قصه جديده
انت في الصفحة 1 من 86 صفحات
زهرة لكن دميمة بقلم سلمى محمد
من الفصل الاول الى الخامس
الحلقة الأولى
ارتدت اليونفورم الخاص بمقهى الزنبقة السوداء فالمكان يمتاز بالبساطة... لكنه مميز بتقديم أجود أنواع القهوة وواجبات الإفطار المميزة ومن خلال الشبابيك يستطيع الزبائن رؤية البحر ومياه الصافية الممتدة إلي ما لا نهاية منظر يدعو الي السلام والهدوء الداخلي نظرت زهرة إلى الخارج تتأمل البحر وامواجه المتلاطمة تنبئ السكان بأن النوة في ذروتها أخذت نفس عميق تحاول قدر المستطاع استنشاق رائحة البحر المميزة الآتيه عبر نسمات الهواء ثم نظرت إلى ساعتها وجدتها الساعة الثامنة فقد حان موعد فتح المقهى نظرت حولها فلم ترى بسام وسماح فقد تأخرا كالمعتاد..
ردت زهرة نعم يامدام شهيرة
شهيرة الكافية متحطتش عليه يافطة مفتوح لحد دلوقتي ليه
ردت عليها بحدة لما يجي بسام ودعاءخليهم يدخلولي المكتب علطول.. الكافيه هنا ليه مواعيد ثابته...مش تكيه سايبه ملهاش حاكم
زهرة ظلت صامتة... لا تعرف ماذا تقول أو تفعل حتى لا تنفعل السيدة شهيرة.. فالانفعال يؤثر بالسلب على صحتها ولما رأت بدايه احمرار وجهها... قالت مهدئة.. بلاش انفعال عشان صحتك... أنا هروح دلوقتي أحط اليافطة بنفسي ومتضايقيش نفسك
زهرة أن شاء الله هتتحل
وضعت شهيرة يديها على رأسها مرة واحدة وأخرجت صوت مټألم
سألتها بقلق مالك
ردت عليها متألمةوهي تحرك رأسها الصداع جالي تاني
قالت زهرة مترجية متسكتيش على نفسك اكتر من كده وروحي اكشفي.. الصداع بقا بيجيلك باستمرار لزم تروحي تكشفي
systemcode ad autoadsشهيرة هبقا اروح بعدين...
شهيرة بحدة بسيطة خلاص يازهرة بقولك بعدين
زهرة لم ترد الضغط عليها خلاص إللي يريحك... روحي على مكتبك استريحي شوية.. وانا هروح هجبلك كوباية مية وحاجة للصداع
قبل أن تتركها قالت متزعليش مني يازهرة لو انفعلت عليكي
ابتسمت لها زهرة ابتسامة حقيقية نابعة من القلب وأنا عمري ماهزعل منك
سماح سألت وهي تتنفس بحدة إيه الأخبار
أجابتها مترددة المدام سألت عليكم أنتم الاتنين
بسام سألها بغلظة وردك كان إيه يابومة
شاركته سماح الضحك خلاص بقا يابسام مش كل يوم كده هتسمعها نفس الكلمتين... المرة الجاية غير موشح التريقة
اجابها بضحكة عالية ههههه خلاص هقولها من يوم ورايح يازمل
لمعت عيناها بالدموع حرام عليكم بلاش تريقة
قال بسام بسخرية ده طلع الأخ بيحس ياسماح وأنا اللي كنت بحسبه جبلة معندهوش ډم
فى محاولة بائسة منها للمقاومة وبلهجة تحاول جعلها ثابتة انا اسمي زهرة
بسام قال باستهزاء نعم يأخ زهرة
سماح كفاية يابسام النهاردة ورانا شغل ويدوب نلحق نغير هدومنا قبل مالمدام تسأل علينا تاني
رد عليها بسام بابتسامة أعمل إيه بس ياسوسو ماهو شكلها إللي بيتسفزني
ردت عليه سماح بدلع هنتأخر كده على الشغل وكفاية لحد كده تأخير بدل مالمدام تخصم لينا من المرتب
بسام عندك حق ياسوسو يلا بينا
أنصرف كلاهما تاركين زهرة في بؤسها تحاول كبت دموعها والسيطرة على تماسك اعصابها
وبعد ارتداء كل من بسام وسماح الزي الخاص بالمقهى.. توجه كلاهما إلى مكتب السيدة شهيرة
فتح باب المقهى نبئ بقدوم الزبائن... هندمت زهرة ملابسها وثبتت نظارتها ومررت أصابع يديها على شعرها فى محاولة يائسة لارجاع الخصل الشاردة لمكانها الطبيعي... ثم تنفست بعمق وأخرجت زفير تنفسها ببطء وهي تقوم بالعد... واحد... اثنين... ثلاثة
.. مدت أصابع يديها فوق الطاولة لالتقاط قائمة المقهى وخرجت من مكانها متوجهة للخارج لتخدم الزبون...تسمرت في مكانها تتأمل القادم... فهي لم تعتاد على رؤية هذا النوع من البشر في هذا الكافيه المتواضع...هذا النوع الذي تراه على اغلفة مجلات الموضة أو اغلفة أحد الروايات الرومانسية يكون البطل فيها شديد الوسامة لدرجة انك تكلم نفسك قائلا هل هو شخص من لحم ودم موجود في الحقيقة... هل سيأتي اليوم وترى هذا النوع من البشر... لم تصدق زهرة
عينيها فقامت بمسح زجاج نظارتها ونظرت لهم مرة أخرى تتأمل كل تفصيلة... مظهرهم يدل على انتمائهم لوسط الاغنياء من طريقة مشيتهم الارستقراطية... من لبسهم فهما يرتديان بدل سوداء شكلها يدل على إنها من أجود وأغلى الأنواع...أحد الرجلين يرتدي نظارة شمسية... يبدو أصغر من الراجل الآخر ببعض سنوات
الراجل الاخر قال بنبرة هادئة اتحكم في غضبك ياأكنان... إحنا في مكان عام... والتأخير شئ ڠصب عنك وعني... الجو والعاصفة اللي في الشارع هو اللي اجبرنا على التأخير...الهوا كان هو اللي بيحرك العربية دي غير الشجرة اللي وقعت في نص الطريق وسدت الشارع....
رد أكنان پغضب مش أنا اللي حاجة تقف قصادي وتعطلني عن حاجة عايزه
زاهر بهدوء ألا الطبيعة دي الحاجة الوحيدة اللي بعيد عن سيطرة القاسې
لم يرد عليه والتزم الصمت...لايريد الجدال معاه... فهو صديقه المقرب وحارسه الشخصي...فهو بمثابة الأخ الأكبر الذي لم يحظى بيه... زاهر بالنسبة له الحامي والأب الحنون...فهو لم يعرف سواه صديق منذ طفولته... فأسرة زاهر كنت تعمل لدى عائلة نجم...فهو شب على وجود زاهر بجواره دائما والدفاع عنه في كل الأوقات...مر بطفولة قاسېة... فكان طفل هذيل الجسد يتعرض للتنمر من عائلته... من زملائه... كان الأغنى بين جميع الأطفال في المدرسة وكان هذا أحد اسباب تنمرهم بالإضافة إلى بنيته الضعيفة...زاهر لم يتركه وعلمه فنون الدفاع عن النفس وممارسة الرياضة منذ أن كان طفل حتى أمتلك بنيه جسدية ضخمة يحسدها عليه العديد من الرجال... وأصبح اليوم الملقب بالقاسې في وسط رجال الأعمال.. فهو لا يعرف الرحمة ابدا مع منافسيه
سأل زاهر مقاطعا صمت أكنان هتطلب فطار وقهوة ولا قهوة بس
نظر أكنان بقرف للمكان هامسا پغضب مكتوم أنا قاسې جاه الوقت واقعد في مكان بيئة زي ده
رد أكنان وارتسمت على وجهه شبح ابتسامة بالعكس المكان بسيط وشيك
قال أكنان بضيق مش عايز حاجة
هز زاهر أحد كتفيه براحتك
لم يبالي أكنان بالرد عليه ...أخرج تليفونه وقام بالاتصال بسكرتيرته الخاصة وبمجرد تكلمه في العمل نسى العالم بمن حوله
زاهر وضع القائمة على الطاولة دون النظر فيها عايز أتنين أسبريسو
ردت زهرة بابتسامة حاضر يافندم ...دقايق والطلب يكون جاهز وعندك ...الكافيه هنا بيقدم أحسن قهوة أسبريسو ...أصل احنا هنا بنعمل البن طازة
أكتفى زاهر بابتسامة مع هزة رأس...لتنصرف بعدها مباشرة متجهة ناحية ماكينة أعداد البن ...لتقوم بطحن حبوب البن تحت أنظار زاهر متتبع طريقة أعدادها المشروب الخاص
وهي تعد القهوة شاهدت دخول فتاتين واضح من ملامحهم أنهم سائحتين كانو موجودين بالجوار والعاصفة هي السبب