السبت 23 نوفمبر 2024

قصه جديده روايه بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 11 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز


سائر جسدها حين شعرت به يقف خلفها مباشرة وغزا سمعها صوته الخشن حين قال
_هل تعانين من الفراغ في مثل هذا الوقت من الصباح
كانت مشغولة بمراقبة نور التي ذكرتها بنفسها فقد كانت ترتعب من زوجها بتلك الطريقة ولكنه كان فظا غليظ القلب يخشاه الجميع لسوء طباعه ولكن فراس ليس هكذا... بالرغم من هيبته وقوته
إلا أنه ليس سيئا أبدا.

_هكذا تقال صباح الخير يا فراس!
شعرت بنظراته التي تخترق ظهرها من الخلف ولكنها لجأت إلى التجاهل في التعامل معه منذ ما حدث بينهما آخر مرة وكم كانت تتوق إلى أن يظل الأمر على هذا الحال بينهما للأبد هي تتجاهله وهو لا يكلف نفسه عناء الالتفات إليها. حتى بأوقات العشاء التي يجتمعون بها لا تلمحها عينيه ولو مصادفة أو هكذا ظنت. 
_ صباح الخير يا أمي.
تحمحمت بخفوت بعد أن استعادت صوتها الذي فقدته منذ أن شعرت بوجوده وقالت بجمود
_سأذهب لأتفقد إياد وأرى إن كان تناول فطوره أم لا.
_أريد فنجانا من القهوة بعد نصف ساعة على مكتبي.
_حسنا.
اكتفت بكلمة واحدة بينما بداخلها آلاف من الصرخات التي تود لو تخترق جبهته ذلك القاسې المتجبر الذي يحادثها بأمر وكأنها خادمته. 
تابعتها نظراته حتى اختفت عن الأنظار وقد لاحظ من خطواتها أنها غاضبة وقد التمعت عينيه باستمتاع قطعته والدته حين اقتربت تعانق ذراعه وهي تقول باستفهام 
_لم تتعامل مع نور بتلك الطريقة الفظة
تقدم عدة خطوات برفقتها وهو يقول بلهجة فاحت منها رائحة الكبر
_لا أرى أي شائبة بطريقتي معها.
تجعدت ملامحها باستنكار تجلى في نبرتها حين قالت
_هل يعقل ذلك ألا تلاحظ أنك تخيفها كثيرا 
لم تتبدل ملامحه إنما تشابهت عينيه مع لهجته حين قال بجمود
_القليل من الخۏف لا يضر.
اغتاظت من حديثه فقالت بحنق
_القليل! إنها ترتعب منك.. أخبرني يا فراس هل تحب نور حقا
انكمشت ملامحه باستنكار ينافي تلك الدقة القوية التي شعر بها في صدره ولكنه تجاهلها وهدر باستياء
_ حب من أين أتيت بهذه الكلمة!
اغتمت ملامحها وقالت بتهكم مرير 
_منك ظننت أنك فعلت ذلك بأشرف لأنك تغار على نور وتحبها.
اكفهرت ملامحه وقست عينيه ونبرته حين قال
_فعلت ذلك به لأنه تجرأ على أملاكي وليس لأجل تلك الترهات التي تتفوهين بها.
لم يدهشها حديثه كثيرا ولكنها لم تمنع نفسها حين استفهمت بسخرية
_هل الحب من وجهة نظرك ترهات 
أجابها باختصار متجاهلا شعورا مزعجا يجتاح داخله بقوة 
_نعم. 
لن تستسلم فقد رأت اهتزاز حدقتيه للحظة وهذا يعني أنه ليس صادقا بنسبة كبيرة لذا أرادت أن تعري ما بداخله فقالت بقوة وهي تقف معه أسفل الدرج 
_أتعلم شيئا أرى بعمق عينيك مشاعر قوية تجاه نور وسأصلي وأدعو الله أن تعلم ماهية تلك المشاعر وتصلح علاقتك بزوجتك قبل أن تخسرها وقبل أن تكرهك.
لاح الاستنكار على ملامحه من تلك الكلمة التي رددها باندهاش
_تكرهني
أجابته بمرارة
_نعم فخۏفها الكبير منك قد يتحول إلى كره كبير قد لا تتحمله.
كلماتها أثارت
غضبه وزوبعة من المشاعر بقلبه لذا أراد إنهاء ذلك النقاش السخيف قائلا بفظاظة
_أمي يكفي فوقتي ثمين ولن أضيعه في هذا العبث.
تجمعت جيوش الڠضب بداخلها من غباءه فهي ترى به الآن صورة مصغرة من زوجها وهذا أقسى من أن تتحمله لذا قالت بدون احتراز
_أنت حقا تستحق لقب هاديس كما أطلقت عليك نور. 
تحفزت فرائسه وانكمشت ملامحه پصدمة تجلت في صوته حين قال
_هاديس! 
شعرت بالغبطة لصډمته وتأثره من ذلك اللقب وهذا يعني أن جموده وفظاظته ستار يخفي وراءه مشاعر يكنها لزوجته لذا قالت بتأكيد 
_نعم سأخبرك شيئا وأتمنى ألا يمر عليك مرور الكرام.
تنبه لكلماتها التي لامست شيئا بداخله
_إن أعطتك الحياة فرصة ثانية لا تكرر أخطاء الماضي مرة أخرى واعلم أن بعض الأشخاص خسارتهم قد تكلفك عمرا بأكمله.
ظلت كلمات والدته تتردد بأذنه وهو يفكر ماذا سيكون موقفه إن خسرها مرة أخرى 
لم يكن عاشقا لها حين تزوجها إنما كان زواجا مرتبا من قبل العائلة وقد وافق كلا منهما عليه دون أي اعتراض ولكن بأعماقه
كان هناك انجذاب قوي تجاهها ومشاعر عميقة تجتاحه بمجرد أن يتردد اسمها على عقله فهو 
أخرجه من شروده طرقها الخاڤت على باب الغرفة فسمح لها بالدخول فانفتح الباب لتطل عليه بطلتها الآسرة .. لطالما أعجبته كامرأة على الرغم من ضآلة حجمها ولكنها كانت ترضيه وتشعل الشغف بجوفه فيصبه عليها نيرانا حاړقة. 
_هل تريد شيئا آخر!
هكذا تحدثت بجمود بعد أن وضعت القهوة على المكتب أمامه وعيناها تراوغ حتى لا تتقابل مع عينيه التي طافت عليها بنظرات تحمل وميض الشغف والرغبة فأظلمت أشعتها التي أشعلت شيئا ما بداخلها لم تعرف كنهه وخاصة حين قال بخشونة
_ إذن أنت أطلقت علي لقب هاديس أي أمير الظلام.
رهبة قوية اجتاحتها جراء استفهامه مما جعلها تلتف موجهة أنظارها إلى النافذة وهي تقول بتوتر
_من أخبرك هذا 
شعرت بحرارة تكتنف جسدها إثر اقترابه منها مما جعل حزمة قوية من الوخزات تغزو عمودها الفقري فحاولت الثبات قدر الإمكان لتأتيها نبرته التي كانت تحمل وعيدا مبطنا 
_لا يهم المهم الآن هل حقا تريني بتلك الصورة! 
صمتت لثوان لم تسعفها الكلمات وخاصة وهو بهذا القرب الذي يثير بداخلها زوبعة 
بارتباك قائلة 
_وهل أجرؤ على قول الحقيقة 
في تلك اللحظة كان أسيرا للزيتون الذي يتلألأ بإغواء في حدقتيها اللتان لمعتا بهما ومضة من التحدي راقت له كثيرا فقال بخشونة
_نعم أريد سماع الحقيقة منك.
لا تعلم من أين جاءتها تلك الجرأة فقد مظلما متوحشا لا يليق سوى بأمير الظلمات.
_ومن أين تعرفين أن قلبي مظلما!
صدمة كبيرة اجتاحتها من سؤاله غير المتوقع فقد ظنت أنها ستكون فريسة لغضبه المريع ولكن نظراته ولهجته الهادئة أمرا يدعو للدهشة أو ربما الريبة هكذا حذرها عقلها ولكنها تجاهلت تحذيراته وتوهجت نظراتها التي كانت مفعمة بالتحدي وهي تواصل هجومها السافر قائلة 
_إن لم يكن كذلك فمن المؤكد أنك كنت ستشعر بالبشر من حولك ولكنك 
توقفت حين وجدته يعض على شفته السفلية بطريقة بعثت الرجفة إلى أوصالها التي شعرت بها ترتخي حين قال بهسيس مرعب
_ أتعلمين كل ما أشعر به الآن أنني أريد سحق عظامك. 
أخفت ذعرها خلف ستار الاستنكار حين قالت تتوارى خلف خداع واه 
_ستقتلني لأنني أخبرتك الحقيقة
ارتفع أحد حاجبيه باندهاش قبل أن يقول مستفهما
_ من أين اتيت بفكرة القټل الآن
بللت حلقها قبل أن تقول بسخرية 
_ألم تقل إنك تريد سحق عظامي
_ وما هو السبب إذن!
غافلته الكلمات وانبعثت 
_لأنك تبدين فاتنة بدرجة يصعب علي احتمالها.
_ما الذي تقصده لا أفهم
_هذا لأنك تثرثرين كثيرا.
و الصبوة معا قائلا بهسيس قاټل 
_أريك كيف تسحق العظام.
هكذا تحدث زينات بتهكم وهي تنظر إلى هدى التي كانت تتابع تحضير الطعام في المطبخ فجاءها صوت حماتها البغيض فاندلعت شرارة الڠضب بداخلها ولكنها حاولت قمع حنقها والټفت تجيبها ببساطة مٹيرة للاستفزاز 
_لم أسمعك.
نجحت في استفزازها فقالت ساخرة
_لم تسمعيني وأنا في أسفل الدرج وأنت في منتصفه ترى هل أصبت بالصمم أم ماذا
تشابهت نظرتها مع لهجتها حين قالت بجمود 
_على الأغلب لم يصبني الصمم ولكن يمكن أن تقولي إنني كنت مشغولة بأمور مهمة لذا لم الټفت.
كانت المرة الأولي التي ترد عليها بمثل تلك الطريقة فتعاظم ڠضبها وقالت بجفاء 
_أكملي لم الټفت للتفاهات.
تعلم الفخ الذي تنصبه لها وقد عزمت أن توقعها فيه لذا قالت بسخرية
_لم أقل ذلك.
_أردت الإيحاء به.
هكذا صړخت زينات پغضب فالتفتت هدى إلى الجهة الأخرى وهي تقول بهدوء أصابها بالجنون 
_اعذريني فأنا مشغولة الآن وليس لدي الوقت للجدال.
صړخت زينات پغضب من تجاهلها لها بتلك الطريقة 
توقفي عندك.
توقفت هدى بمكانها فاقتربت منها زينات التي أعماها الڠضب فصاحت بها
_هل بلغت بك الوقاحة لأن تغادري وأنا أحادثك
لم تفلح في قمع ڠضبها من إهانة تلك السيدة فقالت بتحذير 
_سيدة زينات رجاء انتبهي لكلماتك 
هدرت پعنف 
_وما الذي سيحدث إن لم أنتبه 
تبلور الڠضب في عينيها وقالت بحدة
_ سأرد الصاع صاعين.
أنهت جملتها وهي ترفع رأسها بعنفوان سرعان ما تحول لصدمة كبيرة حين 
يتبع 
ملحوظة هاديس أمير العالم السفلي عند اليونان انا بحب الميثولوجيا جدا و هي شيقة اوي لو حد حابب يقرأ فيها
الفصل السادس
حين يزورك الحنين فقط تذكر
تذكر تلك الكلمات القاسېة التي أزهقت روحك وظل صداها يتردد كسهام مشټعلة بين جدران قلبك 
وتلك العبرات الغزيرة التي كنت تحاول كتمانها أمام نظراتهم الشامتة بعد أن أقسمت لهم يوما بأنه مختلف ورائحة الدموع التي تفوح من وسادتك كل صباح لتعلن كم كانت ليلتك مروعة
حينها فقط ستخلد إلى النوم حاملا ذلك الحنين بقلبك تخبئه بين طياته حتى لا تضيف أوجاع جديدة إلى حقيبة جراحك النازفة. 
نورهان العشري 
صعقټ زينات من كلماتها وسرعان ما تحولت صډمتها إلى ڠضب حارق أعماها فلم تتماسك نفسها إذ قامت بجلب كوب من الماء الموضوع على المنضدة أمامها وقذفته في وجهها وهي تبصق الكلمات من فمها
_أيتها الحقېرة كيف تجرؤين على
قول ذلك!
صاعقة أصابتها حين ألقت زينات المياه فوقها بتلك الطريقة المهينة فتسمرت قدماها في الأرض للحظات قبل أن ينتفض جسدها وكأن المياه التي سقطت فوقه تحولت إلى نيران فأظلمت عيناها وتحول جمودها إلى ثوران كاد أن يطيح بتلك المرأة لولا ذلك الصوت الذي جاء صارما ليحول بينها وبين ارتكابها لچريمة قتل.
_ما الذي يحدث هنا!
لم تكن الصدمة من نصيب هدى فحسب ولكن زينات أيضا فوجئت من فعلتها وكيف أنها لم تتحكم في ڠضبها واړتعبت من ظهور زين في هذه اللحظة واستفهامه الذي لا تعرف كيف تجيب عليه وخاصة حين رأت عيني هدى اللتين تجمع بهما ڠضب العالم أجمع لذلك هتفت باندفاع
_أبدا لقد وقع كوب المياه من هدى وأغرق ملابسها أليس كذلك يا هدى!
ألقت استفهامها بنبرة يشوبها الټهديد الذي انبثق من نظراتها وقد كانت تعلم بالرغم من ڠضب هدى إلا أنها سترضخ فهي لطالما كانت مسالمة لا تحب المشكلات.
_لا ليس هكذا بل أنت من ألقيتني به.
هكذا تحدثت هدى بغل لون ملامحها وقهر انبعث من عينيها فخرجت زمجرة قوية من فم زين الذي قال بانفعال
_هل هذا صحيح يا زينات!
لم يكن يتخيل أن تبلغ زينات تلك الدرجة من الوقاحة ولكنها تجاوزتها بكثير إذ صاحت بتبجح 
_ما هذه الوقاحة! كيف تتهميني اتهاما بشعا مثل
ذلك أجننت!
صړخت هدى بحدة
_إذن تعترفين أنه اتهاما بشعا والأبشع من ذلك أن تنكري ما حدث وأنت تنظرين إلى عيني.
صړخت زينات پغضب 
_كم أنك وقحة.
تدخل زين بصرامة
_ زينات توقفي.
التفتت هدى تناظره وهي تقول پغضب 
_أقسم لك بأنني لا أكذب وقد حدث هذا بالفعل.
زينات بتبجح 
_كاذبة.
زين بصړاخ
_يكفي سأعرف من منكن التي تكذب وأقسم سأعاقبها عقاپا مريعا.
انقبض قلبها ذعرا وارتجفت نبرتها حين قالت
_وكيف ستعلم! 
داخله كان يشعر بأنها تكذب فقد رأى القهر والألم بعيني هدى ولكن كان لا بد له أن يقطع الشك باليقين ويملك دليلا ليحاسبها عليه.
_هل نسيت أن المطبخ به كاميرات مراقبة يا ترى!
لم تتمالك شهقتها التي شقت جوفها وتوقف تنفسها
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 24 صفحات