صرخات انثي بقلم اية محمد رفعت
جاذبا جاكيت علي ومتوجها للداخل بصمت ممېت.
هدأت أنفاسها رويدا رويدا وهي تجده يدلف داخل المنزل وضعت يدها على صدرها تتلامس فرط نبضات قلبها الثائر واشتعال وجنتها من قربه القاټل ويدها الاخرى ترفع جاكيته الموضوع على جسدها بإهمال.
رغما عنها استجابت شفتيها لبسمة صغيرة غيرته كانت بادية كسطوع الشمس في ليل مخيف مجرد رؤيتها ترتدي شيئا يخص رجلا غيره تمرد طابعه الشرقي دون ارادة منه ومع ذلك خشي تركها بالثليج دون غطاء يداثرها عساها تمرض بعد ازاحة الجاكيت عنها.
كان يقرأ بكتابه باستمتاع حينما انفتح باب غرفته ليظهر من أمامه أخيه وبيده جاكيته الخاص ولج عمران للداخل واضعا الجاكت على المقعد وبآلية تامة تحرك للفراش رفع الغطاء وتمدد جوارهثم استكان برأسه على ساق أخيه المندهش مما يراه فترك كتابه ومرر يده على ظهر أخيه بقلق
تمسك به أكثر وعينيه تلتمع بالدمع آبية السقوط صمته زاد من قلقه فقال
_عمران مالك
أتاه صوتا محتقنا يجيبه
_خايف أخسرك في يوم من الأيام يا علي.
رفع رأسه إليه فاعتدل عمران بجلسته مواجها أخيه وجها لوجه فتماسك وهو يردد
_أنا عايز مايسان يا علي.
رمش بعدم استيعاب لما يحدث عنه فضربه بخفة على جبينه مرددا بضحك
ولف وجهه بين يده بنظرة متفحصة
_أوعى تكون شربت تاني هعلقك من رقبتك المرادي أنا مطمن إنك كنت مع جمال ويوسف.
واعتدل علي بجلسته يتساءل
_إنت كنت فين يا عمران إنطق!
تعجب من بروده بالحديث وعدم تطرقه لما يخص زوجته وكأنه لم يستمع لحديثه من الأساس ما يشغله عودته للخمړ ولتلك اللعېنة فاندث بأحضانه والآخر يضمه باستغراب لحالته الغامضة فردد پخوف
ردد إليه بندم
_أنا حقېر فعلا زي ما يوسف وصفني.
ضمھ علي مازحا
_قول كده بقى الدكتور يوسف اداك الطريحة اللي هي وجاي أصالحكم على بعض خلصانة يا حبيبي أنا لما أشوفه هحلك الأمور.
صمت ولم يبرر له تركه يظن الأمر خاص برفيقه فكيف سيواجهه إن علم ظنونه التي تلاشت لحظة تمعنه بحدقتيه الصادقة انحنى عمران ليعود بوضع رأسه على ساق علي من جديد فمرر علي يده بخصلات شعره البني بحنان وردد بمرح
رمش عمران بعينيه باستغراب فاستدار بجسده ليقابله متسائلا
_تقصد أيه
وخمن ببسمة هادئة
_إنت رجعت ليارا يا علي
ضحك وهو يجيبه ساخرا
_دكتورة يارا خطيبتي السابقة اتجوزت وزمانها على وش ولادة يا عمران!
اعتدل عمران بجلسته وهو يستفهم بلهفة
هز رأسه مؤكدا فاتسعت بسمة عمران بحماس
_طيب احكيلي بتخبي عني!
نفى ذلك موضحا
_عمري ما خبيت عنك حاجة الموضوع وما فيه إني مكنتش متأكد من مشاعري وكمان علاقتنا هتبقى شبه محال.
رفرف باهدابه بعدم فهم
_ليه
التقط علي نفسا مطولا قبل أن يجيبه
_عمران أنا بحب فطيمة.
جحظت عينيه صدمة وهو يحاول تذكار الاسم المردد لولا أنه رآها بنفس اليوم ومع ذلك تمنى أن يكون مخطئ ففاه
_فطيمة اللي أنا شوفتك قاعد معاها واللي المستشفى كلها جايبك سيرتها وسيرتك! يعني مكنوش بيبالغوا!
لم يترك له عمران فرصة الحديث واستكمل بهمسه المنخفض
_مش دي البنت اللي كنت دايما بتتكلم عنها طول الشهور اللي فاتت هي اللي تم الاعتداء عليها.
هز رأسه مؤكدا له بحزن فصاح عمران به بعد فترة صمته
_لأ يا علي فريدة هانم مش هتسكت دي... دي ممكن تقوم قيامتك!
تمدد جواره مستندا بيده أسفل رأسه عينيه شاردة بسقف غرفته
_مستعد أتحاسب وأتحداها بكل قوتي بس فطيمة تتقبل حبي وده صعب يا عمران.
واستكمل وعين عمران المندهشة لا تفارقه
_لأول مرة أحس بالۏجع ده المفروض إني كطبيب متأثرش بالكلام اللي أسمعه من المړيض وأكون مركز لكل حرف بحيث أقدر أساعده لكني وأنا جنبها عاجز.. عاجز وبتمنى أساعدها بدون ما أسمع عن اللي اتعرضتله لإني بحس بخنجر بيقطع لحمي وبتمنى أرجع الماضي وأقتل أي حقېر جرحها ومسها.
وبصوت مخټنق استطرد
_بتمنى أكون أول راجل ظهر في حياتها وقتها مكنتش هسبب كلب يمس شعرة منها يا ريت لو أقدر أخدها بين ضلوعي