ابراهيم الأسيوطي
كانت هي ثابتة بمكانها وهي تتذكر هيئتها فكانت ترتدي تيشرت من اللون الابيض وبنطال جينس وتركت العان لشعرها البني منسدل بحرية على ظهرها واستطاعت ابراز ملامحها بأضافة بعض مساحيق التجميل
ابتسمت في داخلها وهي تتذكر حديث معتز بالامس ومخططه الذي اقسم على تنفيذه بأن
يشعر عمار بالغيرة
حمحمت بهدوء وهتفت انا كنت جايه اعرف حضرتك عايز تنظم الحفلة فين
ابتسمت بنصر وأضافت بسأل حضرتك الحفلة هتكون فين
نظر إلى ابتسامتها وقد تيقن انها شعرت بأعجابه فأضاف بثقة بصراحة الحفلة هتكون عندنا في الفيلا علشان اقدر اعرف أسيل على جوه عائلة نصار وتشوف خطيبها كبر فين
تمام كده هكلم الفندق الي هطلب منه الاكل وكمان هتفق مع مصمم حفالات وهشرف على الموضوع بنفسي
صباح الورد والفل والياسمين
قالها معتز بعدما دلف إلى مكتب عمار وهو ينظر إليها بأعجاب
بادلته الابتسامة وهتفت صباح النور يا معتز عامل ايه
رفع يده وهو على قلبه قائلا بسعادة ومرح يا لهوي اهو انا دلوقتي بقيت زي الحصان مكنتش اعرف اني اسمي حلوا اوي كده غير لم سمعته منك
تعالت ضحكاتها وهي تنظر إلى عمار متعمدة اثارة غيرته انت كلك على بعضك حلوا وبعدين انا كنت لسه معاك امبارح وقلته ايه الجديد
ثم ابتعد واكمل انتي اصلآ الي يشوفك كل ثانية ميشبعش منك
ابتلعت ريقها وهي تنظر إلى ذاك الغاضب لتهتف بأبتسامة متكلفة طيب هروح اشوف شغلي ونبقي نتكلم بعدين يا معتز
خرجت وعلى وجهها ابتسامة خبيثة فقد علمت نقطة ضعفه ولن تترك تلك الصفراء تأخذه منها مهما حدث
تقدم معتز وجلس امام عمار وهو يضع احدي الملفات امامه وقال دي صفقة جديدة واعتقد هتكون نقلة كبيرة لنا وللشركة
اغمض عيناه وهو يتمنى من داخله ان يسحق وجهه ويزيل تلك الابتسامة
القي نظره على ذاك الملف وبدأ في مناقشة امور تلك الصفقة الجديدة
صباح الخير يا فندم
مدير الاعمال صباح النور اقدر اساعد حضرتك
ابتسمت بهدوء واضافت انا مرام سالم سكرتيرة المهندس عمار امجد نصار
اجابها بسعادة اهلا اهلا طبعآ ال بشمهندس في غني عن التعريف
بدأت مرام تقص عليه امور الحفل وما تريده فأعطاها رقم هاتف رب عمله وأخبرها ان عليها الاتصال به وتخبره بالامر
وبعد أن انهت المكالمة مع مدير الاعمال قامت بأجراء مكالمة هاتفية اخري دامت لنصف ساعة وهي تحاول جاهدة ان تقنعه بأن يقبل هذه الحفلة كونه لا يقبل اي عمل الا الاعمال التي تقدم قبل موعدها بفترة لا تقل عن شهر وبعد اسلوبها الراقي في الحديث عبر الهاتف كان ولا بد ان ان يقبل وحينما ابلغته بالتفاصيل والمكان اخبرها بانه قريب من فيلا امجد نصار وطلب منها مقابلته هناك حتى يعلم ما عليه فعله
انهت المكالمة وهي تتنفس بصعوبة ونهضت متجهة إلى مكتبه وهي ترسم ابتسامة عذبه على ثغرها
دلفت إلى مكتبه بعدما سمح لها بذلك
لينظر إليها معتز قائلا خير يا مرام في حاجة متوترة ليه
نظرت إليه وقالت لا مش متوترة بس كنت بكلم مصمم الحفلات واقنعته بالعافية يقبل
هتف معتز بتساؤلحفلة ايه
كادت ان تتحدث فقاطعها عمار پغضب قائلا وهو يرفض في غيره مكنش لازم تضيعي وقتك معاه على القاضي
ابتلعت غصة في حلقها وهتفت هو من افضل مصممين الحفلات وهو معروف بشغله وبصراحة انسان ذوق ومحترم وكما
قاطع حديثها صوته الغاضب المستاء من نبرة مدحها في رجلا اخر وقال وانتي جايه علشان تمدحي فيه لو ده الي جابك يبقى اتفضلي على مكتبك
اغمضت عينيها محاوله حبس دموعها وهتفت بقوة تتنافى عما بداخلها انا كنت جايه ابلغ حضرتك ان المصمم كان قريب من الفيلا بتاعتك وطلب انه يقابلني علشان اشرحله كام حاجة تخص الحفلة وكنت جايه استأذن حضرتك قبل ما امشي ولو ضايق حضرتك كلامي
اتفضل قابله
انت اظن كده عملت الي عليا
التفتت حتى تغادر ولكن اوقفها صوته حين قال في عربية الشركة تحت وسواق جديد هيوصلك اي مكان
لم تنظر إليه بل خرجت وصفعت الباب
خلفها بقوة مما اثار ڠضب معتز لينهض من مجلسه قائلا انت ايه يا اخي هتفضل كده لحد امتي انسان اناني
وقف عمار وهو يشير اليه ب سباته قائلا انت اخر واحد تتكلم وياريت متدخلش في الي ملكش فيه
ضړب المكتب بيده وهو يقول لا ليا لم تكون بتعاملها بالطريقة الزفت دي يبقى لازم اتكلم اسمع يا عمار قسما بربي لو حاولت تجرحها