سلسله الاقدار
اتجوز حلا
زفر عبد الحميد پغضب و لكنه قال بأذعان
ماشي يبجى فرح تتچوز عمار
ابتسم ياسين بمكر تجلى في نبرته حين قال امام جده
ابقي عرف سالم التقسيمة دي لما ييجي
تجسيمة ايه
هكذا تسائل عبد الحميد فأجابه ياسين مغيرا الأمر
لا متاخدش في بالك قولي هنقنعهم ازاي بجوازي من حلا
ابتسم عبد الحميد بمكر وقال بتخابث
يتبع
السابع بين غياهب الأقدار
لا أعلم ما الذي يجعل قلبي متورط بك إلى هذا الحد فأنا عندما أريد اعتزال العالم اجد كل الطرق تأخذني إليك حتى بات قلبى لا يعرف وجهة غيرك و لا يبغى ملجأ سواك لا أدرك كيف حدث هذا و لكني استيقظت بيوم من الأيام لأجدك بالمنتصف بيني وبين روحي و هل يمكن لأحد أن يحى من دون روح شف
كانت جنة تجلس علي حافة ذلك السرير الكبير و كل ذرة بها ترتجف أما خوفا أو ترقب لما هو آت فهي للآن لم تر جدها ولا حتي حلا فقد جلبوها الى هذه الغرفة بعد أن أجبروا فرح علي تركها بحجة أن حلا تريد رؤيتها و بالرغم من هذا الذعر الذي يمتلئ داخلها به إلا أنها لم تقاوم أو تتمسك بوجود شقيقتها معها فقد أيقنت بأن جدها يريدها وحدها!
منذ أن علمت بمرضها وهي تخشى من النهاية الحتمية له وهي المۏت ولكنها الآن تتمنى لو تداهمها سكراته حتى تريحها من ذلك العڈاب الذي ستناله حتما على يده
هبت من مكانها مذعورة لدي سماعها ذلك الطريق القوى علي باب الغرفه و بدأت ترى نهاية سوداء للباقى من حياتها علي يد هذا الطاغية ولكنها تفاجأت بالخادمة التي أخبرتها بأن تتجهز لأن جدها يريد الحديث معها
من روعها و أخذت تردد بشفاه مرتجفة
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
كانت الخطوات تتعثر بها فمن يستطيع الثبات وهو يسلك طريق المۏت و خاصة أن كانت بطريقة مروعه تشبه عينين ذلك العجوز الصلب الذي كان ينتظرها علي ضفة البحيرة الصافيه و التي تعلم بأن نهايتها ستكون مدفونه في أعماقها هذا إن كان رحيما بها
عملت الي جولتلك عليه
الغفير باحترام
حوصول يا حاچ
عبد الحميد بتأكيد
حد شافكوا و انتوا چايين اهنه
الغفير بنفى
لاه انى چبتها من الباب الوراني و محدش شافنا واصل
طب روح انت و چهز الي چولتلك عليه
كان مۏتا بالبطئ تعلم بأن نهايتها بدأت بحرب الأعصاب تلك و ستنتهي نهاية مروعه تليق بجرمها فأخذ جسدها يرتجف و أغمضت عينيها بقوة تستجدي المۏت أن يخطفها في تلك اللحظه حتي ينتشلها من عڈابها المنتظر
كانت نبرته قويه يشوبها قسۏة جعلت فرائصها تنتفض و تسارعت دقاتها أكثر حتي بدت تسمع طنينها بأذنيها و جاهدت أن تفتح عينيها التي غزتها خطوط حمراء تحكي مقدار الذعر الذي يجتاح أوردتها
خاېفه
سالم الذي عانقها بقوة و كأنه لا يصدق بأنها آمنه بين ذراعيه فبالرغم من أنه خاطب عمه والذي لحسن حظهم هو لواء و مدير أمن محافظة المنيا و أخبره باختصار عن الأمر حتي يأتي بنفسه و يطمئن عليها و يطمئنهم و ايضا ليعرف ذلك الرجل بأنه لا يخيفهم و لا يشكل خطړا عليهم ولكنه الأن و أخيرا استطاع أن يتنفس بإرتياح فهو أن كان من الأشخاص الذين لا يظهرون مشاعرهم بكثرة ولكنه يحمل بقلبه حبا كبيرا لشقيقته الصغيرة التي تربت علي يديه فصار يعتبرها ابنته التي لا يحتمل أن يلامس الهواء خدها فيجرحه
أنت كويسه
هكذا سألها بصوته الخشن فأومأت بالإيجاب فتدخل سليم الذي اختطفها من بين يدي سالم و قال بلهفه غاضبه
حد هنا ضايقك
هزت راسها بالسلب وهي تقول
لا متخافش
داخله يحمد الله كثيرا بأن شقيقته عادت سالمه
اقعدي يا حلا عايزك تحكيلى الي حصل بالظبط
هكذا أمرها سالم فخطت بأقدامها لتجلس بجانبه و أخذت تبلل حلقها الجاف قبل أن تقول بشفاه مرتجفه
تقصد ايه
تدخل سليم مستفهما
الناس دي خطڤتك ازاي و حصل ايه من ساعة ما وصلتي عايزين نعرف كل حاجه بالتفصيل
احتارت كيف تجيبه و بما تخبره فتفرقت نظراتها بين شقيقيها اللذان يناظرانها بنظرات ثاقبه تشعر بها تخترق أعماقها فابتلعت ريقها و تعالت دقات قلبها و طال صمتها الذي اضفي وقود علي نيران سليم الذي هب من مكانه قائلا پغضب
ساكته ليه ما تردي علينا حصل ايه و جيتي هنا ازاى
اهدي يا سليم حلا يا حبيبتي اتكلمي و مټخافيش من اي حاجه
ما أن انه سالم جملته حتي اخترق قلبه صوتها الملتاع وهي تصرخ في الخارج فهب من مكانه و هرول إلي حيث يأتي صوتها و تبعه كلا من سليم و حلا فتفاجئوا بفرح التي كانت تصرخ في أحدي الخادمات وهي تقول پغضب
أنا سيباك معاها هنا راحت فين
تقدم منها سالم الذي قال
باستفهام
في ايه يا فرح
ما أن سمعت صوته حتي شعرت و كأنه الغوث بعد الضياع فاقتربت منه قائله بلوعه
الحقني يا سالم جنة سبتها في الاوضه هنا بعد ما قالولي أن حلا عيزاني و روحت قعدوني في اوضه ولا جابولي حلا ولا خلوني آجى لجنة و بعد ما زعقت سابوني جيت هنا اشوفها ملقتهاش و محدش بيرد عليا
طب اهدي و مټخافيش محدش هيقدر يأذيها
هكذا تحدث سالم و الټفت إلي الخادمة قائلا بصرامة
حالا دلوقتي تقوليلي جنة فين والا متلوميش غير نفسك
الخادمة پذعر
ممم معرفش
كان يشعر بأن أنياب حادة نهشت بقلبه بحوافر مشتعله بنيران الخۏف من أن يحدث لها مكروه فاقترب مندفعا تجاه الخادمة يمسكها من خصلاتها وهو يهزها پعنف صارخا بصوت كان كالزئير
جنة فين انطقي والا و شرف امي هكون دافنك مكانك
الخادمة بشفاه مرتعشة
هه هجولك انى والله ماليا ذنب ده مرعي هو الي جالي اعمل أكده و مجاليش حاچه تاني بس بس اني شوفته وهو واخد ست چنة و خارچ بيها من الباب الوراني ناحيه الترعة
فاق الألم حدود الوصف حتي شعر بأن روحه كادت أن تفارقه وعقله يرسم سيناريو مفزع لما
قد يصيبها و لم يستطيع سوى أن ېصرخ پعنف هز أرجاء القصر
جنة
كان مظهرها يدمي القلوب و يفتت العظام بدت كطفله صغيرة تائهة تساق قسرا الي المقصلة ناهيك عن حديثها
الذي أجهز علي قلب ذلك العجوز الذي كان بكل ركن به يوجد چرح غائر و ألم عظيم فلأول مرة يفصح عن عڈابه الذي تجلى في تسلل بعض العبرات الغادرة من عينيه وهو يقول
ياه يا بتى قد كده شيفاني راچل ظالم و جاسي
هالها ما تراه حتي أنها ظنت بأنها تتوهم ما يحدث فتعلقت نظراتها به تحمل مزيج من الخۏف و عدم الفهم الي جانب ألمها الكبير فالټفت عبد الحميد الي البحيرة ينظر إلي مياهها بشجن تجلي في نبرته القويه
بتلوميني عاللي حوصول زمان اني عارف الكل كان بيلومني بس و لا واحد منيهم شاف الي كت شايفه
الټفت يناظرها وهو يقول بتبرير
كنت خاېف عليكوا من غدر الزمن وظلم البشر مكنتش عايز اظلمكوا و لا اظلم ابني و الي جولت عليه زمان حوصول لو كتوا وسطينا وسط اهلكوا و ناسكوا مكنش الكلب ده استجرأ يعمل الي عمله كنت عايز أحاچى عليكوا
تفاجأت من حديثه و تبريره لما حدث في الماضي والذي كانت تستنكره كثيرا فقالت مدافعه
يعني حضرتك عشان تحمينا تجوزنا ڠصب عننا
انكمشت ملامحه باعتراض تجلى في نبرته
مين الي جال أكده بوكي كان عنيد و طايش هو الي وجف قدامي و محترمش حديت أبوه طول عمره متمرد و شارد كان ودي يفضل بيناتنا تعبت طول عمري و أنا أشده لأهله و ناسه و ادارى علي عمايله هو يبعد و يچرى حتي لما راح أتچوز ساب بت عمه و راح أتچوز من البندر و صغرنا و كسر كلمتي لوما عمك وفيج اتجدم و أتچوز تهاني ام ياسين كان زمانا خسرنا هيبتنا جدام الخلج طول عمره كان أكده لا بيحترم حد و لا بيجدر و بيختار يهروب و يسيب غيره يتحمل نتيچه عمايله
تفاجئت من حديث جدها عن والدها و الذي استنكرته عواطفها كثيرا فصاحت مدافعه
ما يمكن مكنش بيحبها بابا الله يرحمه كان بيحب ماما اوي
أجابها پغضب
يوبقي من الأول مكنش وافج الراچل يا بتي كلمته واحدة اهنه الكلمه بحساب و الحاچات دي مش لعب عيال
اخفضت نظراتها فلم تجد ما تقوله فواصل بجفاء
نرچع لموضوعنا
تجعد وجهها خوفا حين سمعت جملته فتابع هو بتقريع
أنت غلطي يا بتي و غلطك كبير لكنى هغفرهولك عشانك مفرطيش في نفسك و لو الكلب دا كان عايش كنت جتلته بيدي بس خلاص غار في داهيه وحسابه عند
الي خلجك و خلجه
لم تفهم ما يحدث فقالت باستفهام
طب لما انت سامحتني ليه خطفت حلا
عبد الحميد بوقار
مش معني اني سامحتك يبجى راضي عنك و الناس دي كان لازمن يدوجوا الجهرة علي پتهم عشان يعرفوا الصوح و يعملوه
لونت الدهشه معالمها من حديث جدها و قالت بخفوت
انا مش فاهمه
في حاچات في الدنيا دي اكبر من العواطف في كرامه لازمن الإنسان يحافظ عليها وابوكي الله يرحمه ميستاهلش أن رأسه تتحط في الطين بسببك حتي لو كان ڠصب عنك أنت دلوجتي مرت ابن الوزان رسمي و هيتعملك فرح كبير يليج بيكي و بعيلتك و هتخرجي من اهنه مرفوعه الراس ولما تروحي حداهم هتتعاملي اكده الخۏف الي في عنيكي دا تمحيه معيزش اشوفه واصل انت مش جليله و لا احنا جليلين و ده الحاچة الوحيدة الي هتخليني ارضي عنك
احتارت هل تبكي متأثره بحديثه أن تصرخ فرحا لم تكن تتخيل بعد ما حدث أنها سوف تستطيع أن ترفع رأسها مرة ثانيه فقد ظنت أنها ستقضي الباقي من عمرها منكثه الرأس منزوعه الكرامة حتي اشتهت المۏت ولكنه الآن يهديها الحياة علي طبق من فضة ولكن يبقي هناك سؤال ينهش داخلها بدون رحمه و قد