من نبض الۏجع عيشت غرامي بقلم فاطيما يوسف
تلك السارقة لسعادتهم وهدوء منزلهم
وصلوا إلى المشفى وكان صديقه محمد وسكون في انتظاره على أبواب المشفى فعمران قد هاتفهم وعلى الفور قامو بنقلها داخل غرفة الفحص وبدأوا بالقيام بعملهم
أما في الخارج كان عمران جالسا وهو يضع رأسه بين يداه والحزن يملا وجهه وابيه جالسا مستندا على عصاه بحزن اما حبيبه كانت بجانبهم تشعر پألم يغزو أسفل بطنها بشدة حاولت كتم الألم ولكنها على فجأة ارتفع ص
_ اه الحقني يا عمران مش قادره بطني بتوجعني قوي مش قادره اتنفس.
انخ لع كل من عمران وسلطان وقاموا من مكانهم بف زع وسلطان يردد
_واه مالك يا بتي انتي كمان هو ايه اليوم اللي مش فايت دي
وسألها عمران وهو يمسك يدها
_ مالك حاسة بايه يا حبيبة
وضعت يدها أسفل بطنها وأجابته وهي تص رخ پألم
_خبط في ضهري جامد وفي بطني ومش قادرة اتحمل يا عمران الحقني هم وت .
_تعالي بسرعة يا داكتورة الحقي حبيبة شكلها بتولد عنديها ال م في ضهرها شديد وفي بطنها وعماله تص رخ بره
تركت مابيدها واستئذنت الدكتور المشرف عليها وخرجت معه اخذت حبيبة وأسندتها هي وعمران الى غرفة كشف النساء
وكل ذلك وحبيبة تص رخ بشدة نظرا للألم التي تشعر به وفجأة انف جر كيس المياه من أسفلها
على الفور أمرت سكون صديقتها فريدة والممرضات وأتوا على عجالة واصطحبن حبيبة الى غرفة الولادة وأصبح عمران ما بين ن ارين أمه المړيضة وحالتها الصعبة وأخته الكبرى أتى موعد ولادتها والأمر أصبح شاقا عليه بشدة
اطمئن قلب عمران على أخته واتصل بزوجها وأتى على الفور اما سلطان في عالم اخر لا يهمه غير زينب والاطمئنان عليها
لم يخرج اي طبيب من غرفة الفحص الا بعد مرور ساعة كاملة خرج اليهم الطبيب وهو ينزع الكمامة الطبية من على وجهه والجوانتيات من يديه
_طمني يا داكتور زينب عاملة ايه دلوك بقت زينة وفاقت ولا لساتها زي ما هي
أجابه الدكتور باطمئنان
_ما تقلقش الخبطة ما كانتش صعبة من الدرجة الاولى وهي فاقت وعملنا لها فحص واشاعه على المخ ان شاء الله هتطلع كويسة ممكن تدخلوا تشوفوها وتطمنوا عليها .
حمدو ربهم على سلامتها ودلفوا اليها جميعا رحمة وعمران وسلطان
_حمد لله على سلامتك يا امي الف حمد لله على السلامة يا حبيبتي ربنا ما يورينيش فيكي وحش ابدا.
أزاحها عمران من على والدته وهو يردد
_وسعي اكده عاد عايز اطمن على ست الكل.
ما ان رأته زينب حتى هبطت دموع عينيها وكأنها تستنجد به وتشتكي له ما حدث لها من أبيه الواقف في ركن الغرفة يشاهدهم بعد ان اطمئن عليها وتحدث عمران وهو يقبلها من رأسها وكلتا يديها
_حمد لله على سلامتك يا امي خلعتي قلبي عليكي اكده يا حاجة زينب تعملي فينا اكده
امائت باهدابها كي تطمئنه بأنها بخير ولكن دموع عينيها لم تنق طع فقام عمران بمسحها بيديه وهو يتحدث معها
_له يا حاجة زينب ما تبكيش دموعك غالية قوي مفيش حاجة في الدنيا تستاهل
انك تبكي عليها انتي هتفضلي ست الناس وست البيت وست قلوبنا كلنا يا حبيبتي
واسترسل وهو يخبرها بأن حبيبة قامت بولادتها على خير كي يفرحها
_خليكي قوية اكده عشان تشيلي التوم اللي جانا من ساعة واحدة بس .
تبدلت معالم الحزن من على وجهها الى اخرى متسائلة وكأنها تريد ان يؤكد عليها الخبر فهز رأسه بتأكيد
_وه يا اماي ما هتصدقنيش ! ومن مېته عمران بېكذب عليكي
والله حبيبة ولدت واتطمنت عليها دلوك وجوزها جه وقاعد جارها يلا انت كمان همي وخفي علشان تخرجي من المستشفى وتراعي ولاد حبيبة اللي كنتي مستنياهم بفارغ الصبر .
اما سلطان خطى خطواته البطيئة ووقف أمامها وهو يردد
_حمد لله على سلامتك يا ام عمران خلع تي قلوبنا عليكي .
أدارت وجهها منه للناحية الأخري ولم ترد على سلامه وعضلات جسدها بدأت تتشنج فهي لم تريد رؤيته الآن فقد ج رحها وكس رها أمام أبنائها وأفقدها ثقتها بنفسها بعد كل ذاك العمر التى أفنته له وهي خير زوجة ولأبنائه وهي خير أم
لم يعجبه عدم ردها عليه فأردف معاتبا إياها
_ اكده يازينب بتداري وشك عني ومهترديش سلامي !
اكده صوتي بقي أكتر حاجة بتكرهيها ومش قابلة مني أي حاجة
واستطرد عتابه وهو مصر على موقفه
_ أني معملتش حاجة حرام أني اتجوزت على سنة الله ورسوله وربنا حلل لي اكده ليه مصعبين الموضوع قوووي اكده
تشن جت عضلات جسدها أكثر من ذي قبل وبدأت بالبكاء بصوت عال مما جعل عمران ينظر إلى أبيه ويحاكيه بحذر
_ لو سمحت ياحاج مش وقته الكلام ده اهنه
أمي تعبانة وحالتها متسمحش بالكلام والحديت اللي ممنوش عازة وبيق هرها أكتر
لو عايز تروح انت وأني اهنه هفضل جار أمي وأختي ومهسبهمش اتفضل .
تحمحم وهو لم يعجبه فكرة عمران وض رب بعصاه أرضا كأنه منزعج وأجابه
_ له مهمشيش قبل ماأطمن على مرتي إنها بخير .
أما رحمة كانت تنظر إليهم وتحاول أن تهدأ من أعصابها وتحاول تنفيذ نصائح ماهر قدر الامكان علها تهدأ من اشت عال ثورة جسدها الداخلية فهو في الآخر أبيها ووجب عليها احترامه وأصبح الجميع جالسون في صمت وكل يفكر كيف تدور الأيام القادمة التى لاتبشر بالخير أبدا.
في منزل ماجدة حيث ينول ذاك المنزل من نبض الۏجع أيضا أميالا
تجلس مها تراجع لأولادها دروسهم فقد تحسن مزاجها منذ أن أتت إلى منزل والدتها وجلست بين جدرانه ووجدت أناسا يتحدثون معها ويشاركونها يومها منذ أن أتت وتلك الأيام تمر سريعا لونسها وسط أخواتها ووالدتها
أنهت مع ولديها مساعدتهم في دروسهم ثم رفعت رأسها وجدت والدتها تنظر إليها اندهشت من نظرة والدتها فربتت على ظهر أبنائها وقبلتهم بنهم ثم قامت من مكانها وجلست بجانبها وبدأت الحديث
_ مالك ياأمي بتبص لي اكده ليه
ربتت والدتها على يدها وأجابتها
_ أصلك من يوم ماجيتي يابتي البيت اهنه وأني متابعة حالك إنتي وولادك طلعتوا كيف النسمة شايفاكي أم جميلة مهتمية بولادها ودايما نضاف ودايما قاعدة تعلميهم الصح والغلط وهما ياحبة عيني مؤدبين العيبة مبتطلعش منيهم وحتى إنتي كمان يابتي نضيفة في نفسك قوووي يعني مش مهملة في بيتك وولادك رقم واحد عنديكي
وأكملت حديثها باندهاش
_ ليه واحد زي جوزك مشايفش كل ده ومهمل فيكي زي ما بتقولي
رأت مها حزن والدتها عليها وعلى حالها الظاهر فقط لها فما لها لو علمت حالها الباطن وما وصلت إليه بسبب إهمال زوجها فيها
ثم تحدثت بوج ع عما يجيش في صدرها
_ تعبت يا أمي ومبقتش قادرة أتحمل حياتي وصلت لمرحلة اني كارهة نفسي وكارهة الدنيا باللي فيها
حاسة اني عايزة أص رخ بكل الۏجع اللى فيا وأقول للناس بحالها ياعالم أني بني أدم من لحم ود م عايزة
حياتي تكون زي أي ست مع جوزها لكن ياأمي أني بنفخ في قربة مخرومة عمرها ماهتتصلح ابدا.
_ كان نفسي في حضنك قووي ياما كنت ببقى محتجاله وقت ضعفي ووقت ماشيطاني يوسوس لي بحاجات غلط كتييير وقعت فيها كان نفسي في كل مرة ابقى ضعيفة وأجي حداكي أتقوى بيكي كان نفسي احس اني اللي بطلبه حقي وانك تصبريني وتعاونيني بدل ماكتي بتأتتي فيا
واستطردت حديثها وهي تمسك المنديل كي تجفف دموعها
_ اني وحشة ياما ومستاهلش حضنك ده ولا انتي تستاهلي ان يكون عندك بت زيي .
_ لا يابتي حقك إنتي عليا انك كل مرة كنتي بتاجي فيها اهنه كنت أردك وأشتمك واتهمك إنك بتتدلعي حقك على أمك ياقلب أمك اني مشيت ورا جهل العادات والتقاليد وموقفتش لجوزك ده من الاول لحد ما وصل بيه الحالة يمد يده عليكي وقدامنا كماني
اقعدي يابتي في دار أبوكي لحد ما نفسك ترتاح وتهدى لحد ماتحسي انك تقدري تكملي وتشحني طاقتك للدنيا من جديد
لحد مجدي دي مايتعلم الأدب ويعرف أنه كان معاه ست الناس وست الستات اللي محافظة عليه وعلى عرضه وولده .
ماإن ذكرت والدتها سيرة العرض حتى اجهشت في بكاء مرير لتذكرها ما آلت إليه فقد ضعفت وارتك بت كبيرة من الكبائر التي تهتز لها سبع سموات
ثم تركت حضڼ والدتها وذهبت إلى غرفتها ودفنت رأسها في وسادتها وحالها يقطع نياط القلب
وعادت بذاكرتها لسنوات من العمر مضت وهي تتذكر أولى طريق انحطاطها
فلاش_باك
كانت جالسة تتفحص الهاتف بيدها في جو ملئ بالفتور فمنذ أن تزوجت مجدي من عامين وهي تشعر بالملل فيومه كله يقضيه بالعمل ويأتي ليلا ينام من شدة التعب
والى الآن لم تحمل في أحشائها جنينا منه كي يلهيها مشغوليات زوجها عنها
وأثناء انهماكها في تصفح الهاتف الذي ملت منه استمعت الى صوت الباب يعلن عن وصول أحدهم نظرت في ساعتها وجدتها الخامسة عصرا فاندهشت ان ذاك ليس معاد رجوع زوجها فهو يأتي يوميا التاسعة مساء يتناول طعام العشاء ثم يغادر مرة أخرى كي يدور مصالحه
ذهبت مسرعة بحيوية وابتسامة زينت محياها لظنها انه أتى اليوم باكرا وانها ستحظى بليلة سعيدة لم تقضيها معه منذ أكثر من ثلاثة أسابيع
وفتحت الباب بابتسامتها وإذا بها تنصدم بأنه ليس زوجها وانما هو عامر أخيه
ألقى السلام عليها ويبدو على وجهه علامات الانزعاج
_ كيفك يامها .
أشارت إليه أن يدلف فهذه شقة أخيه الأكبر كما أنها تعتبره أخيها الأصغر وهتفت
_ زينة الحمدلله ياعامر إيه مالك باين عليك إنك زهقان وقرفان من شي .
دلف الى الداخل وهو يردد بفتور
_ زهقان على الاخر اتخان قت مع صاحب الشغل من يومين ومشيت ومش هرجع اشتغل وياه تاني .
مطت شفتيها بسخرية
_ وه هو إنت مالك حالك مايل اكده ليه من اسبوعين سبت خطيبتك وكنت بتت خانق معاها كل شوي و دلوك سبت شغلك اللي كان واخد نص وقتك وبيسليك ليه اكده ياعامر
احتدم غيظا من سيرة خطيبته التي ذكرتها مها مرددا بغ ضب
_ متجبليش سيرة البت داي تاني دي كانت بت الكبر والعنتظة واخدينها على الاخر ومفكرة نفسها ملكة جمال الصعيد وهي أصلا ولا فيها من الجمال قيراط .
ضحكت بشدة على طريقته الساخرة من تلك الفتاة