السبت 23 نوفمبر 2024

قصه جديده روايه بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 10 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز


على ما عرضته علي سابقا.
_زين بملامح تحولت إلى الجمود الذي احتل نبرته حين قال
لا أفهمك أرجو التوضيح أكثر.
قمعت عبراتها وۏجعها الهائل وهي تقول بلهجة محتقنه 
_أريد الٹأر وجعل الجميع يدفع ثمن ما فعلوه بي ولكن خطتي تشمل زوجتك أيضا فلتعلم هذا مسبقا.
تفهم ما تمر به ولدهشتها وجدته يبتسم بهدوء قبل أن يقول 

_لا أريد معرفة ماذا
حدث ولكن سأخبرك أمرا يا هدى الذنب ليس ذنب زوجتي ولا والدك ولا حتى شاهين فهم أناس واضحين من البداية.. الذنب ذنبك لأنك ترين الأشخاص بنظارة يكسوها الغبار.. اخلعيها ولتري كل إنسان على حقيقته.
بقلب يرتجف ألما تحدثت
_رأيت رأيتهم على حقيقتهم وهذا أكثر ما يؤلمني.
زين بقوة 
_اجعلي هذا الألم دافعا قويا لأن تعيدي بناء نفسك من جديد.
أومأت پألم فأردف بخشونة 
_أقسى عقاپ للرجل بعد هجره للمرأة أن يراها ناجحة وجميلة وهذا يعني أن فراقه لم يؤثر فيها وهذه أقوى صڤعة قد يتلقاها كبرياءه.
صړخت پقهر
_يا ليتني أستطيع فراقه سأكون حينها أفضل.
_مخطئة ازدهري أمام عينيه ولا تسمحي ليده أن تطالك أبدا هكذا سيكون انتصارك عظيما.
على الرغم من اقتناعها بحديثه إلا أنه أثار بداخلها زوبعة من الاستفهامات والتي أفصحت عنها قائلة بجفاء 
_لم تفعل معي هذا إن من نتحدث عنه هو ابنك ولن أصدقك إن أخبرتني بأنك تفضلني عنه مهما بلغ غضبك منه.
زين بتعقل 
_لن أخبرك ذلك كما أنني لن أخبرك ماذا تعنين لي لأنك تعرفين ذلك أيضا ولكن سأخبرك ما لا تعرفينه.. قد تندهشين ولكن تأكدي أنني لا أكذب أبدا.
خربش الفضول جدران قلبها فقالت بترقب 
_أسمعك.
زين پألم دفين 
_أكفر عن ذنبي بحق شاهين نعم أخطأت بحقه وحق شقيقته باختياري لهم أما مثل زينات كنت أعرف جميع صفاتها السيئة ولكن لم أحميهما من بطشها كنت أرى إهمالها لهما واهتمامها بالمظاهر كثيرا وجفائها اللامتناهي في معاملتهما ولكن لم أردعها كنت مشغولا بجمع المال والحفاظ على تراث العائلة ولم ألتفت لهما.
أطلق زفرة حادة من جوفه قبل أن يتابع بشجب 
_شاهين ليس سيئا إن بداخله طفل يحتاج إلى الحنان والاهتمام ما زلت أذكر ذلك اليوم الذي هرول إلي وهو يخبرني عن الفتاة التي وقع بعشقها.
توقف لثوان وهو يناظرها بتأثر ثم أردف بحزن 
_لم يذكر شيئا عن جمالك بل كان يتحدث عن مدى حنانك ورقتك وهذا في الواقع كل ما يحتاجه. 
تآزر بها الۏجع فهمست بصوت يتضور ألما 
_لقد أغدقته بحناني ولم أبخل عليه يوما.
زين بتعقل
_سأسألك سؤالا وأنتظر منك أن تجيبيني بصدق.
_ سأفعل.
زين بترقب 
_متى آخر مرة جلست مع شاهين وتحدثتما معا مثل باقي الأزواج!
لم تعلم الإجابة فهي أبعد من أن تتذكرها لذا لم تجب فواصل استجوابه 
_متى آخر مرة خرجت معه بمفردكما!
دام صمتها فهذا السؤال أيضا لا تعلم إجابته فتابع بلهجة تشوبها الحد
_هل هو السبب هل طلبت منه ورفض!
تذكرت تلك المرات التي كان يطلب منها الخروج معه لقضاء وقتا ممتعا في الخارج أو لتناول الطعام ولكنها كانت منشغلة إما مع الأولاد أو بأمور المنزل فتعتذر منه.
_هذا الصمت يعني أنه لم يكن السبب.
مزقت ثوب الصمت قائلة باندفاع 
_لم يكن الأمر بيدي فقد كنت مشغولة إما مع أطفالي
أو مع والدته لم أرفض لأنني لا أريد بل كنت أكثر من يحتاج وجودي معه ولكن أنا لست امرأة خارقة أهلك من فرط التعب طوال اليوم بأمور المنزل والأولاد وإرضاء والدة زوجي التي لا ترضى أبدا.
زين بهدوء
_وهذا أعظم أخطائك الوحيد الذي كلفك الله بإرضائه هو زوجك. 
هنا ذهب عقلها لا إراديا لكلمة والدها بأن زوجك هو الوحيد الذي يجب عليك إرضاؤه وقد فطنت إلى ما يقصده الآن لهذا همست بتعب وهي تجر قدميها للجلوس على المقعد أمام مكتب زين 
_ولكنه لم يكن يحميني من بطشها ولم يكن في مقدوري مواجهتها لهذا كنت أجتهد حتى أرضيها.
_وهذا هو خطأك الثاني تقتلين نفسك لإرضائها وهي لا ترضى... لذا كان عليك التوقف عن فعل ذلك ما أن رأيت أن كل ما تفعليه يذهب أدراج الرياح.
كلماته أيقظت چروحا غائرة بقلبها عن مدى تسلط تلك المرأة وتجبرها وهتف عقلها مؤنبا لم احتملت كل هذا 
تابع زين بعدما رأى أن حديثه قد وصل إلى مبتغاه 
_انتظرت أن تشتكي مرات ومرات ولكنك كنت مستسلمة بدرجة تثير حنقي فاكتفي بتأنيبها ببضع كلمات يكون ردها هي لم تشتكي لذا لا تتدخل. 
همست بمرارة
_أنت محق لم أكن أشتكي ولا أعلم لم كنت مستسلمة هكذا ولأجل من!
صمتت لثوان قبل أن تهب مندفعة 
_نعم اعترف أنني قصرت بحقه قليلا! ولكني كنت أربي أبنائه وهو غائب طوال اليوم لا يعلم عنهم شيئا بينما كنت أحمل مسؤوليتهم وحدي لا أستحق منه هذا أبدا.
أومأ برأسه وهتف قائلا 
_نعم وأنت بالمناسبة أم عظيمة ولكنك غفلت عن واحد من أبنائك وأهملته وهذا الابن تلبسه الشيطان وأخطأ نعم خطأ كبير
ولكن هل تتخلين عنه 
هنا نعود إلى سؤالك لم أفعل هذا معك لأجل هذا الابن التائه الذي أعلن العصيان على والدته وأراد أن يثبت لها أنه لا يحتاجها وبمقدوره الاستغناء عنها بينما هو لا يستطيع الابتعاد عنها أبدا فهي والدته. 
لم ترد أن تجعل حديثه يحتل مكانا بقلبها لذا صاحت پعنف 
لست والدته وأرجوك لا تحاول التأثير علي.
قاطعها بقوة 
بحثت بداخلها عن كلمات تجيبه بها فلم تجد فأردف محاولا الوصول إلى قلبها 
_اعترفت منذ لحظات أنك أخطأت وقصرتي بحقه كزوج وهذا ما يجعلني أطالبك بالغفران.
حين أوشكت أن تتابعه صاح بقوة 
_هذا بعد أن تلقنيه درسا قاسېا يجعله يعرف قيمتك تماما وسأساعدك في ذلك أقسم أن أساعدك حتى تجعليه يأتي باكيا طالبا منك الصفح ولكن رجاء لا تهدمي ذلك البيت فأنا لن أثق بأحد سواك
ليحافظ على بنيانه.
لا تنكر بأنه محق في أشياء كثيرة ولكنه يطلب منها فوق طاقتها لا تستطيع مسامحته والغفران بالنسبة إليها درب من دروب المستحيل خاصة مع هذا الۏجع القاټل الذي يثقل صدرها.
_لن أطلب منك ما هو فوق طاقتك لذا سندع كل شيء يمضي كما هو مقدر له وأنا عند وعدي لك سأساعدك حتى تستعيدي نفسك. 
تشوش عقلها وطغى ۏجعها على كل شيء فنظرت إليه بعينين واهنتين تشبهان نبرتها حين قالت
_ أريد أن أرتاح قليلا هل تسمح لي!
زين بتفهم 
_بالطبع تفضلي وتذكري أنني هنا دائما لأجلك.
أومأت بامتنان وتوجهت إلى باب الغرفة تفتحه وإذا بها تقف وجها لوجه مع عينين لطالما تغنت بعشقهما دهرا عينان تعودان لرجل بنى لها برجا من العشق ثم هدمه فوق قلبها الذي حتى حطامه لم ينجو من بطشه. 
تآزر بها الشوق والألم معا فحاولت أن تشحذ بعضا من كبرياءها المهدور على يديه وانتزعت عينيها اللتين وقعتا أسيرة لخاصته لثوان وتوجهت إلى الأعلى بأقدام هلامية بالكاد قادرة على حملها فأخذت تبتهل إلى الله ألا تقع أمامه فهي تعلم أن عينيه تراقبها تشعر بنظراته تخترق ظهرها لذلك كانت مرفوعة الرأس حتى أنها لم تلتفت حين سمعت صوت زينات خلفها تناديها بل تابعت صعودها إلى الأعلى بكبرياء تتمنى لو ترمم تصدعاته ذات يوم.
_هل أصيبت بالصمم أم ماذا!
هكذا تحدثت زينات غاضبة فلم يعيرها اهتماما فقد كان مشغولا بتهدئة قلبه الثائر بقوة حين لمح الألم الذي يطل من عينيها ويلون ملامحها التي ذبلت والسبب هو. 
تجعدت ملامحه وقست نظراته وتولى عقله مهمة إقناعه بأنه لم يخطئ وأن ما فعله كان صائبا.. لذا توجه إلى مكتب والده لينهي هذا الصراع اللعېن صافقا الباب خلفه.
لا بأس . لم يحدث شئ . انا بخير كلها عبارات معانيها بعيدة كل البعد عما تحمله من آلام يجيش بصدر قائلها . فهو أكثر من يعاني في هذه الحياة و لين قلبه سببا قويا لشقائه لذا لم يخطئ من قال في السابق بليت بلين القلب ! فوداعه القلوب تتناسب طرديا مع مشقتها..
نورهان العشري 
_ نور حبيبتي هل أنت هنا بحثت عنك كثيرا ولم أجدك.
هذا كان صوت جليلة الذي اخترق مسامعها وهي تغادر غرفة والدتها التي ارتفع ضغطها فجأة ولأول مرة منذ وقت طويل تستوطن الفراش لمدة أسبوع كامل اعتزلت به الجميع وأولهم هي ولكن قلبها لم يطاوعها بتركها وحيدة فقد كانت تجلب لها أدويتها بنفسها وكذلك الطعام ولأن طيبة القلب أحيانا تكون سبب شقائه فقد كانت تأخذ النصيب الأكبر من ڠضبها بكل مرة تذهب إلى غرفتها وبالرغم من ذلك لم تتركها أبدا. 
_ كنت أتأكد من أن أمي أخذت دوائها وتناولت الفطور هل تريدين شيئا
جليلة بنفي 
_لا أبدا
سئمت الجلوس وحدي وأردت أن نتشارك فنجانا من القهوة.
خيم الحرج على ملامحها وجاءت كلماتها تحمل طابع الاعتذار 
_أعتذر منك كثيرا فأنا كنت أنوي الذهاب لرؤية هدى فقد مضت على عودتها من بيت والدها أسبوعا ولم أستطع رؤيتها وأنت تعرفين ما حدث لها.
قاطعتها جليلة بتأثر 
_أعلم وأشفق على تلك الفتاة كثيرا فما حدث ليس بالهين على أي امرأة.
أطلقت العنان لمشاعرها حين قالت بحزن
_ أتعلمين ما المحزن في الأمر أنها مجبرة على التعايش معه وتقبله.
جليلة بمرارة 
صمتت لثوان قبل أن تقول بترقب
_ أخبريني يا نور لو كنت بمكان هدى هل ستتقبلين الأمر وتنصاعين لتلك القيود أم ستنفصلين عن فراس 
كان سؤالا عابرا في الظاهر ولكن بينها وبين نفسها شعرت بأنه سهم مشتعل أصاب شيئا ما بداخلها فتألم سائر الجسد فأغمضت عينيها لثوان قبل أن تخرج الكلمات من أعماقها تحمل طابع التمني
_لن أستطيع تقبل ذلك الأمر أبدا.
قطعت باقي جملتها وخبئته بصعوبة في جوفها فلم تكمل ما أرادت قوله بأنها تتمنى أن تنفصل عنه لأنه خائڼ قاټل وقد وبخها عقلها ونعتها بالجبانة لكونها لا تستطيع حتى التفوة بكلمات واهية لا تملك الجرأة على تنفيذها.
_لم أشعر بأن لحديثك بقية!
هكذا استفهمت جليلة وهي تناظرها بأعين التمع
بهما الترقب والفضول فحاولت المناص منها إذ قالت مراوغة
_تعلمين أنني لا أجرؤ على قول ما هو أبعد من ذلك والفضل يعود إلى هاديس أمير الظلمات الذي أنا زوجته... وأيضا لقد أجبت على سؤالك.
بهتت ملامح جليلة من إجابتها علي الرغم من أنها تعلم جيدا كيف يمكن لولدها أن يتحول لهاديس بالفعل ولكنها أرادت معرفة إلى أي مدى يصل سوء الأمور فقالت باستفهام 
_أجبت على نصفه فقط وبصدد إطلاقك عليه هذا اللقب أخبريني يا نور هل أمورك مع فراس تسير على ما يرام 
تنبهت إلى سؤالها الذي ترتاب في سببه كثيرا فلاحظت جليلة ذلك فأردفت موضحة 
_لا أقصد التدخل في شؤونكم الخاصة ولكن ما حدث لم يكن سهلا خاصة بأن عودته لم تكن متوقعة وجاءت في أكثر توقيت سيئ لأي رجل.
_أمي. 
هوى قلبها بين قدميها حين سمعت صوته الذي يدل أنه سمع حديث والدته فانكمشت ملامحها پذعر ارتسم بقوة في عينيها التي برقت وتنفسها الذي علا إضافة إلى رجفة قوية ضړبت
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 24 صفحات