السبت 23 نوفمبر 2024

رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة يارا عبدالعزيز

انت في الصفحة 13 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز


يا آنسة صدفه أنتي فاضية نتقابل 
صدفه اه عادي بس هو في جديد 
زياد ايوة انا تحت في الاستقبال
صدفه خمس دقايق و اكون عندك يا بشمهندس زياد 
صدفه قامت غيرت و نزلت لقيته قاعد في الاستقبال راحت ناحيته و اتكلمت بجدية
معليش اتاخرت 
زياد لا ابدا و لا يهمك اقعدي
صدفه قعدت ادامه و هو اتكلم بجدية
عبد الرحيم عيسى العزيزي ٥٦ سنة كان موظف في شركة الكهرباء و ساب الشغل من ١٥ سنة كان متجوز و طلق مراته و معه بنته اسمها مريم ساكن حاليا في الانفوشي و عنده محل عطارة 

صدفه بتوتر دا هو فعلا  
زياد كدا انا عملت اللي عليا و لقيت الشخص اللي كنت بتدوري عليه 
صدفه انا مش عارفه اقولك ايه يجد و الله العظيم انا كنت بدأت افقد الأمل و ناوية ارجع إنجلترا بجد شكرا جدا و الفلوس اللي اتفاقنا عليها انا هحاولهالك بكرا الصبح ان شاء الله 
زياد تمام يا آنسة صدفه و أنا بعتلك كل حاجة عنه على الواتساب و اي خدمة رقمي معاكي متتردديش ابدا في انك تكلميني 
صدفه اكيد طبعا و أنا متشكرة مرة تانية 
زياد قام مشي و هي قامت طلعت على اوضتها و هي فرحانة جدا انها أخيرا هتلاقيهم
كانت طول عمرها بتحلم لو كان عندها اخت تحبها و تشاركها كل أسرارها و بلاويها حتى لابسهم و مكياجهم 
اول ما دخلت اوضتها بدأت تلم حاجتها علشان تغادر الاوتيل الصبح بدري 
صدفة لنفسها و أخيرا هروح لهم بس اكيد هيفرحوا لما يشوفوني ياترى بابا هيعمل ايه لما اروح اكيد هيفرح انه شافني 
كانت بتحاول تأكد المعلومة لنفسها رغم ان في صوت جواها بيقولها هو ليه مدورش عليكي و جالك مكنتش عايزاه تفكر بالاسلوب دا و لا عايزاه تزعل نفسها 
تاني يوم الضهر
صحيت من النوم بكسل و كأنها منمتش بقالها شهر اول ما بصت في الموبيل شهقت بقوة أنها نامت كل دا لكنها قامت بسرعة تغير هدومها 
قبل ما تخرج بصت لنفسها في المرايه باعجاب
اي الجمال دا 
طبعت بوسة على المرأة و خرجت من الاوضة 
من شارع لشارع كان الطريق طويل و صعب بالنسبة ليها و خصوصا ان التاكسي مش بيدخل الشوارع الجانبية فكان لازم تمشي
الأطفال كانوا مشين وراها و كأنهم مستغربينها و بيعاكسوها 
شكلها كان راقي و مختلف عن المكان و يبان فعلا و كأنها مش مصرية
لابسه بلوزة لونها ابيض بكت و عليها جاكيت جلد اسود و جيبه من الجلد البني لبعد ركبتها واسعة 
و شعرها الاسود على كتفها طويل 
خلفيتها الطبيعيه عن الأطفال انهم احباب الله لكن السؤال اللي جيه في بالها ليه طفل ينادي عليها ب وتكه و واحد تاني يقولها يا مزة
واحد منهم قرصها في جنبها خلها شهقت بقوة لدرجة انها صړخت 
الطفل بمرح
اركب الهواء
و بالفعل ركبت الهواء من الخضة كان شكلها يضحك لأنها اول مرة تتعرض لموقف زي دا دموعها اتجمعت في عنيها لكن 
صوت جيه من وراها بقوة وقفهم عن الضحك و اتكلم بخشونة و هو مش شايفها 
بس ياض منك له عيب كدا 
الأطفال اسفين يا معلم ابراهيم اسفين يا انسه احنا بنهزر معاكي بس  
ابراهيم بجدية و هو يقرب من البنت 
طب ياله كل واحد على بيته مش كل ما يجي حد للمنطقة تعملوا فيه كدا ياله  
الأطفال ابتسموا له و مشيوا كلهم و ابراهيم كان وقف أدام صدفه اللي ملامحها كانت متدارية وراء شعرها و هي بتمسح دموعها
ابراهيم يا انسه انتي كويسه 
صدفه رفعت رأسها و بصت له لكنه اندهش و ملامحه اتبدلت لڠضب و شړ و هو فاكر ان اللي ادامه مريم اللي بتلبس طويل و بتلم شعرها مش اللي واقفه ادامه دلوقتي شعرها مفرود و لابسه جيبه قصيرة و البادي اللي لابسه ضيق 
كانت مختلفة بطريقة خليته يتخض و يتكلم بعصبية
ايه اللي انتي مهببه في شكلك دا  
صدفه كانت لسه هتشكره على اللي عمله لكن استغربت كلامه و اتكلمت بعصبية بسبب الضغط اللي كانت فيه
مهببه! انت ازاي تتكلم كدا معايا دا انتم شكلك عالم مجانين  
ابراهيم بحدة و هو يمسك ايدها و بيحبها وراه
لا دا انا هوريكي الجنون على أصوله يا بنت الحج عبد الرحيم بس مش أدام الناس  
صدفه بعصبية و ڠضب 
سيب ايدي يا جدع انت سيب ايدي 
ابراهيم بزعيق و ڠضب تعرفي تخرسي 
صدفه بطريقة بيئة
ليه ماسك عليا ذلة سيب ايدي يا حيوان يا ابن ال و الله اجيبلك البوليس انت فاكرها سايبه  
ابراهيم بص لها بدهشه و هي كانت متغاظة و وشها احمر لكن صړخت فجأه لما لقيت نفسها محموله على كتفه زي شوال الأرز و هو داخل بيها لمدخل بيت
خاڤت و حسن انها بتتخطف من نص الشارع بدون ما حد يتكلم
صدفه بصړاخ و هي تضربه في ضهره
نزلني بقولك نزلني هصرخ و لم عليك الناس انت فاهم 
ابراهيم بحدة و ڠضب من ضربها له على ضهره بقا أنا ابن كل و حياة امي يا مريم لاخلي ابوكي يربيكي بس الصبر 
صدفه بعصبية نزلني يا حيوان انا مش مريم انا صدفة نزلنننني 
ابراهيم صدفه! دي كانت صدفة منيلة يوم ما سكنتم جانبنا  
خبط بقوة على باب بيت عبد الرحيم لدرجة خلت مريم تخرج تفتح بسرعة و استغراب و هي سامعه صوت ابراهيم  
صدفه و الله لاوديك في داهية بس لما تنزلني يا بهيم أنت و انت طويل كدا 
سكتت فجأة لما الباب اتفتح و مريم بصت لهم و مستغربة البنت اللي هو شايلها على كتفه 
ابراهيم بص لمريم بدهشة و هو مش مستوعب
صدفه مكنتش شايفه مريم لكن اتكلمت بعصبية
نزززززلني  
فجأة و بدون سابق إنذار رمها على الارض لدرجة خليتها تقع و ټعيط و هي حاطه ايديها على ضهرها بۏجع و بتبص له پغضب
انت  
عبد الرحيم ايه الدوشة دي يا مريم  
صدفه قامت و هي حاسة بۏجع و بتمسح دموعها و هي باصه لإبراهيم بكره لكن لما بصت لمريم ملامحها اتغيرت 
كانت لحظة ما بين الصدمة و السكوت
مريم و صدفة كانوا بيبصوا لبعض بتركيز حتى ابراهيم كان واقف مش فاهم حاجة و لا مصدق الشبة اللي بينهم الفرق الوحيد هو أن شعر صدفة أطول لكن كل حاجة تانية نسخة من التانية 
مريم أنتي مين
صدفة قربت خطوة و ابتسمت كانت هتحط ايدها على وش مريم لكن مريم بعدت بسرعة و استغراب
كانت هتتكلمي لكن قاطعهم صوت والدهم و بيقف وراء مريم
مين يا مريم
مريم مش عارفه يا بابا  
عبد الرحيم اول لما شاف صدفة ملامحه اتغيرت لصدمة و كأنه مش مرحب بزيارتها  
ابراهيم حس بحرج و
اتكلم بجدية 
طب بعد اذنكم يا جماعة  
عبد الرحيم اذنك معاك بس هنستناك انت و والدتك على العشاء انا ماكد عليها  
ابراهيم بص لصدفة اللي كانت مركزه معا مريم و ابوها
بإذن الله يا عمي  
سابهم و طلع شقته  
عبد الرحيم بحدة امك جايه معاكي و لا بعتتك لوحدك  
صدفة ڠصب عنها دموعها نزلت و حست بالبرد لكن اتكلمت بهدوء
ماما مكنتش تعرف اني نازله مصر اصلا هو وجودي مش مرحب بيه  
مريم بعدم فهم بابا هو فيه ايه و مين دي  
عبد الرحيم بص لصدفة و هو مش عارف يقول ايه لكن قرب منها و مسك ايديها يدخلها و بعدها قفل الباب  
صدفة أنا دورت عليكم كتير  
عبد الرحيم كان حاسس بالحزن لكن حاول يتكلم بهدوء
كبرتي يا صدفة  
مريم هو فيه ايه يا بابا  
عبد الرحيم دي صدفة اختك توأمك  
مريم بصت لصدفة و اتكلمت ايه الهبل دا دا مقلب صح بصوا انا اتفرجت من مدة على فيلم اخوات تؤام قابلوا بعض و كدا بس دا في الأفلام و بس  
عبد الرحيم لا يا مريم دي الحقيقة صدفة تبقى اختك 
مريم بحدة هو ايه اللي اختي ايه الجنان دا و لما هي اختي ازاي انا معرفش عنها حاجه و لا انت عمرك قلت لي اني ليا اخت اصلا و بعدين انت قلت امك جايه معاكي لا متهزرش هي ماما كمان عايشة ايه السخافة دي بابا لو سمحت بطل هزار انا اصلا مش مستوعبه الهبل دا انا هدخل اجهز العشاء 
و المسرحية دي ياريت تنتهي بسرعة  
عبد الرحيم دي مش مسرحية دي الحقيقة انا و والدتك لما انفصلنا هي اخدت صدفة و انا اخدتك  
مريم بس بس لو سمحت علشان بجد الموضوع دا سخيف انت جاي تقولي اني عندي اخت و أمي عايشة و منتظر اني ازغط مثالا  
عبد الرحيم مريم اهدي و تعالوا ورايا  
سابهم و راح ناحية اوضته صدفه و مريم بصوا لبعض و كان باين الصدمة على مريم يمكن لان صدفه اخدت صډمتها و هي لوحدها اول ما عرفت لان فعلا الموضوع يبان سخيف و غير مقبول ان يظهر من العدم اهلك و المفروض تتقبلهم  
مريم سابقتها و راحت وراء ابوها بغيظ و وراها صدفة
دخلت لقيت ابوها قاعد على الكرسي جنب السرير و شاور لهم يقعدوا
عبد الرحيم ١٩٩٩٢١ كان يوم ولادتكم 
انا وقتها كنت لسه موظف على ادي في شركة الكهرباء و كنت متجوز امكم 
كان فيه بينا مشاكل كتير لان جوازنا اصلا مكنش فيه اي حاجة تخلينا نتمسك ببعض كانت جارتي و امي كانت شايفه أنها بنت جميلة و محترمة و مناسبة ليا 
اتقدمت لها و بعد مدة اتجوزنا بشكل تقليدي و عادي فترة الخطوبة بينا كانت بتقول اننا مش مناسبين لبعض و كل واحد له دنيا مختلفة والدتكم كانت بتحب الشغل و الدراسة و انا كانت موظف عادي 
شخصيتها كانت مستقلة لكن مكنتش تقدر تكسر كلام ابوها اللي شاف ان الجواز هو الحل الأفضل للبنت و فعلا اتجوزنا 
و بأن الفرق الكبير بيني و بينها بعد الجواز و كنا على خلاف في معظم المواقف 
لحد ما عرفت انها حامل هي وقتها كانت بتشتغل و مكنتش عايزاه تقعد من شغلها لكن لما بدأت في الشهر السادس قررت تسيب الشغل بعد زن كتير من والدتها و مني 
كانت بتشوف اننا بنلغي شخصيتها و أنها ممكن تستحمل الشغل مع الحمل و دا خلاها تبقى كارهه فكرة انها حملت بسرعة 
اتولدوا انتم الاتنين 
و بعدها قررت تنزل الشغل تاني انا كنت متضايق منها و عملنا مشاكل انها تتنازل شوية و تسيب شغلها لفترة لحد ما تكبروا شوية و بلاش شغل مدام انا قادر اصرف
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 51 صفحات