت متعرفش حاجة يا بابا و لا حتى شفته هو و الولاد  
ابراهيم بعصبية قلتلك وطي صوتك و بعدين انا اللي مفروض اعتذر و لا انتي مشوفتيش شكلك كان عامل ازاي و لا عروسة المولد و بعدين انا اللي عملته دا مش علشان انتي خطيبتي لا يا حلوة علشان انتي جارتي و ابوكي زي ابويا محبش ان حد يتكلم عنه وحش علشان بنته معندهاش حياء  
صدفة دمعت من كلامه و عصبيته عليها
صدفة بصراحة و بساطة انت بني آدم وقح انا بكرهك 
فجأة قامت و سابتهم 
عبد الرحيم بحرج انا اسف يا جماعة بس هي اتربت برا مصر و متعرفش الأصول انا اسف 
ابراهيم رغم انه كان متغاظة منها و متضايق من أسلوبها لكن لما شاف دموعها اتضايق رغم انه حاسس انه مغلطش لما شالها و دخل العمارة لان لابسها و شكلها كان مضايقه لكن مع ذلك كان مستغرب بساطتها في الكلام و أنها بتقول اي حاجة تيجي في دماغها حتى لو مش وقتها  
شمس حصل خير بس هي زعلت ليه انت عملت ايه يا إبراهيم خليني ادخل اصالحها  
عبد الرحيم لا يا ام إبراهيم مالوش لازمه دا دلع بنات انا اسف عن اللي حصل اتفضلوا كملوا عشاكم  
صدفة دخلت اوضتها و هي متضايقة من ابوها و أنه غلطها رغم انه ميعرفش اللي حصل بينها و بين ابراهيم 
قعدت على السرير كانت عيونها حمراء و مدمعه بسبب كلام إبراهيم السخيف عنها هي مكنتش شبة عروسة المولد و لا كانت حاطة ميكب و لابسها كان عادي بالنسبة ليها
جيب و بلوزة و جاكيت و مكنش ضيق و حتى إذا كان فعلا مش احسن حاجة فهو ميخصوش علشان يتدخل
و لا ينفع يحرجها كدا ادامهم و لا ينفع يقول انها قليلة الحياء 
كل دا مكنش فارق معها بس على الاقل كان نفسها والدها يقف في صفها او يحفظ ليها كرامتها هي بنته
لكن موقفه كان سلبي 
كل دا كان كلام كتير بيدور جوا دماغها كانت منتظرة ان هو يدخل يطيب خاطرها او حتى مريم تدخل وراها تقولها متزعلش لكن سمعت صوت ضحك مريم مع والدة ابراهيم و هم بيتكلموا بصوت عالي و صوت الباب بيتقفل 
حست بالزعل ان محدش اهتم ليها و لا حد اهتم يصلحها او حتى يعاتبوها على اللي حصل بس بينهم و بين بعض
كانت محتاجة تحس ان في حد مهتم يعرفها الصح من الغلط مش زي ما ابوها قال إنها اتربت برا مصر متعرفش الأصول 
صوت ضحكهم و كلامهم خلاها تحس انه اللي حصل عادي و كأن زعلها مش مهم قامت غيرت هدومها و حاولت تنام لكن مقدرتش قامت فتحت شنطتها و طلعت شريط حبوط اخدت
واحدة و راحت تنام و فعلا ربع ساعة و كانت نامت بعمق 
عند إبراهيم
بعد حديثه مع صدفة كان حاسس انه متضايق انه استفزازها للدرجة اللي خلتها ټعيط و مكنش هيحصل حاجة يعني لو اعتذر
و خلاص
رغم انه مش حاسس انه عمل حاجة غلط لكن اول ما شاف دموعها حس انه غلط و مكنش ينفع اللي عمله 
لكن استغرب طريقة ابوها في التعامل معها و أنه حتى لو إبراهيم انفعل و كلامها بأسلوب مش كويس في لحظة ڠضب كان مفروض ابوها يعترض لكنه معملش كدا 
و دا اللي خلاه يتضايق من نفسه و من الموقف كله و يمشي بعد العشاء على طول و ساب والدته مع مريم 
كان قاعد على القهوة سرحان و متضايق من نفسه و حابب يعتذر لها كان متلغبط لأول مرة
لأول مرة يحس انه متلغبط بسبب واحدة من ناحية حاسس انه مش غلطان و من ناحية تانية حاسس انه غلط و دا في حد ذاته مخليه يفكر في صدفة و دي يمكن المشكلة أنه اول مرة يفكر في حد كدا 
بقا له ساعة الا ربع قاعد ساكت حس انه دماغه صدعت نفخ بغيظ ان هي مكملتش يوم واحد في المنطقة و عملت فيه كدا 
قام راح الوكالة كان العمال شغالين عزيز لما شافه استغرب انه جيه لانه قاله يبقى يقفل هو
عزيز غريبة مش انت قلت لي مش هتيجي و انك مشغول 
ابراهيم بجدية خلصت اللي ورايا قلت ارجع اشوف الدنيا ماشية ازاي 
عزيز باستغراب ماشيه ازاي محسسني اني اول مرة اباشر الشغل و انت مش موجود مالك يا عم حصل ايه 
ابراهيم بحدة في ايه يا عزيز انت هتفتح لي تحقيق ما اجي وقت ما انا عايز 
عزيز خلاص يا عم انت هتضربني انت حر 
عزيز سابه و مشي و ابراهيم خلي واحد من العمال يجيب له قهوة 
في فجر يوم جديد
صدفة صحيت من النوم و هي حاسة انها مصدعة اتخضت اول ما حست بحد جانبها لكن هديت لما افتكرت أنها مريم  
قامت شغلت النور و بصت لمريم 
مريم مريم 
مريم بكسل و نوم في ايه يا صدفة  
صدفة الفجر بإذن قومي نصلي  
مريم بنوم شوية بس اتوضي و انا هقوم وراكي حطي فيشة السخان المياة تدفي شوية الجو ساقعه  
صدفة سابتها و خرجت كان ابوها خرج من البيت و راح يصلي في المسجد  
بعد دقايق كانت
 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 51 صفحات